|
شئ عن مغزى اجراءات ترامب !!
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 14:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لايُخفى مايجري في العالم بسبب قرارات الرئيس الاميركي الجديد ترامب، من احتجاجات و اضطرابات متصاعدة تهدد ليس الأمن الغربي فحسب و انما الأمن العالمي بأجمعه. و يتفق و يختلف المحللون و المراقبون في التوصل الى اسباب مايجري و الى ماهية المجهول القادم . . في عالم يتغير بسرعة تفوق قدرتنا على مواكبته واستيعابه . . بفعل العولمة وتدفق السلع التي تزداد تنوعاً و وظائفاً، و بفعل تزايد تنوع و انتشار الأفكار، و بسبب الهجرات السكانية الواسعة. عالم يتغير تحت ضربات الثورات التكنولوجية المتلاحقة. و بتأثيرات ثورة الاتصالات وتراجع هيبة الحدود و الفواصل و الجدران العازلة. التي تعلن بمجموعها انتهاء عهد الجمود والثبات، و انتهاء السير على قواعد نهائية قاطعة. و كأن مفكري و صانعي و متلقيّ مايجري في امتحان دائم، في عالم يتغيّر بشكل عاصف. ولابد من التذكير بكلمات زبغنيو بيرجنسكي مستشار الرئاسات الاميركية و خبير السياسة الدولية في حفل الإعلان عن الالفية الثانية بكونها " الفية كارل ماركس " مطلع عام 2000 ، حين اعلن عن انتصار الرأسمالية على الإشتراكية القائمة في المرحلة، قائلاً " انتصرنا لأننا درسنا و استوعبنا افكار كارل ماركس جيداً على عكس القادة الإشتراكيين . . افكار كارل ماركس تستمر في التحقق و موقعنا في العملية التأريخية يتلخص بكوننا نحن العوامل المعرقلة لقيام اشتراكية حقيقية، التي ان عرقلنا قيامها مئة عام ، هل هذا قليل ؟؟؟ " من تلك الكلمات التي تصف دور الرأسمالية المعرقل للعملية التأريخية و تطور المجتمع البشري و الاقصاد و العلوم، التي بينما فاجأت اوساطاً حينها، فإنها اسعدت الكثير من المفكرين و السياسيين منذ ذلك الحين و الى الآن . . الذين يرى كثير منهم، ان العالم المتغيّر بشكل عاصف كما مرّ، يثير عاصفة اشمل من التقارب و التفاهم و بالتالي التضامن بين البشر المظلومين و المستغَليّن على اختلاف قومياتهم و عقائدهم و اجناسهم، لمقاومة رأس المال العملاق الذي لايكفّ عن الهجوم على الحقوق الطبيعية للبشر، حقوقهم في حياة آمنة و سعي للافضل . . و تقترب من تقديرات البيان الشيوعي المعبّرة عن ان المضطَهدين و المستغَليّن سيزدادون تقارباَ و تضامناَ مع تطور الرأسمالية اكثر فأكثر . . بعيداً عن تفاصيل الوسائل و الكيفيات و الريادة التي لاتنفكّ تتغير، قياساً بتحقيق درجات من اوسع تعاون و تضامن بين فئات و طبقات المضطًهدين و المظلومين من اجل تحقيق الحقوق و من اجل غد افضل، الأمر الذي يثير مخاوف رجال الرأسمال الكبير فيسعون للتصدي المحموم لذلك التقارب و التفاعل . ففيما يتصاعد سريعاً استنكار قرارات و مراسيم ترامب، الذي صار يشمل حكومات و وزراء و رجال حكم و سياسة و قانون و عدل و دبلوماسيين، و عدد من كبار رجال الأمن القومي الأميركي، اضافة الى اوسع الاوساط الشعبية رجالاً و نساءً في اميركا و الغرب و البلدان الصناعية، و صار يشمل مؤخراً قسماً واضحاً من ممثلي الحزب الجمهوري الحاكم ـ حزب ترامب ـ في مجلس الشيوخ و مجلس النواب الأميركيين، حتى شمل اعلان الرئيس الأميركي السابق توّاً اوباما، الذي