أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق














المزيد.....

أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق

مما لا خلاف فيه أن كل القادة والسياسيون الأمريكان يعترفون بثلاث نقاط بشكل متفاوت في قضية الملف العراقي والنتائج التي تمخضت عن قانون تحرير العراق والعمليات العسكرية التي حدثت في عام 2003 وعلى النحو التالي:
• مشروعية الحرب وخوضالمعركة السياسية الطويلة ومن ثم بدء العمليات العسكرية بناء على زعم الأدارة الأمريكية عما يشكله العراق من تهديد للأمن الدولي وما يسمى بقضية أسلحة الدمار الشامل , والقضية الأخرى عن علاقة النظام العراق السابق المفترضة مع الإرهاب وتحديدا مع القاعدة، الرأي المتوسط بين منتقدي التدخل الأمريكي وبين من يحاول إيجاد تبريرات مقنعة أن القضيتين لم يكونا على درجة من الصدقية والوثوق، وكل الذي كان مجرد تبريرات تعوزها المصداقية الحقيقية في ظل فشل أمريكي أستراتيجي في قضية التجسس وجمع المعلومات بشأن مزاعم بهذه الدرجة من الحساسية والخطورة.
• القضية الأخرى هي مجريات الحرب وما سببته من مأس وتدمير للبنية التحتية للشعب العراقي الذي تعدى فيه الفعل العسكري أمورا ومواقع لا صلة لها بالمجهود الحربي أو مرتبط بالنظام أو العمليات العسكرية، وشمل هذا الأمر جسورا ومستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات وبنى تحتية لا يمكن إصلاحها أو تعويضها بسهولة، كما شملت العمليات العسكرية فرض مناخ ساهم في تدمير مرافق محرمة دوليا أنتهاكها أو العبث فيها مثل المتاحف والجامعات والمكتبات العامة ومواقع أثارية وبيئية ومراكز بحوث، التقيم كان أن القوات الأمريكية تصرف بشكل مخالف تماما لواجباتها في حماية كل ما له علاقة بالشعب وتاريخه وتراثه ومراكزه التعلمية والعلمية لعدم علاقتها لا بالنظام ولا بالعمليات العسكرية، لذا فالقوات الأمريكية مدانة في هذا الجانب لعد أهتمامها بقوانين الحرب الدولية.
• والقضية الأهم هو غياب الرؤية الأستراتيجية المفترض أن تكون حاضرة وجاهزة قبل بدء العمل العسكري في معالجة الوضع السياسي والأقتصادي والأجتماعي لما بعد مرحلة أسقاط النظام. وكيفية التعامل مع المستجدات والتطورات التي من المفترض أن تكون حاضرة في ذهن المخطط العسكري والسياسي، وهذا ما لم يحصل وشهدنا تخبطا وعشوائية في إدارة الملف المدني الذي كشف عن خطأ أستراتيجي كبير أسس لمرحلة الخراب والتدمير الذي طال المجتمع العراقي، وخاصة من جهة تسلل قوى وأفكار دينية وقومية وعنصرية شكلت مع فرض دستور غير متزن ومجسد للخطأ الأمريكي ليكون الكارثة الكبرى التي أجهزت على حلم العراقيين بنظام ديمقراطي تعددي يحترم الإنسان وحقوقه ومنها حقه في حرية التعبير والتطلع لبناء مستقبل زاهر، مع هذا الكم من التضحيات والثمن الغالي الذي دفعه ويدفعه يوميا، كل ذلك كان مقدمة لتواجد الإرهاب والتطرف وظاهرة القتل الجماعي على الهوية التي مارستها مختلف التيارات الدينية في صراعها على الغنائم والمكاسب بعيدا عن مصلحة العراق وهدف التحرر والديمقراطية.
أمام هذه الحقائق وبعد مضي أكثر من ثلاثة عشر عاما من الأحتلال الأمريكي للعراق نسمع في الدوائر العسكرية الأمريكية والدوائر السياسية لصنع العراق في أمريكا وضمن أطار ما يسمى بمكافحة الأرهاب الإسلامي المتطرف، دعوة لعودة القوات الأمريكية للعراق في محاولة جديدة لتصحيح الأخطاء الكارثية التي نتجت عن إسقاط نظام الرئيس صدام حسين وإعادة فرض مسارات سياسية وأجتماعية جديدة بناء على أن خطر الإرهاب وإن كان محوره الأساسي وفاعليته في الشرق الأوسط، إلا أن نيرانه وأثاره القادمة إن لم يعالج بموضوعية وحسم لا يمكن إلا من خلال عمل عسكري جديد ومنسق ومدروس.
ويبقى السؤال التالي هو الأهم في قائمة التساؤلات الكثيرة التي يثيرها هذا التوجه، وهو هل أن أمريكا وحلفائها الأساسيين وحلفائها في المنطقة جادين فعلا بمحاربة الإرهاب كونه الخطر الداهم عالميا؟ وهل تبنت هذه القوى خطة بناءة وعلمية وعملية لمعالجة أسباب وتداعيات ومعطيات نشوء الإرهاب والوسائل والمناهج التي قادت للوضع العالي؟ وأخيرا هل من الممكن أن نرى عملا جماعيا من أمريكا ودول التحالف ومعها الأمم المتحدة في مشاريع كونية، تساهم أولا في بناء ما خربته ودمرتها في حربها الأولى ولتستعيد ثقة الشعوب المغلوبة والمتضررة والتي فقدت الكثير من ثروتها ووجودها بموقف أمريكا والحلفاء الأخلاقي والسياسي من قضية حرب العراق وأحداث ليبيا واليمن وقبلها أفغانستان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي
- لا تلعن الريح ...... ولا تلعن الخطيئة
- سؤال وجواب
- الدخول إلى قلب المدينة ح 9
- الدخول الى قلب المدينة ح8
- الدخول الى قلب المدينة ح7


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق