أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا














المزيد.....

ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل لاحظت الدولة أن كل الانتحاريين شباب لا تتجاوز أعمارهم الـ25 عاما؟
لماذا مازالت السلفية تتوغل في المجتمع؟


حيثما وجد "الفكر السلفي" في أي مجال تأكد أنك أمام الجهل بشحمه ولحمه يُفصح عن وجوده بأعلى أصواته القبيحة، فما بالك حين يتحقق هذا الجهل ويتجسد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني في الدين؟!، كارثة، بكل المقاييس الإنسانية ليست فقط كامنة في الآلية الماضوية التي تُدار لتعميق البقعة الظلامية في المجتمع بينما يعمل على تجهيز العقول الخربة لها المنتمين الخاضعين لهذه الفكر الكافربحاضره والمتخلف عن كل وسائله المتحضرة، بل تكمن الكارثة الإنسانية ـ وللأسف الشديد ـ في مستقبل الحدود الجغرافية التي نشأت فيها البؤرة الأولى لهذا الفكر "المتحجر في حقبة تاريخية وزمنية ضاربة في البعيد" وتتسع لتشمل كوكب الأرض باعتبار أن التطور التكنولوجي أذاب الحدود الجغرافية وحمل الأفكار"كل الأفكار" على شبكته العنكبوتية لتقوم بدور الذاكرة الكبرى للبشرية فضلا عن قذفها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في عقل كل من أراد استدعائها في أي وقت، إذن الحرب هي حرب أفكار، لكن المعركة على أرض الواقع دموية هدفها اقصاء الآخر بل محو الآخر من على الخريطة الإنسانية تماما، لبناء مستوطنات فكرية يرتفع سقفها وتتوغل رقعتها الظلامية الموحشة برعاية الدولة المصرية!، الكل يعلم هذه السياسة التي تتبناها السلطة في مصر منذ عام 52 وإلى يومنا هذا، وبنظرة عابرة على تاريخ مصر السياسي الحديث ستتكشف التوازنات والمعادلات السياسية التي تقحم السلف "السني، الوهابي، الجهادي، التكفيري،.. وغيرهم" في اللعبة السياسة ويبرز دور الجهات الأمنية في صناعة المشهد بشكل عام.


هل لاحظ النظام الحالي أن كل الانتحاريون شباب لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 عام؟، نعم محمود شفيق الذي فجر نفسه بحزام ناسف يوم الأحد الفائت داخل الكنيسة البطرسية المجاورة للكتدرائية بالعباسية وراح ضحية التفجير 23 مصلي مصري، وكان عدد الجرحة يتجاوز الـ 35 شخص كان عمره 22 عام فقط!، كما أكدت المعلومات التي تحصلت عليها وزارة الداخلية وتم تداولها في وسائل الإعلام، أي كان عمره 17 عام تقريبا وقت اندلاع ثورة الـ 25 يناير المجيدة!، والسؤال المطروح.. هل يعلم السيسي ورجالات نظامه الأعداد المحتمل أن تكون بالآلاف في نفس عمر محمود شفيق تمت لهم عملية غسيل العقول بنجاح وهم الآن تحت سيطرة هذا الفكر السلفي الكافر بالإنسانية يحملون صكوك الجنة بأيديهم منتظرين اللحظة الفارقة في حيواتهم الأرضية والصعود للسماء ومن ثم دخول الجنة المزعومة بتنفيذ أوامر أمير جماعتهم وتفجير أنفسهم واحد تلو الآخر في كمين شرطي أو يستهدف جنود جيشنا أو يفخخ نفسه من أجل تفجير أبرياء لا حول لهم ولا قوة داخل كنيسة أو مسجد!، الإجابة نعم تعلم الأجهزة الأمنية الأعداد المحتمل تورطها في أعمال إرهابية قادمة!، وإن لم تكن تعلم حجم المخاطر المتوقعة سيكون الخطأ أعظم وكارثي.


