فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاجواء المتوترة السائدة في طهران على خلفية الاستعدادات الجارية لإنتخابات الرئاسة في شهر مايس/أيار القادم، توحي بحالة من القلق و التوجس لدى مختلف الاطراف و الاجنحة التي يتشکل منها نظام ولاية الفقيه.
وفاة رفسنجاني التي سبقت هذه الانتخابات، و ماقيل و يقال عن الدور المزمع للملا حسن روحاني و عزمه على المضي قدما في إصلاحه المزعوم و التصريحات و المواقف المنطلقة من جناح المرشد الاعلى للنظام الملا خامنئي، تؤکد بأن التوتر قد يفضي الى حالة من التشنج و الاحتقان السياسي غير العادي الذي من المنتظر جدا أن يؤدي الى نوع من التصادم و المواجهة بين الجانبين، والجديد في الامر أن کل طرف يمتلك اوراقه و نقاط القوة و الضعف الخاصة به و بغريمه، وهي المرة الاولى التي تحدث فيها هکذا مواجهة بين طرفين کانا الى الامس بمثابة غريمين لامناص من تحالفهما، مع ملاحظة حقيقة أن جناح روحاني قد بات أضعف مايکون لکن ولأسباب تکتيکية و إنتهازية قد يضطر نظام الملالي الى إعادة تنصيب روحاني من أجل إستغلاله للتمويه على المنطقة و العالم و إنقاذ النظام من ورطته و مأزقه الحالي.
تخوف التيارين من بعضهما و تصاعد حدة المواجهة بينهما يعود اساسا الى إحساسهما بحالة من الرعب من التطورات الجديدة على صعيد دخول الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الى المعادلة الحالية و عدم بقائهما بموقف المنتظر او المترقب السلبي، ذلك أن الکيل قد طفح بالشعب تماما مثلما أن الظروف المختلفة قد باتت مهيأة بشکل او بآخر للمقاومة الايرانية کي يبادر الى تفعيل برنامجه السياسي العام لإسقاط نظام الملالي و إقامة نظام سياسي يکفل کل شروط و مرتکزات نظام سياسي يوفر الحرية و يعترف بمبادئ حقوق الانسان و المرأة و يرفض القمع و الاضطهاد، وهذا التهديد يمثل بالنسبة للتيارين او الجناحين ساردي الذکر، بمنتهى الجدية وهما يعلمان جيدا بأن المقاومة الايرانية التي عبرت و تخطت مختلف الحواجز و العقبات الکأداء التي تم وضعها أمامها من قبل النظام الايراني، بأنها"أي المقاومة الايرانية"، سوف لن تقف مکتوفة الايدي بعد أن توفرت الشروط و الظروف الذاتية و الموضوعية للتغيير في إيران وهي ستبادر بالانقضاض مع الشعب على النظام في الوقت و اللحظة المناسبة، ولذلك فإن الجناحين يعملان بکل مالديهما من جهد و طاقة من أجل الحيلولة دون ذلك و وضع العراقيل مجددا أمامها.
الاوضاع الوخيمة في طهران بشکل خاص و في أرجاء إيران بشکل عام، لم تعد تتحمل المغامرات الطائشة للنظام و لم تعد تتحمل أيضا المزيد من الکذب و التمويه و الضحك على الذقون، وان تململ الشعب و سخطه و غضبه من جانب، وحالة الاستعداد و الترقب من جانب المقاومة الايرانية و نشاطاتها و تحرکاتها السياسية المستمرة على مختلف الاصعدة، تٶکد بأن أجراس التغيير ستقرع عن قريب في طهران.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