محمد عبدالله الكس
الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 12:43
المحور:
الادارة و الاقتصاد
من سوق امدرمان / اخر شارع العناقريب.
الي سوق الحاج يوسف / زقاق الطعمية/جوار طبلية عبدو بليلة.
حاجة امنة: خديجة خديجة سلام , ماعارفة الحصل لينا؟! , طردونا من سوق امدرمان.
حاجة خديجة : اي والله سمعت بيكم لانو في اولاد شربوا منى اول امس وبتكلموا عن بيع السوق والاراضي للمستثمرين الصينينين(بمسمى مزيف سياح من دولة الصين).
حاجة امنة : هياا نسيت يا اختى/الاخت( كناية عن الحسرة من النسيان وان كرم الضيافة هو وريد الكادحين). ياعبدو بليلة نأولنى(اعطينى) كباية (كوب) عصير ليمون.
حاجة امنة : في طريقة اشتغل معاك.
حاجة خديجة : طوااالى يا ام البنيااات ( البنات).
حاجة امنة لها خمسة بنات توفي ابوهم إبراهيم الكردافي شهيدا" في 25 سبتمبر
2013, ومصدر دخلهم الوحيد القوت الذي تنتجه امهم من كانون/موقد الشاى والقهوة)
حاجة امنة : قبل شوية كنت راكبة في مواصلات المايقوما , وواحد بتكلم في العربية (السيارة) عن....
عبدو بليلة : يا امى خديجة ( حاجة خديجة في السوق ينادونها بالام وذلك للحب المتبادل بينها وبين ابناء طبقتها) , كبي(قطرى/اسكبي) لي كباية قهوة أخفف بيها خبر ناس المحلية.
حاجة خديجة : مالم معاك (عندهم معاك شنو) .
عبدو بليلة (بنبرة حادة) : قالوا حيعملوا لينا إزالة كلنا خلال الايام الجاية.
عبدو بليلة مراهق لم يتجاوز سن الرشد بعد اتى من منطقة قيسان/ النيل الازرق مع اخيه الاكبر مصطفي الذى اقترفته امواح البحر الابيض المتوسط في رحلة العبور الي القارة العجوز/اوربا , مبددا" بي حلم اخيه عبدو بليلة بوعده له بأن يدخله المدرسة .
حاجة خديجة من مواليد منطقة كاس/دارفور , فقدت اسرتها اثناء الحرب الضروس في العام 2003 , الى ان حل بها المطاف في سوق الحاج يوسف.
حاجة خديجة : خلاص ياحاجة امنة انتي امسكىى (اشتغلي في) الشاى والقهوة وانا بمسك حلة البليلة لانو شغلها كتير والطلب عليها متزايد , وانتي كمان بساعدك ابوالعاص المجنون , ما تخافى منو هو ما مجنون بس لقبوه كده (الكنية) من شدة مشاغلته لكل باعة السوق(كثير الهزل) .
عبدو بليلة : امي خديجة ما تنسي صحنى بتاع البليلة وكمان زيدها لي كامشتين(كامشتين بمعني طلب بليلة – والكامشة عبارة عن مقصوصة لقرف الطعام من الإناء) الليلة جاييني صاحبي حوتة.
حاجة خديجة : ما ناسياك , الليلة جايينا الود الغاني حوتة(الولد الفنان) . كان كده الليلة بنسمع اغاني سمحة (جميلة) على الاقل تفرق لينا نيران الدنيا دي.
حاجة خديجة : يا حاجة امنة ابوالعاص المجنون كيف معاك ؟
حاجة امنه : والله زول طيب وفاهم شديد و مايستاهل يشتغل معانا , ده مفروض يكون وزير تخطيط.
حاجة خديجة : كمان اكلمك(احدثك) عن ابوالعاص المجنون , الزول ده زمان قالوا كان مدير جزء كبير من مشروع الجزيرة.
حاجة خديجة : ما كملتي لى قصة العربية القبيل.