تفجير الكنيسة البطرسية تجروء وقح في وضع الخطط واختيار التوقيت ومن حيث التنفيذ أيضا، ولكن التكنيك المستخدم لإختراق الكنيسة الذي استخدمته الخلية الإرهابية كان بدائيا ويقترب من حيل الأطفال التي تنوي على مغامرة صغيرة فيها يحاول الولد الشقي أن يخفي تحت ملابسه لعبته الخطرة وتساعده أخته الكبيرة في المرور أمام الأعين دون أن يلاحظه أحد، وبالفعل كانت اللعبة بسيطة للغاية ومر الشقي أمام الجميع وتحت ملابسه يختبئ الموت لا اللعبة وفي الوقت المناسب والمحدد بدأت وانتهت المغامرة وراح ضحيتها الكثير من أرواح المصريين الأبرياء.. إذن أين الأمن؟، الذي دافع عنه السيسي أثناء خطاب تأبينه لشهداء البطرسية في وجود البابا تواضروس وأسر الضحايا في مشهد بثه التلفزيون المصري للعالم كان شارحا وكاشفا لبؤرة الخلل السياسي النافذة لنخاع هذه الدولة التي تحاول فقط في المناسبات السعيدة والحزينة أن تؤكد على وحدة النسيج الوطني بحشر عمائم الأزهريين في الصورة دون جدوى لذلك رأينا في الخلفية هذا الزي موزع ومتمسمر في الأرض كما حدد له أن يقف صامتا ساكنا مجرد زي مجرد رمز لا روح فيه ميت لا يشارك في شئ ولا يلتفت إليه أحد!.


الوضع يزداد سوءا، وأصبح الزمن يقاس باللحظة، وأضحى تعداد شهدائنا عادة يومية نتجرعها بمرارة ستلاحقنا ما حيينا ولن يرحم التاريخ ولا القانون الإنساني بل لن يرحم الله "عز وجل" هذا التواطوء مع الفكر السلفي الكافر بالدولة المدنية وبالإنسانية وبالحضارة، والذي لا يعرف ولا يؤمن بغير سحق الآخر والتحريض على القتل وإراقة الدماء، لذلك سن القوانين والتشريعات التي ينادي بها السيسي لن تصلح في الأمر شئ فالقانون يصنعه الناس ليخدم مصالح المجتمع كله فهو ليس ضرورة في حد ذاته بل هو وسيلة لإقامة العدل بين الناس، ولو سن ألف قانون وقانون دون تطبيقه على الجميع يتحول القانون لظلم بين ويصبح أداة بطش لا أداة لتحقيق العدل في الأرض، فبالقانون سرق ونهب وأفسد مبارك ونظامه وبالقانون أيضا تم اخلاء سبيله، وبالقانون أيضا تم حبس آلاف الشباب وبالقانون تم اخلاء سبيل مستشارا قبض عليه متلبسا بكمية طائلة من "الحشيش"! فقانون ازدراء الأديان على سبيل المثال "المعترض على وجوده قطاع كبير من المثقفيين وأنا منهم" سن لطعن التنويرين في ظهرهم وهو السبب الرئيسي لتكبيل أفواه كل من يحاول توجيه الضوء على قطعة مظلمة في العقول الخربة ومع هذا الاعتراض على وجود القانون نفسه لم يستخدمه النظام في وضعه الصحيح اطلاقا فالرموز السلفية لا تكف عن تصدير الكره للمسلمين والمسحيين في مصر وخارجها، ولم تتوقف عن التكفير يوما، ودائمة التحريض على القتل فضلا عن حزم الفتاوى التي تطلقها من حين إلى آخر لتفكيك المجتمع واحداث الفوضى والبلبلة كل هذا وأكثر ولم ولن يطول هؤلاء أي حساب أو عقاب، لأن الدولة مازالت تتبنى هذا الفكر السلفي وتستخدمه لمصالها، لدرجة أنها لم تحاول الحديث حتى على تفكيك حزب"النور" السلفي رغم مخالفة للدستور!.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)
- سلسلة مقالات منشوره (3)
- سلسلة مقالات منشوره (2)
- سلسلة مقالات منشوره (1)
- من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا