|
-اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
طارق سعيد أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 00:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يعيش المتأسلم خارج سيطرة الوطن؟ كيف يتم بناء "هيكل ثقافي" محدد يتم طبعه بوسائل عديدة داخل وعي المجندين حديثا في معسكرات السلف؟ لماذا تعيش الجماعة الإرهابية والسلف حالة من اللاانتماء العميقة وتظهرفي تصرفاتها وسلوكها؟ كيف يتبنى السلفيون رؤية السعودية حتى ولو كانت ضد دولتهم؟
تدور أفكار المتأسلمين في فلك واحد حول حزمة من المسلمات التي يتم تعميقها في السنوات الأولى من عمر إعداد أحدهم داخل أماكن تعد سلفا لتحوي أعداد وأفواج من الشباب في سن صغير أو في ظروف اجتماعية واقتصادية مشوهة، وتستخدم كل هذه السلبيات كعامل مساعد خلال عملية المحو الثقافي الذي يتعرض لها هؤلاء، ومن ثم تأتي مرحلة بناء هيكل ثقافي محدد يتم طبعه بوسائل عديدة داخل وعي المجندين حديثا في معسكرات السلف كلا على حسب ظروفه واستعداده البدني والنفسي لتتم فيما بعد عملية التصنيف وتحديد الأدوار ووضع وتسكين الأفراد بناء على محصلة الخبرات التي يكتسبها الفرد خلال رحلة تدريبه فضلا عن مهاراته الشخصية. وأول ماتقع وتمر عليه الممحاة السلفية على الشخص الذي يتم تأسلمه في مراكز التدريب والتأهيل البدني والنفسي هي فكرة الوطن فالإخواني أو السلفي وغيرهم يعيشوا خارج سيطرة الوطن بكل ما تحمل الجملة من معاني بدءا من تأسيس الجماعات والخلايا والأحزاب دون ظهير قانوني أو دستوري حتى الأعمال الإرهابية، فضلا عن تعبير السلفي على وجه الخصوص عن حياته الذي يحياها في اللاوطن وكلما سنحت الظروف والفرص و الأحداث من حوله ليستعرض فكرة أن الأرض أرض الله ويعيش عليها نوعان من البشر مسلمون على حق ويمثل هذا النوع طبعا هو وجماعته أما النوع الثاني فهم الكفار وطبعا يحارب كفرهم ويجاهد في سبيل الله لإبادتهم، وهم باقي البشر على كوكب الأرض!. جماعة الإخوان الإرهابية كثيرا ما صرحت عبر كوادرها بهذه الفكرة العقيمة، وكشفت عن اللاانتماء في تصرفاتها وسلوكها قبل أن تحكم مصر من المقطم وبعدها، والمدهش الآن هو كشف وجه السلفية القبيح والمشوه بنفس فكرة اللاوطن، هذا ما كشفه الداعية السلفي سامح عبد الحميد حمودة مؤخرا ليقف بتصريحه المستفز على أرض مشتركة وعلى نفس المسافة التي تقف عليها جماعة الإخوان الإرهابية من فكرة اللاوطن، ويدور في فلكها كأمثال جماعته وعشيرته، والسؤال المطروح هو.. لماذا هو بالذات الذي خرج علينا ليقول ويفتي ويحكم بأن لا مانع في تسليم جزيرتي تيران وصنافير المصريتان للسعودية؟. للإجابة على هذا السؤال لابد من أن نستدعي في ذهننا صورة رقعة الشطرنج ونتذكر قواعد اللعبة جيدا وقانونها الصارم الذي يشبه واقعنا البائس بل يكاد يتطابق معه. وعلينا أيضا أن نتفهم أن السلفيون وخصوصا المؤثريين منهم والقادة والكوادر التي تتعامل مع وسائل الإعلام لا يتحركوا في أي اتجاه بشكل عشوائي ولا تخرج من أفواههم كلمات مجانية، ففكرة أن يخرج علينا أحدهم بتصريح أي تصريح فهو ليس عفويا، أو كما يظن البعض أنه يقول رأيه الشخصي لا سمح الله وفقط، لأن الحقيقة السائدة داخل هذه الجماعات المتأسلمة على العكس من ذلك تماما، فلا يجوز لأحدهم التحرك خطوة واحدة في أي اتجاه ، ولا يجوز لأحدهم التفكير في أي شيء، ولا يجوز لأحدهم أن يقرر دون الرجوع لشيخه، خصوصا هؤلاء السلفيون المحتكون بوسائل الإعلام ولهم وظيفة سياسية ودور يلعبه كلما دفعه إصبع شيخه المباشر لرقعة جديدة يقف عليها لمواجهة جديدة سياسية ستصب كل نتائجها في مصلحة السلف حتى ولو بدت أنها لخاسرة أمام الجميع. وللرجوع لهذا التصريح المستفز للداعية السلفي المدعو سامح عبد الحميد حمودة، الذي يقول فيه "إنه لا مانع من إعطاء جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، فهي ليست جهة معادية"، وتابع في منشوره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "إنه إن كان هنالك مصلحة للأمة، فلا مانع "فنحن أسرة كبيرة واحدة، ووطن واحد، وتاريخ واحد، ومصالح واحدة، والسعودية ليست جهة مُعادية"، وأكد أن مصر لها أملاك وأوقاف في في بلدان كثيرة حول العالم منها اليونان وتركيا والسعودية، وأن "في إعطاء الجزيرتين للسعودية مصلحة للبلدين، والمشاريع المرجوة ضخمة واستراتيجية، في مطلعها تشييد كوبري الربط بين البلدين، وتنمية الصادرات والتنقل بسهولة وكأنها بلد واحد"، ودعا في آخر تصريحه إلى عدم تدويل القضية وحلها في "إطار إسلامي عربي" بين الأشقاء فلا حاجة لـ"تأجيج الصراع والدخول في المزيد من التوتر والقلاقل التي لا تتحملها البلدان ولا تتحملها المنطقة في مثل هذه الظروف التي نمر بها" إلى هذا الحد انتهى كلام هذا الرجل ولكن لم ينتهي بعد النقاش حول رسالته السياسية المغلفة كما رأينا بغلاف الدين المطاطي والمغزول على منوال السلفية الوهابية، فالمذهب الذي يتحدث من خلال فلسفته لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن الأفكار التي يتبناها الكثير من شعب مصر حول قضايا وطنه وتحثه أخلاق دينه إن كان مسلما أو مسيحيا بأن لا يفرط في حبة رمل من تراب وطنه إلا على جثته، والدليل ردود الأفعال حول تصريح هذا الرجل حيث دارت أغلبها حول فكرة، "إن كنت تريد مغازلة النظام فهذا شأنك وحدك ومن تنتمي لهم".
#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
-
احذروا هذه القصة.. -7 دال-
-
ط
-
2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
-
ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
-
أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
-
-ميزو- المهدي المنتظر
-
9 صور
-
حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
-
رسائل دموية
-
البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
-
بنفسج
-
-ميت
-
أيها السلفي.. أنت كافر
-
-تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
-
لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
-
سلسلة مقالات منشوره (6)
-
سلسلة مقالات منشورة (5)
-
سلسلة مقالات منشوره (4)
-
سلسلة مقالات منشوره (3)
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|