أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدو محمد ألهياس - ترامب... استعادة الدوله وبداية غروب العولمة














المزيد.....

ترامب... استعادة الدوله وبداية غروب العولمة


بدو محمد ألهياس

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسائل الكثير ما اذا كان ظهور شخصيه مثل دونالد ترامب، وفوزه برئاسة أكبر قوه على هذا الكوكب، ظاهرة غريبة وطارئة، ام انها نتيجه للمسيرة التي بدأت عند نهاية الحرب الباردة. لقد حصلت تحولات كبيره في عالمنا خلال العقود الثلاثة الماضيه، تقدم هائل في مجال العلوم والتكنولوجيا،
وثورة في عالم ألأتصالات. كانت نتيجة هذا التحول الى جعل العالم قرية، ليس فقط في العالم ألأفتراضي والتكنولوجي، بل تناول مفهوم الدوله والحدود والخرائط، وشهدت ألأعوام الماضية سيرا حثيثا نحو دمج الامم والثقافات تحت يافطة العولمة. لكن هذا ليس كل شيء، فقد نتج عن المؤتمرات وألأجتماعات، توقيع معاهدات وأتفاقيات تعزز هذه المسيرة، أهمها كانت اتفاقيات تحريرالتجارة الدولية من كافة القيود، كان من نتائجها فائدة لدول مثل الصين وألمانيا، وضرر بالغ لدول أخرى. يعتبر دونالد ترامب ان الولايات المتحدة ألأمريكية هي ألمتضرر ألأول من هذه المعاهدات، كان نتيجتها هجرة لشركات كبرى مثل ابل و فورد بحثا عن تكاليف ادنى، يكون المستفيد ألأول منها الصين، وضحيتها الخزانة ألأمريكية.
لقد كانت لهذه الثورة العلمية أثار ثقافية وأجتماعية اخرى، تبدل فيها وجه العالم وتغيرت كثير من القيم، وتم تجاوز كل الخطوط المحرمة، كان ابرزها شرعنة المثلية الجنسية من قبل العديد من البرلمانات، من ألولايات المتحدة الى أوروبا، وقد شهدنا في العام الماضي زواج رؤساء حكومات و وزراء، من اصدقائهم الرجال، وأتخذت المثلية راية لها تضم كل الوان الطيف الشمسي، وتم رفع هذا العلم فوق البيت ألأبيض لمدة يوم كامل. وفي المقابل رفع الكرملن راية تحتوي على صورة اسرة من رجل وأمرأة و اطفال، في اجابة على البيت ألأبيض ذات مغزى لاتخطأه عين. هذه المسيرة التي قطعها الغرب والسائرين على خطاه، بعيدا عن القواعد التي قام عليها العالم القديم، وكسرا لنواميس الطبيعة، من حيث ان البشر ذكر وأنثى، وشعوبا وقبائل... لغات وألوان، دول و رايات و أعلام، يريد السائرين فيها صهر هذا كله وصناعة عالم مدجن لاملامح له ولا هم له غير اشباع الغرائز.
بدأ ترامب حملته ألأنتخابيه ليجيب على كل هذا ويهاجمه بكل ما اوتي من قوة، دون مجاملة أو مواربة، ولم يتنازل عنه بعد انتخابه. لقد رفع شعار لنعيد امريكا عظيمة، وهي اشارة الى أن أمريكا لم تعد كذلك، وقد جنحت عن السكة التي بدئها الرواد ألأوائل وفي مقدمتهم ابراهام لنكولن. جنحت بسبب هذا التغير الهائل في منظومة القيم، وهذا التعدي على المنظومات المجتمعية بأسم العولمة، ومحاولة تحويل ألأنسان الى كائن داجن، يستهلك مايقدم له مما يشبع غرائزه، يقابله نضوب فكري، حيث لم يشهد العالم انتاجا فكريا يمكن مقارنته بما انتجه رعيل القرن العشرين.
لقد كان من نتيجة مسيرة االعولمة، ان تنهض من جديد النزعة الحمائية للادارة الامريكية الجديده، و وعودا بألغاء اتفاقيات التجارة، او أعادة صياغتها، وهو مايعني وضع المسمار ألأول في نعش العولمه.
لقد كان لافتا تأييد ترامب لأنفصال بريطانيا عن الاتحاد ألأوروبي، ووعدها بمزيد من الدعم، حيث ستكون تيريزا مي أول من يجتمع بترامب. بريطانيا هي ألأخرى التي كانت من الخاسرين من مسيرة دمج الامم وأنكار الهوية والسمات الوطنية، وهي ألأمبراطورية التي سادت كوكب ألأرض لقرن من الزمن. وجدت نفسها على حد سواء مع رومانيا وبلغاريا و دول أخرى، حالها مثل حال ذلك الحاصد الذي القى بمنجله في نهر دجلةمن احد جسور الموصل بعض ان اعطاه صاحب العمل اجورا مساوية لأمرأ’ أسمها (شَذْبًهْ) تعاني تخلفا عقليا وجسديا، قائلا: لن اعمل في الحصاد بعد اليوم، مادامت يوميتي و يومية (شَذْبَهْ) متساوية.
اذا فعل دونالد ترامب ما وعد به اثناء حملته ألأنتخابيه، فأن وجه العالم سوف يتغير، وستغادر كثير من الوجوه، وستجري كثيرا من المياه، وستتغير كثيرا من مراكز القوى وبؤر الصراع. الا اذا حصل ماحصل لكينيدي او ل نيكسون.



#بدو_محمد_ألهياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدو محمد ألهياس - ترامب... استعادة الدوله وبداية غروب العولمة