|
رسالة لقيادات العمل النقابي العمالي
سلامه ابو زعيتر
الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 13:09
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بسم الله الرحمن الرحيم مقال بعنوان / رسالة نقابية لقيادات العمل النقابي العمالي
إلى قيادة العمل النقابي، يا من تمثلون العمال بكل الميادين والمواقع والمستويات في عصر التجديد والثورات، وما كان يسمى بالربيع العربي؟؟!! ومحاولات التغيير ورفض كل أشكال الاستبداد والظلم والاستغلال، والمتاجرة بحقوق الشعوب. إن الحالة النقابية العمالية لا تصر عدو أو صديق، فحالة التشرذم، والخلافات الداخلية، وصراع المصالح، والانقسامات ساهم في الابتعاد عن العمل النقابي الحقيقي، وأثر سلبياً على العمال وواقعهم؛ لذا أود بهذه الرسالة أن أضعكم أمام مسئولياتكم في ظل تعاظم هموم وقضايا العمال، وارتفاع نسبة البطالة، ومعدلات الفقر والغلاء الفاحش للأسعار، وتآكل القيمة الشرائية للرواتب التي بالأساس كانت لا تفي بتوفير الحد الأدنى لمتطلبات المعيشة؛ بالإضافة لاستغلال المشغلين للظروف وإهدار الحقوق العمالية والتلاعب بالأجور؛ فمن ينظر لحال العمال وواقعهم بحرص وتمعن تدمع عيناه، ويرتعش قلبه حزناً وألماً لما وصلت إليه أوضاعهم وأحوالهم، خاصة هذه الأيام، والقيادات النقابية مشغولة أحيانا برحلات السفر والعلاقات العامة، أو التناحر على المواقع القيادية والخلافات الداخلية والشرذمة التي يتم اعادة انتاجها في كل موسم؛ وإن تحركوا نقابياً لقضايا عمالية او نقابية أو وطنية، تأتي هذه التحركات كردة فعل أو محاولات للحفاظ على البقاء، أو محاولة لسرقة أضواء أي تحرك عمالي من القواعد، وكأن العمل النقابي هدفه وضع القيادات النقابية تحت الأضواء وأمام وسائل الإعلام، ونشر صورهم على صفحات الفيس بوك والتويتر وشبكات التواصل Social media بدون أي تحقيق إنجاز ملموس ومؤثر. برغم كل الهموم المثقلة والمشاكل التي يعيشها العمال ويعانون فيها صعوبة الحال تغيب المبادرات النقابية الفعالة والخطط عن ميادين العمل، وكأن ما يحدث برنامج مٌعد من قبل النظم الرأسمالية المستبدة والمستغلة لإهدار حقوق العمال والتجنب عن إثارتها، وخلق الأزمات والعثرات لها، لقتل أي محاولة ثورية في مهدها، وقبل تشكيل أي قوة تأثير و ضغط لتحسين أوضاع العمال والنهوض بهم نحو الامل والتغيير الفعال والايجابي والبنيوي. إن العمل النقابي مبادأة ومبادرة ومساهمة إيجابية لصالح الأعضاء، وهدف وجودها الأساسي ومبررات استمرارها هو حماية مصالح العمال والنهوض بواقعهم وتنميته، ويأتي ذلك وفق فلسفة ثورية مطلبية قائمة على أسس علمية ومنهجية، وبمشاركة عمالية ، عبر تلمس لأهم قضاياهم، وتحديد الأولويات للتدخل؛ فأعمى من يعتقد أن العمال في حالة مستقرة، وسيستمر ويطول صمتهم، فهناك الكثير من قضاياهم ومشاكلهم التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي في المجتمع، فحجم معاناتهم خلق لهم الأزمات النفسية والاجتماعية والأمراض، وانعكس على حياتهم، وعلاقاتهم الأسرية، وقدراتهم الإنتاجية، ونظراتهم للآخرين؛ وبخاصة ما يتعلق بالعمل النقابي، وهذا الصبر لن يطول، فالعمال أمسوا كالبالون ممتلئ بالهموم والالام، ويكاد ينفجر من كثر الضغط، في وجه الجميع وقياداتهم النقابية في البداية، وهذا ما يؤكده الوضع القائم والمعلومات المتوفرة من العمال أنفسهم . إن العمل النقابي تضحية وانتماء ونضال من أجل قضية عادلة تؤمنون بها لصالح العمال، ولقد مر زمن طويل، ولم نسمع عن انتصارات عمالية حقيقية، وانجازات نقابية مهمة وذات ثقل عمالي، وتضامن حقيقي جدي بين العمال كما كان الوضع في الماضي. هذه الرسالة للتذكير التنويه بهدف إعادة النظر والتفكير باهتمام أكبر بالعمال وقضاياهم، فلن يستطيع القيادي الذي يعيش في قصر عاجي أن يلتمس معاناة من يعيش بالفقر المدقع أو بين الآلات وزيوتها ورائحة العرق