بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 396 - 2003 / 2 / 13 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

                                                         
                                                                               

 

لاأظن أن  سلطة الموت البعثية العراقية   منزعجة من شيء محدد في ظل رزمة الأزمات التي تحيط بها وتهدد إستمراريتها أكثر من التصريحات المسجلة التي يدلي بها بين الفينة والأخرى أسامة بن لادن والتي تخصصت قناة الجزيرة في عرضها على الدوام لتثير ماتثير من الزوابع الإعلامية والتداعيات السياسية ولتفتح ملفات يراد لها أن تظل حبيسة مواقعها لاتبارحها ! ، فليس سرا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي هزت العالم كانت السبب في فتح الإدارة الأميركية لملف الموقف مع النظام العراقي وهو الملف الذي دخل ثلاجة الأزمات بفعل سياسة الإحتواء الطويلة للإدارة الديمقراطية وتعايش النظام العراقي لمدد طويلة مع ذلك الإحتواء وحيث كان يمني النفس ويراهن على الظروف في تغيير المعادلات وبما يمكن أن يؤمن إستمرارية النظام إعتمادا على عامل الوقت والمطاولة !! إلا أن تداعيات ونتائج الحرب الأميركية على الإرهاب الدولي ومصادر تمويله ألغت سياسة الإحتواء العراقية وجيرتها لصالح سياسة المواجهة والتي إتخذت منذ سبتمبر الماضي شكلا تصاعديا خطيرا ووفق تسارعات ستكون خاتمتها الحرب لامحالة إلا أذا حصلت معجزة من نوع ما وهو إحتمال ضعيف على أية حال!.

الأميركيون يشددون ومنذ زمن على دور عراقي مفترض في التعاون مع ( القاعدة ) ويتحدثون وفقا لمصادر إستخبارية خاصة عن علاقات لوجستية ودعم تمويلي وتسهيلات قدمتها المخابرات العراقية لبعض الخلايا والتنظيمات الأصولية ذات العلاقة الفكرية والمرجعية بالقاعدة كجماعة ( أنصار الإسلام ) الأصولية في شمال العراق المشتبكة في صراع دموي حاد مع مليشيا حزب الإتحاد الوطني الكردستاني العراقي مازال متصاعدا حتى اللحظة!، فيما النظام العراقي وعلى لسان كبار رموزه ينفون أي صلة لهم بالقاعدة وهو الأمر الذي أكده  صدام المهزوم ذاته في مقابلته مع النائب العمالي البريطاني السابق ( توني بن )! بينما أجهزة المخابرات الدولية مافتأت ترصد تحركات وإتصالات بين الأجهزة الإستخبارية العراقية وبعض التنظيمات الأصولية أكدتها إعترافات بعض العناصر الأصولية المقبوض عليها ، فمن الناحية العملية لاشيء يمنع الإتصال بين الأطراف المتناقضة فكرا إذا إرتبطت مصالحها بوشيجة مركزية واحدة؟! وهي نفس النغمة التي عزف على أوتارها أسامة بن لادن في خطابه المسجل الأخير!! فهو في الوقت الذي ( أفتى ) فيه بكفر الحكم العراقي بإعتباره بعثيا إشتراكيا!! إلا أنه شدد على تقاطع المصالح!! وتلاقي الإرادات والأهداف ، وهي قضية تؤكد الإتهامات الأميركية المتطايرة بدلا من أن تنفيها ؟ والعجيب في نصائح بن لادن لقيادة ( بن صبحة ) المهزومة   أنها تنطلق من موقف يعتبر الحرب الأميركية حالة حتمية لامناص منها ! وهو أشد الإحتمالات المزعجة للنظام العراقي الذي يقدم كل يوم تنازلات كبيرة للغاية للإبتعاد عن شبح الحرب المعروفة النتائج مسبقا ! لأن السيد بن لادن في نصائحه يتحدث بمنطق المليشيا لامنطق الدولة والمؤسسات والجيش ؟ كما أنه يتحدث عن غابات وجبال ووديان ليست موجودة على خارطة العمليات الميدانية في العراق ، فكل شيء مكشوف وعلى الطبيعة ، والخنادق ( المسقفة ) التي تحدث عنها بن لادن غير ذات فاعلية أمام الأجيال الجديدة من الأسلحة الفتاكة ؟ ثم أن بن لادن قد نسي أنه يتحدث عن بلد في حالة حروب معلنة منذ أكثر من عشرين عاما ! وقد جربت القيادة الميدانية العراقية الفاشلة  أسلوب حرب الخنادق في عام 1991 فكانت النتيجة كارثية !!

وثمة شيء  تناساه بن لادن وهو يوجه نصائحه الإستراتيجية الطالبانية لنظام صدام وللعراقيين وهو أنه يعتبر غالبية الشعب العراقي من الكفرة والملحدين والمرتدين وفقا للعقيدة الوهابية التي يعتنقها ؟ فإذا كان الحكم الإشتراكي البعثي كافر والغالبية الإسلامية ( الشيعية ) كافرة ؟ فلمن يوجه بن لادن نصائحه إذن ؟

إنها الإشكالية الوهابية التعبانة ، وإنها روح الهزيمة وهي تناشد الإرهابيين للعمل المشترك ؟ وبن لادن في حجره الدليل الأكبر على العقلية الإرهابية التي تجمع بين الطرفين ؟

وأعتقد أن شيء واحد تتمناه الزمرة الحاكمة  وهي تعيش لحظات القلق الكبير ... ذلك الشيء هو أن يتوقف ( بن لادن ) عن الثرثرة الجهادية وإعطاء الدروس الحربية ... فالأيام القادمة ستحسم مصير المنطقة .. وليس بالثرثرة وحدها تحيا الشعوب ؟ .

 

 

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات