أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين
من حقّ كلّ إنسان أن تكون له معتقداته وإيمانه ودينه الذي يرى نجاته فيه، لكن ليس من حقّه أن يحرم الآخرين من حرّيّتهم في معتقداتهم. ونحن في البلدان التي كانت عربيّة، وترسم ضياعها وخرابها بأيدي أبنائها في غالبيّتنا من أتباع الدّيانة الاسلاميّة، التي لا مقدّس فيها لفهم الدّين بطريقة صحيحة غير القرآن والسّنّة الصّحيحة، يرفض الغالبيّة العظمى منّا الفهم المتجدّد للدّين، مع أنّ الجميع يؤمنون بأنّ هذا الدّين يصلح لكلّ زمان ومكان، والسّبب هو تقديس كلّ ما هو قديم دون تفكير، علما أنّ هذا القديم هو من أفعال أو أقوال بشر يخطئون ويصيبون مثلنا تماما، وهذا بسبب ثقافة القبيلة الصّحراوية الوحشيّة كما وصفها ابن خلدون في مقدّمته الشّهيرة، فمثلا هناك من يرفضون إعادة تفسير القرآن الكريم بناء على العلوم التي استجدّت بعد المفسّرين القدامى. وتهمة الكفر جاهزة لمن يحاول التّجديد والاصلاح من منطلقات إيمانيّة خالصة.
قبل سنوات قليلة صدر في الأردنّ وفلسطين كتاب "الدّراية- الشفاعة نموذجا" للمفكّر الاسلاميّ عثمان صالحيّة، الذي أفنى عمره ناشطا في حزب التّحرير الاسلاميّ، أعاد فيه النّظر بتفاسير وفتاوي واجتهادات سابقة، ومع أنّ الرّجل من بداية كتابه يوضّح "أنّ ما يتعارض مع القرآن الكريم فهو باطل ومردود" إلا أنّ كثيرين من المنغلقين فكريّا، -ومنهم ناشطون في حزب التّحرير الذي ينتمي إليه الرّجل- اتهمّوه بالرّدة والكفر وهو في منتصف الثّمانينات من العمر، مع أنّ كتابه توعويّ فكريّ ويشكلّ ثورة على الخرافة والتّخلف الفكريّ في فهم الدّين بطريقة صحيحة.
وفي مصر صدر حكم بالسّجن ثلاث سنوات على المفكّر الاسلاميّ إسلام بحيري لمحاربته ومن منطلقات دينيّة للخرافات التي صاحبت تفسير بعض النّصوص الدّينيّة.
ومن الأمور اللافتة هو اعتبار الدّين علما، فنجد هناك "علوم القرآن"، "علوم الحديث" علوم الفقه" إلخ، وهناك من يعتبرون "هذه العلوم أساسا للعلوم كافّة، في حين يعتبر العالم جميعه الرّياضيّات أساسا لكلّ العلوم، ، حتّى بات من يرتدي الجبّة والعمامة ويطلق لحيته "عالما" ولو كان أمّيّا أو شبه أمّيّ، علما أنّ الدّين عقيدة وليس علما، والعقيدة ثابتة لا يمكن خرقها، في حين العلوم تخضع للتّجريب، لكنّ المتعصّبين يكفّرون من يقول بهذا؛ لأنّ الأقدمين هم من أطلقوا "العلم" على الدّين.
وقد استغلّ ذلك جيّدا بعض المحتالين والنّصّابين جيّدا، فتلفّعوا بعباءة الدّين، فضلّوا وأضلّوا واحتالوا على ملايين البشر من عامّة المسلمين.
ومن المؤسف أنّ هناك من أخرج نصوصا دينيّة عن مساقها التّاريخي والزّمني، فأساؤوا للاسلام والمسلمين، فمثلا الدّين الاسلاميّ أقر الرّق؛ لأنّه كان معمولا به فترة نزول الرّسالة عند البشر جميعهم، لكنّه أوّل من دعا إلى تحرير الرّق، وجعل "تحرير رقبة" واحدة من التّكفير عن مخالفات وأخطاء وخطايا كثيرة، لكنّ "الدّواعش" عادوا إلى الرّقّ، فاسترقّوا نساء غير مسلمات في العراق وسوريا في أيّامنا هذه، معتمدين على نصوص من زمن الرّقّ، واستهبلوا ملايين ممّن يعانون من الكبت الجنسيّ يؤيّدونهم، ويقاتل الآلاف منهم معهم طمعا في الحصول على أّمَة لتفريغ شهواتهم الجنسيّة. والأدهى أنّهم أباحوا قتل المسلم للمسلم وغير المسلم من أبناء شعوبهم وأمّتهم، متّكئين على "معركتي "الجمل وصفّين." فالمسلم" إذا قاتل معتقدا أنّه على حقّ فلا إثم عليه إذا قَتَل، وهو شهيد إذا قُتِل!"
وكذلك بالنّسبة للآثار ومعظمها موجودة قبل الاسلام، وأقرّتها الدّولة الاسلاميّة عبر عصورها، لأنّها تمثّل حضارة شعوبها، وجاء الدّواعش فهدموها معتمدين على نصوص وردت في كتب الأقدمين، وهي تتمحور على هدم الرّسول –عليه الصّلاة والسّلام للأصنام التي كان العرب يهدمونها، فهل كان أحد يعبد مثلا آثار تدمر أو بابل حتّى يهدمها الدّواعش، كما هدموا غيرها كالمقامات الاسلاميّة التي بنيت في عصور الخلافة الاسلاميّة المختلفة، فهل كان المسلمون لا يفهمون دينهم وجاء الدّواعش لنشر الفهم الصّحيح للدّين؟
ووصل استهبال بعض "المشايخ" ومنهم دعاة يشار إليهم بالبنان للمسلمين، بأن يوردوا احصائيّات لعدد الحوريّات التي سينعم بهنّ المسلم المؤمن في الجنّة، حتّى زادت أعداد المخصّصات للرجل الواحد عن تسعة عشر ألف حوريّة! أليس هذا "الاستهبال" يعبّر عن عقليّة الذّكورة المكبوتة لهؤلاء"العلماء"؟ ولماذا لم يفّكروا بحقوق المرأة المسلمة في الجنّة، وهل من العدالة أن تكون ضرّة لهذا العدد الهائل من الحوريّات؟ ومن أين أتوا بهذه الاحصائيّة العجيبة الغريبة؟ والحديث يطول في هذا المجال.
19-1-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-هبل الفيبسبوك Face Book
- بدون مؤاخذة- فضائيات الهبل العربي
- بدون مؤاخذة-القدس ونقل السفارة الأمريكية
- بدون مؤاخذة-إذا عرف السّبب...
- تحضير الأرواح ورواية -سبيريتزما-
- مشاعر خارجة عن القانون والحبّ المتعثّر
- بدون مؤاخذة- فلسطين الفدرالية
- بدون مؤاخذة- لعلّ وعسى
- كانت القدس وستبقى كذلك
- موسوعة المفاهيم اللغوية لطارق المهلوس
- بدون مؤاخذة- أمّي الرّاهبة
- بدون مؤاخذة-نائب القدس المسيحي
- بدون مؤاخذة- أخي المسيحيّ
- بدون مؤاخذة- أعياد الميلاد المجيدة
- بدون مؤاخذة-جريمة الكرك ليست عفوية
- محمود شقير وصديقه والحمار
- مقطع من رواية-عذارى في وجه العاصفة-
- بدون مؤخذة- الاعلام الرّخيص والسّبايا
- بدون مؤاخذة- اختطاف الدّين
- بدون مؤاخذة-على الأرض الخراب


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين