أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - المفكرين المسلمين و العلم















المزيد.....


المفكرين المسلمين و العلم


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الحقيقة لا نستطيع ان نفهم لماذا يحاول المفكرين المسلمين حصر كل الامجاد و الحضارة و التطور في الحضارة الاسلامية حتى وصل الامر الى اختراع الخرافات و اصبح تاريخ المسلمين مليئ بالخزعبلات بسبب شطحات بعض المفكرين, فيهربون إلى الخيال ويلجأون إلى ابتداع نجاح وهمي وعظمة خيالية في جميع مواضيع التاريخ الاسلامي, كما ازدهرت عادة سيئة عند المفكرين المسلمين و هي ترديد مقولة (ازدهار العلوم العربية) ومقولة أنّ (العلماء العرب ساهموا فى الكثير من الانجازات العلمية) ومقولة (أنّ أوروبا نقلتْ الكثيرمن العلوم عن العرب) و غيرها من المقولات لكن لا زال العرب يعتقدون ان لولا علوم المسلمين لما تقدم الغرب, كل هذه المقولات تدل على عقدة الشعور بالنقص و القزمية و الفشل في مجاراة الغرب بالعودة في كل مرة الى علماء المسلمين القدامى عندما يثار موضوع التقدم العلمي و كأن العلم يتوقف عند ابن سينا و جابر بن حيان و غيرهم, بينما مراجعة انتاجهم تؤكد أنها محاولات شديدة التواضع صحيح ان الغرب استفاد من علوم المسلمين لكن لا يجب تضخيم الأمور لأن الغرب لا يهمه من اين اتى العلم الذي تطور به و لكن المهم في توظيفه لبلوغ اعلى مستويات الحضارة و الرفاهية,
ان الدارس لتاريخ المجتمعات العربية يخرج بنتيجة ان الظروف التي كان يعيشها العرب من بيئة بدوية صحراوية قاحلة و اقتتال دائم بين القبائل العربية و النقص الشديد في الغذاء و الماء لا تسمح ابدا بأن يكون للعرب دورا كبيرا في العلوم و الاختراعات فإنّ أغلب من ساهموا فى هذا المجال أشخاص غيرعرب. وقد خصّص ابن خلدون فصلا لهذا الموضوع تحت عنوان (فصل فى أنّ حملة العلم فى الإسلام أكثرهم عجم) ومع ملاحظة أنه استخدم اللفظ العربى (عجم) ومعناه فى قواميس اللغة العربية (بهائم) (مختارالصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام1911- ص440) ولكنه كان شديد الموضوعية عندما كتب أنّ السبب فى ذلك أنّ العرب لم يكن عندهم علم ولاصناعة. حتى إنّ علم النحو(العربى) وضعه سيبويه الفارسى..إلخ (المقدمة- المطبعة الأزهرية- بجوارالأزهر- عام1930- ص480، 481) كما خصّـص أكثر من فصل عن أنّ العرب (أبعد الناس عن الصنائع) (ص339 على سبيل المثال) وإذا كان العرب لهم اسهامات فى العلم (كما يزعم العروبيون) فلماذا أمرعمربن الخطاب بمحوعلوم فارس وعلوم الكلدانيين والسريانيين وأهل بابل وعلوم القبط (المصدرالسابق – ص32) كما كان ابن خلدون صريحا عندما وصف العرب بأنهم ابعد الناس عن العلوم و الصناعات و ان همهم الاول هو السيف و غزو البلدان لأجل الطعام فقط ((ولما فتح العرب (أى احتلوا) أرض فارس ووجدوا فيها كتبـًـا كثيرة ، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمربن الخطاب يستأذنه فى شأنها وتلقينها للمسلمين (العرب) فكتب إليه عمرأنْ اطرحوها فى الماء، فإنْ يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منها وإنْ تكن ضلالا فقد كفانا الله . فطرحوها فى الماء أوفى النار(فى بعض الروايات) وذهبتْ علوم فارس ولم تصل إلينا)) (المصدرالسابق- ص402).
