أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راوية رياض الصمادي - هل عام 2017 هو عام الابتكار في العمل الحكومي في الاردن ؟ الجزء (1)















المزيد.....

هل عام 2017 هو عام الابتكار في العمل الحكومي في الاردن ؟ الجزء (1)


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 04:33
المحور: المجتمع المدني
    


إلى أي مدى تتبع الحكومة الاردنية مبادئ الادارة الحديثة في عملها؟

هل الموظف الحكومي يتبع اساليب الابتكار في عمله؟

هل الاردن ستبقى رقم 5 في مجال الحكومة الرقمية؟

أنني ومن خلال رؤية مستقبلية إلى واقع التحول في مجال الابتكار في العمل الحكومي ومن خلال استشراف تغيير بعض الممارسات في العمل الحكومي ومن خلال البدء بممارسة الادارة الحديثة في مجال عملها وتحسين الخدمات المقدمة الى المواطنين، مهمة الحكومة الان ان تبدأ مسيرة التغيير الشامل في طريقة الفكر القائم على الادارة التقليدية وان تغير من منهجية البيروقراطية الموجود في مؤسساتها، لتقدر ان تلحق الركب وتواكب وتنافس مثيلاتها من الحكومات الرقمية أولا وان تبدأ بشكل حازم بنشر ثقافة الابتكار من خلال طرح الافكار الابتكارية وتقديم قدرات ابتكارية في مجال عملها، وبذلك ستكون قد بدأت الحكومة الاردنية ان تستيقظ من سباتها الشتوي وان تبدأ تتطلع بخطوات جادة في عملية التغيير الفعلي المبني على اسس الادارة الحديثة في عملها.

وانني أنطلق من نموذج النجاح المطلق في تقديم افضل الخدمات امارة دبي وهي مثال حي في مجال تقديم الابتكارات في مجال عملها الحكومي، وإيماني قوي بأنه يجب العمل على اهمية نشر المعرفة في الاردن حول الابتكار في الحكومات وتعتبر مؤسسة الملكة رانية العبد الله الداعم في نشر مساق عبر موقع إدراك باللغة العربية، وهذا المساق هو حافز مهم جداً في عملية نشر ثقافة الابتكار بين افراد المجتمع ككل وفي القطاعين الحكومي والخاص ليصبح الابتكار ركيزة اساسية من ركائز العمل الحكومي ومنهجية تنطلق منها الحكومة الاردنية في عملها ولتنتشر عدوى الابتكار لتصيب باقي الدول العربية، ولتبدأ الدول خطواتها الاولى في التنافس الحقيقي في الابتكارات وفي تقديم افضل الخدمات للمواطنين.

لماذا الابتكار؟

لقد حان الوقت ليتم تغيير المفاهيم القديمة، وإيجاد ادوات ومفاهيم اساسية لعملية الابتكار الحكومي، انني مؤمنة ايمانا مطلق بان الابتكار هو ميزان نجاح الحكومات، وأنها هي اساس استمرارها وهو بتالي حجر الاساس لبناء المستقبل القريب والبعيد.

وانني اقتبس كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهي:
"الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً أو تحسينا أداريا أو شيئاً دعائياً، الابتكار في الحكومات سر بقائها وتجددها وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها"


