|
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن ابراهيم داعية رسولا
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 04:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال المذيع : عرفنا ابراهيم باحثا عن الهدى فى صباه فهداه الله ، وجعله نبيا رسولا . كيف باشر دعوته ؟ قال النبى محمد عليه السلام : بدأ يدعو اباه ثم قومه . قال المذيع : وما هو منهجه فى الدعوة ؟ قال النبى محمد عليه السلام : نفس منهج الأنبياء من قبله ، إتخذ من معرفتهم بالله جل وعلا وعبادتهم الله جل وعلا حُجّة عليهم فى دعوتهم الى نبذ تقديس غير الله جل وعلا . قال المذيع : كيف دعا أباه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : بدأها بصراحة مع أبيه ، دخل فى الموضوع مباشرة بلا تمهيد وبلا دوران وبلا مقدمات وبلا تدرج وبلا مداهنة : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) الانعام ). من البداية وصف آلهتهم بأنها أصنام ، ووصفهم بأنهم فى ضلال مبين . لاحظ أنه وقتها كان فتى ، وأنه يكلم أباه . ويصفه وقومه بالضلال المبين . ليس هذا سبّا وشتما ، هو توصيف صادق لهم ولأحوالهم ، وهذا التوصيف الصادق هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . لأنهم إما أن يكونوا فى ضلال مبين ، وإما أن يكون ابراهيم فى ضلال مبين . فالحكمة هى توضيح الحق كما هو بُغية الاصلاح . الطبيب الناجح هو الذى يصف المرض بدقة وصدق ، وهذا التوصيف الصادق هو الحكمة من الطبيب ( الحكيم ) والذى يبغت المريض ويفاجئه بما يساعد على علاجه لو كان هناك أمل فى علاجه . قال المذيع : ماذا كان ردُّ أبيه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : نستعرض آيات سورة مريم فى الجدل الذى ثار بينهما :( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً (49) مريم ) قال المذيع : نريد تحليلا لهذا الحوار قال النبى محمد عليه السلام : :( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42)) دخول مباشرة فى الدعوة لنبذ عبادة الآلهة الأخرى ووصفها بأنها لا تسمع ولا تبصر ولا تغنى شيئا . هنا اسلوب عقلى واضح ، وهو لا يخلو من اسلوب عاطفى إذ يخاطبه ( يا ابت ). قال المذيع : وبعدها ؟ قال النبى محمد عليه السلام : قال : ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43)) وهذا دليل على أنه أصبح رسولا أتاه العلم من لدن الله جل وعلا ، والرسالة الاسلامية الالهية التى نزلت على كل الأنبياء وُصفت بالعلم . قال المذيع : وهل جاء فى القرآن أن ابراهيم نزلت عليه رسالة سماوية ؟ قال النبى محمد عليه السلام : طبعا ، بل إن رسالته تقع فى موقع متميز بين الرسالات الالهية الاسلامية ، قال جل وعلا : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) النساء ) ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )(13) الشورى ) قال المذيع : وماذا كان أول وحى إلاهى لابراهيم ؟ قال النبى محمد عليه السلام : أمره جل وعلا بالاسلام ، وقبوله عليه السلام الاسلام : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة ) قال المذيع : نعود الى الجدل بين ابراهيم وأبيه . قال النبى محمد عليه السلام : قال لأبيه :( يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45)). أى إنهم كانوا يعرفون الشيطان وأنهم يعرفون الرحمن جل وعلا . وكلامه عن الشيطان فيه نظرة ثاقبة من ابراهيم لعل مرجعها الى العلم الالهى الذى نزل عليه وحيا . قال المذيع :وماهى ؟ قال النبى محمد عليه السلام : أن عبادة البشر والحجر والنجوم والأجرام السماوية كلها تدخل فى عبادة الشيطان ، لأن الشيطان هو الذى يزين للإنسان عبادة ما يخلقه من آلهة ومن أساطير حولها . كلها صناعة الشيطان أو من صُنع الشيطان ، قال جل وعلا عن الأنصاب وما حولها من أزلام أو خرافات العلم بالغيب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة ) . ويوم القيامة سيقول رب العزة للأغلبية من بنى آدم : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) يس ) قال المذيع : وما رأيك فى ردّ أبيه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : كان رجلا فظّا قاسى القلب . هدّد إبنه بالرجم إن لم يتوقف عن دعوته ، وطرده : ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) قال المذيع : وما رأيك فى ردّ ابراهيم على أبيه الفظّّ؟ قال النبى محمد عليه السلام : ردّ على فظاظة أبيه بالسلام والاعتزال وبوعد أن يستغفر ربه لأبيه : ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً (49)) ومنه نعرف أيضا أن أباه وقومه كانوا يعرفون رب العزة ويعبدونه ، فإبراهيم قال إنه سيعتزلهم وما يعبدون من دون الله ، أى كانوا يعبدون الله جل وعلا وغيره ، وابراهيم إعتزل آلهتهم وظل يعبد الله جل وعلا فقط . قال المذيع : هذا عن دعوته أبيه . فماذا عن دعوته قومه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : نفس الحُجّة مع ابيه قالها لقومه ، ودار بينهم جدل .