حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 17:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوطن المضام الفائض عن حاجة الحكام
المعروف في التاريخ ان شيوخ القبائل ، وامراء الامارات ، وزعماء الدول ، يحاولون بالوسائل المشروعة وغير المشروعة ومنها الغزو قديما والاستعمار في العصر الحديث على توسيع مناطق نفوذهم في مختلف الاتجاهات ، ينقبون في بطون الكتب والحفريات لايجاد ادلة واسانيد تدعم دعواهم بالحق في ارض الغير ، وفي التاريخ القديم والجديد ما لايعد من الشواهد والاحداث التاريخية الدالة على هذا المنهج ، وما الاستعمار الحديث الا اقرب شاهد ، تخاض الحروب وتغلق الدروب وتقدم التضحيات من اجل سلب حق الاخر ، او من اجل الدفاع عن الحق المراد سلبه ، وقضية فلسطين والشعب الفلسطيني وصراعه مع الصهيونية العالمية الا احد القضايا التي لازالت ساخنة وقائمة لحد الان وقد قدم الشعب الفلسطيني والشعب العربي ولا زال التضحيات الجسام للحفاض على ارضه وعرضه ....
ان من مساويء الحروب الاستعمارية الكبرى زرع الفتن بين الشعوب والدول بفرض شروط سلام تعجيزية على الطرف الخاسر ، مما يجعله يشعر بالحيف والمرارة ، يعمل المستحيل على رد اعتباره حين تحين الفرصة المناسبة ، وهذا ما حصل بالنسبة للدولتين العربيتين الجارتين العراق والكويت ، فقد زرع الاستعمار البريطاني الفتنة الحدودية بينهما لتظل بؤرة توتر دائم بين الشعبين الشقيقين ، وبسبب ذلك كانت حرب الخليج ((ام المعارك)) كما اطلق عليها ((صدام حسين ))، والتي انتهت بخسارة مريرة بالنسبة للنظام وللشعب العراقي عموما .....
ومن اجل ان تبقى حالة اللاحرب واللاسلم وتبقى عوامل التوتر قائمة فرضت على النظام شروط غاية في الاجحاف والظلم في قضية ترسيم الحدود باقتطاع اراضي ومياه عراقية ومنحها للكويت دون وجه حق ناهيك عن التعويضات بارقام فلكية توجب على الشعب العراقي دفعها للكويت وغيره مقابل همجية وتهور حكامه ...
وها نحن نقرء ونسمع ان مجلس الوزراء العراقي يصوت بالاجماع على منح ((خور عبدالله)) العراقي للكويت ، هذا المجلس ((المنتخب)) الذي يحكم العراق بعد مرور ((14)) عام من رحيل النظام الذي غز الكويت في 1990
ان هذا الامر يثير الاستغراب والاستهجان من قبل كل احرار العراق بمختلف قومياتهم واديانهم وتوجهاتهم ، فكيف يمكن ان يقدم حكم على التنازل عن ارضه ومياهه طواعية الى الغير ....
يبدو ان حكام الخضراء يعتبرون كل ما هو خارج خضرائهم هو فائض عن الحاجة ، فهم يملكون جنسيات ثنائية امريكية وبريطانية وفرنسية وكندية ووووو وهذه البلدان هي اوطانهم الحقيقية اما العراق فلا حاجة لهم به سوى كنز المال والثروة والحصول على المناصب والمكاسب ، حيث اشغلوا الشعب هم واسيادهم في محاربة عدو صنعوه واصطنعوه اسموه الارهاب ليتفرغوا بعد ذلك للنهب والسلب وبيع ارض ومياه العراق في المزاد العلني وغير العلني ....
حميد الحـــــــــــــــــــــريزي
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