أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - اهل الدين .. و العلم














المزيد.....

اهل الدين .. و العلم


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 01:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يدرك مشايخنا الكرام لحد الأن ان عصر الدعاء و المعجزات قد ولى و انتهى فلن تتكرر معجزات تحول العصا الى ثعبان او خروج الناقة من صخرة او نزول الملائكة لتقاتل الى جانب المسلمين, انّ العصر الحالي هو عصر التقنية و عصر التقدم و العلم ان تغفل ليوم واحد عن مجاراة عدوك في التقدم العلمي فستجده يسبقك بمراحل كثيرة, لقد انتهى عصر الدعاء على الاعداء بالفناء و بتفريق الشمل و بجعل كيدهم في نحورهم كما تعوّد مشايخ المسلمين على ترديد تلك الادعية في المساجد التي تحرّض المسلمين على الكراهية, بدون ان نتغاضى عن الخطابات الوهمية الحالمة التي لا علاقة لها ابدا بواقع المسلمين.
لا يعي مشايخنا الكرام الذين لا يزالون يعيشون على حلم عودة عصر ’’ خير القرون ’’ ان العلم ليس فقط في القرآن و كتب الفقه و الحديث, انما العلم في نتاج عبقرية الانسان في انتاج وسائل تزيد من مستواه الحضاري و تسهّل عليه الحياة , فمن الغريب على رجال دين القرن الواحد و العشرين لا يتقنون الا علوم الشريعة و ترديد الحديث و العنعنة و يعجزون عن معالجة القضايا الفقهية بمنهج علمي موضوعي و البعد عن نسخ و لصق اجتهادات رجال دين القرن العاشر , لكن اذا عرف السبب بطل العجب فغالبية مشايخ المسلمين غير مطّلعين تماما على العلوم الأخرى مثل الرياضيات او علوم الطبيعة الا ما تعلموه في المرحلة الابتدائية ثم تتطور تلك العقلية المتخلفة الى عقلية احتقار العلوم غير الدينية لأنها حسبهم علوم دنيوية لا تستحق بصاحبها الاهتمام الكبير لأن الدنيا متاع و غرور فليس من الغريب من تدني مستوى بعض المشايخ اللذين لا يجيدون الحفظ و التكرار و يظنون انهم بهذه الطريقة علماء.
لا يدرك مشايخنا ان عليهم احترام العلوم الدنيوية و يجب عليهم حث المسلمين على الاجتهاد في طلبها مادام المشايخ هم اسياد المساجد و المسلم لا يثق و لا يسمع لأحد الا رجال الدين, فعوض الدعوة الى الكراهية و التكفير من معابد المسلمين و الخطابات الافلاطونية و الطوباوية فالأجدر بهم ان يعلّموا الناس ان العلماء ليسوا عبارة عن رجال دين فقط, بل رجال ضحوا بأنفسهم و بكل شيئ من اجل العلم و سعادة البشرية و لكي يرتقوا بالبشرية الى اعلى مستويات الحضارة و الرفاهية, فليس من الواجب ان يكون سبينوزا او ايديسون و هيغل من الصحابة حتى نحترمهم و نقدم لهم الاجلال الذي يستحقّونه.
لا نعرف متى سيتخلى مشايخنا عن حكايات الاساطير و نظرية المؤامرة لتبرير انحطاط المسلمين , فعوض الاعتراف بأن سبب تخلف الامة المسلمة هو ابتعادهم عن العلم و اكتفائهم بالتصديق بالخرافات و الخزعبلات القائلة بأن الله سينصرهم عاجلا ام اجلا, و لأن ثقافتنا الواحدية و الشمولية الكاملة التي لا يأتيها الباطل من بين ايديها و لا من خلفها, تفترض اننا أمة متكاملة و مثالية لأنها خير أمة اخرجت للناس والفكر الديني المتطرف الذي علّم المسلمين ان تحضّر الامم الاخرى هو فساد و الحاد فنحن فقط من نستحق التطور و الحياة فليس من مستوانا ان نلتفت الى عوامل الضعف و التخلف في داخلنا, فأخذنا نبحث طول الوقت عن الجن و الشياطين التي تقف وراء المؤامرات التي تحاك ضدنا, فلن نستغرب كيف تجرعنا الهزائم المروعة و الساحقة لأن المشايخ لديهم دائما الاجابة و هي لأننا تخلينا عن الله فلو التزمنا الصلاة و النوافل و اللحى و استخدام السيف و الرمح لهزمنا اسرائيل و بالتقصير في العبادات تخلى عنا الله ولكن كيف يتخلى الله عنا و نحن خير امة اخرجت للناس ؟ و كيف ينصر الله حزب الشيطان ضد حزب الله ؟
