دعوة
للظرف العصيب والخطير الذي يمر به العراق وأبناءه ولضرورة التنبيه بالمسؤولية الوطنية وتأكيدا على أهمية بناء مؤسسات المجتمع المدني العراقية بما يتوافق ورغبات العراقيين بالسلام والعدل والاستقرار .ولأهمية وفاعلية مؤسسات المجتمع المدني ومنها الفعاليات السياسية وغيرها من فعاليات المجتمع العراقي فأننا نطرح اليوم ميثاق الشرف هذا راجين من الجميع مناقشته وإبداء الملاحظات بشأنه للخروج بصيغة نهائية يتم إرسالها الى الأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية العراقية ليكون شاهدا وتعهدا ضميريا ووطنيا للجميع بالحفاظ على قيم وشروط من شأنها بناء العراق الديمقراطي ومؤسسات مجتمعه المدني وفق خيارات السلام والعدل والأمن .ندعو الجميع للمشاركة وممارسة دورهم ومسئوليتهم الوطنية وإبداء الرأي والملاحظات.
ميثاق شرف وطني
اليوم وفي ظل المحنة والكارثة الكبيرة التي يمر بها العراق من جراء السياسات الهمجية المجرمة التي تمارسها السلطة الدكتاتورية .وبعد الدرس المرير الذي تجرعه العراقيين بسبب الأخفاقات والويلات التي مرت عليهم عبر حقب تاريخية طويلة .فأن الكثير من أفراد المجتمع يشعرون بالتوجس والريبة من أداء مؤسسات المجتمع المدني وبالتحديد الأحزاب والفعاليات السياسية وأيضا التوجس والخوف من المؤسسة العسكرية .الكثيرون من المشاركين في الشأن العراقي من المجاميع والشرائح من غير المنتمين الى الأحزاب والتكتلات السياسية العراقية المعارضة لنهج الدكتاتورية البغيض، تجد اليوم محنتها كبيرة ليس فقط في تحجيم وتمويه واستلاب آرائها وإنما أيضا فيما آل إليه وضع العراق بشكل عام، ووضع مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات الحزبية العراقية .فإخفاق المعارضة في صياغة ائتلاف وطني لتوحيد جهودها في مقارعة الدكتاتورية. وكذلك نوايا البعض منها، المعلنة وغير المعلنة اتجاه عراق المستقبل ،يضع تلك المجاميع في حيرة وإرباك وتخوف مشروع ،ويدفع بالكثير منها للعزوف عن المشاركة في أداء الدور الأمثل والمطلوب للدفاع عن مظلومية الشعب العراقي.وأيضا فأن حالة الاحتراب والفرقة والخصام وتغذية الأحقاد الذي تضج بها ساحة المعارضة , يدفع تلك المجاميع المستقلة لعدم اعطاء الأهمية او تجاهل طروحات تلك الأحزاب والقوى والابتعاد عنها.
اليوم، ومع تنامي الوعي السياسي وسعة المحنة التي يمر بها العراق . فأننا كشريحة من تلك المجاميع المستقلة نقدم اراءنا درأ للالتباس ومشاركة نعتقد بأهميتها لمستقبل العراق .وتأسيسا على شكوكنا وتخوفاتنا من نوازع العداء وانعدام الثقة والريبة التي تغلف علاقات وعمل الأحزاب السياسية العراقية .واستنادا الى رؤانا في ضرورة أن تكون الدولة العراقية مستقبلاً ،تعبيرا وانعكاسا للمجتمع المدني ،وباتساق مع مضمون وجودها الفعلي الذي قوامه الفرد والمجتمع ، والذي تجسده سلطة الدستور والقوانين التي تسموا لخدمة المواطن العراقي وتعطيه حقوقه الشرعية وفق ضمان التنوع الأثتي والعرقي والطائفي واختلاف الآراء دون أن تكون هناك تعديات أو استلاب أو خرق لحقوق الإنسان والمواطنة.
من هذا فأننا أعددنا ما اتفقنا عليه وأسميناه (ميثاق الشرف الوطني العراقي) والذي نعده رغم جزئيته تعبيرا صادقا عن نوايانا واتجاهاتنا و رؤانا المتجانسة حول هذا المحور والميثاق.وفي طرحنا للميثاق هذا لا نستثني أي طرف أو كتلة أو حزب من الذين يعملون في الشأن العراقي السياسي ،الاجتماعي ،الأكاديمي أو الثقافي وكذلك الأفراد .
