أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - حنين إلى ذكرى














المزيد.....

حنين إلى ذكرى


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 11:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقول الرّاوية:
الأماكن متشابهة، فقد كان لي في كلّ مكان أقمت فيه أربعة جدران وسقف، وطريق أحفظه عن ظهر قلب. أظهر فيه عندما يأوي النّاس إلى بيوتهم. أحياناً أبارك الطريق بدعواتي التي تسير معي، وأنا أفكّر في الله كيف سيستجيب لها. لا أرفع رأسي في الذهاب، ولا في الإياب، ولو عدّت إلى المكان لما عرفته. لم أكن أختزن الصورة في ذهني. كانت محطّة عابرة أحاول تمريرها كي أصل إلى المحطّة الأخرى التي ربما تكون أجمل.
ضمن دائرة الضجيج. يحدثنا أحدهم عن بيته الجميل، وآخر عن عمله، وشركته، بينما يعمّني الصّمت. لماذا يحظون بمكان يستطيعون الحنين إليه؟ ليت أمكنتي تناديني!
في السّهرة الأخيرة التي أقحمت نفسي فيها كي أقضي على العزلة. التقيت بهم. الأسماء التي كنت أعتقد أنّها سماويّة كلّها هنا. حتى تلك المرأة التي كان يصرف عليها دولاراته القليلة -إن صدف، وحجزت له دورا-أراها ناعمة، لطيفة، وكما تقول فإنّ خبرتها كبيرة سوف تساهم في إيقاظ البشريّة من سباتها.
في طريق عودتي إلى المنزل. ترجّلت من السّيارة ، ضعت في الغابة. أرغب أن يساعدني أحد على القضاء على الخوف من هذا الظّلام، وأن يفتح لي طريق العودة، عندما تضيع تعتقد نفسك في حلم، لجأت إلى الدّعاء، وإذ بالسّماء تمطر حكمة، ويطلّ عليّ الرّب من بين المطر: هل عرفتِ الآن معنى الإيمان؟
إنّني ضعيفة ، تائهة. أرغب بالخروج، خذ يدي يا رب، وامش بي إلى قرب السّيارة. أرغب أن أعود إلى بيتي، وقبل أن أكمل رأيت الناس شبه عراة يجتمعون ليرقصوا خوفا ًمن ذلك المطر الغزير، وجوهم مرفوعة إلى السماء يتضرّعون لها كي لا يمسّهم الضّر . لا يمكن أن أكون من هذا العصر، ولكنّني منه. أراني أصرخ معهم ووجهي إلى السّماء. الخوف يملأ كياني، والرّب يراقب حركاتي، وخلجات صدري، يشهد على عذابي.
أخيراً أخذني من يدي. مررنا على كلّ العصور، رأينا الأنبياء في جنان الخلد، تبدو الجنّة تشبه الدّنيا . على أطرافها يعيش المؤمنون الضّعفاء، وفي وسطها يعيش الأقوياء-أعني الذين كانوا لهم مركز وسلطان في الدّنيا- لكنني أحبّ الدّنيا، أرغب بالعودة إلى بيتي كي أودّعه، وألقي نظرة أخيرة عليه. لا أعرف أيّ بيت منهم. هل هو ذلك البيت المسكون بالفئران، أم ذلك المسكون بالصراصير، أم ذلك المسكون بالجرذان. الأماكن الثلاثة لا تشجّعني على الحنين. سوف أعود إلى بيتي الأخير المسكون بالصمت.
وصلت. أردت أن أصلي صلاة السّلامة على روحي. مرّة أخرى تتملّكني الحيرة. لا أعرف إلى أين أتوجه. لا أعرف الجهات. تلك الرّحلة أثّرت عليّ ، كأنّني فقدت جزءاً من إيماني. عندما مررت على الأنبياء في الجنّة كانوا متجاورين في مساكنهم يتناولون القهوة معاً ، بالعكس عمّا يجري في الدّنيا. كما أنّ كلّ الآلهة اليونانية كانت تشاركهم.
أجلس على سجادة صلاتي أقيم طقوس الصلاة التي ورثتها من أبي، وذهني مشغول بذلك الطريق الذي كانت تسير به دعواتي كي يصطلح حالي ، أضيع مرّة أخرى، وأنسى نفسي راكعة، وأطرافي تتجمّد دون أن أمارس بعض الحنين.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياعين لا تدمعي
- حكاية ليست للنّشر
- جيناتي
- يقال أنّ الشّام ياسمينة
- منامات
- ما أرخصك ياصديقي!
- دون تعميم
- وقت للبكاء
- الله، الحبّ، والوطن
- أنتمي إلى الزّيزفون
- ترنيمة الميلاد
- وينطق الحجر
- إنّي!
- هل يمكن للسّوري أن ينهض ثانية
- موضوع إنشاء
- كلسون، وحبكة شعر
- من يقتل الأقباط؟
- أردت أن أكرّم نفسي
- كلام مشربك شوي
- لا أبالي


المزيد.....




- لأول مرة.. نتنياهو يعترف بمسؤولية إسرائيل عن تفجيرات أجهزة - ...
- رئيس الأركان السعودي يزور إيران. ويعقد مباحثات حول -الدبلوما ...
- لافروف: الغرب يريد قلب الأغلبية العالمية ضد روسيا بالترهيب و ...
- البيان الختامي المشترك للمؤتمر الروسي الإفريقي
- لافروف وبوريطة يبحثان التعاون بين المغرب وروسيا
- الدفاع الجزائرية تعلن رسو سفينة -MERKURIY- التابعة للأسطول ا ...
- وزير الخارجية الموريتانية يشكر روسيا على توريد الحبوب إلى إف ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل الاتفاق الذي تتم صياغته لوقف الن ...
- السودان: هل ينزلق إلى حرب أهلية شاملة؟
- قائد القوات البريطانية: روسيا تكبدت خسائر بشرية فادحة في شهر ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - حنين إلى ذكرى