|
القمل ثروة حيوانيّة !!
ياس خضير الشمخاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 21:22
المحور:
الطب , والعلوم
في كل مرحلة نقطعها من الزمن يُبهرُنا العِلم بإكتشافاته وأختراعاتهِ الحديثة ، لأن الإستمرارية في الحياة يجعلها أكثر تعقيدا ، والتعقيد بحد ذاته مدعاة الى التأمل والتفكير . ومن هنا ينطلق الإنسان للبحث عن حلول بإستخدام قدراته العقلية لتبسيط ما يمكن تبسيطه لجعل الأشياء مواكِبة ، متناسبة مع حجم وعمر مسيرة الإنسان على سطح الأرض . ومن ثم لابد للإبتكارات أن تكون نوعا ما متقاربة ومتزامنة مع ضخامة المشاكل المتعدّدة التي تواجه الإنسان والإنسانية في جميع مجالات الحياة . وطالما عجلة الحياة مستمرة فأن القدرة على التفكير والخلق والأبداع تفرض حالة من الوجود . وأعتقد أننا في عصر قد تجاوز مرحلة فلسفة رينيه ديكارت ( أنا أفكر أذن أنا موجود ) . نحن في مرحلةٍ ( لا قيمة لوجودك إنْ لم تفكرْ ) بل ( لا قيمة لتفكيرك إنْ لم يكن باعثا على التطور والإرتقاء ) . الوجود الحقيقي ، لمن يُنتج أكثر ممّا يستهلك . الوجود الفعلي ، لمَنْ يقدِّم خدمة لنفسهِ لا أنْ يكون سُبّة وعالة على غيرهِ . أمّا مَنْ يُفيضون عطاءً على غيرهم فأولئك هم العظماء أينما وجـدوا . ملايين من البشر ، فيزيائيا ... ممكن أن نثبت وجودهم ، رياضيا ... بوسعنا عدّهم . لكن عمليا ، وفق المنطق والمفهوم المادي لفلسفة الحياة العصرية لا يمكن إعتبارهم أرقاما ، لأن ناتجهم يساوي صفرا من جهة الشمال إن لم يكن لا شيء . نعم ، إنسانيا وأخلاقيا ... لا يمكن الدعوة لإزالة كم هائل من الأغبياء والمتقاعسين ( التنابل ) ، بل يجب استنهاضهم ، كي لا يكونوا إضحوكة ينطبق عليهم قول المتنبي : ( ..... يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ ! ) قلنا إنّ العِلمَ زحف بقاطرتهِ ، فلم يتركْ محطة من محطات العلوم إلاّ وزارها . وشيء من نوادر أسفارهِ أنْ تسلقتْ الى عربتهِ ذُبابة ، فكان بإنتظارها مختبرات جامعة بيرن السويسرية . على الفور أدخلوها صالة العمليات ، الذبابة كانت بعافية جيدة ، لا تشكو من أزمة صحية ، وحواسها سليمة ، لكن مشكلتها كجنسها من الذباب لا تتمتع بعمر طويل ، ولعل أطول عمرٍ لها 21 يوما أو أكثر بقليل . نجح العلماء بتحفيز جيناتها لقتل الخلايا المريضة التي تعجّل بموتها ، وقد أستفاد العلماء من تلك التجربة لإعادة محاولاتهم التطبيقية السابقة في إطالة عمر البشر . ومن جانب آخر تفيد بعض الأخبار والتقارير العلمية أن عمليات عديدة تكللت بالنجاح خلال السنوات الماضية لتبديل وزرع رؤوس مجموعة من الحيوانات مثل القرود والكلاب والفئران ، في محاولة منهم تطبيق تلك التجارب على بني الأنسان بحلول عام 2017 الحالي . وقد إنبرى لتلك المهمة الدكتور الإيطالي سيجيو كانافيرو بمعية مئة من الجرّاحين والبيولوجيين . ومن المؤمل أن تُجرى تلك العملية لشاب روسي مصاب بالشلل الرباعي ، أستاذ في البرمجيات ، يُدعى فاليري سبيريدونوف حسب ما أفادت به قناة RT Arabic وصحف أخبارية أخرى . ولا