وليس في دوافعنا أية اتهامات أو طعون نحو طرف محدد وليس الغاية من الميثاق تحجيم أو نبذ جهة بعينها . ولكن دوافعنا متأتية بالأساس من إدراكنا العميق لأسباب المحنة والكارثة التي تحيق بالوطن. والتي تستحق أن تصاغ لها شروطا بذاتها، تضمن السير وفق مناهج ومسلمات مجتمع مدني يعبر عن التضامن الجماعي لأفراد المجتمع في دولة يضمن دستورها وقوانينها مجالات التعبير والعمل السياسي للجميع دون أستثناءات .
أننا ندعو جميع الفعاليات والقوى والأحزاب السياسية العراقية لإقرار هذا الميثاق بشكل رسمي وعلني ونجد فيه خير ما يفصح عن كافة طروحات وإعلانات ومشاريع تلك القوى ونجده ملزم لنا كحق عام ودائم وعلني في تأشير حالات الاستنكاف والخروقات أو التعديات ،ونسعى فيه وبصورة فاعلة لتثبيت حقوق شرعية لمجاميع العراقيين من غير المنتمين الى الأحزاب والفعاليات للمشاركة بالفعل السياسي.
وأذ نتكتل اليوم لنوقع ندائنا كمجموعة وراء هذا الميثاق .فليس غايتنا تشكيل مجموعة تعمل وفق صياغات وأطر حزبية . وإنما مهمتنا كمجاميع مستقلة مهتمة بمحنة العراق. تدعو للمطالبة والفعل لمجتمع مدني خالي من التوترات والتعديات.
ونشعر أيضا أن استمرار عملنا وتفاعلنا معكم يتعلق أساسا بموافقتكم على بنود الميثاق بصفتها الحقوقية والسياسية. وهي التزام أخلاقي سياسي يؤطر فعلكم الحاضر والمستقبلي . ويجعل الكثير من شرائح وتكوينات المجتمع العراقي تضمن قبولكم الرضائي والقانوني بشرعية حقها في ممارسة حياتها الطبيعية وفق صياغات بديهية متعارف عليها دون لبس، وتستوعب إخفاقات الماضي والكوارث التي تعاقبت على ولفت العراق والتي أنتجت الجريمة والفساد والإفساد ونزعت عن العراقيين كرامتهم وحريتهم وهو امر تتحمل السلطات المتعاقبة ومؤسسات المجتمع العراقي والنظام الحالي الوزر الأعظم فيه.
أننا نضع بين أيديكم ما أتفقنا عليه لتوقيعه كجزء من مسئوليتكم التاريخية اتجاه شعبكم ووطنكم. وأيضا اتجاه بعضكم البعض. ونحن مستعدون لمناقشة وتوضيح أي أشكال. رغم إدراكنا التام أن بنود الميثاق واضحة لا تحتمل الالتباس.
نشد على أياديكم …ولتعمل كافة قوى وفعاليات وشرائح وأفراد وطننا على تبني أنجع الطرق لإنقاذ الوطن من محنته .مؤكدين في الأخير ومع كامل احترامنا وتقديرنا لكم جميعا،أن خيار الديمقراطية والمجتمع المدني هو ما يبتغيه الجميع فليكن هدفنا ووسيلتنا. ودمتم.
ميثاق الشرف الوطني
البنود
1- القبول بالديمقراطية والإقرار بخيار تداول السلطة واللجوء لصناديق الاقتراع وضمان الحريات السياسية كخيارات وطنية وحتمية.
2-التخلي عن ونبذ خيارات الصراع المسلح والتعهد بحل جميع الخلافات عن طريق الحوار الحضاري السلمي ومن خلال تشكيل لجنة وطنية لهذا الغرض .
3- ضمان شرعية وحق العراقيين في خياراتهم السياسية الشخصية و تغيير انتماءاتهم السياسية حسب رغباتهم وقناعتهم وضمان عدم تعرضهم للضغوط والإيذاء الجسدي و المعنوي.
4- التعهد بالعمل ضد السياسات الاعتباطية لسحب الجنسية العراقية والتهجير ومصادرة الأملاك والعمل على وضع قانون ينظم حقوق المواطنين في ذلك المجال.
5- التعهد بإعادة المهجرين والمهاجرين والعمل على وتعويضهم أو كل ما يضمن إعادة حقوقهم.
6- إدانة ونبذ سياسات التمييز العرقي والديني والمذهبي.
7- التعهد بإطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء والمحتجزين السياسيين ومتابعة وكشف مصير المفقودين منهم.
8-التعهد وبعد استقرار الأوضاع في الوطن على سحب جميع قطع السلاح الشخصي وغيره من المواطنين وحصر استخدامه بالجهات الرسمية (شرطة.جيش ).
9-التعهد بأحداث أطر قانونية تعتمد المواثيق والأعراف الدولية تستهدف معاقبة المسؤولين عن الجرائم والخروقات التي ارتكبت ضد الشعب العراقي.
حركة المجتمع المدني العراقية ـ السويد
iraq _cs _s @hotmail.com