|
28 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 2/3
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 22:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
28 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 2/3 ضياء الشكرجي [email protected]o هذه الحرية المذهبية كانت مستحيلة في فرنسا [التي أصبحت لاحقا رائدة العلمانية] آنذاك. فالمذهب الكاثوليكي المهيمن هناك كان يقمع المذهب الپروتستانتي، ويعاقب أتباعه ويلاحقون في كل مكان [وهكذا هو المذهب الوهابي المهيمن في السعودية، واللاغي للتعددية المذهبية ناهيك عن الدينية، وكذلك اعتماد إيران المذهب الشيعي الاثناعشري مذهبا رسميا للدولة« حیث جاء في المادة الثانية عشر: «الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنا عشر، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير»]. وهنا كان يكمن الفرق بين المملكة الفرنسية المستبدة والأصولية، وهولندا المتسامحة التي كانت تحتضن أديانا ومذاهب دينية عدة، كالمذهب اللوثري، والمذهب السوسيني، نسبة إلى القديس سوسين (1525 1562)، وهو مصلح پروتستانتي وصل به الأمر إلى حد إنكار التثليث وألوهية المسيح، وهو من أكثر المذاهب عقلانية في المسيحية. كما كان هناك أفراد شيعة الصاحبيين، الذين اختزلوا الدين إلى جوهره، أي إلى السلام والبساطة وحب البشر أيّاً يكونون. [وهي دعوة التنويريين في الإسلام، على سبيل المثال كانت دعوة إخوان الصفا، وهذا ما انتهيت إليه أثناء العقد الأخير من انتمائي للإسلام، في مرحلة اعتمادي لمنهج تأصيل مرجعية العقل، لاسيما في سنواته الأخيرة.] هذه التعددية الدينية والمذهبية ساهمت في التخفيف من حدة الدوڠمائية الدينية الأحادية التي توجد عادة في البلدان ذات المذهب الواحد، أو الدين الواحد، الذي يفرض نفسه كمؤسسة رسمية، وبالتالي كحقيقة مطلقة. والأمثلة على ذلك في عالمنا الإسلامي كثيرة. [ولذا ندعو إلى رفع المادة الدستورية المتعلقة بالدين الرسمي للدولة أو جعل الإسلام مصدرا للتشريع على أي نحو كان، حسب التفاوت بين دساتير الدول ذات الأكثرية المسلمة.] إن تعلم سپينوزا اللغة اللاتينية ساعده على الخروج من تراثه اللاهوتي الضيق، وفتح له أبواب العلم والفلسفة الحديثة على مصراعيها، ولكن تردده على البيئات الفلسفية جعله يبدو مشبوها في نظر الكنيس اليهودي والطائفة اليهودية بشكل عام. ولأن سپينوزا أصبح تردده على الكنيس قليلا، بسبب انشغاله بالمسائل الفلسفية، أوغل في الفلسفة أكثر وابتعد عن الدين التقليدي أكثر، وهذا ما أقلق زعماء الطائفة الذين وجهوا له إنذارات عدة قبل تكفيره وفصله. ويبدو أن هذا التكفير لم يزعجه كثيرا، بل رأى فيه وسيلة تحرير، لكي يتخلص من الأرثوذكسية الدينية التقليدية، ولكي ينطلق حرا من أجل البحث عن الحقيقة بإمكانياته الخاصة. [فالبحث عن الحقيقة يحتاج أكثر ما يحتاج إلى الحرية، ويستحق تحمل تبعات تهمة التكفير، ويحتاج إلى اعتزال أجواء الاختناق والجمود على الموروث والمألوف والمشهور، وكما يحتاج إلى العمر كله، وتبقى الحقيقة ليست مما توصلت إليها كل البحوث، بل شيئا آخر. وأضيف إن تكفير أهل الجمود، والمتقولبين على النص (المقدس) المعطلين للعقل، للمفكرين