أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أنقذوا -إسرائيل- من قادتها















المزيد.....

أنقذوا -إسرائيل- من قادتها


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا هو شعار اللوبي الإسرائيلي الجديد في واشنطن الذي إنشق مؤخرا عن اللوبي العريق " الإيباك" ،المؤيد لإسرائيل بكل أوضاعها وأحوالها، ظنا منه أنه يحسن صنعا،وإتخذ له عنوانا جديدا هو الشارع اليهودي "STREET J"،وهذه الفئة الجديدة لا يمكن تصنيفها على أنها ضد إسرائيل ،ولكنها آمنت أن ممارسات وتعنت مملكة إسبارطة لا تلائم اليهود سواء كانوا في إسرائيل أو خارجها.
لقد قرأ مؤسسو الشارع اليهودي المعادلة بطريقة صحيحة، وأدركوا أن العقل هو سيد الأحكام،وهذا ما لا يوجد في طريقة تفكير إسرائيل أو مؤيديها وفي المقدمة " الإيباك"الذي يتحكم في مفاصل الحياة في نيويورك وواشنطن بطبيعة الحال،إلى درجة أن المسؤولين الأمريكيين يتصرفون وكأنهم موظفين في إسرائيل وليس في أمريكا ، بمعنى أنهم يعملون من أجل تحقيق مصالح إسرائيل وليس المصالح الأمريكية.
التغيير بدأ يطال عقليات الكثيرين أمثال الشارع اليهودي والعديد من اليهود الذين إنخرطوا في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل ال"BDS"، ومعهم كبار علماء الآثار الإسرائيليين من اليهود الذين أدركوا بعد أكثر من 100 عام من الحفريات في القدس يتقدمهم إسرائيل فلنكشتاين، أنه لا توجد لهم آثار تدل عليهم هناك،وذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا أن الرواية الصهيوينةوحتى التوراتية المتعلقة بأرض كنعان باطلة ، وهذا ما لا يجرؤ أحد من الغوييم على قوله، لكن علماء الآثار اليهودي لديهم الشجاعة لنفي روايتهم ، وهذا ما دفع اليونسكو لإتخاذ قرار يقضي بعروبة الأقصى وإسلاميته.
في البدايات نجحت وسائل الدعاية في إسرائيل ولوبياتها في الخارج ، في رسم صورتين مغايرتين لكل من إسرائيل والدول العربية ، ولكن الأمر تغير بعد ثورة الإتصالات الجديدة التي تعمقت بظهور وسائل الإتصال الإجتماعي ،وتمكن الناشطون في غزة من إرسال صور جرائم إسرائيل البشعة إبان الحروب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي أجبر كبريات الصحف الأمريكية على نشرها بعد تداولها لدى العامة ،مع انهم كانوا يرفضون ذلك سابقا.
كان مؤيدو إسرائيل في الغرب يقومون بالدعاية لإسرائيل من خلال الأفلام ودور السينما ،فذات عرض سينمائي في برلين بألمانيا اوائل ستينيات القرن المنصرم ، ظهرت فتاة عارية يحيط بها 22 غولا على هيئة عربي مدججين بالسيوف لإغتصابها وهي تصرخ وتستغيث، وبعد ذلك ظهرت عبارة "إنقذوا إسرائيل" "ومن ثم يتم إشعال النور في القاعة وتظهر مجموعة من الصبايا والشباب يحملون صناديقا كتب عليها "تبرعوا لإسرائيل".
لا شك أن التشنج العربي هو الذي ساعد إسرائيل ومؤيديها على الظهور بمظهر الخائف الرعديد الذي هو بأمس الحاجة للدعم والحماية ، فقد كان الخطاب العربي مسموما ومتشنجا تجاه إسرائيل ، وكان يحمل في طياتها مساحة كبيرة من الكذب، ذلك أن القضاء على إسرائيل كان هو ديدن كافة الدول العربية اليمينية والتقدمية على حد سواء .
