سعادة أبو عراق
الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 01:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لو تجرأنا بالسؤال عن تعريف الدولة الإسلامية ، لعينة عشوائية من المطالبين بقيام دولة إسلامية ، سنجد استغربا مدهشا لبداهة هذا السؤال كأننا نقول لهم عرفوا لنا الماء ، وذلك أن السواد الأعظم تلقى هذا المشروع كما يتلقى طفل وعدا بشراء لعبة، لا يسأل عن التفاصيل، ذلك أن الشيطان يرقد في التفاصيل
وسنطرح بعض التعريفات الرائجة، ونحاول تحليلها لنصل إلى مكمن الشياطين
1 - هل هي دولة إسلامية أو دولة للمسلمين؟
بناء عليه فإننا نتساءل هل هي دولة واحدة لكل المسلمين في العالم؟ كما هي دولة الفاتيكان لكل المسيحيين، أم دول إسلامية متعددة حسب موقعها في خارطة العالم؟ ،ففي هذه الحالة نتساءل عن طبيعة العلاقة التي ستربط هذه الدول بعضها ببعض؟ هل هو اتحاد فدرالي أم اتحاد روحي أم ماذا؟ هل لدينا مقياس نستطيع به أن نعرف أن هذه الدولة تأهلت بجدارة لتكون دولة إسلامية أم مازالت في جاهلية القرن العشرين؟ وما الفرق الذي سيكون بينها وبين الدول الحالية؟
2 - الدولة الإسلامية في مجتمع به مسلمون
هنا نسأل عن نسبة المسلمين في هذه المجتمع ، فهل يحق ل10% أن يقيموا دولة إسلامية كما رأى سيد قطب؟ ونسأل أيضا كيف نقيس إسلامية هؤلاء المسلمين؟ فهل يحق لأي كان يدعي الإسلام أن يقيم دولة إسلامية كما أقام محمد جناح العلماني دولة باكستان؟ وكما أقام أبو بكر البغدادي خلافة داعش؟ وما رأي المواطنين من غير المسلمين في إقامة الدولة الإسلامية ؟ هل سيتحولون من مواطنين إلى رعايا من أهل الذمة؟ وأي الحقوق سوف يعطونها أو سوف يحرمون منها؟ وما موقف الدول المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية والطاوية وغيرها من هذه الإجراءات التي تنقص من قدر وحقوق من ينتمون لهذه الديانات؟ ما موقف المذاهب الإسلامية من شيعة ودروز وبهائيين وعلويين وخوارج وصابئة وغيرهم؟ هل سيعاملون ككفار أم كأهل ذمة؟ هل استقلال الشيشان عن روسيا والتركمان عن الصين ومانيمار عن بورما واجب ديني؟
3- ما وظيفة الدولة الإسلامية ، هل هناك قيمة عليا تنشد تحقيقها، غير القيم التي تنشدها كل الدول والحضارات من قيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، مع العلم أن الإسلاميون يرفضون الديمقراطية كمنتج غربي.
#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