للأسف تجرع المسلمون اكذوبة ان العالم يعضّ علينا الانامل من الغيظ و هو غير منشغل الا بعالمنا المتردي المتخلّف الذي لا يبدع الا في انتاج الارهاب و النزاعات الطائفية, و بسبب هذه العقلية الكارثية اصبح العلم البشري بكل منتجاته حليف لحزب الشيطان , فلا داعي لكي نقرأ لماركس و داروين و فرويد لأنهم كفّار و يجب علينا ان نشتغل بتكفيرهم و البحث عن عيوبهم و شتمهم لاننا حزب الله و لا شك ان حزب الله هم الغالبون.
ان الربط بين الاسباب و النتائج ليس من مستوى حزب الله فالحل هو استحضار قوى السماء و العودة الى فتح بلاد الكفّار و احتلالها و فرض الجزية وهم صاغرون و سبي نسائهم و هو الأمر الذي لن يتحقق الا بالعودة الى السلف الصالح و الالتزام الحرفي بكل سيرتهم و حتى اخطائهم و الادعية و التداوي ببول البعير كفيل بإحداث المعجزات.
انّ هذا الوضع المخزي هو بسبب اصرارنا على الثبات و عدم التغير بحجة الخوف على الدين فمن كان مؤمنا حقيقيا فلن يخاف على دينه فعندما انفتح المسلمون على الحضارات الغربية مثل الرومانية و الاغريقية و ترجموا علومهم و فلسفتهم و استفادوا منها تقدموا و تطوروا حتى انّهم فسحوا المجال للفلسفة رغم ما فيها من كفر صريح في بعض جوانبها حسب وجهة النظر الاسلامية لكن الحقيقة و الواقع يقول ان الفكر الديني المتحجر الممثل في الشيوخ و نجاحهم في تسويق الخرافات على المسلمين هو سبب التخلف ففكرهم الظلامي يأمرك بالخضوع الى الحاكم المستبد و حتى ان سرق مالك و اغتصب زوجتك و فكرهم يأمرك بأن لا تتعلم الا العلوم الشرعية و حفظ القرأن لأن الدنيا لهو و متاع غرور , فكرهم يعلّمك بأنك عندما تفجّر نفسك في بلاد الكفّار هو جهاد في سبيل الله, فكرهم يعلّمك بأن لا تنتج الا ما يفيد المسلمين و حدهم فقط و المسلم اخو المسلم و ليس الانسان اخو الانسان...
فبهذه الطريقة فقدنا القدرة على التكيف مع المستجدات و التعايش مع الأخرين حتى و ان كانوا على ديننا ففكر الشيوخ يهوى قتل المخالف فلا مجال للاختلاف في نظر الشيوخ, ان هذا الوضع الكارثي يفرض علينا طرح تساؤلات جديدة لم نعتد سماعها, تلك التساؤلات ترتكز على الموروث الديني - الذي هو نقطة قوة هؤلاء الشيوخ و منه يقتاتون - الذي يتطلب النقد و التحليل و الغربلة لأنه هو مفتاح الحضارة و التقدم.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكفير و التجديد الديني
- الدولة المدنية و الاسلام
- هاجس التفكير عند المسلمين
- الموروث الديني الاسلامي و التطرف
- الفكر السلفي
- الاستبداد في العالم العربي
- العلمانية و الدين
- الاسلام و الحداثة
- اقتلعوا التكفير من جذوره !
- الاستبداد الاخواني
- الاسلاميون و الديمقراطية
- الفكر الاصولي و الانسداد التاريخي
- محاولة الاخوان سرقة الثورة المصرية
- اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي
- التعصب الديني سيعصف بنا
- اسطورة الخلافة
- فولتير .. الكاميكاز الفكري


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - اهل الدين .. و العلم