المجددين، إنما هو وسام يقلدون به أولئك الذين امتلكوا قلق البحث، وعمق النظر، وانعتاق العقل، وشجاعة الإفصاح، ولكن للأسف إن من يمتلكون شجاعة مواجهة تحديات تهمة التكفير نادرون جدا، ولا أعتب على من يشعر أنه يمكن أن يكون مهددا بحياته، إلا أن العتب على من يخاف فقط على وجاهته ومكانته وعلاقاته الاجتماعية.] في الواقع إن رجال الدين لم يغفروا له كتابه "الرسالة في اللاهوت والسياسة"، [ومن الطبيعي أنهم لن يغفروا لي كتاب «الله .. من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، الذي سبق هذا الكتاب، وكتابي هذا «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة»، والكتابين اللاحقين «مع القرآن في حوارات متسائلة»، و«الدين أمام إشكالات العقل»، ما لم أغير العناوين قبل النشر، وما سيتبعها من كتب، ما أعانني الله على إنجازه منها، وأهمها «القرآن قراءة نقدية»] فقد وصفه أحدهم على النحو التالي: "إنه الكتاب الأشد كفرا في التاريخ". وقال عنها آخر إنه "تم تأليفه في جهنم، من قبل يهودي مارق مرتد وبمعونة الشيطان [ما أشبه ذلك بلغة المتزمتين التكفيريين من المسلمين]. فالمؤلف يستهزئ فيه بالرسل والحواريين. [بالصورة التي تعرضهم بها الكتب (المقدسة)، حيث لا يملك العاقل إلا أن يستهزئ بهم] وفي رأيه إنه لم تحصل أبدا معجزات، ومن المستحيل أن تحصل. فهناك نظام صارم في الطبيعة لا يفلت منه أحد". [فبقطع النظر عن الإمكان الفلسفي للمعجزة، وسواء مع الامتناع العلمي في كثير من الأحيان، أو مع الإمكان العلمي أحيانا، فإن الشاهد على صدق حصول المعجزة هو نفس مدعيها، وهذا دور مرفوض منطقيا، ومعظم المعجزات المدعاة ما هي إلا تخريفات، وتمثل إهانة للعقل، وتناقضا مع الحقائق العلمية وقوانين الطبيعة.] يقدم سپينوزا في كتاب "الرسالة في اللاهوت والسياسة" فلسفة عقلانية للدين، فلسفة ترتكز على تفسير ثوري للتوراة والإنجيل (أي للكتاب المقدس). [وهذا ما حاوله الكثير من التنويريين من المسلمين مع القرآن، ولكني أقول إن الحاجة إلى كل تلك الجهود تنتفي بمعرفة أن هذه الكتب من تأليف بشر، وليست من وحي الله، ففيها المتألق، وفيها المتوسط، وفيها ما دون ذلك من المقبولية.] ولكن ردود الفعل الهائجة ضده أدى به إلى الإقلاع عن فكرة نشره. إن حرص سپينوزا وكبار المفكرين في ذلك الوقت على عدم نشر كتبهم في حياتهم، أو نشرها بدون توقيع، دليل على مدى الخوف من الأصوليين ورجال الدين. فقد كانوا يُرهبون العقول ويخنقون الأنفاس خنقا. كانو يعيشون نفس الحالة التي نعيشها اليوم. كانت لهم سطوة على العقول. إن غالبية كبيرة من الشعوب العربية والمسلمة تجهل هذه الصفحات المرعبة والمجيدة من تاريخ الفكر الأوروپي. وكان الأحرى بها أن تتأمل فيها، وكان على المفكرين العرب والمسلمين أن يسلطوا عليها الأضواء، لأنهم يعيشون حالياً نفس الظروف التي عاشها أولئك المفكرون قبل مئتي أو ثلثمئة سنة. فمثلما كان القدماء يخشون الخوض في الشؤون الدينية في وقتهم، فإن المثقفين في الوقت الراهن يخشون أيضاً الخوض في الشؤون الدينية والعقائدية الخاصة بهم. وتجربة القدماء ماثلة للعيان، وهي تستحق أن تُؤخذ كعبرة، أو كنموذج يضيء للحاضرين الطريق. [وهذا ما أتفق فيه مع الكاتب كليا، ولهذا