|
في ذكرى 26 جانفي 1978
محمد علي الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 00:58
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
في ذكرى 26 جانفي 1978 (خواطر)
مقدمة
جسدت "احداث 78 تعاطف الجماهير مع الطرح الوطني الديمقراطي واعلان القطيعة مع النظام وتعبيراته صلب الحركة النقابية الا وهي البيروقراطية النقابية وعكست لوائح بعض القطاعات هذا النفس الوطني الذي برز من خلال معاداة قوانين النهب الامبريالي والتنديد بالحلول الاستسلامية وتبلور شعار استقلالية المنظمة وديمقراطية العمل النقابي واجبرت البيروقراطية النقابية في شخص عاشور-الامين العام- على الانسحاب من الديوان السياسي للحزب الحاكم. كما جسدت تجربة 78 الصراع الواضح والجلي بين الاطروحات الثورية والمواقف الانتهازية بحيث برز خط ثوري دعا الى مقاطعة النقابة البوليسية-نقابة التيجاني عبيد المنصبة- وطرح على نفسه مواصلة النشاط النقابي بصفة سرية نظرا لواقع العسكرة والدسترة آنذاك وخط البيروقراطية النقابية التي لم تقطع الصلة مع السلطة بل ظلت تبحث عن حل على حساب مصالح العمال وخط الافتكاك التي جسدته العناصر الانتهازية (اتباع العامل التونسي-حزب العمال-واتباع التحريفية ...) وبالرغم من النواقص والاخطاء التي تخللت تجربة "الشعب السرية" و"لجان المبادرة" فقد اثبتت الايام صحة هذا الطرح الذي يجسد الصمود والنضال مقابل طرح الافتكاك الذي حاول عبثا اضفاء الشرعية على النقابة البوليسية والتعامل مع النظام كما هو الحال حاليا بالنسبة لحزب العمال. لقد صمدت "الشعب السرية" لمدة سنة تقريبا وواصلت اصدار جريدة الشعب وتمكنت من اعادة الاعتبار للعمل النقابي المناضل ونجحت لجان المبادرة في توحيد العديد من الهياكل الشرعية لكن تمكن النظام من اعتقال العديد من المناضلين جراء العنف المنظّم والمجازر التي ذهب ضحيّتها حوالي 200 شهيد و 1000 جريح ومن بينهم حمادي زلوز الذي استشهد تحت التعذيب في زنزانات وزارة الداخلية في 3ديسمبر 1978. وفي اطار الاعلام نقول ان الصحافة الرسمية والمعارضة الانتهازية تتجنب الحديث عن تجربة "الشعب السرية" التي صمدت في وجه النظام وتحاول اطراف اليسار الليبرالي طمسها كليا لانها تمثل الخط الوطني وتفضح المدافعين عن مفهوم النقابة المساهمة والمتمعشين من العمل السياسي والنقابي.
تذكير باهم الاسباب
- سياسة "الانفتاح"او السياسة الليبرالية التي قادها الوزير الاول الهادي نويرة بعد فشل سياسة التعاضد واقرار القوانين المشرعة للنهب الامبريالي :قانون افريل 72 واوت 74 وجويلة 76 وتنصيب بورقيبة رئيسا مدى الحياة. -ارتفاع الاسعار وتفاقم ظاهرة المضاربة والثراء الفاحش وتعدد المحاكمات ضد اليسار خاصة في القطاع الشبابي(1972-74-75-76) وتدهور القدرة الشرائية لدى الفئات الشعبية. - تصاعد نسق الاضرابات العفوية والمنظمة من قبل الاتحاد بحيث بلغت الاحتجاجات الاجتماعي ذروتها سنة 1977(مايقارب 452 اضرابا) -محاولة فرض السلم الاجتماعية من خلال امضاء "الميثاق الاجتماعي"في 19 جانفي 1977 في اطار المخطط الخامس وذلك من قبل كل الاطراف الاجتماعية بما فيها البيروقراطية النقابية. -تفجر صراع الكتل صلب النظام جراء تواصل الاحتجاجات فتمسك البعض بتصفية المكتب التنفيذي للاتحاد خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الحاكم في 20 جانفي 1978(نويرة –الصياح- عبد الله فرحات-عامر بن عائشة...) في حين طرح الشق الاخر حل الازمة عن طريق الحوار (وسيلة بورقيبة-الطاهر بلخوجة-عزوز الاصرم...) وشهدت حكومة نويرة بعض التحويرات –بعد استقالة 6 وزراء-فتم تغيير وزير الداخلية الطاهر بلخوجة بعبد الله فرحات-وزير الدفاع -وتعيين بن علي مديرا للامن.واختار النظام الحسم باعتماد العنف الوحشي الذي سيشرف على تنفيذه بن علي المخلوع. -ازاء هذا الوضع تم عقد المجلس الوطني للاتحاد من 8 الى 10 جانفي 1978 صرح خلاله عاشور-الامين العام- بقراره الانسحاب من اللجنة المركزية للحزب الحاكم ومن الديوان السياسي ثم اتخذت الهيئة الادارية يوم 22 جانفي قرار الاضراب العام على ان يبقى تحديد موعده لاحقا من قبل المركزية وبعد فشل مساعي الامين العام للسيزل في ايجاد الحل للازمة تم اتخاذ القرار يوم 24 جانفي 1978.
بعض الدروس - فهم طبيعة العمل النقابي في اشباه المستعمرات أي في ظل انظمة لاوطنية لاتتردد في قمع الحركة النقابية كلما اصبحت النقابات تهدد كيانها او تطرح مواجهات قد تتحول الى مواجهات عنيفة تجر وراءها الطبقات الشعبية الاخرى. -فهم علاقة الحركة النقابية بالحركة العمالية اساسا وبدور الطبقة العاملة في جر الفيئات الشعبية وخاصة الفلاحين الى حلبة النضال الوطني الديمقراطي. - النضال ضد البيروقراطية النقابية باعتبارها امتدادا للسلطة في الحقل النقابي وفضح نظريات الحياد النقابي-التريديونية-ومختلف الاطروحات الانتهازية المتمعشة من الموقع النقابي. -رسم الاهداف من التواجد في النقابات في علاقة بالخط الاستراتيجي العام والارتباط بالقواعد العمالية المناضلة بهدف ربط النضال النقابي بعملية التحرر الوطني. محمد علي الماوي 25 جانفي 2017
#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤتمر ال23 للاتحاد العام التونسي للشغل وصراع الكتل
-
تونس 2017 او شتاء الغضب
-
وظائف الخلية الشيوعية
-
تقرير حول مسألة خلايا المؤسسات
-
رأي حول المبادئ التنظيمية
-
بصدد الهوية الشيوعية
-
مدلول التوجه الى الجماهير
-
المركزية الديمقراطية داخل الحزب
-
النقد والنقد الذاتي
-
الدخل القومي
-
تونس:هل تحوّلت الجبهة الشعبية الى مجرد رقم؟
-
الوضع بين الترميم الرجعي-الاصلاحي والتغيير الثوري
-
لنعجّل بالتحوّل الثوري للتناقض
-
من مواصفات الشيوعي
-
تونس : الحكومة الثامنة في كماشة التناقضات
-
معنى الوطنية
-
ما معنى ثورة ؟
-
الترودونيونية (الحياد النقابي)
-
حول الخطين المتعاديين في الحركة النقابية العالمية (فيليب كوت
...
-
البيروقراطية النقابية بين المساومة والمساهمة (الجزء الثاني)
المزيد.....
-
ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب
...
-
WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i
...
-
العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
-
ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
-
بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
-
بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع
...
-
دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|