علينا البدء بالتفكير بنهضة الاردن ونفض غبار كل تلك الاتربة، وان نبتعد عن السلبية وعن التشاؤم، وان لا نذكر السلبيات وما كان وما جري، لان اللبن المراق لا يبكي عليه، علينا السعي لان نبتعد عن اللوم والخوض في ما مضي، لأنه مضي، علينا ان ننظر وبشكل جدي لواقع ما يحدث الان، وان نحسن ما نحن فيه الان ليكون المستقبل هو ما نطمح اليه ونصبو، التغيير لا يأتي من خلال الانتقاد المستمر لحكومات سابقة، ولا يأتي من تلك الحوارات والجدليات المستمرة نحو التغيير وما الى ذلك، ولا الى لوم هذا وذاك، ولا الى تسليط الضوء على حكومات فشلت ونحن بفشلهم بما سيكون من حكومات قادمة سنفشل ايضا، ولا يجب ان نحصر انفسنا في زاوية الفأر وكان القط سوف يلتهمنا، اذا ما فكرنا بالتغيير للأفضل، كل هذا خرافات صنعناها بأنفسنا لنبرر عدم تقدمنا ونهضتنا، ان اعداء التغيير هم من يحاولون بقاء الانظمة القديمة لأنها تبقي الحكومة الاردنية وإدارتها في نطاق البيروقراطية وفي اطار عدم الرؤية المستقبلية وتجميد واقع اننا مهما فعلنا لن نصل ابدا للقمة واننا لن نكون ابداً دولة مبتكرة، واننا ابدا لن ننهض ابدا لنكون من الدول التي تنافس وسنتعذر بانه لا يوجد موارد وانه لا يوجد المال وان الميزانية لا تسمح وانه ليس لنا امل، كل هذا محض خرافة لأنها قوانين بشرية وافكار من صنع البشر ومعني ذلك انها غير ثابته وانها متغيرة بتغير الاشخاص الذين بيدهم قرار التغيير، الا انني مؤمنة وبقوة ان التغيير ينبع من داخل انفسنا اولا ومن خلال الرجوع الى الله ثانيا ومن خلال الاحسان في عملنا وتقديم افضل ما لدينا، وذلك نفعله ليس لان نرضي مسؤولا ولا من اجل منصب ولا من اجل ان نحقق غايتنا الشخصية، ان العمل في القطاع الحكومي وفي القطاع الخاص هو من اجل نهضة الاردن وتطورها، وكل ركن من اركانها هو موجود لخدمة المواطن وتحسين الخدمات المقدمة لهذا المواطن، وكل موظف متواجد في مكان عمله مسؤول مسؤولية كاملة امام الله اولا وامام ضميره ثانيا وامام الشعب ليبرر وجوده وليبرر لماذا هو موجود في مكان عمله انها مسؤولية وانها امانة، ومن هنا يجب العمل على تغيير الكثير من السلوكيات الوظيفية وأن يبدأ الموظف الحكومي من الاستيقاظ من نومه العميق وان يطلع بدوره الحقيقي في مكان عمله، وأن يخرج الموظف الحكومي من طور الموظف الذي يتواجد في عمله فقط لقضاء وقت بين العمل ولا عمل وكانه في نزه واخر تنزه يقبض نهاية كل شهر مرتب هو في اعتقادي لا يستحقه اذا لم يكون جاد وحقيقي لأنها امانة سيسأل عنها يوم القيامة وكل مال لم يتعب به ويجتهد للحصول عليه فهو مال لا يستحق ان يأخذه وكيف تسمح له مروءته وكرامته ان يتقاضى مالا لم يتعب فيه فقط لان اسمه كان من بين الاسماء في ديوان الخدمة وتم اختياره للوظيفة يجب اعادة فتح التأهيل للعمل الحكومي بجميع مقاييسه يجب ان يخضع كل موظف قبل ان يلتحق بعمله لسلسلة من الاختبارات حتى يتم التأكد من انه يصلح للعمل، على كل موظف حكومي ان لا يعتبر أن وظيفته هي مكافئة له، وانه يفكر في نفسه عمل او لم يعمل فهو بعيد كل البعد عن المسؤولية، يجب على الموظف الحكومي أن يستحق المكان الذي وصل إليه، وليس فقط وظيفة هو حصل عليها بلا جهد يذكر فقط لان اسمه ذكر في ديوان الخدمة المدنية ومن ثم حصل على الوظيفة، هناك الكثير من المواطنين من يستحقون تلك الوظائف وبجدارة وقد يكونوا افضل من عديدين متواجدين يختفون تحت مظلة ديوان الخدمة واغلبهم يمشون بالواسطة والدخول اليها تحت مسميات عديدة، هناك الكثير من الاشخاص لديهم القدرة لان يستلموا الوظيفة الحكومية وان يكون لهم الدور الفاعل والمؤثر والبناء لرفع مستوى العمل الحكومي والرقي به والوصول به الى مصاف الدول التي تتنافس في تقديم افضل الخدمات لمواطنيها وتحسين من اليات العمل الحكومي.

ان الحكومة الاردنية اليوم يقع على عاتقها تبرير وجودها وتبرير تصرفاتها من خلال تبني مفاهيم الادارة الحديثة، وان تبدأ بتغيير مفاهيم الادارة القديمة التي تمارسها لأنها لم تعد صالحة بجميع مقاييسها.

