أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليمان الخليلي - في رحاب حلب،،،،














المزيد.....

في رحاب حلب،،،،


سليمان الخليلي

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 13:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


"حلب مقصدنا وأنت السبيل"،،، حينما قالها أبو الطيب المتنبي إلى الأمير سيف الدولة، فكانت حلب حاضرة بأعظم رجلين حينها، "الشاعر والأمير"، وتاريخها الطويل يؤرخ لنا بأنها خاضت حروب عديدة للاستيلاء عليها والدفاع عن نفسها، سجلت خلالها إنتصارات عظيمة وهزائم مفجعة، وبدون شك جعلها أكثر دراية بمسألة السلم والحرب، فحلب ذات الحضارة العريقة جدا، فتحها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد، وكانت حاضرة قوية كمدينة في العصر الأموي وصولا في العصر العباسي حتى حارب الأمير سيف الدولة من أجلها، ودفاع عنها، ولم يتركها سهلة المنال للروم والاخشيديين، وجعلها كإمارة تابعة للدولة الحمدانية، فازدهرت لتكن مدينة علمِ وأدب وظلت حاضرة عربية حتى اليوم،فنالت حينها ما لم تنله مدنية أخرى ولعل المتنبي لم يعشق مدينة أخرى كعشقه لحلب.

و"اليوم" بينما أصبحت حلب، أسم يملأ شاشات الأخبار، والصحف، و وكالات الأنباء، والهاشتاقات وكل وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن ثمة شئ ناقص وغائب عن المشهد الواقعي، أو ربما الحقيقة الغائبة التي لا يعرفها أحد، أو تلك المعلومة التي تتعمد المكنة الإعلامية إخفائها لمصالح جهة ما، أو عن الطرف الآخر، فأصبح المشاهد العربي ضائع بين تلال شاهقة من الأخبار والمعلومات المتناقضة، وغير المنطقية، وأحيانا بين ليلة وضحاها تكون مقتنعا بأن الطرف الآخر مذنب بالجرم المشهود، ثم تجد في خبر آخر أنه مظلوم وبرئ، فكل ما يمكن قوله، نرى صور ونسمع نداءات بأن حلب تباد، وإن فيها مجازر كبرى . وغيرها بينما من وجهة آخرى ثمة نصر كبير، وأفراح وأهازيج لأهل حلب، كما أن بعض السياح بدت بالتوافد على حلب، كما نشرتها بعض التقارير الاعلامية.

ما الذي يحدث، وما الذي حدث؟. من الصائب ومن المخطئ . كلنا كمن أغمضت عينيه عن الحقيقة كاملة، وبانت لنا نصفها، ومما يؤسف إليه للمشكلة الكبرى، إنقسم العرب إلى فريقين لا ثالث لهم، أن تكون مع طرف ضد الطرف الآخر أو "العكس"، فيما تبدو حلب مدينة ذات تاريخ طويل، أصحبت الآن مجرد ملعب لدول خارج مشاركة العرب الذين فضلوا الجلوس في مقاعد التفرج، وانقسموا إلى تشجيع فريق الذي يضمن المصالح، ولا ندري هل الجامعة العربية أصبحت خارج الدائرة أم لا؟؟، ، فلا غرابة أن يظل العرب صامتين، وأكبر معسكرين يتنافسون فيما بينهم في أرض ليست بارضهم، وضحايا ليسوا أهلهم، وأموال ليست من جيوبهم، هل تغيرت قواعد اللعبة في حلب، والصراع بها يثبت بأن العرب لا كلمة لهم، ولا مشاركة في تقرير المصير، وربما الأمر الخطير والمؤلم والمخجل بأن أبناء اللغة الواحدة ضد بعضهم ويستعينوا بغيرهم ضد بعضهم، ولعل ما عبر عنه فرويد لا ينطبق عليهم " أنا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب".
ما الذي فعلته حلب؟، ما ذنبها؟، وهل بالفعل خان العرب سوريا، وتركوها فريسة للذئاب تتلاعب بها، أو كما قال المقنع الكندي في قصيدته المشهورة:
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم إلى نصري بطاءا وإن هم
دعوني إلى نصر أتيتهم شدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزنــدهم
قدحت لهم في كل مكـــــرمة زندا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا

وما نجده في رحاب حلب، مدينة الشاعر الكبير "المتنبي"، وفي بلاط الأمير الفارس "سيف الدولة"، بإنها قلبت كل الموازين وغيرت قواعد اللعبة في رحاب بقائها صامدة، وفي ظل وحدتها، فضحت تلك الفصائل المتعددة وذات إيدلوجية تدعي التدين، رافعة الرايات بأسم الدين، ماذا كانت ستقدم؟؟!!، وما هو نظرتها للمستقبل؟؟!!، كفصائل معارضة متعارضة فيما بينها، فكيف حينما تصبح وحدها في الميدان؟؟!!، حتما سيتتواصل الحرب والكل يبحث عن السلطة، وما كشفته حلب من المستور عن الفصائل التي تسمى نفسها بالمعارضة، ليست قادرة على إداراة الدولة، وبالطبع لا نريد إعادة تجربة أفغانستان مرة أخرى في سوريا، حينما قاتل المجاهدون ضد السوفييت كان النتيجة حرب أهلية أخرى بعد رحيل السوفيت، وحتما لاشك سيتكرر نفس السيناريو في حالة ربحت هذه الفصائل المعارك وكسبت الارض، ومن جانب أخر لا تأييدا للنظام الذي جعل ساحة شعب أرض معركه، ولم يدر الازمة كما يجب، ولابد الإداراك بأن رغبة الشعب في إختيار حاكمه هي الأسمى، وليس محاربته وتصيدهم كما يتصيد الاعداء، وتهجيرهم .

حتماً،،، مما زاد النار زيتاً، تدخل الدول المتصيدة للأزمة السورية وغضت الطرف عن رغبة أهلها في حل إزمتهم بإنفسهم، وشدت هذه الدول حبل الإزمة بين المؤيد للمعارضة والمؤيد للنظام، فإختلطت الأمور كالحابل في النابل، وكان الضحية " المواطن السوري" الذي ينشد السلام، وبدون شك إن عودة السلم لحلب، هو السلام "لسوريا" كلها، ذلك المطلب والسبيل حاليا بعيداً عن الفوضى والدمار والحرب، ولا ينكر ذلك غير الحاقد المثير للفتن التواق إلى الحروب، وغير محب للسلام والإنسانية، لذلك يجب أن يعود السلام لحلب كما نعرفها أرض للسلام والأمن والمحبة والتعايش والتسامح.




#سليمان_الخليلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمّن المدنية وحلول السلم،،،،
- لبنان،،، دولة التوازن
- تجارة الفتاوى والنظريات العلمية
- هل فشلت العربية أن تكون لغة العالم الاسلامي؟.
- إزدهار الحضارات بالفنون


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليمان الخليلي - في رحاب حلب،،،،