|
هَلْ أنَّ ألسَيِّد ألمَسيح هُوَ ألله ؟!
حميد الواسطي
الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 03:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيم.. أمَّا بَعدُ، هذِهِ ألمَقالة سَوفَ تستعرض للباحثين وألباحثات عن ألحقيقة.. فيما إذا كانَ ألسَيِّد ألمَسيح هُوَ ألله أم مُجرَّد نبيّ وَإنسان وَلَيسَ رَبّ أو إله؟؟ وَمِن خِلال ألمناظرة ألتي جرت بَينَ علي بن موسى بن جعفر (ألمُلَّقب ﺑ ألرضا) وَأهل الأديان. يقول ألشيخ المجلسي صاحب بحار ألأنوار لمّا قدِمَ علي بن موسى ألرضا (ع) علَى ألخليفة ألمأمون ألعباسي أمرَ ألفضل بن سهل أن يَجمع لَهُ أصحاب ألمقالات مِثل ألجاثليق، وَرأس ألجالوت، وَرؤساء ألصابئين، وَألهربذ ألأكبر، وَأصحاب ذرهشت، وَنسطاس ألرومي وَألمتكلمين ليسمَعَ كلامه وَكلامهم. فجمعهم ألفضل بن سهل ثمَّ أعلمَ ألمأمون بإجتماعهم، فقال ألمأمون: أدخلهم عليَّ ففعل فرحبَ بهم ألمأمون. ثمَّ قالَ لهُم: إني إنما جمعتكم لخير وَأحببت أن تناظروا إبن عمي هذا ألمدني ألقادم عليَّ فإذا كانَ بكرة فأغدوا عليَّ وَلاَ يتخلَّف منكُم أحد؟ فقالوا: ألسمع وَألطاعة يا أميرألمؤمنين نحن مبكرون إن أشاء (شاء) الله. قال ألحسن بن محمد ألنوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي ألحسن ألرضا إذ دخلَ علينا ياسر، وَكانَ يتولى أمر أبي ألحسن فقالَ له: يا سَيِّدي إنَّ أميرألمُؤمنين (ألخليفة ألمامون) يقرؤك ألسلام وَيقول: فداكَ أخوك، إنه إجتمعَ إليَّ أصحاب ألمقالات وَأهل ألأديان وَألمتكلمون مِن جميع ألملل فرأيكَ في ألبكورعلينا إن أحببت كلامهم، وَإن كرهت ذلِك فلا تتجشم وَإن أحببت أن نصير إليكَ خفَّ ذلِكَ علينا. فقال أبو ألحسن ألرضا: أبلغه ألسلام وَقل له قد علمت ما أردت وَأنا صائر إليك بكرة إن شاءَ اللهُ. قالَ ألحسن بن محمد ألنوفلي: فلمّا مضى ياسر إلتفتَ إلينا ثمَّ قال لي: يا نوفلي أنت عِرَاقي ورقة (ورية) ألعِرَاقي غير غليظة، فمَا عندكَ في جمع إبن عمّكَ علينا أهل ألشرك وَأصحاب ألمقالات؟ فقلت: جعلت فداك يُريد ألإمتحان وَيحب أن يعرف ما عندكَ، وَلقد بنى علَى أساسٍ غير وثيق ألبنيان، وَبئسَ وَالله مَا بنى، فقال لي: وَمَا بناؤه في هذا ألباب؟ قلت: إنَّ أصحاب ألكلام وَألبدع خلاف ألعُلماء، وذلك أنَّ ألعالم لاينكر غير ألمنكر، وأصحاب ألمقالات وَألمتكلمون وَأهل ألشرك أصحاب إنكار وَمباهتة، إن إحتججت عليهم بأنَّ الله واحد قالوا: صحِّح وحدانيته، وَإن قلت: إنَّ مُحمَّداً رسول الله، قالوا: أثبت رسالته، ثمَّ يباهتون ألرجل وَهُوَ يُبطل عليهم بحجتهِ وَيغالطونه حتى يترك قوله، فاٌحذرهم جعلتَ فداك، قالَ فتبَّسمَ ألإمام ألرضا ثمَّ قال: يا نوفلي أفتخاف أن يقطعونَ عليَّ حُجَّتي؟ قلت: لاَ وَالله ما خفت عليكَ قط، وَإني لأرجو أن يظفركَ الله بهم إن شاءَ اللهُ. فقالَ لي: يا نوفلي أتحبّ أن تعلَم متى يندم ألمأمون؟ قلت: نعم، قالَ: إذا سَمِعَ إحتجاجي علَى أهل ألتوراة بتوراتهم، وَعلَى أهل ألإنجيل بإنجيلهم، وَعلَى أهل ألزبور بزبورهم، وَعلَى ألصابئين بعبرانيتهم، وَعلَى ألهرابذة بفارسيتهم، وَعلَى أهل ألروم بروميتهم، وَعلَى أصحاب ألمقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كُلّ صنف وَدحضت حجّته وَتركَ مقالته وَرجعَ إلى قولي عَلِمَ ألمأمون أنَّ ألموضع ألذي هُوَ بسبيلهِ لَيسَ بمستحق له، فعند ذلِكَ تكون ألندامة منه، وَلاَ حولَ وَلاَ قوة إلاَّ بالله ألعلي ألعظيم فلمّا أصبحنا أتانا ألفضل بن سهل فقالَ له: جعلتَ فداك إبن عمّك ينتظرك وَقد إجتمع ألقوم فمَا رأيكَ في إتيانهِ؟ فقالَ له ألرضا: تقدمني فإني صائر إلى ناحيتكم إن شاءَ اللهُ، ثمَّ توضأ ألإمام ألرضا وضوءه للصلاة، وَشرِبَ شربة سويق وَسقانا منه، ثمَّ خرجَ وَخرجنا مَعه حتى دخلنا علَى ألمأمون، فإذا ألمجلس غاص بأهلهِ، وَمحمد بن جعفر في جماعة ألطالبيين وَألهاشميين وألقادة حضور، فلمَا دخلَ ألرضا قام ألمأمون وَقامَ محمد بن جعفر وَجميع بني هاشم، فما زالوا وقوفاً وَألرضا جالس مَعَ ألمأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل ألمأمون مُقبلاً عليه يحدثه ساعة ثمَّ إلتفتَ إلى ألجاثليق فقال: يا جاثليق هذا إبن عمّي علي بن موسى بن جعفر، وَهُوَ مِن ولدِ فاطمة بنت نبيّنا، وَإبن علي بن أبي طالب (ع) فأحب أن تكلمه وَتحاجّه وَتنصفه، فقالَ ألجاثليق: يا أميرألمُؤمنين كيفَ أحاج رَجُلاً يحتج عليَّ بكتاب (ألقرآن) أنا منكره، وَنبيّ (مُحمَّد) لاَ أؤمِن به؟ فقالَ له ألرضا: يا نصراني فإن إحتججت عليكَ بإنجيلكَ أتقر به؟ قالَ ألجاثليق: وَهَل أقدرعلَى دفعِ مَا نطقَ به ألإنجيل.. نعم وَالله أقر به علَى رغم أنفي، فقالَ لهُ ألرضا: سَلّ عمّا بَدا لَكَ وَاٌفهم ألجَواب قالَ ألجاثليق: مَا تقول في نبُّوة عيسى وَكتابه؟ هَل تنكر منهُمَا شيئاً؟ قالَ ألرضا: أنا مُقرّ بنبوة عيسى وَكتابه وَمَا بَشرَّ به أُمته وَأقرت به ألحواريون وَكافر بنبوة كُلّ عيسى لَم يَقرّ بنبوة مُحمَّد (ص) وَبكتابهِ (ألقرآن) وَلَم يُبشر به أُمته، قالَ ألجاثليق: ألَيسَ إنما تقطع ألأحكام بشاهدي عدل؟ قالَ: بَلَى، قالَ: فأقم شاهديَن مِن غير أهل ملتكَ علَى نبُّوة مُحمَّد ممَّن لا تنكره ألنصرانيَّة، وَسلنا مِثلَ ذلِك مِن غير أهل ملتنا قالَ ألرضا ألآن جئت بالنصفة يا نصراني، ألاَ تقبَل مني ألعدل ألمقدم عِندَ ألمسيح عيسى بن مريم؟ قالَ ألجاثليق: مَن هذا ألعدل؟ سَمّه لي، قالَ: ما تقول في يوحنا ألديلمي؟ قال: بخ بخ، ذكرت أحبَ ألناس إلى ألمسيح، قالَ ألرضا: فأقسمت عليكَ هَل نطقَ ألإنجيل أنَّ يوحنا قال: إنَّ ألمسيح أخبرني بدِينِ مُحمَّد ألعربي، وَبشَّرني به أنه يكون مِن بعدهِ فبشَّرت به ألحورايين فآمنوا به؟ قالَ ألجاثليق: قد ذكرَ ذلِكَ يوحنا عن ألمسيح وَبشّرَ بنبّوة رَجُل وَلَم يُبيِّن متى يكون ذلِك، وَلَم يسمِّ لنا فنعرفه، قالَ ألرضا: فإن جئناك، بمَن يَقرء ألإنجيل فتلا عليكَ ذِكرَ مُحمَّد أتؤمِن به؟ قالَ: شديداً، قالَ ألرضا: لنسطاس ألرومي كيف حفظكَ للسفر ألثالث مِنَ ألإنجيل؟ قالَ: مَا أحفظني له! ثمَّ إلتفتَ إلى رأس ألجالوت فقال: ألَستَ تقرء ألإنجيل؟ قالَ: بلَى لَعمري، قال: فخذ عليَّ ألسفر ألثالث، فإن كانَ فيه ذِكر مُحمَّد فاٌشهدوا لي، وَإن لم يَكن فيه ذِكره فلا تشهدوا لي، ثم قرأ ألرضا ألسفر ألثالث حتى إذا بلغ ذِكر ألنبي (مُحمَّد) وقف، ثمَّ قال: يا نصراني إني أسألك بحقِّ ألمسيح وَأُمّه أتعلم أني عالِم بالإنجيل؟ قال: نعم، ثمَّ تلا علينا ذِكر مُحمَّد، ثمَّ قال: ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم، فإن كذبت ما ينطق به ألإنجيل فقد كذبت موسى وَعيسى (ع) وَمتى أنكرت هذا الذِكر تكون قد كفرت بربّك وَبنبيك وَبكتابك، قالَ ألجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي في ألإنجيل، وَإني لمقر به، قالَ ألرضا: إشهدوا علَى إقراره. ثمَّ قال: يا جاثليق سَلّ عمّا بدا لَك، قالَ ألجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى كم كانَ عددهم؟ وَعن عُلماء ألإنجيل كم كانوا؟ قالَ ألرضا: أمَّا ألحواريون فكانوا أثني عشر رَجُلاً، وَكانَ أفضلهم وَأعلمهم ألوقا، وَأمَّا عُلماء ألنصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا ألأكبر باج، وَيوحنا بقرقيسا وَيوحنا ألديلمي بزجار وَعنده كانَ ذِكر ألنبي (مُحمَّد)، وَهُوَ ألذي بشّرَ أُمّة عيسى وَبني إسرائيل به ثمَّ قالَ لَه: يا نصراني وَالله إنا لنؤمِن بعيسى ألذي آمَنَ بمُحمَّد وَمَا ننقم علَى عيساكم شيئاً إلاَّ ضعفه وَقلة صيامه وَصلاته، قالَ ألجاثليق: أفسدت وَالله عِلمكَ، وَضعفت أمركَ، وَمَا كنت ظننت إلاَّ أنكَ أعلَم أهل ألإسلام، قالَ ألرضا: وَكيفَ ذلِك؟ قالَ ألجاثليق: مِن قولكَ: إنَّ عيسى كانَ ضعيفاً قليل ألصيام، قليل ألصلاة، وَمَا أفطر عيسى يوماً قط، وَلاَ نام بليلٍ قط، وَمَا زالَ صائم ألدهر، قائم ألليل، قالَ ألرضا: فلِمَن كانَ يصوم وَيصلي؟ قالَ: فخرس ألجاثليق وَاٌنقطع قالَ ألرضا: يا نصراني أسألكَ عن مَسألة، قالَ: فإن كانَ عندي عِلمهَا أجبتك، قالَ ألرضا: ما أنكرت أنَّ عيسى كانَ يُحيي ألموتى بإذن الله عزوجل؟ قالَ ألجاثليق أنكرت ذلك مِن قبلِ أن أحيا ألموتى وَأبرأ ألأكمه وَألأبرص فهُوَ رَبّ مُستحَق لأن يُعبَد، قالَ ألرضا: فإن أليسع قد صنعَ مِثلَ مَا صنعَ عيسى: مشى علَى ألماء، وَأحيّا ألموتى، وَأبرأَ ألأكمه وَألأبرص فلَم تتخذه أمته رَبّاً، وَلَم يَعبدهُ أحَد مِن دونِ الله عز وَجّل، وَلقد صنعَ حزقيل ألنبي مِثلَ مَا صنعَ عيسى بن مريم فأحيّا خمسة وَثلاثين ألف رَجُل مِن بَعدِ موتهم بستين سنة ثمَّ إلتفت إلى رأس ألجالوت فقالَ لهُ: يا رأس ألجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في ألتوراة؟ إختارهم بخت نصر مِن سبى بني إسرائيل حين غزا بيت ألمقدس ثمَّ إنصرفَ بهم إلى بابل فأرسلهُ الله تعالى عز وَجّل إليهم فأحياهم الله، هذا في ألتوراة لا يدفعه إلاّ كافر منكُم، قالَ رأس ألجالوت: قد سَمِعنا به وَعرفناه، قالَ صدقت، ثمَّ قالَ: يا يهودي خذ عليَّ هذا ألسفر مِن ألتوراة، فتلا ألرضا علينا مِنَ ألتوراة آيات فأقبل أليهودي يتزجح لقراءتهِ وَيتعجب. ثمَّ أقبلَ علَى ألنصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبلَ عيسى أم عيسى كانَ قبلهم؟ قال: بَل كانوا قبله، قالَ ألرضا: فمتى إتخذتم عيسى رَبّاً جاز لكُم أن تتخذوا أليسع وَألحزقيل، لأنهُمَا قد صنعا مِثل مَا صنعَ عيسى مِن إحياء ألموتى وَغيره، وَإنَّ قوماً مِن بني إسرائيل هربوا مِن بلادهم مِنَ ألطاعون وَهُم ألوف حذر ألموت فأماتهم الله في ساعةٍ واحدة، فعَمِد أهل تلِكَ ألقرية فحظروا عليهم حظيرة فلَم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وَصاروا رميماً، فمّرَ بهم نبي مِن أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم وَمِن كثرة ألعظام ألبالية، فأوحى الله عز وَجّل إليه: أتحب أن أحييهم لكَ؟ قالَ: نعم يا رَبّ، فأوحى الله عز وَجّل إليه: أن نادهم، فقالَ: أيتها ألعظام ألبالية قومي بإذن الله عزوجل، فقاموا أحياء أجمعون، ينفضون ألتراب عن رؤوسهم. ثمَّ إبراهيم خليل الله، حين أخذ ألطير(أربعة مِنَ ألطير) فقطعهن قطعاً، ثمَّ وَضعَ علَى كُلِّ جَبَلٍ منهُنَ جزء، ثمَّ ناداهن فأقبلن سَعيّاً إليه، ثمَّ موسى بن عمران وَأصحابه ألسبعون ألذين إختارهم صاروا مَعهُ إلى ألجَبل فقالوا لهُ: إنك قد رأيت الله سُبحانه، فأرناه كمَا رأيته، فقالَ لهُم: إني لَم أره، فقالوا: لَن نؤمِن لَكَ حتى نرى الله جهرة فأخذتهم ألصاعقة فاٌحترقوا عن آخرهم، وَبقي موسى وحيداً فقالَ: يا رَبّ إني إخترت سَبعين رَجُلاً مِن بني إسرائيل فجئت بهم وَأرجَع وحدي فكيفَ يُصدقني قومي بما أخبرهم به؟ فلَو شِئت أهلكتهم مِن قبلِ وَإياي، أتهلكنا بمَا فعلَ ألسُفهاء منا؟ فأحياهم الله عز وَجّل مِن بَعدِ مَوتهم، وَكُلّ شئ ذكرته لكَ مِن هذا لا تقدرعلَى دفعهِ، لأنَّ ألتوراة وَألأنجيل وَألزبور وَألفرقان قد نطقت به، فإن كانَ كُلّ مَن أحيّا ألموتى وَأبرأ ألأكمَه وَألأبرص وَألمجانين يُتخذ رَبّاً مِن دونِ الله فاٌتخذ هؤلاء كُلّهم أرباباً، ما تقول يا نصراني؟ قالَ ألجاثليق: ألقول قولكَ، وَلاَ إله إلاّ الله ثمَّ إلتفتَ ألرضا إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودي أقبل عليَّ أسألك بالآيات ألتي أُنزلت علَى موسى بن عمران، هَل تجد في التوراة مكتوباً نبأ مُحمَّد (وَأُمته): (إذا جاءَت الأُمَّة ألأخيرة أتباع راكب ألبعير يُسبحون ألرب جدّا جدّا تسبيحاً جديدا في ألكنائس ألجدد فليفزع بنو إسرائيل إليهم وَإلى ملكهم لتطمئن قلوبهم، فإنَّ بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها مِنَ ألأُمم ألكافرة في أقطار ألارض) أهكذا هُوَ في ألتوراة مكتوب؟ قالَ رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلِكَ ثمَّ قالَ للجاثليق: يا نصراني كيفَ عِلمكَ بكتاب شعيا؟ قالَ: أعرفه حرفاً حرفاً، قال لهُمَا: أتعرفان هذا (يا قوم إني رأيت صورة راكب ألحمار لابساً جلابيب ألنور، وَرأيت راكب ألبعير ضوؤه مثل ضوء ألقمر)؟ فقالا: قد قالَ ذلِكَ شعيا قالَ ألرضا: يا نصراني هَل تعرف في ألإنجيل قول عيسى: (إني ذاهب إلى ربكم وَ ربي وَألبارقليطا جَاء، هُوَ ألذي يشهد لى باٌلحق كمَا شهدتَ لَه، وَهُوَ ألذي يفسِّر لكُم كُلّ شئ، وَهُوَ ألذي يبدي فضائح ألأُمم، وَهُوَ ألذي يكسرعمود ألكفر)؟ فقالَ ألجاثليق: ما ذكرت شيئاً في ألإنجيل إلاَّ وَنحنُ مُقرون به ، قالَ: أتجد هذا في ألإنجيل ثابتاً يا جاثليق؟ قالَ: نعم قالَ ألرضا: يا جاثليق ألاَ تخبرني عن ألإنحيل الأوَّل حين إفتقدتموه عِندَ مَن وجدتموه؟ وَمَن وَضعَ لكُم هذا ألإنجيل؟ قالَ لهُ: مَا إفتقدنا ألإنجيل إلاَّ يوماً واحداً حتى وجدناه غضاً طرياً فأخرجه إلينا يوحنا وَ متي، فقالَ لهُ ألرضا: مَا أقل معرفتكَ بسِرّ (بسنن) ألإنجيل وَعُلمائه؟ فإن كانَ هذا كمَا تزعم فلِمَ أختلفتم في ألإنجيل؟ وَإنما وقع ألإختلاف في هذا ألإنجيل ألذي في أيديكم أليوم، فلَو كانَ علَى ألعهد ألأوَّل لَم تختلفوا فيه، وَلكني مُفيدكَ عِلمَ ذلِك، اٌعلَم أنه لمَّا اُفتقد ألإنجيل ألأوَّل إجتمعت ألنصارى إلى عُلمائهم فقالوا لهُم: قُتل عيسى بن مريم، وَاٌفتقدنا ألإنجيل وَأنتم ألعُلماء فمَا عندكُم؟ فقالَ لهُم ألوقا وَمرقابوس: إنَّ ألإنجيل في صدورنا وَنحن نخرجه إليكُم سفراً سفراً في كُلّ (يوم) أحد فلا تحزنوا عليه، وَلاَ تخلوا ألكنائس، فإنا سنتلوه عليكُم في كُلِّ أحد سفراً سفراً حتى نجمعه كُلّه، فقعد ألوقا وَمرقابوس وَيوحنا وَمتي فوضعوا لكُم هذا ألإنجيل بَعدمَا إفتقدتم ألإنجيل ألأوَّل، وَإنما كانَ هؤلاء ألأربَعة تلاميذ ألتلاميذ ألأوَّلين، أعلِمَت ذلِك؟ قالَ ألجاثليق: أمَّا هذا فلَم أعلَمهُ، وَقد علمتهُ ألآن، وَقد بانَ لي مِن فضلِ عِلمكَ بالإنجيل، وَسمعت أشياء ممّا علمته شَهِدَ قلبي أنها حقّ فاٌستزدت كثيراً مِن ألفهم، فقالَ لَهُ ألرضا: فكيف شهادة هؤلاء عِندكَ؟ قالَ: جائزة، هؤلاء عُلماء ألإنجيل، وَكُلّ مَا شهدوا به فهُوَ حقّ، فقال ألرضا للمأمون وَمَن حضره أهل بيته وَمن غيرهم: إشهدوا عليه، قالوا قد شهدنا ثمَّ قالَ للجاثليق: بحقِّ ألابن وَأُمّه هَل تعلَم أنَّ متى قال: (إنَّ المسيح هُوَ إبن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهود إبن حضرون) وَقالَ مرقابوس في نسبة عيسى بن مريم: (إنه كلِمَة الله أحلّها في ألجسد ألآدمي فصارت إنساناً) وَقالَ ألوقا: (إنَّ عيسى بن مريم وَأُمّه كانا إنسانيَن مِن لَحمٍ وَدمٍ فدخلَ فيهُمَا روح ألقدس) ثمَّ إنك تقول مِن شهادة عيسى علَى نفسهِ: (حقاً أقول لكُم يا معشر ألحواريين: إنه لا يصعد إلى ألسماء (وَينزل) منها إلاَّ راكب ألبعير خاتم ألأنبياء فإنه يَصعد إلى ألسماء وَينزل) فمَا تقول في هذا ألقول؟ قالَ ألجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره، قال ألرضا: فمَا تقول في شهادة ألوقا وَمرقابوس وَمتي علَى عيسى وَمَا نسبوه إليه؟ قال ألجاثليق: كذبوا علَى عيسى، قالَ ألرضا: يا قوم ألَيسَ قد زكّاهم وَشهِدَ أنهُم عُلماء ألإنجيل وَقولهم حقّ؟ فقال ألجاثليق: يا عالِم ألمُسلمين أحبّ أن تعفيني مِن أمرِ هؤلاء، قالَ ألرضا: فإنا قد فعلنا، سَلّ يا نصراني عمّا بدا لَك، قال ألجاثليق ليسألكَ غيري، فلاَ وَحقّ ألمسيح ما ظننت أنَّ في عُلماء ألمُسلمين مِثلكَ.. ألكاتب / حميد ألواسطي [email protected]
#حميد_الواسطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لَولاَ ألحشد ألشعبي لسقطت الحُكومَة في بغداد رَدّاً علَى كير
...
-
قبر ألنبي مُحمَّد لَيسَ رِجس رَدّاً علَى أحمد صبحي منصور
-
في بني آدم نفس وَ روح رداً على أحمد صبحي منصور
-
إنما يخشى الله من منال شوقي!!
-
تدمير المؤسسة العسكرية من قبل صدام وإلى حيدر العبادي
-
إبن الأنبار البار حامد المطلك وزيراً للدفاع وإلى حيدر العباد
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|