لكن ومع إمعان النظر في نتائج المواجهات العربية –الإسرائيلية الرسمية بدءا من حرب عام 1948 ،وإنتهاء بحرب رمضان 1973 مرورا بحرب الأيام الستة ،فإنه يتبين لكل صاحب عقل سوي أن الخطاب العربي المعادي لإسرائيل ،والذي أظهر قدرة مصر على إلحاق الهزيمة بإسرائيل لوجود صواريخ القاهر والظافر لديها ،كان خطابا للإستهلاك المحلي ، في حين كان خطاب إسرائيل ولوبياتها في الخارج والذي كان يظهر إسرائيل على أنها حمل وديع يعيش وسط غيلان متوحشين ،إنما كان خطابا تضليليا لخداع الرأي العام العالمي.
ورد في المأثور العربي أن "كلام السرايا يختلف عن كلام القرايا "،فعلى أرض الواقع تبينت حقيقة الخطاب العربي الرسمي الكاره لإسرائيل ، وكذلك الخطاب الإسرائيلي المخادع الذي إدعى أن إسرائيل تسعى للسلام مع العرب ،وتبين لاحقا أنه لا الدول العربية راغبة في تدمير إسرائيل ،ولا إسرائيل لديها أدنى رغبة في تحقيق السلام مع العرب.
بعد حرب عام 1973 التي خطط لها وزير خارجية امريكا الأسبق " العزيز" هنري كيسنجر،إنتهى الأمر بإسرائيل ليس إلى تحقيق النصر العسكري على مصر السادات ، بل تمكنت إسرائيل من سلخ مصر السادات عن واقعها العربي بعد توقيع معاهدة " كامب ديفيد "مع السادات ، وبذلك إنكشف العرب ولم يعودوا قادرين لا على خوض الحرب ضد إسرائيل ولا على تحقيق السلام معها ،لأن ظهرهم وهو مصر قد إنكسر.
عند إجتياح قوات شارون لجنوب لبنان بعد الإتفاق مع زعيم حزب الكتائب آنذاك بشير الجميل ، والتنسيق مع الرئيس السوري آنذاك حافظ"الأسد" ،الذي وقع معه إتفاقا لوقف إطلاق النار يوم 25 حزيران من ذلك العام ، ترك الفلسطينيون والحركة اللبنانية وحدهم في الساحة ،بعد أن فرض الجيش السوري حصارا على البقاع حتى لا يصل المدد إلى بيروت التي حوصرت لاحقا وجرى إحتلالها من قبل جيش شارون .
لقد أنجزت إسرائيل بمساعدة حلفائها الإنعزاليين في لبنان ، وحليفها " التقدمي" صاحب جبهة الصمود والتصدي"حافظ الأسد"الضربة القاضية ضد الفلسطينيين على وجه الخصوص، ونجحت بالتنسيق والمشاركة مع حلفائها العرب من اليمين واليسار على إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وإلى غير رجعة من غالبية أراضي لبنان ومن بيروت بالتحديد،وإستقرت قيادة منظمة التحرير في تونس إلى حين، إستكمالا للخطة التي شارك فيها المخلوع زين العابدين بن علي ضد منظمة التحرير عندما طلب منها عام 1992 مغادرة تونس لإنتهاء الإتفاق العشري الموقع معها وعدم وجود رغبة تونسية للتجديد.
عند ذلك تحرك عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم رئيس السلطة الحالي محمود عباس ،الذي دخل على عرفات بعد تلقيه الرسالة التونسية ورد الرئيس المخلوع مبارك على رسالة عرفات وقال له فيها :"فخامة الرئيس إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت واعضاء مكتبك فقط"، علما أن أحدا من الحكام العرب لم يرد على رسالة عرفات التي طلب فيها المساعدة بعد رسالة بن علي.
دخل عباس على عرفات وهو يضرب اخماسا في أسداس ،وقال له "يا أبو عمار آن الأوان للحديث في المحرمات"، وعندما سأله عرفات ":إيه هي المحرمات يا عباس ؟"، أجابه عباس:"المفاوضات مع الآخر"، وعند ذلك رد عليه عرفات بحنق":الله يبق إنتوا طابخينها سوا ، إفعلوا ما بدا لكم"، وكان عباس قد أوعز لممثلي المنظمة في الخارج فتح حوار مع أي يهودي او إسرائيلي او حتى صهيوني يصادفونه ،رغبة منه في فتح حوار مع إسرائيل في وقت مبكر.