كما المشكلة التي يصر عليها المفكرين المسلمين هو انعدام التواصل بين العلوم عند المسلمين من جيل الى جيل و يصرون ان طب ابن سينا صالح لكل زمان و مكان و كيمياء جابر بن حيان التي ظهرت في عصر يؤمن بخرافات الشعوذة و التماتم شاملة لكن هذا الامر لم يحدث ابدا في اوروبا فالجميع كان يؤمن ايمانا اعمى بنظريات ارسطوا الى ان جاء غاليلي و اثبت خطئها, لقد تصورّالبعض أنّ فيزياء نيوتن هى آخرالمطاف، وأنها تعبيرعن حقيقة مطلقة، ودام هذا الاعتقاد ما يقرب من قرنيْن من الزمان. ثم جاءتْ فيزياء أينشتاين وابتلعتْ فيزياء نيوتن فى داخلها وتجاوزتها وأثبتتْ أنّ ما كان يُعد حقيقة مطلقة ليس فى الواقع إلاّحقيقة نسبية. فلا مجال للحقيقة المطلقة في العلم و البحث العلمي لأن الادعاء باكتمال العلم دلاة على النقصان و هو مؤشر للتراجع و الانحدار فالتراكم و التواصل بين العلوم امر مهم جدا في العلم فيقول الدكتور فؤاد زكريا :( والنظرة المُـدققة إلى أوضاع التقاليد العلمية فى العالم العربى، لاتدعوإلى التفاؤل، حيث يبدوأنّ الأجيال الجديدة أقل تمسكــًـا بهذه التقاليد (حتى) من الأجيال السابقة، ومن ثمّ فإنّ الخط البيانى للروح النقدية السليمة، وللأخلاق العلمية بوجه عام، يتجه إلى الهبوط ، وهوأمرمؤسف ينبغى تداركه، حتى لا تتسع الهـُـوة بيننا وبين الدول المتقدمة التى يزداد علماؤها تمسكــًـا بالتقاليد العلمية جيلا بعد جيل. إنّ العلماء فى الدول الأوروبية التى ترسّـختْ فيها التقاليد العلمية ، يحاولون بقدرما فى وسعهم رد الفضل إلى أصحابه، وربما رأيتَ المؤلف منهم يُعدد فى مقدمة كتابه أسماء مجموعة ضخمة من الأشخاص، بعضهم ناقشه مناقشة قصيرة حول الموضوع، وأحيانــًـا قد يذكرالأستاذ فضل تلاميذه الذين ألهموه- بأسئلتهم واستفساراتهم- كثيرًا من أفكاره. أما الاقتباسات من المراجع الأخرى فقد أصبحتْ تقليدًا ثابتــًا لا يخالفه أحد ).
و بسبب مبالغات المفكرين المسلمين في حصر العلم في علماء المسلمين فقط لم يجدوا وسيلة لمجاراة التقدم العلمي الغربي سوى تحويل القرأن الكريم الى كتاب نظريات علمية فعندما نسمع عن اكتشاف جديد في علم الفلك مثلا يبدأ المسلمون في ترديد ايات احد عشر كوكبا رايتهم لي ساجدين و يقولون بكل سخافة ان ذلك الاكتشاف مذكور في القرأن و يتناسون ان النظريات العلمية هي نظريات غير صحيحة صحة تامة و يمكن ان يشوبها النقص و بالتالي يمكن ان يعود الادعاء بوجود تلك النظرية في القرأن على القرأن بالسوء ! و يذهبون الى تأليف الكتب في ما يسمونه الاعجاز العلمي في القرأن ليثبتوا صدق الله و صحة ايمان المسلمين رغم أن الإيمان لا علاقة له بتقدم أو تخلف إنما هو شأن شخصي ضميري والتخلف فيه مرجعه إلى الله ، أما العلم فهو موضوع التقدم وموضوع الأمة كلها وليس شأنا شخصيا ولا يحتاج لمن يبرره ويحسن وجهه وإلا كانت مصيبتنا في عقلنا قد أصبحت هي كبرى مصائبنا . فلماذا والحال كذلك لا نتوقف عن تبرير العلم أو تحليله استنادا للدين؟
من خصائص العقل العربي الإسلامي أنه لا يرضى بالهزيمة ولا يتقبلها حتى ولو صارت أمرا بديهيا وواقعا ملموسا و لا يريد ان يعترف بالتخلف في جميع الاصعدة و لا زال يعتقد الكلمات و الادعية التي كانت تحرك الجبال و تشق البحار الى نصفين ستنصره في القرن الواحد و العشرين فشرع يبسمل و يحوقل و يحاول استحضار قوى السماء لكي يتفوق على الغرب.






#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار العلماني و التيار الاسلاموي
- الاسلاميون في الجزائر ووهم الحقيقة المطلقة
- اهل الدين .. و العلم
- النكفير و التجديد الديني
- الدولة المدنية و الاسلام
- هاجس التفكير عند المسلمين
- الموروث الديني الاسلامي و التطرف
- الفكر السلفي
- الاستبداد في العالم العربي
- العلمانية و الدين
- الاسلام و الحداثة
- اقتلعوا التكفير من جذوره !
- الاستبداد الاخواني
- الاسلاميون و الديمقراطية
- الفكر الاصولي و الانسداد التاريخي
- محاولة الاخوان سرقة الثورة المصرية
- اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي
- التعصب الديني سيعصف بنا
- اسطورة الخلافة
- فولتير .. الكاميكاز الفكري


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - المفكرين المسلمين و العلم