أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟















المزيد.....

هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
طلعت رضوان
هل يمكن وقف التدخل فى الحياة الشخصية للمواطن؟
وهل يمكن أنْ يكون الولاء للوطن قبل الولاء للدين؟
الكنيسة والأزهرمؤسستان دينيتان ، وبالتالى تحكم وتتحكم فى عقول العاملين فيهما المرجعية الدينية ، وتلك المرجعية هى النقيض لمفردات العصرالحديث ، خاصة فيما يتعلق بمفوم الدولة العصرية ، وبالأخص فيما يتعلق بحق (المواطنة) حيث الحقوق والواجبات ، وأنه لا فرق بين مواطن وآخر، وأنّ الانتماء يكون للوطن قبل الدين ، وإنّ الدين شخصى وذاتى ، بينما الوطن هو (الموضوع) الذى يضم جميع أبناء الوطن فى أعطافه.
الكنيسة والأزهرلا يعترفان بهذا التعريف ولا بتلك البديهية ، ويـُـسيطرعلى عقول العاملين فيهما التطبيق الحرفى لما ورد فى النصوص التى يـُـقدسونها ، حتى ولو تعارضتْ مع أبسط مبادىء حقوق الإنسان. وبينما الكنائس فى أوروبا أصبحتْ للعبادة فقط ولا تتدخل فى حياة الفرد الشخصية ، بعد نضال المفكرين والعلماء عبـْـر أربعة قرون ، فإنّ الكنيسة المصرية تــُـصرعلى التدخل فى حياة الفرد الشخصية حتى فى مسألة الزواج والطلاق. ففى عام2010 صدر حكم المحكمة الإدارية العليا بإلزام الكنيسة المصرية بالسماح بالزواج الثانى لمن صدر لصالحهم الحكم بالتطليق. رفضتْ الكنيسة المصرية احترام حكم القضاء وأصرّتْ على مرجعيتها الدينية. وقال رؤساء الكنيسة وعلى رأسهم البابا : من يريد أنْ يتزوج فليتزوج بعيدًا عن الكنيسة الأرثوذكسية. بل إنّ الجمعيات المسيحية الأهلية أيـّـدتْ قرار الكنيسة رغم تظاهرهم بالدفاع عن (حقوق الإنسان) ووقع المسيحيون فى صراع درامى : هل يخسرون الكنيسة بسبب الطرد من (جنتها) أم ينتصرون لذواتهم (الإنسانية) بالزواج المدنى؟ أغلبهم اختاروا التبعية للكنيسة وقتلوا رغباتهم الإنسانية المشروعة. وإذا كانت تلك الرغبات غيرمشروعة (من وجهة نظرالكنيسة) فإنّ الأناجيل بها آيات تــُـحبذ الزواج وآيات أخرى ترى العكس، بل إنّ من يتزوّج مطلقة - رغم أنه زواج أول - فإنه يزنى (متى5: 27- 32)
وإذا كانت الكنيسة تتمسك بالمرجعية الدينية، فإنّ العلم هزم النصوص الدينية ، والمثال الأشهرعلى ذلك النص الوارد فى التوراة بشأن المرأة ((بالوجع تلدين)) (تكوين3/17) فهل يستطيع أى حاخام أو أى كاهن أو أى قسيس أنْ يمنع ابنته أو زوجته من استخدام المخدر(البنج) إذا تعرّضتْ لإجراء عملية ولادة قيصرية؟ مثلما حدث عام1847عندما اعترض الكهنوت الدينى على استخدام مخدرالكلورفورم الذى كان حديث الاكتشاف؟ فلماذا لم تتطوّرالكنيسة المصرية كما حدث فى أوروبا، بل كما حدث فى أمريكا اللاتينية، حيث كانت الكنائس تستضيف الشيوعيين الهاربين من سطوة الحكم العسكرى، وكانت النتيجة إطلاق تعبير(كهنوت التحربر)
وإذا كان التدخل فى حياة الفرد الشخصية جريمة إنسانية، فإنّ تدخل الكنيسة والأزهر فى الشئون السياسية، أحد أهم أسباب تخلف وتأخر أى وطن. ومع ملاحظة أنّ هذا التدخل لاعلاقة له بأية مرجعية (وطنية) أو حتى (عقلانية) وإنما هو تدخل يندرج تحت باب (تملق السلطة) بتأيدها فى (كل) قرار تتخذه سواء تعلق بالشئون الداخلية أوالشئون الخارجية، والأمثلة على ذلك كثيرة من بينها تأييد الأزهر لقانون الإصلاح الزراعى، عندما أراد الحاكم ذلك ، ولما تغيـّـر الحاكم وأصدر قانون تسليم الأراضى لأصحابها ، لم يخجل العاملون بمؤسسة الكهنوت الدينى من تأييد الرئيس الجديد الذى مشى وراء عبدالناصر(بالأستيكة) وفق أهازيج شعبنا البديعة.
