أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (2)














المزيد.....

أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (2)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 06:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


7- و بالرغم أن الدولة والحكومة ( النظام ) مفهومان يستخدمان بكثير من الإلتباس عند أغلب الناس ، الا ان الحكومة في النهاية ليست إلا جزءا من كينونة الدولة.
8- وقد لاحظنا بوضوحٍ تامٍ، كيف اشتد وظهر هذا الالتباس الشديد بين مفهوم الدولة والحكومة في أذهان كثير من العوام والمتعلمين ، ، حيث كان – برأي - إحدى أهم الثغرات التي نَفَذَ منها الإسلامويون وميليشياتهم ، نحو تدمير الأوطان واستباحة مجتمعاتها ذات النسيج المُترهّل والهوية الهشة أصلاً ..
9- و رأينا كيف سعت جماعات الإسلام السياسي (الأخوان المسلمين وأشباههم ) والمُستفيدون من فوضى ما يسمى بالربيع العربي في الداخل والخارج وكل من يقف وراءهم ، من الدول التي توافقت مصالحها على هدم الوطن السوري وإعادة تشكيله ..
وظهر هذا جلياً في البداية من خلال أفعالهم التي تروم الى ضرب مفهوم الدولة الوطنية من خلال ثغرة الالتباس تلك، والموجودة أصلاً في عقول معظم الناس بمن فيهم أنصاف المتعلمين في تلك الدول المستهدفة ..
وتعزيزهم اللغط حول مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة ( النظام ) من خلال بثهم الشعارات الخطيرة والدينية المضللة وغير المسؤولة، التي نادى بها الدهماء دون فهم أو دراية مثل الشعار الشهير ( الشعب يريد إسقاط النظام )
10- ساعدهم على ذلك سطوة وسائل الاعلام التي شكلت ضغطاً إضافيا على أفهام الناس ، وساهمت في عدم السماح لأحد بالتساؤل حول حقيقة ما يجري او ماذا تعني تلك الشعارات المضللة ..
11- وإلى الآن لا أحد يريد أن يفكر أو يسأل : أي من فئات الشعب ذاك الذي يريد .؟ أو أي من النظام الحكومي هو المطلوب ..؟ ولماذا هو مطلوب وكيف اصبح مطلوباً..؟ ثم كيف يمكن حل كل الأمور العالقة والأزمات المتراكمة منذ سنين في الدولة والحكومة والمجتمع بمجرد ذهاب هذا الشخص او الجهة ..؟
أي خطل هذا بل أي دجل وجهل ..؟!
12- لا أحد يستطيع أن ينكر النجاح الكبير الذي حققته تلك الشعارات الخلابة الفارغة في خلق شك كبير في نفوس كثير من الجهلة والمنفعلين، وبذر تلك الضلالات الخطيرة في عقولهم ، التي اقتنعت بقوة ان وجود هذه الدولة ككل يجب أن يكون غير قائم في الواقع ، و أنها أي دولتهم كيان غير شرعي، وأن العيش الرغيد و الجنة الموعودة برمتها يحجبها عنهم رجل واحد أو جهة واحدة .. فقط إن ذهبوا ..!!!؟ عشنا في نعيم ..و و والخ.
13- ثم رأينا بعد ذلك كله جانباً آخر أخطر بكثير سعى لهدم بطيء لمفهوم الدولة في عقول بسطاء المواطنين ، تجسد من خلال الخطوات المبكرة والمحضرة مسبقاً :
أ- استبدال العَلَمْ السوري ، بوصفه رمزاً سيادياً للدولة ككل ،
ب - التركيز على سوءات الحكومة فقط ،
ج - الإمعان في تشويه سمعة أخطر المُؤسسات التي تشكل ذراع الهيمنة أوالسلطة لاي دولة من جيش وشرطة وأمن و..و.الخ،
د – البدء بالمحاولات السريعة والمتكررة لتدمير الاقتصاد و منها استبدال العملة الوطنية وإضعافها ..
ذ – التركيز على جوانب الخلل التاريخي الاجتماعي السوري ( بث أفلام وتقارير )
