أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية















المزيد.....

أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏‫ لئن تزامن السقوط الإخلاقي السياسي المدوي للرأسمالية الأميركية مع صعودها العالمي ببلوغها المرحلة الامبريالية وارتكابها جرائم بحق الإنسانية في عدد من دول العالم الثالث وبضمنه عالمنا العربي ، وعلى الأخص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإنه لم يسبق أن تعرت الطبقة الرأسمالية الأميركية الحاكمة ذاتها على الصعيد الشخصي كما تعرت منذ انتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينيات القرن الآفل وإلى يومنا هذا ، ولئن مثّلت فترة حكم الرئيس بيل كلينتون الأولى النموذج الأبرز من خلال فضيحة علاقته الجنسية مع الموظفة اليهودية مونيكا لوينسكي والتي جرت وقائعها في مبنى له مكانته السياسية المُقدسة ألا هو " البيت الابيض " مقر رأس السلطة المُنتخبة التي تقدم نفسها للعالم كمثل أعلى في الديمقراطية والطهارة السياسية الإخلاقية واحترام حقوق المرأة وعدم استغلال النفوذ لأغراض المُتعة الشخصية المنحطة وخيانة الرابطة الزوجية والبيت العائلي في عقر دار " البيت الأبيض " ، فإن ما نتابعه منذ إنطلاقة الحملات الانتخابية خلال العام الماضي بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي هيلاري كلينتون والتي انتهت انتخابياً بفوز الأول وهزيمة الثانية في نوفمبر / تشرين الثاني من نفس العام إلى يومنا ليس سوى امتداد لهذا السقوط الاخلاقي الشخصي لممثلي هذه الطبقة المُتفسخة ذاتها ، بغض النظر هنا عن تفاوت الشرائح التي يمثلونها منها .
لقد حاولت المرشحة المهزومة كلينتون أن توظّف في حلبة المنافسة الانتخابية بينها وبين ترامب قضايا يغلب عليها الطابع الشخصي بدلاً من القضايا الجوهرية التي تهم شعبها وشعوب العالم أجمع ، كقضايا الفضائح الجنسية لمنافسها ترامب قيل ترشحه متناسيةً أن البيت الأبيض التي تخوض سباقاً معه من أجل دخولها فيه كرئيسة قد تحول إلى بيت أسود من زجاج بفضل مغامرات زوجها مع فتاة هي بمثابة إبنته سناً ، وهكذا فقد كان من السهل على ترامب أن يقذف البيت الأبيض وبيتها فيه في فترة ولاية زوجها المشار إليها .
لكن أين كانت حينما تفجرت المظاهرات والاحتجاجات المليونية العارمة ضد ترامب في يوم تنصيبه وهي التي ذرفت دموع التماسيح على أوضاع الطبقات الوسطى والعمالية وسائر الكادحين والمهمشين كما تباكت على حقوق المرأة ؟ وأين كان الرئيس السابق أوباما وزوجته ميشيل ؟ لقد كانوا جميعاً مشغولين من الرأس إلى أخمص القدمين في تمضية ساعات طوال لحضور لمتابعة مراسم تنصيب الرئيس الجديد ترامب ، وفي اليوم التالي ( السبت ) كان هذا الرباعي مشغولاً لحضور مأدبة غذاء أقامها الرئيس ترامب نفسه ، وهذا مجرد مثال بسيط يرينا حقيقة هذه الطبقة السياسية الانتهازية الفاسدة التي تتاجر بالشعارات السياسية البراقة لخداع الناخبين من أجل مصالحها الشخصية ومصالح من يدعمها بالمال من كبار الرأسماليين والأوليجاركية المالية لإيصالها للسلطة . أوليس أولىٰ بهيلاري وزوجها ، بل والرئيس السابق أوباما وزوجته أيضاً ، أن يكون مكانهم الحقيقي في ذلك الوقت في شوارع نيويورك وواشنطن مع الجموع النسائية والسود والبيض الغاضبة ضد ترامب وليس في "البيت الأبيض " ل؟ وما كان احترامهم هذا الطقس البروتوكولي إلا لمجرد إثبات التزامهم وحرصهم على حضور مراسم بروتوكولية في تداول السلطة ثم حضور مأدبة الغذاء التي دعاهم إليها ترامب ؟