إنتهى المطاف إلى توقيع إتفاقيات اوسلو بين قيادة منظمة التحرير وإسرائيل ،وإعترفت القيادة الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود ،وإنتعش عملاء إسرائيل في المنظمة يتقدمهم عباس ومحمد دحلان وآخرين ،ولكن إسرائيل الإسبارطية لم تف بتعهداتها ولم تلتزم بما وقعت عليه ، وكان هذا هو موقفها الأساسي في جولات المفاوضات التي اجراها مع ممثليها كل من أحمد قريع وحسن عصفور اللذين بعثا برقية للقيادة أوائل سبعينيات القرن المنصرم من السفارة الفلسطينية في تركيا قالا فيها :"بعد ثلاث جولات من المفاوضات مع الاخر تبين أنهم لن يعطوننا سوى "قنّ دجاج "في باحة البيت الإسرائيلي"، وجاء الرد من القيادة "على بركة الله".
بعد أوسلو جاءت معاهدة وادي عربة مع الأردن الرمسي الذي يحمي حدود إسرائيل وطولها 450 كم ، ويوفر المن لها ، ومع ذلك نجد العداوة والبغضاء للأردن تنمو في أوساط القيادات الإسرائيلية ، وىخرها ما يجري في القدس والمسجد الأقصى حيث السيادة الأردنية حسب معاهدة وادي عربة ، وثالثة الأثافي تهديد إسرائيل قبل أيام بضم الضفة الفلسطينية لإسرائيل.
لو أن إسرائيل تريد السلام حقا مع الفلسطينيين ،لإستغلت وجود الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ،الذي كان سيقنع الشعب الفلسطيني بتوقيعه على السلام مع إسرائيل ،ولكن إسرائيل والسلام لا يتفقان.
هناك أمر آخر وهو ما قام به العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ،وما أطلق عليها"المبادرة العربية للسلام "التي تعهد فيها بضمان إعتراف كافة الدول العربية والإسلامية بإسرائيل ،وبفتح كافة فضاءاتها للتطبيع معها ،لكن شارون رد على القمة العربية التي أقرت تلك المبادرة عام 2002، بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية ، كما قامت قوات شارون بفرض حصار على المقاطعة التي كان يقبع فيهاعرفات في رام الله ، وقد أوعز شارون لحلفائه في القصر الفلسطيني بتسميم عرفات والتخلص منه وهذا ما جرى.
ما يمكن إستخلاصه مما تقدم ان إسرائيل لا تريد السلام مع العرب أو الفلسطينيين ، وإنما تريد إستسلامهم بالكامل ، وهذا هو النهج الإسبارطي الذي قضى على إسبارطة وأضافها لملف الدول التي سادت ثم بادت.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبن العربي يثير السعار الإسرائيلي
- -أوراق سرية -..جديد الزميل أسعد العزوني
- بوتين يثأر وينتقم
- إسرائيل هي التي فجرت مركز التجارة العالمي
- مجموعة -الشهيد- بهاء عليان بيضة الموساد الفاسدة
- الجهاد في سبيل -اللات-
- جبهة درعا ..الحسم في الأردن
- الإرهاب الإسرائيلي يضرب تركيا
- عيد - الحانوكا- اليهودي على شواطيء الخليج الفارسي
- دولة فلسطينية في الأردن ..مرفوضة
- مستدمرة إسرائيل بنت الفيتو
- النتن ياهو كبّل أيدي أوباما في سوريا
- النتن ياهو..مأزووووووم
- مستدمرة إسرائيل ..بداية النهاية
- -منصة الكترونية- توحد جهود الجمعيات والمنظمات الإنسانية لتنس ...
- الأحزاب البرامجية ركيزة الدولة المدنية
- السحيباني : مساحة العمل الإنساني واسعة وتحتاج المزيد من التن ...
- الغذاء لا يؤكل من أيدي الأعداء
- داعش يضرب في الأردن بعد هجمتين إعلاميتين إسرائيليتين
- من قتل السفير الروسي في تركيا؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أنقذوا -إسرائيل- من قادتها