ونفس الشيىء فعله الأزهر فى مسألة الإيداع فى بنوك الدولة، فهى حرام أحيانــًـا وحلال فى أحيان أخرى، حسب نشرة أخبارالطقس السياسية. وتكرّرالموقف مع موضوع (تنظيم/ تحديد النسل) فإنّ المؤسسات الكهنوتية لابد أنْ (تحشرأنفها) فى الموضوع، فى حين أنه موضوع يرجع لواقع الوطن من الناحية الاقتصادية، وعلوم العصرالحديث بحيث يتم حسم الموضوع بشكل علمى يتأسّـس على عدة عوامل مثل: المساحة الكلية للأراضى الزراعية والأراضى العمرانية. وحجم الموارد الطبيعية. وحجم ونوعية الطاقة البشرية...إلخ أى أنّ تلك العوامل هى التى تــُـحـدّد العدد الملائم للسكان، والدليل على ذلك أنّ بلادًا كثيرة فى أوروبا تــُـشجـّـع زيادة النسل وتمنح مواطنيها المزايا العديدة لتحقيق هذه الزيادة.
أما أكثرالأمثلة بشاعة وأخطرها على (وقف) حركة التقدم والتطور، ومواكبة معطيات العصرالحديث، فهوموضوع (نقل الأعضاء البشرية للمرضى) هنا نجد أخطرأنواع التزمت والتعصب للمرجعية الدينية، حيث ترتفع صيحات (التحريم) وأنّ الانتصارللمرجعية الدينية أهم من انقاذ حياة إنسان. ومع ملاحظة أنّ هذا الموضوع له ارتباط بالموقف من علم الهندسة الوراثية، الذى يجد مقاومة عنيفة من مؤسسات الكهنوت الدينى (المسيحى والإسلامى) مع أنّ هذا العلم نجح وحقق نتائج مُـبهرة فى تخليق أعضاء للجسم البشرى باستخدام خلية مُـعيـّـنة، وبالتالى فإنّ هذا العلم بمثابة (مصنع لانتاج بدائل للأعضاء التى فقدها الإنسان) فما هو(الحرام) فى ذلك؟ أليس هذا الموقف شديد التعصب للمرجعية الدينية؟ وأليس هذا التعصب فيه الدليل على أنّ الكهنوت الدينى يقول بصريح العبارة أنّ الأديان ضد سعادة الإنسان؟ والمثال على ذلك موقف المؤسسات الكهنوتية بعد اكتشاف خريطة الجينات، ومنها تم التوصل إلى (الجين) المُقاوم للشيخوخة حيث تمكن العلماء من كشف سرالطريقة التى يعمل بها هذا الجين، وأنهم بذلك فتحوا طريقــًـا لحماية البشرمن تصلب الشرايين وغيره من أمراض القلب المرتبطة بالكولسترول (د. أحمد مستجير- علم اسمه السعادة- هيئة الكتاب المصرية- عام2013- ص57، 58)
والأزهريتدخل- أيضـًـا- فى مسألة (طبية بنسبة100%) مثل (ختان البنات) هل هو حرام أم حلال؟ فما علاقة المرجعية الدينية بالمسائل الطبية؟ من الذى (يفتى) فى تلك المسألة : الطبيب الذى يقول رأيه، هل ختان البنت لمصلحتها أم ضار بصحتها ونفسيتها، أم العاملون بمؤسسات الكهنوت الدينى؟ وإذا كان الأزهر سمح لنفسه بالتدخل فى الشئون السياسية والطبية، وإذا كان رؤساء تلك المؤسسة يـدّعون أنهم يعملون لصالح (الوطن) فلماذا موقفهم المُـعادى للوطن، الذى كشفهم تمامًـا عندما أصروا على رفض أى تشريع قانونى لبناء دور العبادة ينص على أنه لا فرق بين المسجد والكنيسة؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟
- لماذا يقول الإسلاميون (فتح) ولايقولون (غزو)؟
- أليست الآيات المتعلقة بالواقع تؤكد أنها ليست سابقة التجهيز؟
- لماذا تحتفى الميديا المصرية بالإسلاميين ؟
- الاعتداء على الكاتدرائية المصرية والسجل الإجرامى للإسلاميين
- الاقتصاد واختلاف الأنظمة
- أحادية أخناتون التى انتقلتْ للديانة العبرية
- هل يستطيع اليسارالمصرى التخلص من كابوس العروبة؟
- لماذا إصرار العروبيين على التزوير؟
- لماذا لايهتم صناع السينما المصرية بمأساة ماريه القبطية؟


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