اعلن تأييده علناً لأعمال الإحتجاج و الإستنكار المتصاعدة سريعاً . . حيث يتزايد السعي لمقاومة محاولات إلغاء القوانين الأميركية ذات الطابع التحرري و التقدمي الإنساني و التي تشكلت بفعل الثورة الأميركية التحررية اواخر القرن الثامن عشر و بزخمها، مقاومة المحاولات التي بدأها ترامب بإجراءاته و قراراته الفورية العنصرية و المعادية لحقوق النساء و للحقوق الصحية و الإجتماعية المحرزة حديثاً لأوساط من الشغيلة، و قراراته المخلّة بقوانين حماية البيئة . . اضافة الى قراراته المعادية للتعاون و التفاهم الدولي في مجالات الاقتصاد و التجارة، بسبب شعوره هو و فئته الحاكمة بإمكانيتهم على تحقيق ارباحٍ انانية اعلى مما تحققه احتكاراتهم الآن بسبب التزامها بالقوانين الجارية التي لم تعد تحمي مشاريعهم و خططهم. قرارات تؤجج مشاعر النزعة القومية الضيقة و نزعة الميل لإثبات الذات القومية الدولتية و انانية مصالحها، التي لم تألفها القارة الأميركية الشمالية . . اضافة الى اجراءاته المسماة بـ ( مقاومة الإرهاب ) التي ستزيد الارهاب في الواقع بتقدير ابرز متخصصيه . . الإرهاب الذي صار يزداد خطورة برداءات الدين و صار يفتك حتى بشباب الغرب، الذي يزداد تطلعه و تفكيره بالهروب من واقعه، بسبب انتشار الفقر و البطالة و الجوع و المرض و انتشار الجهل و تفشي المخدرات بين صفوفه، و الذي تتسبب في انتشاره و تصاعده، الحروب و الاعداد الهائلة و المتزايدة من اللاجئين المتنوعي الدرجات الإجتماعية و الثقافية و الأجناس، من الهاربين من مناطق الحروب . . الأمر الذي صار يهدد بنية مجتمعات الغرب ذاتها . . الأمر الذي ادى و يؤديّ الى اندلاع و زيادة الإحتجاجات الشعبية، التي تذكّر بما جرى في المدن الأميركية الكبرى في زمان (الربيع العربي) ـ كما اصطلح عليه حينه ـ ، حين ادّت احتجاجات الشباب الأميركي الى صدامات عنيفة و سقوط اعداد من القتلى و الجرحى في الصدامات مع رجال البوليس الاتحادي الاميركي حينه، الأمر المتوقع له ان يتصاعد اكثر و اكثر مما جرى و يهدد بنشوب صدامات و حروب محلية في الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، وفق تقديرات خبراء و محللين و مراقبين و ناشطين في الصحافة و في مواقع التواصل .
30 / 1 / 2017 ، مهند البراك
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 3
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 2
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 1
-
تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 2
-
تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 1
-
لماذا تتوجه الآمال الى الجيش ؟؟
-
وزير الدفاع و صراع الفساد 2
-
وزير الدفاع و صراع الفساد 1
-
شباب الاحتجاجات السلمية و مؤتمرهم العتيد !
-
لا للمحاصصة، لا لإنفراد حزب بالحكم
-
ماذا يريد المالكي ؟؟
-
من اجل استمرار الانتصار !
-
انتصار الفلوجة رمزٌ للتلاحم الوطني !
-
عراقنا الى اين الآن ؟؟
-
من الذي يحكم الآن ؟
-
هل هو تصدّع في التحالف الحاكم ؟
-
عن قرار المرجعية بالغاء خطبتها السياسية
-
الى متى الميليشيات المسلحة ؟؟
-
في افلاس الدولة و مايجري
-
القضية الكردية و العراق المستقر
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|