زلنا في مجال الطب ، حيث أنقل لكم آخر ما توصل إليه بعض أصحاب محلات العطارة في الكويت من إكتشافٍ علميّ مذهلٍ ، أذ إدّعى أحد الفطاحل بدرجة عطّار رافضا الكشف عن أسمهِ أو تصويره لجريدة الرأي الكويتية ، من أنّ القَمْل يُطيل الشعر ويجعله كثيفا ويمنعه من التساقط ! كما وأضافت الصحيفة أنّ تجارة القمل أصبحت رائجة في بعض الدول الخليجية . ففي الجهراء مثلا تُباع كل خمس قملات ( ماركة محلية ) بستةِ دنانير كويتية ، أما في بعض العواصم يُباع هذا المنتج بالسوق السوداء وبأسعار مرتفعة جدا لمنعه من قبل الصحة . وتفيد بعض التقارير أنّ النساء يتهافتنَ على القمل في صالونات الحلاقة وبعض الصيدليات الشعبية لشراء كميات من القمل الحي . والغريب حتى هذه اللحظة لم تتخذ الجهات المعنية خطوة رسمية لإضافة القمل الى قائمة الثروة الحيوانية أو ضمن فروع وزارة التجارة ، طالما إن الأمر يدر عليهم أرباحا كبيرة ! كان ينبغي أنْ يدرجوا لنا أسعار القَمْلِ في البورصة العالمية إسوة بالذهبِ والنِفْط كي لا تقع النساء ضحيةً لجشع التّجار والمتلاعبين بالأسعار ! ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) . يا سادة ، هل نضب البترول كي تخشوْنَ الفقر !؟ أم إنّ الإقتصاديين قد تنبؤوا لكم بكساد السوق فعوّلتم على تجارةِ القَمْـــل ! وهل تُراكم بهذا الإكتشاف سوف تحصلون على جائزة نوبل للطبِّ والعلوم !؟ مباركٌ لنا هذا السَبْقُ أذن !
#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكو جعجعة ... بس ماكو طحين !
-
فاجأ العالم بفوزِهِ فهل يُفاجِئهم بسياستِهِ !؟
-
أنتِ مولاتي ... رحلة في ذاكرة مغترب شيوعي
-
وهل خلت يثرب من أهلها !؟
-
لن يستقيم الظلّ وربّ الكعبة
-
الدين بشاربٍ محفوف وثوبٍ قصير
-
آخر ورقات المقبور
-
أغتصاب فتيات بريطانيات
-
محمود الحفيد البندقية الغاضبة
-
عشيّة الرحيل
-
منْ منّا يقتل أبنه لو زنى !؟
-
تركيا ... حرملة العصر
-
لأنها تجارة مربحة
-
أغصان الزيتون
-
بطاقة عيد
-
ماهكذا تورد الأبلُ !!
-
ماذا يادولة الثعالب !!؟؟
-
سمير أميس ... ياعشقا أزليا
-
آخر محطات العمر
-
قافلة المنايا
المزيد.....
-
-يغيّر قواعد اللعبة-.. اختبار جديد يكتشف إصابات الدماغ بسرعة
...
-
في أمريكا.. لماذا تنتعش فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة مجددً
...
-
غوغل تعزز قدرات أجهزتها الجديدة بالذكاء الاصطناعي
-
7 أطعمة صحية باللون البرتقالى تعزز مستويات التغذية لدى طفلك
...
-
“تابع عالم الحيوان” ثبت الآن تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ال
...
-
استشارى تغذية توضح المسموح والممنوع من الأكلات أثناء فترة ال
...
-
شاهد.. حي سكني بيوته مطبوعة بالكامل
-
إزاي تعمل بيتزا دايت تشبعك وتحافظ على وزنك.. طبيب تغذية يوضح
...
-
كيف يؤثر العسر على صحتك؟ أغسطس شهر الاحتفال بمستخدمى اليد ال
...
-
بشأن التشويش الإسرائيلي على الإنترنت.. ماذا أعلنت وزارة الات
...
المزيد.....
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|