أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم














المزيد.....

أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5414 - 2017 / 1 / 27 - 13:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم
"من المهم ايلاء الموسيقى والفنون كلها والتربية الرياضية عناية فائقة. وحبذا لو يتم التوسع في ذلك على حساب اللغات الأجنبية التي لا نرى فائدة ترتجى من إضاعة الوقت والجهد في تدريسها".
ناجح شاهين
التعليم شيء والعلم شيء آخر. التعليم فيما نحسب موجه للجمهور كافة، أما العلم فهو سيرورة مخصوصة موجهة لمجتمع معين هو الذي يقوم بإنتاجه واستهلاكه، ويكتفي الجمهور في الأعم الأغلب بالاستماع لأخباره أو إبداء الإعجاب والانبهار بمنجزاته.
لذلك لا نظن أن خلط الأمرين يفيد أياً منهما. يجب أن يقدم التعليم في سياق من المرح والتواصل الانساني المثمر والجميل الذي يهدف إلى تنمية الانسان اجتماعياً وسياساً وجمالياً وأخلاقياً بوصفه مواطناً صالحاٌ ذواقاً وخيراً، قادراً على المشاركة في بناء مجتمعه من النواحي المختلفة. ويمكن بالطبع لهذا المتعلم أن يتحول في لحظة ما عندما يكبر إلى عضو في مجتمع العلماء. لكن الأساس في المراحل الأولى هو أن يعيش في سياق يحترم انسانيته وعقله وكرامته ويضمن أن يقضي أوقاتاً جميلة وممتعة. ولا داعي فيما نزعم إلى إرهاقه بالقضايا العلمية المعقدة والصعبة عالية المستوى. من هنا نظن أن المتعة والحرية والتفكير المنطلق وتطوير ذائقة الجمال هي أمور أساس. ومن هنا ايضاً نظن ايلاء الموسيقى والفنون كلها والتربية الرياضية عناية فائقة هي امور هامة. حبذا فيما نرى لو يتم التوسع في ذلك على حساب اللغات الأجنبية التي لا نرى فائدة ترتجى من إضاعة الوقت والجهد في تدريسها.
لاحقاً يمكن أن يترك للأفراد الذين يبدون "هوساً" أصيلاً يشبه الهوس الصوفي نحو العلم أو جانب منه المجال للانضمام إلى المجتمع العلمي الذي يجدون أنفسهم جزءاً من اهتماماته وقضاياه ومناهجه وطرق انتاج المعرفة فيه.
ويمكن للجامعات أن تكون جامعات تعليمية عادية تواصل ما بدأته المدرسة دون تغيير جدي ذي بال. ونظن أن جامعاتنا المحلية في فلسطين تقع كلها في هذا المستوى، ومن المغالطة بمكان أن تقوم هذه الجامعات التي لا تنتج بحثاً في مستوى مدرسيها الذين لا يمكن وصفهم بأنهم علماء بأي معنى من معاني الكلمة، نقول من المغالطة بمكان أن تقوم هذه الجامعات بمنح درجات عليا في مستوى البحث. ولا يمنع ذلك بالطبع أن تمنح هذه الجامعات درجات ماجستير بمسار امتحان دون أطاريح أو أبحاث.
أما مجتمع العلماء الذي اشرنا اليه اعلاه فيمكن للفرد صاحب الميول العلمية أن ينضم إليه في الجامعات البحثية التي تنتج المعرفة أو في مراكز الأبحاث المختصة بموضوع بحثي علمي ما.
لكن ما يحدث في بلادنا العربية "المستقلة" ناهيك عن فلسطين المحتلة هو عملية خلط خطيرة للممارستين المختلفيتن جذرياً الموضحتين أعلاه، وهو ما يسمح للشرائح التي تقود المجتمع بان تخلق الوهم بأننا نسير في الطريق الصحيح لإنتاج المعرفة العلمية مع أننا في الواقع إنما نقوم بممارسة تعليمية أولية بسيطة لا علاقة لها باستهلاك المعرفة التخصصية الثقيلة ناهيك عن إنتاجها.
مرة زعم هشام غصيب الفيزيائي/الفيلسوف العربي المعروف أنه لم يلتق بأي كتاب فيزياء عربي "يستوعب" حقاً أسس النظرية النسبية. وهذا زعم خطير جداً، وإن صح فإنه يعني أن حملة الدكتوراة في الفيزاء في العالم العربي الذين يعدون بعشرات الالاف قد لا يكون لهم أية صلة بالفيزياء بوصفها علماً يبحث في ظواهر مخصوصة بمناهج وطرائق مميزة.
هكذا نتظاهر بأن لدينا فيزيائيين دون أن يكون لدينا أحد منهم، وهكذا نخلق الوهم بأن الأمور على ما يرام بينما هي ترواح مكانها.
لا بد من تحويل المدارس إلى أماكن للفرح أولاً، تخلق الدافع لدى التلاميذ لحب الوطن والأمة والمعرفة، وذلك يكفي بذاته. ولا بد من بناء المؤسسات التي تعد بنى تحتية لإنتاج العلم التخصصي العميق، وعندما يكبر الصغار يمكن لمن لديه الموهبة والميول أن ينضم لها سواء أكانت جامعات بحثية أم مراكز بحثية خالصة.
نحن نبسط، بالطبع بسطنا الأمور كثيراً، وقد تجاهلنا الاقتصاد السياسي الحاضن للعلم أو الطارد له، لكننا في هذا العجالة أردنا أن نوضح بأيسر السبل جانباً مهماً من إشكالية العلم والتعليم في هذه البلاد.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو صرت وزيراً
- التقارب الأرثوذكسي السني
- انقاذ اللغة العربية وأمة العرب
- محو التفكير في المدارس
- افيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب
- أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟
- المرأة في عيون الذكر العربي
- أمريكا ملاك الموت
- معركة حلب بين البطولة السورية والنفاق الأمريكي/الأوروبي
- التنمية تحت الاحتلال
- دي ميستورا السني وجورج بوش الشيعي
- الطاقة الإيجابية والشيوخ والحلول الوهمية
- أهمية مؤتمر فتح
- كنت محظوظاً: كانت امي لا تقرأ
- اراب ايدول ومسلسل الإنجازات الفلسطينية
- خطاب وزير التعليم في السلطة الفلسطينية
- ترامب يعتدل باتجاه السياسة الأمريكية المعتادة
- على هامش سيرك -ترامب/كلينتون-
- بين كلينتون وترامب
- حصة الرياضة لتحفيز الطلبة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم