أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الرابع















المزيد.....


كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الرابع


عايد عواد

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 16:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




قيامة جسد ونفس السيدة العذراء
لنيافة الأنبا بيشوى

أعلنت عقيدة صعود جسد ونفس العذراء إلى ملكوت السموات وجلوسها عن يمين السيد المسيح، بصفة رسمية لأول مرة بواسطة البابا بيوس الثانى عشر بابا روما عام 1950، وصارت منذ ذلك الحين من العقائد الرسمية فى الكنيسة الكاثوليكية. لقد أعلن البابا بيوس أن العذراء "بعدما أكملت مدة حياتها على الأرض، صعدت بجسدها وروحها إلى المجد السماوى، ورفعها الرب لتكون ملكة على كل شئ، حتى تصير الأكثر مطابقة لابنها، رب الأرباب وقاهر الخطية والموت"... "إن عقيدة صعود مريم للمساء تنبع من وتكمل مفهوم الحبل بها بلا دنس".

وفيما يلى نورد رداً مختصراً لهذه العقيدة المستحدثة:

أولاً: السيد المسيح قيل عنه فى رسالة العبرانيين أنه هو رئيس الكهنة الذى صعد إلى السموات "لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ" (عب7: 26). وبهذا النص يتضح أن صعود السيد المسيح إلى السموات منذ الوقت الذى صعد فيه وإلى يومنا هذا هو لأنه هو رئيس الكهنة. لذلك قال "خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي" (يو 16: 7).

ثانياً: إن السيد المسيح قد صعد إلى السماء ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا "لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا" (عب 9: 24). وأيضاً "الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ" (عب 9: 26). ويتضح من ذلك أن السيد المسيح قد صعد أعلى من السموات كما ورد فى (عب7: 26)، ليظهر أمام وجه الله الآب لأجلنا، وأنه يشفع فينا شفاعة كفارية لمغفرة الخطايا. كما يقول معلمنا يوحنا "وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا" (1يو2: 1،2).


كن ماذا تفعل العذراء هناك فى قدس الأقداس فى السماء؟ إذ يقول معلمنا بولس الرسول "وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ. خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ" (عب8: 1، 2).

إذن كيف تدخل العذراء إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية (قسمة القداس) إلا يسوع المسيح فقط، لأنه دخل إلى قدس الأقداس مثلما كان رئيس الكهنة يدخل إلى قد الأقداس فى الهيكل مرة واحدة فى السنة. لذلك يقول "هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عب 9: 28)، وأيضاً "وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (عب 10: 12).

فهل العذراء مريم لها رئاسة كهنوت حتى تدخل إلى هناك؟!

السيد المسيح قيل عنه أنه قدّم نفسه مرة واحدة، إذ يقول الرسول "لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ" (عب7: 27) وأيضاً "بدم نفسه، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً" (عب9: 12).

ثالثاً: لقد دخل السيد المسيح إلى الملكوت السماوى كسابق لنا، وقال لتلاميذه "إِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" (يو14: 3). وأكّد القديس بولس الرسول هذا المعنى فقال "تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ" (عب6: 19، 20). كيف يكون هو سابق إن كان هناك آخر معه.

هل العذراء مريم ينطبق عليها هذه العبارات؟! هل أعد السيد المسيح لها مكاناً؟ وهل سوف يأتى ويأخذها إليه؟ وهل سوف تقوم مع سائر البشر حيث أن السيد المسيح هو باكورة الراقدين (1كو 15: 20)؟ هذا ما سنراه فى النقطة التالية.

رابعاً: قيل عن السيد المسيح "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ. الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ" (1كو 15 : 22، 23).



فهل العذراء هى للمسيح أم ليست للمسيح؟! وهل المسيح هو باكورة حقيقية أم أن له ملحقات؟!
هل للمسيح ملحق مثل الفندق الذى ينشئ مبانى صغيرة بالقرب منه ويسميها ملحق (أ) وملحق (ب) وملحق (ج)

ويقول أيضاً بولس الرسول عن قيامة الأموات "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ. فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ" (1كو 15: 52). الكل سيتغيرون الراقدين والأحياء عند مجئ الرب، عند البوق الأخير لذلك قال كلنا نتغير ولم يستثنى أحداً من الناس. ولكنه سبق فى نفس الفصل من الرسالة فقال الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.

بهذا يكون هناك فئتين: الباكورة وهو للمسيح فقط، والذين للمسيح فى مجيئه، الذين قال عنهم أنهم كلهم يتغيرون، بما فى ذلك العذراء مريم، وهى العروس التى تفتخر بها جميع البشرية.

كيف يكون حالنا فى العرس السماوى بدون العذراء؟ وإن كانت قد دخلت إلى الملكوت فكيف تبدو الكنيسة كعروس للمسيح بدون العذراء مريم؟! هل يليق بهذا العرس السماوى أن يتم بدون العروس المحبوبة الزهرة النيرة غير المتغيرة؟

إن عقيدة صعود جسد السيدة العذراء بعد قيامتها من الأموات قبل مجئ الرب والتى أرادوا بها أن يكرّموا العذراء مريم، هى عقيدة تقلل من شأن العذراء، وتفصل بينها وبين الكنيسة، وتحرمها من الاحتفال الجميل الذى قال عنه بولس الرسول "آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (1كو15: 26، 28).

هل تدخل العذراء إلى السماء دون أن يُحتفَل بها؟ وحتى لو قيل أن الملائكة كرمتها فكيف لا ترى الكنيسة هذا الإحتفال؟! وكيف لا تُكرّم أمام القديسين الذين أحبوها وتشفعوا بصلواتها؟! لماذا هذا الإستعجال السابق لأوانه؟! كيف لا تحتفل السماء بدخول العروس العذراء؟!
مثال توضيحى: هل يأتى عريس ليخطب عروس ثم يخطفها مباشرةً إلى بيته بدون أى احتفال؟!

المرة الأولى دخل السيد المسيح كملك غالب منتصر على مملكة الشيطان ومعه خلاص البشرية، مثل ابن ملك يكون هو قائد الجيش ويعود منتصراً على الأعداء، فيحتفل به باحتفالات عظيمة. فى مناسبة أخرى يكون الإحتفال هو بيوم عرسه. هكذا فإن الاحتفال الثانى للسيد المسيح هو حفل عرسه للكنيسة وهو داخل بها إلى أحضان أبيه.
هل سيقام حفل للسيدة العذراء لا يحضره أحد؟ لا الآباء البطاركة (ابراهيم وإسحق ويعقوب) ولا القديسون ولا الشهداء؟! ثم فى اليوم الأخير الذين سيدخلون الملكوت يدخلونه مع المسيح بينما هى لا تدخل معه؟!

علاوة على ذلك فإن هذا المفهوم سوف يقود إلى مشاكل كثيرة منها:
1-فى المجيئ الثانى هل السيد المسيح سوف يحضر العذراء معه؟
2-إذا أحضرها معه هذا سيعنى أنه سوف يخرجها من الملكوت مرة ثانية.
3-وإذا أحضرها معه سوف يجلسها عن يمينه، وعن يمينه هل سوف تشترك مع المسيح فى الدينونة؟!
4-يقول السيد المسيح لرسله "أنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ" (مت19: 28). فهل سيكون هناك ثلاث عشر كرسياً وليس إثنى عشر؟
5-إذا كان الرسل سيدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر فماذا ستفعل العذراء؟! هى ليس لها رئاسة كهنوت مثل الرسل حتى تدين أسباط إسرائيل الإثنى عشر.
6-هل ستشفع؟ لكن فيمن تشفع وكيف؟ وقتها يكون قد جاء "يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ" (رؤ6: 17).

القول بصعود العذراء للسماء يبدو فى الظاهر أنه لتكريمها لكنه فى الحقيقة يقلل ومن قيمة ومكانة العذراء.

خامساً: حينما أبصر يوحنا المشهد السماوى لعرش الله فى سفر الرؤيا، رأى عرش الآب وحوله الأربعة أحياء غير المتجسدين والأربعة وعشرين قسيساً، وفى وسط العرش خروف قائم كأنه مذبوح، وقال الجميع "لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ" (رؤ5: 13). وكان معهم ملائكة كثيرون حول العرش عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف.. أى مئات الملايين لأن الربوة عشرة آلاف. وفى وسط هذا المشهد الرائع لم يبصر يوحنا، فى نهاية القرن الأول الميلادى وبعد ياحة العذراء مريم بحوالى 60 عاماً أو ما يزيد، لم يبصر العذراء مريم فى هذا المشهد! فإذا كانت العذراء مريم قد صعدت إلى السماء وجلست عن يمين المسيح فلماذا لم يراها؟

ختاماً نقول: أن المزمور لم يغفل هذه الحقيقة حينما قال عن صعود السيد المسيح ودخوله إلى السماء بعد أن أخذ صورة الإنسان وبعد إنتصاره على الشيطان وإتمام الفداء "إرفعوا أيها الملوك أبوابكم وإرتفعى أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب. هذا هو ملك المجد" (انظر مز 24: 7-10).
دار هذا الحوار بين حراس أبواب الملكوت من الملائكة وبين الملائكة الذين رافقوا السيد المسيح فى صعوده إلى السماء. فإرتفعت الأبواب الدهرية ليدخل الرب العزيز إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية (كما ورد فى قسمة القداس). أى أن الملائكة لن يفتحوا الأبواب حتى يجيبهم الآخرون قائلين أنه "الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ هذا هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ" (انظر مز 24: 8-10). هل ينطبق هذا الكلام على السيدة العذراء مريم؟!

علاوة على ذلك فإن هناك من يستخدمون الآية التالية "قامت الملكة عن يمين الملك" (مز 45: 9)، ليثبتوا أن الملكة الآن هى عن يمين الملك. لكن أغلب النبوات تكتب بنفس الطريقة دون مراعاة لزمن الفعل (إن كان فى الماضى أم فى المضارع). فمثلاً يقول داود النبى فى المزمور "ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ" (مز 22: 16-18). هل هذا يعنى أن كل هذا حدث لداود حينما كتبه؟ أم أن كل هذه كانت نبوات عن المسيا وكانت سوف تتم لاحقاً عند صلبه؟

أخيراً، فإن إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو أن جسد القديسة مريم العذراء قد حمل إلى السماء وأنه محفوظ هناك، بينما روحها هى مع المسيح فى الفردوس فى أسمى مكان. يقول معلمنا بولس الرسول "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (فى 1: 23)، وقال السيد المسيح للص اليمين "الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43). وعليه فإن كل القديسين هم فى الفردوس مع المسيح والملكة معهم ينتظرون زفاف الكنيسة كلها لعريسها.





عصمة مريم:

يؤمن الكاثوليك كذلك بان مريم كانت ثابتة في الصلاح والبر من وقت ان حبل بها وان الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هي الفضيلة التي انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع ان العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام الهى خاص.

الحبل بلا دنس:

في يوم 8 ديسمبر من كل عام يحتفل الكاثوليك بعيد الحبل بالعذراء بلا دنس الخطية الأصلية وهذا معناه انه منذ اللحظة الأولى في تكوينها في أحشاء أمها قد وجدت طاهرة نقية خالية من عار الخطية الجدية (خطية آدم) وذلك ليس من ذات طبعها ولكن بإنعام خاص ويعتمدون على الآية "قدس العلى مسكنه" (مز 45: 5) أي مستودع العذراء لتصبح أهلًا لسكنى الله وكان إظهار هذه العقيدة سنة 1854.


الأرثوذكس ومستحيلات العذرا مريم !

القديسة العذراء مريم والعشرة مستحيلات



المستحيل الأول:

السيدة قط لا تسمي عذراء... والعذراء قط لا تدعي سيدة..

و قد تصير العذراء سيدة..

لكن من الاستحالة أن تعود السيدة عذراء..

ومن المستحيل أن شخصية واحدة يجتمع فيها مسمي العذراء والسيدة، الآنسة والمدام..

أما السيدة العذراء فهي الوحيدة التي حوت التباينين، وجمعت التناقضين..... فهي العذراء لأنها بتول، وهي السيدة لأنها أم.

السيدة العذراء ولدت وعاشت وتنيحت عذراء...


المستحيل الثاني:

من المستحيل أن يصير الذكر أبا بغير أنثي، أو أن تصبح الأنثى أما.... بغير ذكر..

أما السيدة العذراء فهي أم لكن بلا زوج ولا زواج...

ليس من الضروري أن كل إنسان مر علي هذا الكون صار فيه أبا أو أخا أو عما...

إنما من ألزم الضروريات أن كلا منا صار أولا ابنا...

فلكل مولود والد.. ولكل مولود والده..

أما العذراء مريم فوالدة بغير والد.... وإن كانت هي مولودة من والد ووالدة.. لست أدري لماذا يقبل غير المسيحيين بكل ترحاب أن يكون المسيح ابنا لمريم بغير والد.....

و يرفضون بكل شدة وعنف أن يكون المسيح ابنا لله بدون والدة؟!


المستحيل الثالث:

و إن حبلت العذراء فرضا وهي عذراء....

فمن المستحيل أن تدعها الولادة دائمة العذراوية..

فمن الجائز أن تجد عذراء حاملا..

لكن من الاستحالة أن تجد أما عذراء...

أما العذراء.. فقد حملت، ثم ولدت، ثم ظلت عذراء.. وسالومي شهدت..


المستحيل الرابع:

إن آدم الأول، جُبل من جُبلة.

و حواء الأولي خلقت من مخلوق..

فمن الاستحالة أن يلد المخلوق خالقه....

أما مريم العذراء فقد ولدت خالقها....

المستحيل الخامس:

من الميسور علي الأرواح أن تري الأرواح وتري الأجساد أيضا...

و من المستحيل أن جسدا أو ذا جسد يري روحا أو أرواحا....

أما العذراء فقد أتاحت للأجساد رؤية روحها الطهور بدون جسد...

إن البعض يهلل لحلم يري فيه شخصا مرموقا من العالم الآخر....

وماذا لو صار هذا الحلم رؤيا؟؟؟..

أما ظهورات العذراء فليس من هذا ولا تلك إنما كانت تجليات وكأن العذراء نقلت نشاطها من أورشليم السمائية حيث تسكن إلي الأرض حيث نسكن نحن...

المستحيل السادس:

لكل روح أن تصعد إلي السماء بعد انفصالها عن الجسد

و الذين إلي السماء اختطفوا، كانوا بأرواحهم دون أجسادهم

و الذين إلي السماء صعدا، كانا بروحيهما داخل جسديهما مثل أخنوخ..

و من المستحيل أن جسدا يخترق حاجز السماء...

أما العذراء: فقد صعدت بالروح ثم بالجسد...

المستحيل السابع:

من الممكن أحيانا أن عينا تذرف دموع في أفراح أو في أحزان في وقت واحد..

لكن من المستحيل أن شخصا يبتهج ويلتهب في وقت واحد..

أما العذراء مريم فقد ابتهجت كإنسانة لقبولها الخلاص.. وانفطرت كأم عند رؤيتها صليبه....

المستحيل الثامن:

أمومة الأم لابنها تمنع بنوتها له

و زواج العريس من العروس يمنع أخوتها له..

ومن المستحيل أن تتجمع الأمومة مع البنوة،

و الملوكية مع العبودية،

و الزواج مع الأخوة...

أما العذراء الأم هي أيضا ابنه.. والعذراء العروس هي أيضا أخت.. والعذراء الملكة هي أيضا عبدة....

المستحيل التاسع:

لن نخشى علي الله إذا دنا منه إنسان..

و من الاستحالة أن يري الله إنسانا وبعدئذ يعيش...

فكيف إذن تصير بطن له مرقدا ومسكنا؟؟ ومنها يتخذ لذاته جسدا: دما ولحما وعظاما؟..

وتلد الجابلة جابلها؟ وتحوي بطن.. غير المحوي؟؟

أما العذراء فقد ضربت بهذا المستحيل عرض حائطه،

لأنها حملت واحتملت النار الآكلة، دونما تحترق..

المستحيل العاشر:

كبقية كل البشر، حبل بالعذراء مريم بخطيئة أبويها الأولين آدم وحواء..

و بخلاف كل البشر..

حملت ابنة حواء مريم بالسيد المسيح بغير خطية....

فالمولودة بالخطية.. والدة بدون خطية...

و هكذا يمكن أن يعد مستحيلا.. أن تلد بغير خطيئة من ولدت بالخطيئة..

العذراء فلتت بطهارتها وكمالها وقداستها من مخالب الخطية الفعلية... و لكنها كأي إنسان، لم تنجو من أنياب الخطية الجدية التي اقترفها آدم وحواء..

و نحن نرفض بشدة تعليم الكنيسة الكاثوليكية بالحبل بلا دنس.. فهم يقولون أن العذراء حبل بها بغير دنس خطايا الأبوين الأولين.. ورغم تبجيلنا لأمنا العذراء وتقديسنا لعذراويتها الطاهرة.. إلا أننا لا نعفيها من براثن خطية آدم.... فكأي إنسان وريث لأبويه.... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ورثت مريم من حواء آثار ونتائج خطاياهم.... وإلا فما فائدة دم المسيح إن كان يمكن محو الخطية من كائن أو أكثر بغير دم؟

إنها دونا عن كل البشر ولدت المخلص.. ولكنها كأي إنسان من البشر تحتاج إلي الخلاص..

إنها لم تشئ أن ترزح تحت ثقل الخطية الأولي ولكن جهادها الروحي هو الذي نصرها فوق كل الحواجز الروحية والسقطات البشرية...


..................................

المصادر والمراجع الأرثوذكسية

أعياد العذراء في السنكسار
عقيدة العذراء مريم عبر الأجيال
العذراء في القداس
من فضائل العذراء
فضائل العذراء وإيمانها
العذراء والطهارة
الشفيعة المؤتمنة
ظهورات العذراء في القرن العشرين
رموز السيدة العذراء في العهد القديم
الصوم وتكريم العذراء
زنار السيدة العذراء
المستحيلات العشرة للقديسة العذراء
كتب اللاهوت والإيمان والعقيدة للأنبا بيشوي

.........................

المواقع والروابط الأرثوذكسية

http://st-takla.org/P-1_.html

http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy/Metroplit-Bishoy-Books_.html

http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-13-The-Ten-Impossibles_.html



#عايد_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرثوذكس وسلطان الكنيسة والكهنة والخرافة
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الثاني
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الأول
- الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الرابع