ولنقارن هذا الموقف السلبي للمرشحة المهزومة هيلاري من الحركة الاحتجاجية ضد ترامب بموقف إمرأة أميركية سبعينية العمر من جيلها ذات أصل افريقي والتي برزت في أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي كواحدة من أبرز المناضلات الشابات اليساريات الصلبات في الولايات المتحدة والعالم ضد سياسات حكومة بلادها داخلياً وخارجياً بل وكانت لها مواقف مشهودة لا تلين في مناهضة اسرائيل والحركة الصهيونية ونصرة القضية الفلسطينية وحركات التحرر العربية والعالمية كافة ، ألا هي الاستاذة الجامعية أنجيلا دافيز Angela Davis والتي عُرفت أيضاً بنضالها السلمي العنيد الذي لا يكل من أجل الافراج عن المعتقلين السياسيين في بلادها وضد العنصرية ، هي التي وصفها الرئيس الأسبق نيكسون بطل فضيحة ووترغيت ب " الارهابية " ، في حين ماتزال إلى اليوم على العهد قابضةً على الجمر وكأنها ما برحت في فورة شبابها النضالي .
ولعل السطور التالية المُقتبسة من خطاب لها على مسرح نُصب في الهواء الطلق أمام حشد من آلاف النساء المتعددة الانتماءات العرقية والثقافية خلال وقفة استراحة جرت على هامش مشاركتهن في حركة الاحتجاجات الجماهيرية الصاخبة الأخيرة ضد ترامب وهي تتحدث عن دعمها القوي لهذه الحركة ترينا عمق الفارق بين المرأتين :
" إننا نستلهم قيادة السكان الأصليين الذين لم يتخلوا عن النضال من أجل الأرض والماء والثقافة وشعبهم بالرغم من عنف الإبادة الجمعية الهائل . ونحُيي بشكل خاص ستاند روك سو . لا يمكن محو نضال السود من أجل الحرية الذي صاغ طبيعة تاريخ هذا البلد . ولا يمكن أن نُجبر على نسيان حقيقة ان حياة السود مهمة . هذا بلد تأسس على العبودية والاستعمار مما يعني ان تاريخ الولايات المتحدة بحد ذاته هو تاريخ الهجرة والرهاب والاستعباد. ان نشر رهاب الغرباء وتوجيه التهم بالقتل والاغتصاب وبناء الجدران لن يمحو التاريخ " .
ومثلما كان شعار" فلسطين حرة " حاضراً في الاحتجاجات الشعبية الاميركية الأخيرة فقد كانت غزة حاضرةً أيضاً في خطاب ديفيس : " إنه النضال من أجل إنقاذ كوكب الأرض ووقف التغير المناخي وضمان الحصول على الماء من روك سو إلى فلنت ، ميشيغان إلى غزة . النضال من من أجل انقاذ الحيوانات والنباتات ، وانقاذ الهواء . هذه هي ساحة المعركة الرئيسية للنضال من أجل العدالة الاجتماعية . " .
وأضافة ديفيز : وسط الهتافات الحماسية وتصفيق للفتيات الحاضرات وتدفق حماسهن مع شعاراتها المُلهبة : " نُحيي النضال من أجل حد أدنى للأجور ، ونكرس أنفسنا لمقاومة أصحاب البلايين المستفيدين من العقارات الذين يدمرون المدن ، مقاومة خصخصة الرعاية الصحية ، مقاومة الاعتداءات على المسلمين والمهاجرين ، مقاومة الهجمات على ذوي الاحتياجات الخاصة ، مقاومة عنف الدولة الذي ترتكبه شرطتها داخل السجون . " .
والحال لن يتخلص الشعب الأميركي من ثقل وطأة هذه الطبقة الفاسدة المُفسِدة الجاثمة عليه منذ عقود طويلة والمتاجِرة بالشعارات الديمقراطية زوراً وبهتاناً إلا من خلال وحدة أعرض الفئات والطبقات المسحوقة منه والتي تمثل السواد الأعظم من الشعب ، وعلى وجه وحدة ممثليها ومن ثم إنطلاقة نواة لحركة مقاومة احتجاجية جديدة ذات نفس طويل ودائم تُوظف فيها كل المستلزمات المناسبة السياسية والتقنية التكنولوجية الإتصالية لهذه المهمة وترسم بوضوح معالم خلاصها من جشع تلك الطبقة الرأسمالية الحاكمة وبما يفرض عليها اجراء إصلاحات جوهرية في نظامها السياسي المتقادم الذي غدا أشبه بالمفصّل على قياس مصالحها والعاجز عملياً في الممارسة الديمقراطية عن تمثيل الأغلبية الشعبية المُجردة من هذا الحق . ‫



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا
- الطبقات الفقيرة حينما تُسمم بالوعي الطائفي
- التمييز العنصري وصناعة الفقر
- ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية
- هل بمقدور أوباما اجتثاث العنصرية في بلاده؟
- ساحة محمود درويش في باريس
- الرأسمالية تتعرى في مياه خليج المكسيك
- أسطول الحرية والأشكال النضالية المغيّبة
- التلوث بين خليج المكسيك وخليجنا
- والذين يزدرون حضارتهم
- دروس أسطول الحرية (2-2)
- دروس أسطول الحرية (1-2)
- جياع العالم.. والمقتدرون المقترون (2-2)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية