|
الاخوان المسلمين _أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر
لاوند ميركو
الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 20:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في بداية القرن العشرين أفرزت صراعات الهيمنة وتقاسم النفوذ العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تتوافق مع روح المرحلة الناشئة عبر أزمان مختلفة من عصر الحداثة الرأسمالية وتداعياتها في المجتمعات البشرية المختلفة في سبيل شرعنة الأفعال ورداتها تماشيا مع ما حصل وما يحصل . فالأطماع الإستعمارية بكافة أشكالها وألوانها منذ ارتفاع وتيرة المنافسة للسيطرة على الطرق التجارية في العالم والبحث عن أسواق أوسع تضمن المنافسة الأوسع وتنامي الإحتكارات العالمية بين الدول الرأسمالية كانت الحاجة إلى أدلجة الثقافات المجتمعية في مناطق النفوذ والأطماع وبثيابها الجديدة إحدى الوسائل الضرورية المساعدة لبسط هيمنة السوق ورأس المال فيما سمي بمراحل الإبادات الثقافية وتدجين الأقليات وتصنيفها وزرع المنظمات المختلفة وضمها إلى ما يسمى باللائحة السوداء أو مصاف التنظيمات الإرهابية فيما بعد وخلق مصطلحات ومفاهيم جديدة ومسميات جديدة نشأت بوادرها في عام ١٩٢٨ في مصر من خلال حركة الإخوان المسلمين التي أسسها الشيخ حسن البنا على شكل منظمة سياسية اسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة الاسلامية في الحياة اليومية واعادة الحكم الاسلامي من خلال مقولته الشهيرة « إن الاسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف وسيف » حينها كانت البداية المشؤومة للخديعة التاريخية المجتمعية الكبرى باسم الاسلام والدين وهي البذرة الآولى التي أنتجت الأصوليات الدينية والحركات الجهادية وغيرها من المسميات التي استغلت ظروف المجتمعات الحياتيه سياسيا واقتصاديا وامنيا وسخرتها لخدمة أهداف بعيدة كل البعد عن الشريعة السمائية حيث خلط البنا في إطار حركته كل مفاقس الإرهاب وأشكالها وشرعها وفق دوغمائيات مقوننة وعقائدية وشكل منها جذورا لمجمل الأزمات اللاحقة في مجتمعات الشرق الأوسط. لقد حاولت حركة الاخوان المسلمين منذ نشأتها فرض هيمنتها الثقافية على المجتمع المصري خاصة والاسلامي عامة من خلال تسطيح الوعي وحجب العقل وتغيير أنماط السلوك مما يخلق رؤية جديدة في المجتمع تستفيد منه الحركة لسيرورتها وديمومتها وتعطيل المعقول في الثقافات الأخرى مستفيدة من الانهيار الاسلامي بعد العثمانيين وولادة الدويلات القومية في المشرق العربي ومغربه. لقد حاول البنا أن تكون حركته شكل من أشكال الإصلاح الديني على غرار ما قام به مارتن لوثر في الدين المسيحي من إصلاح للكاثوليكية وإنشاء المذهب البروتستانتي ظاهريا ولكن جوهرها مختلف تماما عما سعت إليه تلك الحركات فكانت حركته شبيهة بذلك المولود المشوه خلقيا وأصبحت وبالا على المجتمع العربي والاسلامي فيما بعد سيما وأن الكثير من علماء المسلمين وفقهائهم شرعوا لهذه الجماعة التي ذاع صيتها بعد استثمار نكبة فلسطين لصالح تجييش الشباب العربي واستخدامهم في العديد من المحطات التاريخيه لتصبح خنجرا مسموما في قلب الشرق الأوسط وانتهاج سياسات تسلقيه دمويه وفرخت جميع الأشكال الدموية لاحقا باسم الإسلام والمسلمين . تناقضت هذه الجماعة المارقة مع المناهج الإسلامية التي سبقتها وخرجت باجتهادات غريبة عن الشرع الإسلامي مثل تسييس الإسلام واختزال تعاليمه الأخلاقية بتعاليم لاأخلاقيه من ذبح وإغتصاب مشرع ومحاربة المحيط المجتمعي كافة مخالفين المذاهب الأربعة والصوفيه وغيرها من المدارس الإسلامية. والمعروف أن حسن البنا هو من وضع ملامح المجتمعين داخل الحركة مجتمع الإيمان الصحيح وتمثله حركة الاخوان المسلمين ومجتمع الباطل الذي يمثله باقي المسلمين من خارج الحركة بحيث شق صف العقيدة الإسلامية وفتح طرق التكفير والأصوليه وغيرها حسب ما أفاد به _ ثروت الخرباوي _ وقد صرح أيضا القيادي الأخواني السابق _طارق أبو السعد _ أن حسن البنا قد مارس شكلا من أشكال الخداع الفكري فقد صنع جماعة ظاهرها الدعوة وباطنها استخدام القوة مستشهدا بقول البنا سنستخدم القوة عندما لايجدي غيرها وسنذر أهلها قبلها وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج ...وذلك في الرسالة التي وجهها للمؤتمر الخامس للجماعة. وأحاط البنا نفسه بهالة مقدسة عندما لقب بالرجل القرآني كحصانة فكريه لشخصه ولكن ذلك لم يمنع المباحث من اغتياله في القاهرة بتاريخ ١٩٤٩/٢/١٢ . ولم يمنع هذا الاغتيال هذه الحركة من التوالد والتكاثر لتضرب المجتمعات الشرقية بعضها ببعض وفرخت الجهاد الاسلامي والقاعدة وداعش و غيرها من الحركات والتنظيمات التي عاثت الفساد في العقول والأبدان على حد سواء . تجفيف منابع الإرهاب يعني زوال هذه الحركة وأفكارها التي شوهت الإسلام في جوهره الأخلاقي باعتمادها شكل الاسلام السياسي لتكون الكذبة الأكبر في التاريخ المعاصر.
#لاوند_ميركو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط
-
الأكراد في أزمة الشرق
-
الاسلام المفخخ ينحر الأقباط
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|