حاجة امنة : اي نسيت ما كملت ليك القصة الونسة شالتنا(اخذت منحنى اخر) بالحديث عن ابوالعاص المجنون .
حاجة خديجة : شوفي(انظري) ابوالعاص المجنون بهظر مع الود(الولد) حوتة , طولوا من بعض.
حاجة امنة : انتي ياحاجة خديجة علاقة عبدوبليلة وحوتة وابوالعاص مع بعض شنو حتى اعمارهم ما واحد (فارق السن الكبير).
حاجة خديجة : ابوالعاص كان صاحب اخو عبدو بليلة الكبير(مصطفى). لانو ابوالعاص قبل اربعة سنة كان ماسك(شغال في) ايجار بيوت الطين بتاعت حامد ادروب , قبل ما يعملوا ليهم ازالة .
حاجة امنة :ايوااا(نعم) , وعلاقة حوتة معاهم شنو ؟
إبن الثلاثين قرشي محمد ميرغنى الشهير بى حوتة , اتي من ولاية نهر النيل/ضواحي المناصير قبل سبعة اعوام ليعمل بائعا" للماء في سوق الحاج يوسف ومن ثم انتقل الى عمل اخر برفقة صديقه اشول دينق .
حاجة خديجة : محمود ادروب كان بعمل جلسة غناء بالعود كل خميس , وكلهم كانوا بتلموا (بجتمعوا)هناك , وقرشي كان بغني غناء سمح زى(مشابه ) محمود عبدالعزيز(فنان الوطن القدير) إما مصطفي اخو عبدو بليلة كان بغنى زي(مشابه) ابوالسيد(فنان الوطن العظيم) , واشول دينق لمن يسمع غناء مصطفي ببكى بكاء شديد.ومن هنا بدءت(نشأت) العلاقة بينهم.
حوتة : امي خديجة لعلك طيبة(صحتك واخبارك وإنشاء الله في اتم الصحة والعافية).
حاجة خديجة : نحمدو( تمام التمام الحمدلله) , وانت كيفك وصاحبك اشول دينق ما منوا اخبار ؟
حوتة : تمام التمام والله, اشول ما منو اي خبر . بس قبل فترة مشيت(ذهبت) الي كسلا وسمعت اخبار عن انو محمود الادروبي فتح ليه دكان(بقالة) في الحدود مع ارتريا.
قبل سنوات من الان وبدون سابق إنزار (فجاة) غادر الرجل الانيق صاحب البنطال الاسود والجزمة الإيطالية اشول دينق سوق الحاج يوسف ولم يعرف عنه خبر حتى الان.
حاجة امنة : كان كده الناس ديل لمتهم الطيبة والحنية(سبب صداقتهم هو الإعتراف بحب بعضهم لبعض).
حاجة خديجة : اي كده (بالضبط) , والله مفتقدة قعدتهم(جلستهم) مع بعض في محل
قهوتى دي. ما كملتي لى قصة العربية؟
قرشي : مقاطعأ حديث الحاجة امنة وخديجة انا عاوزكم تخطبوا لي فاطمة الحنانة (خطبة من اجل الزواج).
حاجة خديجة: ابشر يا ولدى(على العين والراس) .
حاجة امنة : قبيل سمعت اولاد بتكلموا كلام شين (بسوء)عن فاطمة الحنانة .
حاجة خديجة : هنا في ناس بقولوا عنك اي حاجة الفيك والما فيك (بتكلموا عنك بالصاح وبالخطأ ) .
حاجة امنة : اي والله (فعلا" صاح) ده كلام السوق.
فاطمة الحنانة لايعرف عنها شئ سوي انها تمتهن الرسم على جسد النساء , في شتاء العام 2007 هربت فاطمة من دار المايقوما متجولة بين الشوارع الى ان يحل بها المطاف في بيت محمود ادروب. فنشأت بينها وبين قرشي علاقة حب قوية لم تقطعها الايام ولا سنين الفراق.
