أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نعيم عبد مهلهل - هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟














المزيد.....


هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 23:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مدينة البصرة ، الواقعة جنوب القلب العراقي في محاذاة الحدود الميثولوجية لكوكبي عطار وزحل ونبتون ، كان يعيش زنجي اتى به اجداده الذين سكنوا المكان بعد ان اعلنوا توبتهم عن ثورة اشعلوها في العصر العباسي الثاني تسمى ثورة الزنج ، هذا الزنجي المتأفرقة ملامحه في كل شيء عدا روحه وشرايين دمه ففيها يسري بمحبة ماء شط العرب ، وحتى النخيل في التنومة لايطرب الى نغم ناي إلا أنغام نايه .
كان يسمى تومان البصري ، وهو ثاني مسمى أحببته وقد التصقت به المدينة لقبا والأول كان السندباد البصري .
تومان هذا حل ضيفا على شارعنا في الناصرية في حفل ختان اتى فيه معزوما لواحد من معارفه ، فكانت الحفلة في الشارع ، وكنت صبيا وقتها حين اسحرني العزف ورقص الرجل الذي التصقت دشداشته بجسده فبدى رقصه ممتعا وعجيزته خلفه تهتز مثل ذيل طاووس كبير الحجم ، وكان يعزف ما يختاره هو . وعندما اصر احدهم وكان مفوض أمن ويخشاه الجالسون أن يعزف ما يتمناه هو انفجر تومان في وجهه قائلا : لسنا عبيدكم ايها التيوس .
مرت الحادثة بسلام لأن المفوض كان اميا ولم يفقه معنى كلمة تيوس .
أتذكر هذه الحادثة وقد كثر التيوس في حياتنا ، وبالرغم من اننا احرار ابناء احرار في ثقافتنا وسلوكنا واحلامنا وتظاهراتنا وفقرنا وخبزنا وعلاقاتنا الغرامية إلا انهم يصرون على أن نكون نحن العبيد ازاء هياكلهم الورقية لشعورهم أنهم بثراء الراتب واساطيل السيارات والشركات وشراء العقارات والمناصب وتأسيس المولات وشركات الانتاج والابراج العالية وشراء اللوحات الغالية الثمن والاحجار الكريمة وفساتين دور عروض الازياء والسفر الى باريس وروما وبرلين ولندن متى شاؤوا ، بعقال او جبة او افندية أو بشورت قصير أو نقاب .
نعم في داخلهم يعيش التباين وينظرون الينا بأبتسامات ماكرة على اننا اصدقائهم وهم يعلمون جيدا أن الصداقة لن تكون واجبة وحقيقية بين انسان يملك 500 مليون دولار وآخر لايملك ثمن جهاز تكييف يقيه لهيب تموز ولايستطيع ان يشتري لابنه قميصا من قمصان نادي برشلونه يحمل الرقم عشرة الذي يحمله ميسي.
تلك المفارقة بين فلان الثري والمسؤول ورجل الاعمال والشيخ والامير والملك والنائب البرلماني ، وبين الفقير الموظف وعامل الاجور اليومية وعتال الميناء واطفال المناديل الصحية في تقاطع الطرقات هي من تبقي استعادة غضب ثورة سبارتكوس وزنوج البصرة والقرامطة قائمة ـ وربما تنفجر فيها حوصلة التأريخ وتحدث فوضى تلك العبارة التي اشعلتها كلمة سبارتكوس الروماني ذات يوم :لن نكون سائسي خيول لوجوهكم الكئيبة يا سنتورات روما .
وكما قالها تومان البصري لمفوض الامس :تحت لسنا عبيدكم ايها التيوس.!
ارتباك العلاقة بين السيد المتأنق الذي يقول لشعبه عبر شاشة التلفاز ان البدلة التي يرتديها الان ثمنها 3 الاف دولار كما فعلها نائب اسمه ( ح. م ) ذات يوم في لقاء رمضاني له بقناة الرشيد التلفازية ، وبين مواطن هده الجوع والبطالة ويشتري بدلته من بالات سوق قريب من نصب الحرية وتلك مفارقة ان تباع اللكنات قريبا من النصب الذي اراد فيه جواد سليم أن يقول للشعب ان الثورة تقتل الجوع قبل اي شيء اخر .
هذا الارتباك يضعنا عند حدود استعادة شكل الربيع العربي مرة اخرى ، الذي يبدو انه ليس ربيعا للجياع بالرغم من ازالة دكتاتورات عتيدة بل هو ربيع لانعاش طفيلين جدد وتكفيرين قساة وجهلة كما في داعش والقاعدة وغيرها .
تلك الاستعادة تحتاج الى فقه وثورة فكرية وديالكتيك يعيد للتأريخ صيرورة اخرى مستفيدين من فشل الثورة البلشفية الاولى في 1905 .ولكنهم استفادوا منها في ثورة اكتوبر 2017.
واي كانت نتائج ثورة اكتوبر إلا انها درس لأيقاظ الوعي واعادة تلك النغمة السحرية الثائرة في صوت ناي تومان البصري .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام


المزيد.....




- رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و ...
- مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا ...
- 2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
- رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
- -القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
- لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ ...
- زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
- بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل ...
- استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نعيم عبد مهلهل - هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