سألهم : ( مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الشعراء ). أعلن لهم عداءه لكل آلهتهم ، ما عدا رب العالمين الذى كانوا يعبدونه . وقال لهم أن يعبدوا الله وحده وأن يتقوه ، وأن ما يعبدون غيره ليس سوى إفك وأكاذيب وأساطير ، وهى لا تملك لهم الرزق لأن الرزق بيد الرحمن جل وعلا :( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) العنكبوت ) وقال لهم أن هذه الموالد والاحتفالات الدينية حول الأوثان المعبودة قد تجلب مودة بينهم فى الدنيا ولكن سيكون بينهم خصومة وتلاعن يوم القيامة وهم فى النار :( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) العنكبوت ) قال المذيع : بالاضافة الى الجدل كيف كان ردُّ قومه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : خوّفوه وهدّدوه بغضب آلهتهم ، قال جل وعلا : ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الانعام ) . أى رد عليهم إنه لا يخاف من آلهتهم المزعومة ، وأنهم الذين يجب أن يخافوا ربهم الخالق جل وعلا ، وأن المؤمنين المسالمين الذين لم يخلطوا إيمانهم بظلم هم الأحق بالأمن . والله جل وعلا إعتبر هذه هى الحُجّة الالهية التى أعطاها لابراهيم على قومه . قال المذيع : وبعد دعوة القوم ؟ قال النبى محمد عليه السلام : وصل أمره الى ملك يزعم الألوهية طالما يقتل من يشاء من الناس ويستبقى منهم من يشاء ، فزعم أنه يحيى ويميت ، ودار جدل بينه وبين ابراهيم عليه السلام . قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة )، نلاحظ هنا أن هذا الملك الذى زعم الألوهية كان يؤمن بالله جل وعلا وأنه جل وعلا خالق السماوات والأرض وأنه جل وعلا هو الذى يتحكم فى تسييرهما ، لذا خسر فى الجدل حين تحداه ابراهيم أن يأتى بالشمس من المغرب (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ). لو كان منكرا لألوهية الرحمن لقال مقالة الملحدين أن الكون مخلوق بالصدفة .!! قال المذيع : وكيف انتهت الأمور بين ابراهيم وقومه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : ضاقوا به بعد عجزهم أمام حجته ، فتنادوا الى قتله أو حرقه :( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنْ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) العنكبوت ) ، ولكن حكموا عليه فعلا بالحرق حين قام بتكسير أصنامهم سوى واحد منها ليثبت لهم أن أصنامهم مجرد أحجار . عقدوا محاكمة ، ربما تكون أول محاكمة تفتيش فى تاريخ البشر، وهنا الانتقال من الدعوة القولية الى الدعوة العملية . قال جل وعلا : (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنْ اللاَّعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) الانبياء ) وقال جل وعلا : ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإٍبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (98) الصافات ) . قال المذيع : ماذا بعد محاولة حرقه ؟ قال النبى محمد عليه السلام : إستمر تآمرهم عليه فتركهم مهاجرا الى الشام وصحبه لوط ،عليهما السلام . قال جل وعلا عن ابراهيم : ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (27) العنكبوت ) ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)الأنبياء )،( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)) الصافات ). قال المذيع : لم تأت فى العهد القديم كل هذه التفصيلات عن ابراهيم فى بحثه عن الهداية ودعوته لقومه ورسالته وتحطيمه أصنامهم ومحاكمته ومحاولتهم حرقه. جاءت بضع إصحاحات عن نسبه ونسب أبيه وأن أباه هاجر معه الى حوران . ودون سبب .!! ملاحظة : تعرضنا لتكسير ابراهيم الأصنام ومحاكمته فى مقالين : ( ابراهيم عليه السلام وأقدم محكمة تفتيش : أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ؟؟) http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=6531 (( وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ ) : المال السعودى خلف سجن الاستاذ إسلام بحيرى ) http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=13901
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ): ابراهيم باحثا عن الهدا
...
-
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ): نشأة ابراهيم بين القرآ
...
-
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن النبى شعيب وقومه مدي
...
-
الدين الأرضى قرين الجهل
-
القذافى ..وأنا .. شهادة للتاريخ
-
الأكثرية بين القرآن والديمقراطية
-
من سمات الكفر : التقوّل على الله جل وعلا بغير علم
-
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن النبى صالح وقومه ثمو
...
-
القاموس القرآنى : ( إن شاء الله )
-
القاموس القرآنى : البنون والبنات
-
القاموس القرآنى : شهوة شهوات يشتهى
-
حوار صحفى ، لا ادرى هل سينشر أم لا .
-
من النقاب .. الى قطع الرقاب
-
القاموس القرآنى : بين الوُدّ والحُبّ
-
القاموس القرآنى : فى : ( الحُب ) بين البشر :
-
القاموس القرآنى : ( الحُبّ الالهى )
-
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن النبى هود وقومه ( عا
...
-
القاموس القرآنى : الحظّ
-
( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ) ؟؟!!
-
القاموس القرآنى : الصيحة والصاعقة و نفخ الصور
المزيد.....
-
اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع
...
-
اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
-
المسلمون متحدون أكثر مما نظن
-
فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف
...
-
ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال
...
-
“ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر
...
-
الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي
...
-
اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال
...
-
” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|