أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - يوم جعلنا الورد جنكيزخان














المزيد.....


يوم جعلنا الورد جنكيزخان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 22:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم جعلنا الورد جنكيزخان
نعيم عبد مهلهل
في منغوليا حيث عاش المغول واستوطنوا في المكان منذ عصور قديمة ولم يؤرخوا توارخيها سوى بالشفاه والمخيلة ثم نهض فيهم الهاجس الامبريالي فقرر احد خاناتهم ويدعى جنكيزخان بغزو العالم متجها صوب الصين اولا ، ثم انحدر بغزواته صوب مدن الاوزبك والافغان والطاجيك .
ويقال ان جنكيزخان لشده انبهاره بجمال المدن فأن ردت فعله يكون قرار احراقها ، وهذا ما فعله مع واحدة من اجمل مدن العالم حينذاك وهي مدينة سمر ــ قند ، وقد افردتُ لهذا الحرق الذي شمل البيوت وساكنيها في فصل خاص في روايتي ( جنكيزخان ــ الوردة تتكلم والعشق يكسر السيف ) .
المغول لم يعرفوا من الورد سوى ذلك الاقحوان البري الاحمر الذي ينبت في وديان منغوليا والذي لم يكن تجلب مسرة ولم تحرك في عواطف الشعراء شيئا لأن عمرها لايدوم سوى اياما قليلة ، وكان الخان وهو ينظر اليها لاتذكره سوى بأحمرار الدم فيدوسها غير مبالٍ برقتها يوم يدلف الى خيمته البيضاء التي ضُربت له وسط افواج جيوشه المتجحفلة لغزو العالم.
أول مرة وقع نظر جنكيزخان على سلة ورد ملونة لانواع شتى يوم اتاه وفد من المدينة الوزبكية المنكوبة سمر ــ قند .
نظر الخان الى سلة الورد وابتسم وقال : هل هي من ذهب ، واي صائغ صنعها بهذه الصورة .
رد شيخ من اهالي المدينة :انها ورود طبيعية صنعها الله يا مولاي ولن يستطيع أحد غيره صناعتها بهذا الجمال .
قال الخان متباهيا :إنا الله ولكني لا احب صناعة هذه الاشكال .احب فقط صناعة السيوف ، ارموها بعيدا او هاتوها لأدوسها بقدمي.
ومع مرور الزمن استطاعت المدن الاخرى ترويض المغول وتبديل عاطفتهم مع الورد . ذلك عندما استطاع اهل بغداد تبديل مزاج احفاد الخان من الامراء الذين حكموا بغداد بعد هولاكو وتيمورلنك عندما جلبوا لهم الورد الجوري من بساتين الرصافة ، والقرنفل والداودي من بساتين الكرخ .ورويدا رويدا استأنس الحكام المغول ليكون الورد بعض مشاهد صباحهم بالرغم ان هواجس الحرب والدم هي التي تطغي على الحياة وطقوس العيش فيها .
استمر الامر مع بني عثمان ، ومع الفرس ايضا ، وربما الانكليز وحدهم من اعتنوا بطقوس الورد في حفلات قناصلهم ولم يتحدث التاريخ الشرقي خلال حكم الترك والفرس انهم كانوا يتقبلون سلال الورد في اي من مناسباتهم الوطنية والاجتماعية .
كانوا يريدون دوما هدايا الذهب والجواهر. وبقيَّ الورد في جماليته ومودته حصرا على ذائقة الناس والفقراء وقصائد الشعراء.
وحتى في زمن الملكية كان حضوره الورد في البروكولات الرسمية قليلا ، ولم يتحدث الارشيف العراقي عن اي نثرية لشراء سلة ورد حتى تلك الاكاليل التي كانت تقدم للملك في مغادرته او عودته للبلاد او استقباله ضيوفه من رؤوساء وملوك البلدان الاخرى .
الغريب أن نثرية الورد في السجلات الحكومية ظهرت بعد العهد الجمهوري الرابع في العراق والذي ابتدأ عام 1968 إذا ظهر الورد وباقاته الكبيرة في الاجتماعات الرسمية والحزبية والمتاسبات الوطنية وكان في بادئ الاحمر يٌجلب من مشاتل أمانة العاصمة في حدائق الزوراء ثم تطور الامر بعد تطور تقينية تهيئة الاكاليل وتزينها فوق مصاطب الاجتماعات فشكلت لجان حاصه في ديوان الرئاسة ــ التشريفات من اجل الاعتناء بهذا الامر وشراء الورد بوصولات رسمية وتدفع ضمن موازنة الحكومة.
الأمر تطور بجنون بعد 2003 فصارت امكنة الاجتماعات عبارة عن حديقة هائلة .والغريب ان حضور الورد لم يكن مغيرا لطبيعة المجتمعين فقد كانت مجمل الاجتماعات في ظل تطورات بلد تهدمت بنيته التحية وتسير على ارصفة شوارعه الدبابات ويتعرض لهجمات الارهابي الزرقاوي . وحتى الحكومات المحلية اصبحت تزين طاولة اجتماعاتها بسلال وباقات ورد يصل اسعارها في بعض المرات في الاجتماع الواحد الى مليون دينار ، والمحصلة ان تلك الحكومات لم تقدم لمواطنيها ما يوازي عاطفة الورد وجماله ، ففي خارج قاعة الاجتماع كل ارصفة الشوارع متكسرة...
وهكذا لم يستطع الورد ان يفعل شيئا على المستوى الرسمي منذ عهد جنكيزخان الى عهد بول بريمر . لاشيء يفعله ذلك الكائن المسكين المعطر والملون سوى انه يبتسم لكاميرات المصوريين .وفي اليوم الثاني نراه صورة بالاسود والابيض على صفحات الجرائد ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني


المزيد.....




- ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
- تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل ...
- حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي ...
- الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
- ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في ...
- الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
- لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
- -لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
- أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - يوم جعلنا الورد جنكيزخان