أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - يعني إيه نقد تراث؟














المزيد.....

يعني إيه نقد تراث؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثير من الأخوة يريدون الاستفسار عن هذا المعنى، وهل هو معنى مطاطي أم لا، على الأقل ليفهموا ماذا نريد بالضبط..فالشائع لديهم أننا ننتقد فقط البخاري أو لدينا مشكلة مع ابن حنبل..وبالتالي تكون المشكلة شخصية وليست فكرية..

مبدئيا: التراث هو كل ما تركه السابقون من ثقافات ومعارف ولغات وعادات ومذاهب وأديان وحتى علوم أدبية..

ونقد التراث يعني التمرد على كل شئ سلبي من ذلك، ومنها تقديس الأشخاص والرموز، رفض العنصرية في السياسة، عدم الخلط بين الدين (الثابت) والعلم (المتغير) المطالبة بحقوق الإنسان، رفض والتمرد على كل عادات المجتمع القبيحة كالطبقية والمذهبية واضطهاد الأنثى، والثأر في الصعيد وما يتبعه من كفر بالقوانين.

يوجد من ينتقد التراث بمفهومه الديني، فهو يركز فقط مع هذا الجانب ويحصر مشكلته مع كتب بعينها أو بعض التفسيرات أو اتجاهات مذهبية، وفي تقديري أن هؤلاء هم من أحدثوا المشكلة وصنعوا الخلط..بل في تقديري أن هؤلاء أكثرهم مؤيدين للدكتاتوريات العربية ويدافعون بغرابة عن الظلم، ومنهم أشخاص طائفيون لم يصلوا لمفهوم موحد وجامع عن فكرة التسامح..

التراث أوسع من ذلك ومفهومه أشمل وقد يخص ذلك جوانب كالسياسة والفلسفة والأدب، كمثال أن الجانب الأدبي مثلاً في القرن 15 مختلف عن الأدب في القرن 21 لأن الأديب أو الشاعر وقتها متأثر ببيئة معينة ، فيُسقط هذه البيئة في فنونه ويخرج إبداعه موافق لظروف محدودة..يأتي بعد ذلك المتعصبون ويفسرون هذا الأدب القديم على أنه صالح للعصر الحديث..والنتيجة المباشرة (فشل في القراءة) أو ما يراه بعض الناس (رجعية)

وتحدث المصيبة أحيانا باعتبار هذا الأدب دين أو معارف مقدسة، وقتها ينحط الشعب ويصبح معزول بشكل كلي عن الحضارة..

ليكن في معلومك: كل شئ يتطور..كل العلوم..الثقافات..الأشعار..الخيال..حتى الدين يتطور..المجتمع الآن ليس هو المجتمع في السبعينات..توجد اختلافات جذرية وأخرى فرعية، مهمة الفيلسوف أو الناقد هو تشخيص الحالة أولا وإيجاد الفروق ومن ثم التعامل مع الواقع بحِسّ جديد ، ولأن الثقافة كالسياسة لها جوانب خلافية يحدث الشقاق بين المثقفين ، كلُ يحاول تفسير وتشخيص الحالة وفقا لمبادئه، فالمؤمن يحاول التوفيق حسب إيمانه، والملحد حسب إلحاده..وهكذا..

كذلك النقد لا يعني (الرفض) فكلما ترفع سلاح النقد الديني يواجهك المتعصبون باتهام أنك ترفض الدين..وهذا غير صحيح، كلمة النقد تعني استخلاص الجيد والملائم لظروف العصر، أو إعادة قراءة لنصوص مهمة، أو إحياءً لضمائر وعقول ماتت منذ زمن، وبالتالي يكون المطلب الأول للنقد هو (رفع القداسة) عن الأشخاص والرموز كمطلب عام يُسهّل عملية النقد، هذا ينتج صدام فوري مع المتعصبين الذين جُلّ اهتمامهم بالأشخاص والرموز..لا بالأفكار والموضوعات، والناقد الجيد يدرك ذلك فلا يشخصن المسائل ويبتعد قدر الإمكان عن إسقاط الرموز، ولو كان ذلك ضروريا فيُسقطه بالفكر والمحاججة المنطقية والتركيز على النتائج تفاديا لأي حديث شخصي..

كذلك فأي جدال خاص بنقد التراث عموما هو شئ جيد، وما يحدث في مصر الآن سواء في الإعلام أو في مواقع التواصل هو شئ عظيم، فهو من ناحية يضع التراث والثقافات موضع تشريح وتقريب لمفاهيم العوام ، ومن ناحية أخرى يُنقّب ويبحث عن أصل الداء بمهارة..هذا ستكون له نتائج إيجابية في المستقبل، ولو أن النظام المصري سمح ببرامج تنويرية مخصصة لأنتج ذلك سرعة في عملية التغيير للأفضل، لكن رجعية هذا النظام ثابتة وحبسه للمثقفين ثابت ولا أمل للإصلاح معه، وفي تقديري أنه لولا القفزة في وسائل التواصل الاجتماعي والحركة الشبابية في الشارع بعيدا -عن أعين الحكومة- لتم اعتبار الشعب المصري من الشعوب الميتة..وهذه الحركة هي ما أعتبرها مقياس لنبض وحياة هذا الشعب..

النقد في النهاية هو محاولة لإيجاد صيغة عملية لنصوص جيدة، وإزاحة نصوص أخرى تكفر بالإنسان وقيمه الحداثية، أو قيمه الأخلاقية بالمطلق، فالنقد شئ مستمر حتى من قَبل الحداثة، والبعض يحصر مفهوم النقد في جانب (الأمن) ويرى أن الوصول بنظرية أمنية تحقق سعادة الإنسان وأمنه الشخصي هو الغاية من النقد، وفي تقديري أن هؤلاء على صواب، والخلاف قد يدور حول مفهوم الأمن وأبعاده المختلفة..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير
- بين جاهلية قطب وجاهلية الحويني
- ماذا تعرف عن مسلمي بورما؟
- ما لا يذكره التاريخ الإسلامي عن معركة عين جالوت
- أكذوبة حديث خير أجناد الأرض
- الإعلام لا يعني التواصل
- روشتة عودة الإخوان في مصر
- محمد علي باشا والحل العبقري
- بحث في أكذوبة تفسير المشايخ لدابة الأرض
- التخلف الفكري مرافق للتخلف الاقتصادي
- أزمة مسلمين أم أزمة نخبة؟
- الفراغ الإبستمولوجي عند سلف المسلمين
- تجارة آل سعود بالكعبة
- قصة الأزمة الحالية بين مصر والسعودية
- هل العمالة المصرية في السعودية سلاح ضد مصر؟
- الانتلجنسيا حين يكونوا برجوازيين
- الحقيقة في الدين الإسلامي
- مظاهر غياب العدالة عند العرب
- حقيقة صلاح الدين الأيوبي


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - يعني إيه نقد تراث؟