عبدو بليلة : مخاطب جموع الحاضرين في زقاق الطعمية عن انو الليلة حفلة خطوبة قرشي من فاطمة.
حاجة خديجة : مالك متسرع ياولدي خلينا نجهز(نرتب) شوية لى خطوبتك دي
عبدو بليلة : لانو بكرة(غدا") قرشي مسافر مدنى ضرورى.
قرشي(حوتة) : ما مشكلة يا امي خديجة بأخر الزواج شهر ونص بدل(غير) ما كنت مقرر ليه بعد إسبوعين.
ابوالعاص المجنون : يا عبدو بليلة الليلة عازمك قعدة تحت كبرى المنشية.
حاجة خديجة : يا ابوالعاص ماتسوق (تسطحب) معاك الولد ده للكبري.
ابوالعاص المجنون : لي شنو ؟؟؟
حاجة خديجة : الكبري ده قالوا كعب وممكن يقع في اي لحظة.
ابوالعاص المجنون : خلاص خلينا(تركنا) قعدة الكبرى.
في نهار يوم الثلاثاء الموافق 17/1/2017 إنتقل الي جوار ربه الى اثر حادث اليم في شارع الخرطوم – مدنى , الشهيد قرشي محمد ميرغنى(حوتة).
حاجة خديجة :يا حاجة امنة قبل كم يوم بديتي لي قصة وما تابعتيها , كل مرة يجى (ياتى) موضوع جديد يقطهعا لينا.
حاجة امنة : والله نسيت , اي اي اتزكرت الكبر اخد مننا ( التقدم في السن اخذ من تركيز زاكرتنا)
حاجة خديجة: قولى الليلة قعدتنا (سمحة) معانا فاطمة الحنانة .
حاجة امنة : قال ليه ناس امريكا عاوزين يدخلوا إستثمار بحنك (بطريقة) فك الحظر
حاجة خديجة: كان كده عبدو بليلة كلاموا صاح , معناها عاوزين يطردونا من هنا للمستثمرين الامريكان.
ابوالعاص المجنون : مخاطبا" الحاجة امنة وخديجة معا" , اي عاوزين يطردوكم من هنا , الراسمالية لادين لها.
الحاجة امنة وخديجة : بصوت واحد ونبرة حزينة تشوبها إبتسامة خافتة , فسر لينا كلامك ده (اشرح لنا) ؟
فاطمة الحنانة : مايكون السنة الجاية جايبين لينا مستثمرات هنود( فتح قطاع إستثمار الى دولة الهند بالنسبة لشرائح النساء) يوقفونا من شغل الحنة .
عبدو بليلة : ديل كرهونا ( ضايقونا في مصدر الرزق البسيط) ,
فاطمة الحنانة : فقدنا حنيتنا(حبيبها) وحنفقد حنتنا (مهنتها / وظيفتها)
عبدو بليلة : انا بعد ايام راحل من هنا
ابوالعاص المجنون وهو يجهش من البكاء : ماشي وين (ذاهب ) سايبني براي (تاركني لوحدي) .
عبدو بليلة : والله ماعارف نفسيى ماشى(ذاهب) وين . بس المكان ده ضاق بي (هّذا الملاذ لم يعد كما كان).
حاجة امنة: ما تمشي يا ولدى . والايام الفيها (بها) خير بتجى .
عبدو بليلة : خلاص (ترك فكرة الرحيل).
حاجة خديجة : تسلم ياولدي . يا ابوالعاص مافسرت لينا كلام قبيل (الحث على مواصلة الحديث عن امريكا وأعوانها).
ابوالعاص المجنون : امريكا عاوزة تدخل بلدنا عشان تنهب ثرواتنا وهي في سباق محموم مع الصين على نهب دول العالم الثالث , وناس النظام من اجل مصالحهم ممكن يبيعوا البلد دي الى حرامى.
محمد عبدالله الكس / بيت الحصير- الجزء الاول
#محمد_عبدالله_الكس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