أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - دينا ناصر الدين - الاثار السلبيىة على أبناء المطلقين














المزيد.....

الاثار السلبيىة على أبناء المطلقين


دينا ناصر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 17:51
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


من مُقَوِّماتِ الحياةِ الَّزوجيَّةِ السّعيدةِ التّي تَحوْلُ دونَ الطّلاق هي التَّفاهمُ والإِنسجامِ والتَّكافؤ الفِكريّ بينَ الَّزوجين ، وإنَّ وجود فَجوة فِكريّة أَو سوء إِختيارشريك الحياة قد يُؤَدي في النّهاية الى الطّلاق بحيث يكون الطّلاق هو العلاج ألاخير، وتعود آثار الطّلاق السّلبية على الأَبناء ،وتترك بهم آثارا قد لا تمحى معَ الَّزمن.
هنالك الكثير من الأّطفال الَّذين يُحرمون من حَنان أُمهاتهم بسبب الطَّلاق ، و يعيشون دون أّبٍ مسؤول ، يعانون بشدّة ويشعُرونَ بالتَّشَتّت والضَّياع ، فانفصال والديهم يَترِكُ أثراً سلبياً في أنَفسهم ، وحُزناً مَريراً لا يظهَرُ دائماً في عُيونِهم وإنَّما يَعيشُ بِداخِلهم يَعِصُر قُلوبَهم مِنَ الأّلم ، يَشعُرونَ بالحِرمان ، وبنقص الحُبِّ والحَنان ، يَتَعَطَّشون للعَطفِ ، في داخِلِهِم إِحساسٌ شَبيهٌ باليُتم، وبَراكينُ أّحزانٍ لا يَحتَرِقُ بها النّائِمونُ بِأّمانٍ في أَحضانِ أُمَّهاتهم ، وبردٌ وسطَ بَراكينَ يُثلِجُ أّطرافهُم خَوفاً ويُؤرِقُ مَضجَعَهُم، براكينَ وَثُلوج تَختَلِطُ بِأّحاسيسِهم الممُمَزّقة ، وَأّرواحهم المُعَذَّبة ، وطُفولَتَهُم المَنزوعة ، وعندما ينَظُرون َإِلى أُسرةٍ مُتماسِكَةٍ فَإِنَّهُم يَتَأَثَّرون ويَتَأَلَّمون ، وقَد يَنظُرون نَظرة أّملٍ في المستقبل بِأّن تكون أُسرَتهُم مُترابطة ، ليُجَنِّبوا أَبناءَهُم كُلَّ هذا العذابِ السّاكِنِ بِأّرواحهم الرَّقيقة ،
وقّد يّتَّجِهون بشكلٍ سلبيّ وينحرفونَ بسهولةٍ نتيجة الضّغوطات النَّفسية التي يمُرّون بها ،والحٍرمان السّام الذي يتَجَرَّعونَهُ رغماً عنهم، فيرتكبونَ الجرائم،ويسلكون طٌرق المنحرفين،ويدمنونَ على المخدرات ،فيزادَ مُعدَّلُ الجريمة،وجزءٌ منهم ينطَوونَ على أّنفُسِهم، ويفقدونَ الإِحساسَ بالأّمن ، الثٌّقةُ بِأَنفُسهم تتضائَلُ أّو تَنعدم، ويفقدون ثِقَتَهم بالعالم والنّاس فينزَوونَ حتى يُصيبهم إِكتئاب،أّو تَأخُذُهّم حالة ٌ نفسيّةٌ إِلى عالمٍ رهيبٍ،مخيفٍ،يتشبعونَ فيه بالخوفِ والقلقِ والتَّوتّر، وتتلاشى فيهم كلَّ طموحات المستقبل، ويصبحونَ متردّدين، في خطواتهم اهتزازٌ يكسِرُ توازُنَهم ،يشُدُّهم للخلف، لا يعيدُ إِليه التّوازنُ إِلّا حُضنُ أُمٍّ وسَنَدُ أَب، ويصابُ كثيرٌ منهم بِأّمراضَ نفسيّة تلازمه طوالَحياتٍه، كَجُرثومة تأبى الموت، كُلَّما تَطَعَّمَ لها طُعماً ، تلاشت لتعودَ من جديد، فيكبرُ وتكبرُ معه، وتصبح زيارة طبيب نفسيّ حاجة للكثيرٍ منهم،فمنهم من يجد يدٌ تعينه فينهض،حاملاً جراحهُ فوقَ صدره،مقاوماً أّوجاعا يؤمن قلبُه أَنها جزءُ منه عليه أَن يتقبَّلها، ويبدأُ بالخطوات نحو الحياة،باملٍ يكسٍرُحِدَّةَ اليأس،وإٍبتسامة ينتزعها بِقوّةٍ من قلبٍ يتأوّه ألأماً، وينهضَ ويتقدَّمَ ويُقاوم ،وينجحَ ضاحكاً بسخريةٍ كبيرةِ من أَوجاع حرمانه التي لا تموت،
وإِن استطاعَ أّبناءُ المُطَلَّقينَ أو البعض منهم المسير في الحياة والنَّجاح في كامل علاقاتهم دون أي احساس بالنقص والحرمان أو ألألم ،فهذا أمر نادر جدا ،لأنَّ آثارَ الَّطلاِق على ألأبناء لا يُمكن أَن يَمحوها الزَّمن بِسهولة ،وقد تُسَبِّبُ مَتاعبَ نَفسيّةً لاتبدو ظاهرياً على تصرُّفاتِ ألأَبناء بسبب طلاق والديهم نتيجة التَّغيُّر المُفاجئ الذي طَرَأَ على حياتهم ، وإِنَّما يبقى الكبتُ داخلَ القلبِ والأَعماق ، مما يزيد تلك المتاعب التَّي لا تَجدُ متنفساً لها ،وهكذا فأن االطلاق لا يَعني فقط أَن ينفصلَ الزَّوجين ويرى كل مِنهما حَياتهُ ويحقق أّحلامهُ التَّي لم ْيَستطع تحقيقها مع الآخر ، وإِنَّما تعني أَن يُصبحَ ألأَبناءُ هُم الضَّحيّةُ ، يُعانونَ مُعاناة ًكبيرة َ ، واني أّسألُ كلَّ زوجينِ الَّرحمةُ والموَّدةُ في مُعاملتهما معا ،وفي الحكم على أبَناءِهما بالحِرماِن من أّحدهما ، فماذا تعني التَّضحية ان لم تحرم نفسك لتعطي غيرك ،لاسيَّما لو كانوا فلذاتُ أّكبادك ،وكل من يقبل على الزَّواج أّدعوُه أّن يُحِسَن الإِختيار منذُ البِداية.



#دينا_ناصر_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط قناع
- هزيمة
- كيف يهوّد الاحتلال تعليم القدس
- كبرياء انثى
- الخيانة الزوجية
- مَن يُحِبُّك
- نظرة المجتمع الى المطلقة
- الاعتذار ثقافة لا يتقنها الا العظماء
- الى أين يأخذنا الاطباء؟
- زيديني
- الخوف وحش مفترس
- شهيد
- لا تعبث بمشاعر امرأة


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - دينا ناصر الدين - الاثار السلبيىة على أبناء المطلقين