عواصف كاذبة بوجه ترامب

جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عواصف كاذبة بوجه ترامب

العالم جميعه .. دولا وشعوبا وقبائل . لاشغل له ولا مشغلة اليوم غير تسليط بؤرة ضوءه على الميلتي ملياردير دونالد ترامب الذي لاتبدو عليه النعمة الاّ من خلال سلوكه الجرئ الذي يغلب عليه طابع المغامرة . وفي اول خطوة يتخذها ترامب هي عزمه على توقيع امر او قانون يمنع بموجبه حظر مواطني سبع دول ست منها عربية + ايران ، وعلى رأس قائمته العراق ، من الدخول الى الولايات المتحدة ، مستثنيا بعض الولاءات ، هذه الحركة التي من الممكن ان يكون قد اقدم عليها لجس نبض العالم ، كانت قد اشعلت فتيل شعلة اولمبية من النوع السياسي لكل من هب ودب ، فوصف بالكثير من التوصيفات مثل عنصري ، ديكتاتوري ، نازي ، مناهض لحقوق الانسان ، وسواها من الالقاب التي تحتويها قائمة الحكام العرب والمسلمين . بعض المعارف اتصلوا بنا من هناك واعلمونا بأن هذا الرجل قد اصدر قرارا بمنع التأمين الصحي عن الجاليات المهاجرة الى الولايات المتحدة .
العجيب بالامر ان من هاجم ترامب من العرب مثل ذلك الكلب الذي يخاف على رأسه فينبح على المستطرقين دون ان ينتبهوا اليه اصلا لأنهم يخافون من حجارة ربما يحملها الرئيس الامريكي عليهم ، فهم ك " خلف بن امين " يشعر ان له اهمية او هو المقصود في كل ما يحصل . بل وكأنهم في جنات الديمقراطية ، ويعز عليهم او يخدش فكرهم الديمقراطي ما سوف يقبل عليه هذا الرجل فيتصدع الجو الديمقراطي في بلده ، ودون ان يدرك ان معظم الدول العربية لا تسمح لرعايا الدول العربية الاخرى بزيارتها لا بشرط الحصول على الفيزا ولا بغيرها الاّ عن للمريض او للدراسة ان توفرت ، وحتى بهذه الاعذار لا تحصل الموافقات الامنية الاّ بعد ارهاق المواطن . وشق انفاسه
ومهما كان توصيف القرار الذي سوف يصدره الرئيس الامريكي الجديد ، فما الذي دفعه الى ان تكون قضية المهاجرين في باب الصدارة من اهتماماته التي لاتعد ولا تحصى ، ولا أعتقد ان هناك اثنين يختلفان في تصنيف النظام الامريكي منذ / 1776 كنظام مبتز لثروات الشعوب ، ولكن هل هو اكثر ابتزازا لنا من سلطاتنا في الدول التي نعيش بها ، ثم من جعل هذا النظام يتحامل علينا غير الريح المدمرة التي تخرج من دولنا بحجة محاربة دول الكفر .
ومع ان ترامب كرئيس دولة عظمى له كل الحق في اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية امريكا وتعزيز قوتها لكن ذلك لايعفيه من خطيئة تقطيع اوصال العوائل ، التي ابعدتهم عن بعضهم ظروف السياسة والحروب في اوطانهم وهذا وحده خرق لحقوق الانسان ، فضلا عن القوانين الامريكية المتشبثة المعروفة التي اصبحت بعد تفجيرات ابراج نيويورك عام 2011 والتي لا تسمح لجنس مخلوق من الدخول الى الولايات المتحدة دون ان تتدقق هويته من جميع الوجوه ولفترات طويلة جدا تصل الى اكثر من خمس سنوات ، فهي لا تريد لنفسها ان تكون واحدة من دول اوربا التي تعرضت للاعتداء ، كما ان الهجرة الجماعية العشوائية التي اقدمت عليها المجاميع البشرية من الشرق الاوسط بفعل الحروب التي خلفها ما سمي بالربيع العربي هي التي دفعت ترامب الى الاقدام على التفكير بمثل هذه الخطوة .

#جواد_البياتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات