هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 23:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل الشرع ألزم الزوجة أنْ تستجيب لزوجها فى أى وقت؟
طلعت رضوان
هل الفتاوى المعاصرة لها أصول فى التراث؟
منْ الذى أجلس الشيخ برهامى على عرش الميديا؟
يُـصرالإسلاميون على هدم ثوابت الفطرة الإنسانية، مثل أنّ لقاء الزوج والزوجة على الفراش يكون برضا الطرفيْن، بينما يرى الأصوليون غيرذلك، فقد أفتى الأستاذ الدكتورالشيخ ياسربرهامى أنّ ((المعاشرة الجنسية لاتشترط موافقة الزوجة)) جاءتْ تلك الفتوى ردًا على سؤال من أحد رواد موقع (أنا سلفى) وكأنّ تلك البديهية تحتاج إلى رأى الشيوخ. رغم أنّ هذا المواطن (السلفى) قال فى سؤاله: لماذا الزوجة مُـلزمة دومًـا بأنْ تستجيب لزوجها فى أى وقت؟ أليس الشرع يـُـراعى الحالة النفسية للزوجة كإنسانة؟ وأنها ليست دومًـا فى حالة نفسية تجعلها مُـهيـّـأة للمعاشرة الجنسية؟
أعتقد أنّ هذا المواطن (السلفى) يتصارع داخل وجدانه التراث العربى/ الإسلامى الذى أدخله فى عقله التراثيون، مع حسه الفطرى الذى عبـّـرعنه بقوله: أليست الزوجة إنسانة لها مشاعر، ويجب مراعاة حالتها النفسية.
ولكن الكتورالشيخ برهامى تجاهل الشطرالأخيرمن السؤال فقال: ((لابد للزوجة أنْ تــُـوطــّـن نفسها على ما ألزمها به الشرع، وليس لأنّ (مزاجها) غيرمُـهيـّـأ فى توقيتٍ ما، فتمتنع عن إعطاء الزوج حقه الشرعى، وحق الزوج الشرعى مُـقـدّم دومًـا على حقها)) ولم يكتف بذلك وإنما أضاف ((والأمرليس فيه اهانة للمرأة))
فهل كان الدكتورالشيخ برهامى يجتهد ويفتى برأيه الشخصى؟ أم كان أسيرالتراث العربى/ الإسلامى ودخل عقله وأصبح مثل الاسمنت الذى يدخل بين قوالب الطوب؟ أعتقد أنه كان أسيرذلك التراث وأنّ مُـعطيات العصرالحديث لم تفلح فى تفتيت الاسمنت الذى دخل عقله.
ففى كتاب (الكبائر) تأليف الإمام شمس الدين الذهبى (مواليد سنة663هـ وتوفى سنة 748هـ) أى عاصرالقرن الثانى عشرالميلادى، ومع ذلك فإنّ برهامى أخذ منه الكثير، حيث ذكرالذهبى فى باب (الكبيرة44- اللعان) أنّ نبى الإسلام لعن المرأة إذا خرجتْ من دارها بغيرإذن زوجها. ولعنها إذا باتتْ هاجرة فراش زوجها)) (دارالغد العربى بالعباسية- بدون سنة نشر- ص179)
وفى باب (الكبيرة47- نشوزالمرأة على زوجها) نقل الإمام الذهبى عن ابن عباس أنّ رسول الله قال ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته لعنتها الملائكة حتى تــُـصبح)) وجاء فى الصحيحيْن والنسائى ((إذا باتتْ المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلاّكان الذى فى السماء ساخطــًـا عليها، حتى يرضى عنها زوجها)) وعن جابر(رضى الله عنه) أنّ النبى قال: ((ثلاثة لايقبل الله لهم صلاة ولاتــُـرفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها والسكران حتى يصحو))
وعن الحسن عن أنس قال سمعتُ رسول الله يقول ((أول ما تــُـسأل عنه المرأة يوم القيامة عن صلاتها وبعلها)) مع مراعاة أنّ (بعل) كان أحد الآلهة المعبودة فى المنطقة قبل الإسلام، وقد اعترف به القرآن ، حيث نزلتْ آية فيها عتاب للقرشيين الذين رفضوا دعوة محمد للإسلام فخاطبتهم الآية هكذا ((أتـَـدْعون بعلا وتـَـذَرُون أحسن الخالقين)) (الصافات/125) وتأكد معنى أنّ البعل المقصود به الزوج فى آية ((وإنْ امرأة خافتْ من بعلها نشوزًا أوإعراضـًـا)) (النساء/128)
ووصل خضوع المرأة/ الزوجة/ الإنسانة لزوجها/ بعلها/ سيدها لدرجة المسائل التعبدية، فنقل الذهبى حديثــًـا عن إبى هريرة قال فيه أّنّ رسول الله قال ((لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخرأنْ تصوم وزوجها شاهد إلاّبإذنه)) وفى حديث آخرعن أبى هريرة وآخرين أنّ رسول الله قال ((لوكنتُ آمرًا أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أنْ تسجد لزوجها)) (رواه الترمذى) وقال رسول الله ((إذا خرجتْ المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أوتتوب)) كما أنّ دخول الزوجة الجنة رهنٌ برضا بعلها/ زوجها، حيث قال رسول الله ((أيما امرأة ماتتْ وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة)) ولذلك يجب أنْ تــُـطيعه طاعة مطلقة، كما كتب الإمام الذهبى ((فالواجب على المرأة أنْ تطلب رضا زوجها، وتتجنب سخطه ولاتمتنع منه متى أرادها لقول النبى صلى الله عليه وسلم ((إذا داعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإنْ كانت على التنور)) أى على ناقة، إلاّ أنْ يكون بها عذرمن حيض أونفاس.
وكان أخطرما قاله الإمام الذهبى ودخل عقول الإسلاميين من نوعية الدكتورالشيخ برهامى، ما يلى ((وينبغى للمرأة أنْ تعرف أنها كالمملوك للزوج، فلا تتصرّف فى نفسها ولافى ماله إلاّبإذنه. وتـُـقـدّم حقه على حقها، وحقوق أقاربه على حقوق أقاربها. وتكون مُـستعدة لتمتعه بها)) وإذا كانت الزوجة مطيعة لزوجها فإنّ بركاته تنزل عليها فكتب الذهبى أنه رُوى عن الرسول أنه قال ((يستغفرللمرأة المطيعة لزوجها الطيرفى الهواء والحيتان فى الماء والملائكة فى السماء والشمس والقمرما دامتْ فى رضا زوجها)) وقال رسول الله ((المرأة عورة فإذا خرجتْ من بيتها استشرفها الشيطان)) وفى الحديث أيضا: المرأة عورة فاحبسوها فى البيوت، وعليها الاحتجاب عن أى غريب، فقد كانت عائشة وحفصة يومًـا عند النبى جالستينْ فدخل ابن مكتوم وكان أعمى، فقال النبى لهما: احتجبا منه. فقالتا: يارسول الله أليس هوأعمى لايـُـبصرنا ولايعرفنا؟ فقال النبى: أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ (الإمام الذهبى- المصدرالسابق- من ص186- 192)
فلوأنّ تلك الأحاديث صحيحة أوغيرصحيحة (وبغض النظرعن اسم قائلها) فكيف تـمّ تداولها عبـْـر1400 سنة؟ وماظروف وأسباب دخولها فى عقول الأصوليين النصوصيين؟ ومن الذى يفرض على شعبنا أمثال الدكتورالشيخ برهامى ونحن فى الألفية الثالثة؟
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات