أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!














المزيد.....


اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




نفدت الطبعةُ الأولى من كتابي الجديد: "حوار مع صديقي المتطرف" بعد أيام قليلة من صدوره بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2017، وجارٍ الآن طباعةُ الثانية، وهذا أمرٌ طيّب. لكنَّ غيرَ الطيب هو اكتشافي أن التطرّف أصبح نهجًا مقدّسًا وأسلوبَ حياة يوميًّا قارًّا وثقافةً متجذّرة في الذهنية العربية في مصر، وخارجها.
ثمّة تطرفٌ "عَقَديّ" لدى "المتأسلم"، الذي يرفض كلَّ مَن ليس على عقيدته، وثمة تطرفٌ عَقَدي لدى “المتأمسح” الذي يرفض كلَّ مَن ليس على عقيدته، ثُمّ هناك تطرفاتٌ "مذهبيّة" تجعل السُّنيَّ يرفض الشيعيَّ، والعكس، وتجعل الأرثوذوكسيَّ يرفض الكاثوليكيَّ والإنجيليَّ والعكس. وداخل كل عقيدةٍ مذاهبُ وطوائفُ ونِحَلٌ، وداخل كل مذهبٍ مذاهبُ وفي كل طائفةٍ طوائفُ، وبقلب كل نِحلةٍ نِحلٌ ونِحَل؛ إلى ما لا نهاية، كلٌّ منها تُكفّرُ الأخرى وتُقصيها عن حظيرة الإيمان الحقّ! وربما كلُّ ما سبق معروفٌ وغير جديد، وهو عينُ ما نناهضه نحن دعاةَ التنوير المنادين بقانون "الإنسان"؛ الذي يقول: "الدينُ لله؛ والوطنُ والأرضُ والحبُّ للجميع.”
لكنني اكتشفتُ قُبيل صدور الكتاب، وأثناء الإعلان عنه أن هناك تطرفًا جديدًا، بدا صوتُه خارجًا، للأسف، من خندقنا التنويريّ، يرفضُ أن أسمي "المتطرّف" صديقًا، ويسخر من محاولة محاورته، كما ينصُّ عنوان الكتاب: “حوارٌ مع صديقي المتطرّف"!!!!
وحين نردُّ مفردة "التطرّف" إلى أصلها اللغوي، نجدها من الجذر: "طَرَفَ" والاسم: “طَرَفٌ: طرفُ الخيطِ مثلا؛ أي آخره، أو طرف الطريق؛ يعني: منتهاه أو أقصاه. قد يكون أقصاه الأيمن، أو أقصاه الأيسر. تطرّفتِ الماشيةُ، أي صارت بأطراف الحقل. تطرّفتِ الشمسُ: إذا مالت نحو الغروب. تطرّف في أفكاره: أي تجاوز حدّ الاعتدال أو نأى عن الحدود المعقولة. وهكذا.
وفي حفل توقيع الكتاب ومناقشته في معرض القاهرة الدولي للكتاب أول أمس، وبعدما قرأ وزير الثقافة الأسبق الناقد د. شاكر عبد الحميد عرضًا تحليليًّا موجزًا للكتاب، بدأ الهجوم على الكتاب قبل قراءته! فنحن قومٌ يقرأ قليلُنا وينتقدُ كثيرُنا ما لم نقرأ. بعضُ المهاجمين اكتفى بالعنوان: وشرع في محاربته، والبعض قرأ مجرد "الإهداء" وفقط، ثم بدأ في محاربة الكتاب، دون أن يقلب الصفحة الأولى!
نصُّ الإهداء يقول:
"إلى "غاندي" و"جبران" و"مُحيي الدّين بن عربي" و"الوليد بن رُشد"؛ وسواهم من رُسُل السّلام والمحبّة: أنتم آبائي الذين سِرتُ على دربِهم، الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم:البراءةُ التي حاولتم غرسَ بذورها في أعماقِنا، نحنُ تركناها تموتُ، ويتسرّبُ رحيقُها من بين أصابعنا. فضحكتْ البغضاءُ..”
قرأ أحدُهم اسم "ابن عربي" في صدر الإهداء، فجُنّ جنونُه. ومثلما لم يقرأ كتابي ليعرف ما به قبل الانقضاض عليه انقضاضَ ضرير على طريدة لا يُبصرها، اكتشفنا، نحن حضورَ حلقة النقاش، أنه لم يقرأ "ابن عربي" ليلمس عمقَ إيمانه، قبل أن يرميه بالكفر والمروق وادّعاء الإلوهية، كما زعم!
لن أقول للمتطرف: "كفّ عن تطرّفك، واترك طرفَ الخيط قبل أن تشنقنا به"، فذاك النمطَ من الخاسرين إن اعتدلَ واستقام، مات. لكنني أقول فقط: "اقرأ وافهمْ وتعمّقْ واتركِ القشرةَ المخادعة وتغوّلْ في الغور السحيق للفكرة، حتى تفهم. فإن فهمتَ واستوعبتَ، أهلا بك في ساحة النقاش والعصف الذهنيّ حتى نقفَ على أرض مشتركة من الإنسانية والتعقّل، بعيدًا عن الغوغائية والببغائية والحنجورية الشاغرة.
وكما كتب أفلاطون على باب "أكاديميا" التي كان يحاور فيها تلامذته جوار حديقة أكادموس بأثينا في القرن الرابع قبل الميلاد: "مَن لا يعرفُ الرياضيات ومن ليس مهندسًا لا يدخل علينا"، أقول لأصدقائي المتطرفين: “مَن لا يعرف غير قراءة العناوين القشرية، ومذاكرة ليلة الامتحان، لا يدخل علينا.”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (2)
- سيد حجاب ... مُت ما شاء لك الموت
- بالأمس تعلمت شيئًا: مبروك عليكم السما
- وإن أصابتك ركلةٌ في أسنانك
- فرسان الإمارات … شهداء الإنسانية
- أُقبِّلُ قلبَك … رسالة شريهان
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (1)
- حلم مريم
- رسالةُ الإرهاب| نذبحكم في كل مكان!
- صديقي معتز الدمرداش
- شريهان … قطعة البهجة والعذوبة
- صدقةٌ جبرية …. منحةٌ من الله!
- الوسادةُ الإلهية …. كنزُك
- بيكار … ريشةٌ ملونة طمسها الظلام
- متى ينتهي كتابي عن الإمارات؟
- لأن الله يرى ولأن مصر تستحق!
- طائرةٌ للفاسدين والسد العالي الجديد
- الأقباط … يركلون أمريكا
- لأن الله يرى!
- الشنطة بيني وبينك


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!