الزكية، فلن يشعر بهم من ينام على ريش النعام، إلا إذا احتك بشكل حقيقي بواقعهم، واستمع جيدا لهم وجسد كل طاقاته وقدراته وإمكانياته لصالح قضاياهم وهمومهم ومطالبهم، وعلاجها بطرق منتجة وبأقل التكلفة والخسائر، وتحقيق انجازات ملموسة لصالحهم من خلال تخطيط علمي بمشاركتهم، وتنفيذه بمهارات عالية، وتقييم وتقويم للعمل دائما، وإعادة النظر في البرامج المقدمة فعلى سبيل المثال: لا يجوز أن ينحصر العمل النقابي في أنشطة تدريبية غير هادفة على حسب رؤية التمويل، وتكون بعيدة عن الواقع والتخطيط والحاجة العمالية، فالنتيجة ستكون سلبية حتماً على العمل النقابي والعمال، كما يجب أن نقيم بنية وهياكل العمل النقابي، وأنشطته، ووظائفه التقليدية؛ بهدف التجديد والتحديث في العمل، وإعادة النظر بأشكال الاتصال والتواصل، والأدوات التنفيذية للبرامج النقابية، والتثقيفية والترويحية والاجتماعية والرياضية والصحية، والقانونية ....الخ من مهام تقوم بها النقابات العمالية لخدمة أعضائها، ومهم التفكير جيداً بالحفاظ على البعد الثوري للعمل النقابي، فالنقابات العمالية نضالية مطلبية ثوريه بخدماتها وتحتاج للتضامن والتشبيك والتمكين، ولاستراتيجية ورؤية واضحة لتطوير عملها وجمع العمال تحت رايتها والحفاظ على علاقاتها وخاصة بالتضامن العربي والدولي ... لا أريد أن أطيل فأنتم كادر مميز لديه معرفة جيدة بالعمل النقابي، وهذه رسالتنا للتذكير؛ ومحاولة لإعادة العمل لطبيعته، فلا يجوز لورثة العمل النقابي أن يحيدوا عن تاريخ مؤسسيه، والمناضلين الأوائل الذين قدموا التضحيات لإنشاء حركة نقابية قوية تستطيع أن تعبر عن هموم وقضايا العمال . نصيحتي لكم انطلقوا واخرجوا من عنق الزجاجة، وفكروا بطرق للنضال النقابي تتناسب وحجم مشاكل العمال، وتنسجم مع البيئة الاجتماعية والمتغيرات السياسية والاقتصادية؛ التي تحدث حتى لا يدفع العمال ثمن تناحر ومصالح أفراد في العمل النقابي، أخيراً أمل أن توحد جهودكم النقابية وتجمعكم قضايا العمال وتصطفوا بقوة رجل وصوت واحد في مواجهة برامج الاستغلال والاستعباد الجديدة فالبشر ولدوا أحرار. دمتم... وعاشت نضالات العمال
#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوكمة الرشيدة في المؤسسة سبيل للتنمية وتطوير الاداء
-
أجور عمال تزيدهم فقراً
-
فلسفة النقابات العمالية بالتنمية البشرية
-
رؤية حول مشروع قانون التنظيم النقابي للنقابات العمالية
-
الانتفاضة الشعبية 1987 ثورة شعب وإرادة طفل
-
11/11 من كل عام -يوم الوفاء العرفاتي-
-
الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!!
-
رؤية نقابي حول مشروع التنظيم النقابي العمالي - فلسطين
-
ورقة عمل: حول معوقات تطبيق قانون العمل الفلسطيني
-
اتحاد العمال يطالب الرئيس والحكومة بصرف مساعدات مالية عاجلة
...
-
الاول من مايو استنهاض للهمم وحماية حقوق العمال
-
بيان صادر عن المكتب الحركي المركزي للعمال - فلسطين بمناسبة ا
...
-
عشرات الملايين تصرف والبطالة تتفاقم!!!!
-
التعصب يقهر العمل والانجاز
-
العمل النقابي بالازمات
-
الثامن من آذار للتذكير والتنوير
-
خبر حول ورشة عمل : حول الحق بالاضراب ضمن الحملة الدولية للحق
...
-
فرصة عمل حق لكل مواطن !!
-
الانضباط الذاتي في العمل النقابي
-
الوحدة العمالية مصلحة عمالية
المزيد.....
-
25 November, International Day for the Elimination of Violen
...
-
25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
-
استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين
...
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
-
إضراب عام في اليونان بسبب الغلاء يوقف حركة الشحن والنقل
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
مفاجأة كبرى.. مقدار زيادة الأجور في المغرب وموعد تطبيقها ومو
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|