و – استضافة شخصيات سورية نكرة علمياً وثقافياً في الاعلام المُغرض ، واستنهاض الحس القومي وتسعير الجانب التخويني للنظام الحكومي بالعلاقة مع إسرائيل كعدو قديم جديد..
ع – التركيز من قبل الجميع على دكَّ جوهر الدولة السورية وضرب كينونتها الاجتماعية بالذات من خلال السعي الماكر إلى تسعير الخلافات بين أطراف المجتمع وتأليب فئاته المتعددة ، عبر تذكيرهم بالخلافات التاريخية ، الأثنية ( كورد وعرب ) والدينية الطائفية ( علويون وسنة ودروز وشيعة) ، أو عبر تسليط الضوء على الظلم والفساد الاقتصادي بين طبقات المجتمع منذ عقود طويلة ..
14 - لكن وبالرغم من كل مما سبق ، أمكن للفاحص المنصف ان يرى لأولئك الجناة بعض الفشل في مخططاتهم ، مثلاً : رأينا كيف أن أهل مدينة حلب الشهباء وبأكثريتهم الغالبة، أدركوا مبكراً مدى أهمية استمرار وجود الدولة ، ودور مؤسساتها الهام في الحفاظ على مصالحهم وملكياتهم واستقرار عيشهم ومعاشهم ، وبالتالي وقفوا الى جانب دولتهم السورية منذ الأيام الأولى للأزمة، وكانوا بالفعل عصيين على كل محاولات توريطهم في الأحداث ، من قبل غوغاء دعاة الثورة الدينيين وتنسيقياتها الخفية وضغوطات الإعلام العالمي المساند لهم..
15 – وقد شهدنا حتى بعد احتلال بعض الرعاع للقسم الشرقي لمدينة حلب، كيف حسم الحلبيون قرار وقوفهم إلى جانب دولتهم ، بالرغم من انها لم تكن تلك الدولة المثلى بحكومتها ، التي في مخيالهم الاقتصادي او الاجتماعي او حتى السياسي، أو حتى هي الدولة ذات النظام الحكومي المثالي المُطلق الذي ينشدونه جميعاً .. لقد شاهدهم العالم كيف ساندوا دولتهم وحكومتهم حتى التحرير ، بالرغم من سخطهم الواضح على نقص الخدمات واستيائهم من من السلوك المشين لبعض رجالات النظام الحكومي ، والقهر الشديد من فساد بعض مؤسساتها المُريع ( ماء – كهرباء – سلوك بعض رجال الجيش أو الشرطة ..الخ. لكنهم مع أوان اشتداد الأزمة وتعاظم الخطر على مجتمعهم ودولتهم وحكومتها الفاسدة تلك ، وعوا أنه يحق لأي كان أن يطالب بتغيير أو تحسين أداء الحكومة أو حتى تغييرها وفق الأطر القانونية للمرسسات المشروعة في الدولة .
لكن إلغاء مفهوم الدولة المدني واستبداله بمفهوم الأمة الديني أمرٌ خطير ومختلف ومرفوض ، لان الدولة هي الحاجة الأم و هي الذات الوجودية الحقيقية لجميع أبناء الوطن ..
16- صفوة القول : لقد أدرك معظم الحلبيين بحسهم المدني والمصلحي البسيط..
أن العيش في مجتمعٍ فيه فسادٌ أكثرَ وعنفٌ أقلْ..خيرٌ وأبقى.. من المجتمع الذي يحتوي على عنفٍ أكثرَ وفسَاد أقل..
وهو الأمر الحكيم الذي لم يدركه حتى الآن، كثيرٌ من المثقفين السوريين للأسف ..
وللحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (1)
- أحاديث المقهى الثقافي.. (2)
- تهويمات حول الحرية..(1)
- وقفة صدق مع الذات السورية..
- العلمانية بداية الحل ..
- من أجل سوريتي.. !!
- أعز الأماني السورية 2017
- لا تُصَدّقوهم ..
- هو النَصيحُ العَاقلْ وأنا الشبّيحُ الغافلْ
- صراع الكراهية
- التعليمُ السَيّء مَهْلَكةُ الأمَمْ ..
- مُجرَّد تجربة..( نصٌ نثري)
- المَوّتورُ الثقافي ..
- يا بُنيَّ، كنْ إنساناً قبل أي شيء..
- المنطق السوري الأعوج ..
- انطباعات هولندية ( 2 )
- انطباعات هولندية (1)
- أفكار حول حرية الرأي والتعبير (2)
- أفكار حول حرية الرأي والتعبير (1)
- ملاحظات على هامش الثورة ..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (2)