أن دوركم كموظفين حكوميين وكأشخاص في القطاع الخاص وكمواطنين عاديين في الابتكار في المجتمع، وكيف أننا قادرين على أن نبتكر وأن نشارك وأن نكون جزء من عملية التطوير من العمل الحكومي والخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، والتي تمسنا من قريب وبعيد كل يوم في حياتنا من الصحة والتعليم والطرق والحدائق العامة وغيرها من الخدمات.

إن الابتكار هو سعي الافراد والمؤسسات والحكومات الحثيث للتقدم عبر توليد أفكار مبتكرة واستحداث منتجات وخدمات جديدة ترتقي بجودة الحياة.

لماذا كموظف حكومي يجب ان ابتكر في مجال عملي؟

لماذا كمؤسسة حكومية أو خاصة يجب ان تقدم الابتكارات في تقديم خدمة أو منتج معين؟

لماذا على الافراد أن يبتكرو في حياتهم اليومية؟

الجواب يكمن في ان الحاجة ام الاختراع، والابتكار دائما مدفوع بمتغيرات كثيرة، وهو لا يأتي من فراغ، هو يأتي من تغيير امور معينة في حياتنا، من تكنولوجيا، من تغييرات ديموغرافية، من تغييرات اجتماعية، هي ما جعلتنا نغير من طرق حياتنا والتفكير بشكل جديد وحل مشاكل جديدة أو مواجهة فرص جديدة واستغلالها.

عند التفكير بكل التغييرات التي حدثت منذ عشرون عاما فقط الذي مضت ونرى أن الهاتف الذكي الموجود في جيوبنا والذي هو اقوى من اقوى كمبيوتر كان موجود في امريكا عندما أطلقوا أول مكوك للقمر في السبعينيات، عندما نفكر بكل تلك التطورات تخيلوا معي ما سيأتي في المستقبل.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل الحكومة الاردنية مستعدة لتكون في ركب التطور في مجال عملها ام انها ما زالت في مكانها تنتظر التسونامي تضربها وتغيرها وربما قد تجعلها في مصاف الدول التي تقدم ابتكارات وتنافس في مجال عملها!

العالم حولنا يتغير بشكل سريع ورهيب، لا بد أن نجاري هذا التغيير وهذا التطور وأن نبتكر في اليات حياتنا وعملنا وتفكيرنا وفي أليات إدارة مؤسساتنا وفي آليات إدارة حكوماتنا.

أن الضغط الكبير والتطور السريع وهذه المشاكل التي زادت تعقيدا لا نستطيع أبدا أن نتعامل معها بأساليبنا القديمة

"لا يمكن التعامل مع التحديات الحديثة أبداً بالآليات القديمة"

ومن يواجه التحديات الحديثة بالآليات القديمة سيكون مصيره الفشل

"الابتكار أو الاندثار"

فهل سيكون الاردن من ضمن الدول التي تتسابق في مجال تقديم الابتكار في العمل الحكومي؟

وهل سيكون عام 2017 هو عام الابتكار في العمل الحكومي في الاردن؟



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية تعريف واضح وصريح بقلم جلالة الملك عبد الله ال ...
- القصة الإيرانية في مهب الريح تطورات وتناقضات (الجزء 2)
- نظرية يونغ المتعلقة بالشخصية واسلوب تحليل العمل وبعدها في ال ...
- العراق ارض العروبة ارض الثقافة والنشامة
- من عجائب المخلوقات ...... الرجل
- يا ريحة المسك والعنبر
- هابرماس ونظرية أخلاقيات المناقشة
- التواصل من الوجهة الفلسفية لدى هابرماس
- وحيدة
- التواصل عند هابرماس من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع
- نص نظام الخدمة المدنية الجديد الاردني وتعديلات عديدة اهمها ( ...
- يا قسوة قلبك
- سأنتصر
- كيف تعلمت أن اكون صحفية ؟؟؟؟؟
- هل أستطيع أن أنفصل عن مدارك .....
- أحسست مبكرا بوجعك
- سيرة ذاتية عن رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السابق ألن دالاس ...
- يا ذاكرة الجسد والروح
- القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث ال ...
- مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة ا ...


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راوية رياض الصمادي - هل عام 2017 هو عام الابتكار في العمل الحكومي في الاردن ؟ الجزء (1)