السبب أقول دائما يجب مواصلة نقد الدين، والإصرار على الإفصاح بذلك، حتى يعتاد المسلمون على سماع نقد الدين، عندما يتحول نقد الدين إلى ظاهرة، فيروضوا مع الوقت أنفسهم على استقبال نقد الإسلام والقرآن، من أجل تحريك العقل، وحث الكثيرين على امتلاك الشجاعة على طرح الأسئلة والشكوك والإشكالات على ما كان حتى الآن نهائيا ومسلما به وغير مسموح بطرح الأسئلة عنه.] والواقع أن الحاخام الذي أفتى بشرعية عزل سپينوزا وقتله، لا يختلف في شيء عن رجال الدين الذين يفتون بقتل هذا المثقف أو ذاك في مصر أو السعودية أو إيران إلخ... قد يختلف الدين والطائفة، ولكن الآليّة تبقى واحدة، آليّة التعصب والتزمت. إنها تهدف في جميع الحالات إلى منع التفكير بحرية، إلى قمع شرارة الروح والضمير والعقل. ينبغي ألا نعتقد أن سپينوزا ثار على الدين من خارجه، وكأنه لا يعرفه، كما يفعل البعض، وبالذات الملحدين [وهذا الذي يجعل ميزة خاصة لنقدي أنا على سبيل المثال للدين، وأنا ابن المؤسسة الدينية والإسلام السياسي على حد سواء، الذي تعاطى الفكر الديني باقتدار على الأقل لعقدين من الزمان]. فعندما نقرأ سپينوزا نتوهم أنه مفكر يحلّق فوق الزمان والمكان، ولا علاقة له بمشاكل مجتمعه وعصره. في الواقع إن هذا وهم خاطئ جدا. فالرجل كان يفكر انطلاقا من حالة تاريخية محسوسة، هي حالة هولندا في النصف الثاني من القرن السابع عشر. وكانت قد تحررت للتوّ من الاستعمار الأسپاني، ولكنها وقعت تحت نير استعمار داخلي لا يقل إكراها وقمعا ألا وهو: الحكم المتزمت للأصولية الدينية. إلا أنها كانت قد عاشت بين هاتين المرحلتين فاصلاً ديموقراطياً في ظل الحكم المستنير للأخوين دي ويت. إن سپينوزا عندما كان يكتب وينظِّر فإنه كان يعرف عمّ يتحدث. [ومؤلف هذا الكتاب يعرف عمّ يتحدث.] كان يريد [كما يريد مؤلف هذا الكتاب] أن يجد حلاً لمجتمعه [بل ولعموم المجتمع الإنساني]، أو تشخيصاً لواقعه [وواقع عموم مجتمعات جزء العالم ذي الأكثرية المسلمة بالنسبة لمؤلف هذا الكتاب]، مثله في ذلك مثل بقية المفكرين الكبار في التاريخ [دون أن أدعي أني من الكبار، فهذا ما يحكم بشأنه غيري]. ولهذا السبب انقضَّ على مسألة الدين ومسألة السياسة في "الرسالة في اللاهوت والسياسة". فقد عرف بحدسه أين تكمن العلّة الأساسية: إنها تكمن في اللاهوت الظلامي أو الإطلاقي الذي يخلع المشروعية الإلهية على الاستبداد السياسي. وهذا يشبه مقولة الحاكمية أو مقولة ولاية الفقيه. بالتالي لا يمكن تحرير السياسة قبل تحرير اللاهوت [والذي سميته مجازا تحرير الله من أسر الدين]. أو بعبارة أخرى: لا يمكننا أن نتحرر من الاستبداد السياسي، إن لم نتحرر أولاً من الاستبداد الديني القمعي. [والاستبداد الديني أخطر، لأنه استبداد المجتمع، بينما يكون الاستبداد السياسي غالبا هو استبداد السلطة، فبينما يكون استبداد السلطة مدنسا ومكروها ومرفوضا، يكون استبداد الدين مقدسا ومحبوبا ومقبولا من شريحة واسعة من المجتمع.] إذن، وضع سپينوزا إصبعه على مكمن الداء منذ البداية، واستطاع تشخيصه. هل نستطيع التصديق بأن سپينوزا تجرأ على نفي الطابع الخارق للعادة، أي المقدس والمعجز، عن التوراة والإنجيل؟ البعض سوف يقولون بأنه مجنون. [وهكذا هم الثائرون على التخلف والخرافة والاستبداد المقدس، هم مجانين، لكنه الجنون المحبب] ففي ذلك العصر كان اللاهوت الديني يسيطر على أوروپا من أقصاها إلى أقصاها. [كما يسيطر اليوم التدين المتزمت والمتعصب، ويسيطر الإسلام السياسي المتشدد بل والمتطرف، على جزء عالم ذي الأكثرية المسلمة من أقصاه إلى أقصاه.] ومع ذلك فإن هذا الشخص المنبوذ والملاحق ينهض لكي يقول بأن الكتاب المقدس له طابع تاريخي وبشري أيضاً [بعض ناقدي الفكر الديني دون امتلاك الشجاعة لنقد الدين نفسه، يحاولون التأكيد على تاريخية القرآن كشرط لفهم النصوص المتشددة ضد غير المسلمين، وتبرير لها، واعتراضي على هذا الرأي، هو إن القول بتاريخية القرآن يكون مقبولا فقط مع الإقرار ببشريته، وتناوله باعتباره (كتاب محمد) وليس (كتاب الله)، وإلا فلو كان إلهيا كما يُدَّعى أو يُعتقَد، فلا بد أن يكون عابرا للزمان والمكان]. كما وينفي صحة نسبته إلى من كتبوه. وينفي المعجزات والنبوة، ولا يعترف إلا بالعقل، أو بما يمكن التوصل إليه عن طريق العقل. [لم يكن عبر تاريخ البشرية شيء عطل دور العقل كما فعل الدين.] إن نظرية سپينوزا تتلخص فيما يلي: أن قصص المعجزات الواردة في الإنجيل، كالمشي على الماء، وبرء الأعمى، وسوى ذلك، ما هي إلا أساطير، أي حكايات ما-قبل-علمية. وكانت هي الوسيلة الوحيدة آنذاك لتصور العالم، أو لتفسير ظواهره الطبيعية، كما كانت الوسيلة الوحيدة لإقناع الناس الذين تسيطر عليهم العقلية الخيالية أو الأسطورية في ذلك الزمان. فالعلم الحديث لم يكن قد نشأ بعد، والعقلية السائدة كانت بدائية. وبالتالي فالأسطورة كانت تشكل، في العصور القديمة، أي قبل ظهور العلم الحديث، الوسيلة لفهم الوجود البشري، أو للتعبير عنه. ولكننا لم نعد بحاجة إليها الآن في عصر العلم والعقل. وبالتالي فبإمكاننا أن "ننظف" الإنجيل من هذه العقلية الأسطورية، لكي نتوصل إلى نواته الأخلاقية الحقيقية المختبئة وراء تراكمات الأساطير. [لكن الأخلاق، والقيم الأخلاقية، والمثل الإنسانية، لا تحتاج إلى دين، فهي محبوبة بالفطرة، بل تحتاج إلى برامج تثقيفية وتربوية للإنسان، كي يتمثل الأخلاق أكثر فأكثر، ويتحلى بالنزعة الإنسانية، ويتحرر من أنانياته المتجاوزة على الآخرين، كل هذا الذي أخفق في أدائه الدين. ثم تنظيف الكتب المقدسة لا يكفي، بل يجب تعطيل فاعليتها على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وعلى فرض أمكن تنظيف الإنجيل، فهذا يستحيل تحقيقه مع القرآن، لاعتقاد المؤمنين به أنه كلام الله.] يضاف إلى ذلك أن المعجزة ليست مجانية: فهي ترمز إلى شيء معين، أو إلى تهذيب أخلاقي أو قيمة روحية. ونحن لسنا مضطرين للاقتناع بها ولخرقها لنظام الطبيعة وقوانين الكون لكي نكون مؤمنين. فمن الواضح أننا نعيش الآن في عصر العلم والقوانين الفيزيائية والكيميائية، ولم نعد قادرين على تصديق الحكايات التي تقول بأن المسيح كان يبعث الموتى من قبورهم، أو يشفي الأعمى بمجرد أن يمرّر يده أمام عينيه، أو يمشي على الماء. لسنا مجبرين على تصديق كل ذلك الآن، لكي نكون مؤمنين حقيقيين، كما كانت تفعل الأجيال السابقة. وإنما يكفي أن نفهم المغزى الكائن وراء المعجزة أو القيمة التي ترمز إليها. وهي قيمة إنسانية تتعاطف مع الأعمى، أو