أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - أستحقاقات سيؤجل حلها














المزيد.....

أستحقاقات سيؤجل حلها


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 09:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعرف العراقيون جيداً أن سبب غدر الحكومة الامريكية بهم وعدم مساعدتهم في انتفاضتهم الجبارة عام 1991 بعد أن حرضوهم عليها هي بسبب الوجوه التي رفعت الشعارات الطائفية , وحاولت أن تصادر الانتفاضة وتحرفها عن الاهداف التي قامت من أجلها .أضافة لدخول رجال الحرس الثوري الايراني وتصدرهم للمشهد في الجنوب . مما أثار مخاوف الامريكان ودول الجوار من ان ينتهي العراق بيد النظام الطائفي الايراني . فتركوا صدام وقواته للفتك بالمنتفضين . وكلنا نذكر الوحشية التي مارستها قطعان الحرس الجمهوري في القضاء على الانتفاضة . وذكر الاعلام الامريكي والعربي في وقتها وبكل وضوح : عدو ضعيف ومعروف أفضل من عدو غير معروف وخلفه ايران .
كنا نعتقد ان البشاعة التي مورست في قمع الانتفاضة , والجرائم التي ارتكبت على مدى سنين حكم البعث , والدماء التي فُجرت من شرايين الوطن المذبوح ستكون العلامات المضيئة , والهادية , لسلوك الدروب الانسانية التي تقنع الأخرين بمساعدتنا في الوصول الى تخوم معيشة البشر , والتي افتقدناها لما يقارب النصف قرن .
وعادت دورة الأخطاء , وتسلم مسؤولية أتخاذ القرار من يعتبر الدولة جزء من ممتلكاته الشخصية , والأنتخابات وسيلة لخداع وأقناع الاخرين . والامريكان من جانبهم ليسوا على عجلة من أمرهم . وخسائرهم لاتزال تحت السيطرة , وليس كما يصورها الاعلام , والامريكان لن يجبروا شعب وجه ناخبوه لأنتخاب زعماء لايدركون حقيقة الصراع الدولي الجاري على ساحتهم . وسرعان ما أخذوا يتصارعون على النفوذ والمراكز والكسب غير المشروع . وتتسابق مليشياتهم لفرض شروط أقسى على واقع المجتمع , ولتثبت لولي الامر أيهم الاسرع في تطبيق سيناريو الثورة الايرانية , وأقامة نظام ديني موالي لأيران . وبعكس ما أراده المراجع الكبار في النجف , وعلى رأسهم السيد علي السيستاني وما أكدوه على وحدة وسلامة العراق .
الامريكان أعادوا نفس اللعبة , ومدوا أيديهم الى القتلة من البعثيين , والمتضررين من سقوط النظام السابق . وأذ فهم العالم موقف الامريكان في المرّة الأولى وأتهمهم عن حق بالغدر والنذالة عندما تركوا المنتفضين وحدهم يواجهون مصيرهم الدموي المحتوم مع صدام بسبب رفع الشعارات الطائفية . اليوم يتفهم العالم أيضاً حقيقة موقفهم بالدفاع عن مصلحتهم ومصلحة المنطقة ووحدة العراق المهددة . ونافياً عنهم صفة الغدر والنذالة رغم أحتلالهم للعراق . ولا أحد قدم خشبة الأنقاذ للقتلة من البعثيين أكثر من سياسات بعض الطائفيين من الشيعة .
الصراع الايراني الامريكي أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في سير العملية السياسية في العراق . والتجاذب بين مصالح الدولتين يجد أنعكاسه الواضح في تموج هذا السير , ويحيطه بالكثير من الادوات التي يمكن أستخدامها حسب حاجة كل من الدولتين . وبدون أي أعتبار لمصلحة الطرف العراقي . وما من شك من أن التجاذب الذي يتصاعد حول الملف النووي الايراني مثلاً , سيجد أنعكاسه في تفاعلات العملية السياسية العراقية .
أن تلاقي الدعوات لأقامة حكومة وحدة وطنية من قبل هذه الاطراف المتصارعة . هو لتجميد حالة الصراع , أو تأطيره بالتريث لغاية ما ستسفرعنه تفاعلات الشهورالقادمة . وعلى الأرجح سيتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية , وبغض النظر عن أعتماد الأستحقاق الأنتخابي أو عدم أعتماده . وستكون حالة التربص ومراقبة الاخر هي الأهم .
الديمقراطيون والعلمانيون يعوّلون من جانبهم على تشكيل مثل هذه الحكومة . أملاً منهم بتثبيت أسس وتقاليد ديمقراطية تساعد في أنقاذ الناس من دهاليز الظلام التي دفعوا أليها . وتؤسس لقيام دولة قوية تستطيع تطبيق سلطة القانون وتنتشل المجتمع من سلطة المليشيات, وتسير بالعراق نحو الافق الارحب .
وفي كل الأحوال ستبقى الحالة قلقة ما دام التربص هو سيد الموقف . ولن تكون حالة تأسيس وتثبيت كما يرجى لها . وستكون أمتداد للمرحلة الأنتقالية , وتأجيل حل الكثير من الأستحقاقات . وأهمها ايقاف المشروع الطائفي الهادف الى تقسيم العراق , ومعالجة الوضع الأمني , والمعيشي , ومكافحة الفساد .
والخوف هو أن يتصور زعماء بعض الأحزاب الشيعية الممثلين للجانب الايراني من أن مليشياتهم تستطيع أن تلحق الهزيمة بالقوات الامريكية عندما يطلب منها ذلك . وتقودنا الى حرب خاسرة جديدة , تكون دوافع صدام في شن حروبه العبثية أكثر معقولية منها .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - أستحقاقات سيؤجل حلها