عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 05:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
للفساد وجوه كثيرة، وألسنة عدة؛ ومع ذلك لا نبغض إلا من كان من البشر: بوجهين ولسانين!
وللفساد نتائج مميتة؛ ولكننا لا نجابهه إلا إذا هجم علينا، رغبة حميمة في ابتلاعنا!
وبعيداً عن نظرية طبيعة الإنسان الفاسدة، يلحّ هذا السؤال:
لماذا استمرارية الفساد في مجتمعاتنا، رغم التعاليم السماوية الحاسمة، ورغم القوانين الوضعية الرادعة؟!
لقد وجدت في الإجابة ما هو أخطر بكثير من السؤال ذاته!
ذلك لأن موضوع الإجابة جد شائك، ويحتاج منا المزيد من الأمانة، والشجاعة، والثقة حتى نقاومه؛ لأن الذي نريد مقاومته، ما هي إلا أفكار بشرية مُغرضة، يُلبسها البعض رداء الدين البهيّ؛ لتصبح وكأنها أفكار من الله!
فما رأيكم، زاد فضلكم، عندما يمسكون بناهب، أو سارق، أو مختلس، أو مرتشٍ.. وإذا بالبعض يبرر هذه الأفعال السيئة، بالقول: هذا كان رزقه الذي كتبه، له، الله.. كل ما أتى به هذا المتهم، أنه استعجل في الحصول على قسمته، ونصيبه!
أما الشيء المروّع، والذي يبرر الاستمرارية في الفساد، ما ادعاه البعض بأن جبريل جاء يوماً إلى النبي؛ لكي يبشر أمته: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.. وإن زنى، وإن سرق، وإن شرب الخمر"، ثم يؤكدون هذا الحديث على لسان ابي ذر الغفاري!
أنا لا أصدق هذا الحديث، وأن يكون صادراً عن نبي بقيمة محمد؛ فالله لا يحتاج إلى إيماننا، وإنما نحن الذين نحتاج إلى الإيمان به. والإيمان به لا يكون إيماناً صادقاً؛ إلا إذا أطعنا شرائعه المقدسة، والتي لا يمكن أن تمنحنا مبرراً للاستمرار في الخطيئة، وإرتكاب الشر!
قولاً واحداً: ليس هناك من وسيلة لرؤية السماء ـ بعد الإيمان ـ، إلا بالتخلص من الفساد الذي في القلب والضمير، وسوى الحياة في البر والقداسة!
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