المريض، أو الفقير المنبوذ، أو المرأة المخطئة، الخ.. وهذا هو معنى نزع الأسطورة عن الإنجيل: إنه يعني تقديم قراءة عقلانية له، قراءة تليق بعصرنا أو بوعي معاصرينا الذي أصبح مغموساً بالعقلية العلمية، وبخاصة في أوروپا. كل هذا استبق عليه سپينوزا بمئتي سنة على الأقل. وهنا تكمن عظمته أو عبقريته المدهشة بالنسبة لنا. [كما إننا لسنا مضطرين لتصديق أسطورتي الإسراء والمعراج، اللتان تصلحان كحكايات خيالية أسطورية للأطفال.] في رأي سپينوزا إن الكتابات المقدسة لا تقدم لنا معرفة عقلانية عن الأمور والظواهر، وإنما لها قيمة عملية فقط. وبالتالي فلا ينبغي أن نطالبها بما لا تستطيع تقديمه. إنها تقدم لنا فقط التعاليم الأخلاقية التي تهدينا في سلوكنا الحياتي، وتؤدي إلى نجاة روحنا في الدار الآخرة. وإذا ما اعترفنا بأن الكتابات المقدسة تحتوي على كلام الله، فإنه ينبغي أن نلخص هذا الكلام بالشرع الإلهي، وهذا الشرع يأمر بشيء أساسي: محبة الله والآخرين. [وهذا يمكن إنجازه بتنمية النزعة الإنسانية عند الإنسان، وبتبني الإيمان الفلسفي اللاديني المنزه لله، والمحرر للإنسان، فالقرآن على سبيل المثال لا يتناول الأخلاق إلا ببضع آيات، بينما الآيات التي تدعو إلى كراهة الآخر ومقاتلته مكتض بها القرآن، ولذا يجب أن نمارس التربية والتوعية الأخلاقية من خارج النصوص الدينية.] هكذا يلخص سپينوزا الدين كله بعبارة واحدة. ولا يعتبر ذلك اختزالاً عقلانياً للدين. فالنصوص المقدسة نفسها تقول بأن الشرع الإلهي مطبوع في قلب الإنسان. هذا ما نجده في العهد القديم، وهذا ما أكَّد عليه المسيح في العهد الجديد، عندما دعا إلى محبة الجار أو الآخر، ومعاملته كما نحب أن نُعامَل نحن. نجد أن الدين، بالنسبة إلى سپينوزا، هو التعامل الأخلاقي مع الآخرين لا أكثر ولا أقل. ولكن لا علاقة للدين بالفكر النظري أو بالتفسير العقلاني لظواهر الطبيعة والكون. فهذه الأشياء من اختصاص العلم الفيزيائي لا الدين. إنها من اختصاص الفلسفة والعقل.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
27 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 1/3
-
26 مع د. إبراهيم الحيدري في النزعة التنويرية في فكر المعتزلة
-
25 مع توفيق الدبوس في مقالته «ابن رشد وما يجري اليوم»
-
24 الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا
-
23 عقيدة التنزيه كإيمان فلسفي لاديني
-
22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي
-
21 كم أفلحت وكم أخفقت الأديان في تنزيه الله؟
-
20 خاتمة ومقدمة وبطاقتي كإلهي لاديني
-
لا حل إلا بالعلمانية
-
خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة
-
لو عاد المالكي لقتل آخر أمل للعراق
-
19 الإشكال الأخير على أدلة وجود الخالق والخلاصة
-
18 الإشكالات على أدلة وجود الخالق
-
17 الإيمان والإلحاد واللاأدرية بتجرد
-
16 من المذهب الظني إلى التفكيك بين الإيمان والدين
-
15 صلاة المسلمين الظنيين وإشكالية الشهادة الثانية
-
14 الحلقة الخامسة للمذهب الظني
-
13 الحلقة الرابعة للمذهب الظني
-
12 الحلقة الثالثة للمذهب الظني
-
11 الحلقة الثانية من المذهب الظني
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|