الكرد في المعضلة الشرق أوسطية و مخاطر الفشل و النجاح

عكيد شيخ أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 23:04
المحور: القضية الكردية
    

الكرد في المعضلة الشرق أوسطية و مخاطر الفشل و النجاح
هناك آراء كثيرة بأن الكرد في هذه المئوية سيكونون الرائدين في إنهاء الأزمة المعاشة و التي سيتولد عنها مرحلة جديدة لإنهاء عصر الحداثة الراسمالية و العبور الى ما بعد الحداثة و كذلك بداية مهمة لإنشاء العصرانية الديمقراطية....
برأيي ليس بالضرورة أن يتولد عن الدور الريادي للكرد في في الصراع الشرق الأوسطي المتسم بالطابع القومي و الديني و الطائفي, و كذلك في هذه الفترة البينية المتأزمة نتائج ايجابية على الأقل للكرد الطامحيين إلى الخلاص.
هذا الصراع الذي كثيرا ما يتم تشبيهه بمعركة يوم القيامة التي يتم الحديث عنها في الكتب الدينية و التي تقول بأن المؤمنين سيهزمون المشركين شر هزيمة و سيعم السلام, كثيرا ما يتم تشبيه الكرد بالمؤمنين الذين سيقولون كلمة الفصل في المعركة.....تماما قد يكون العكس وذلك حسب نظرية الأزمات البينية و التي تشهد فترات فوضى خلاقة و لكن بنتائج متباينة و قد تكون عكسية أيضا و تكون هذه الفوضى مدمرة لا خلاقة, لأن الكرد الى هذه اللحظة لم يستطيعوا تحقيق ما حققه الأجداد من السيطرة الجغرافية لكردستان و كذلك القوة العسكرية و العتاد العسكري الحاسم علما أنهم بخصائصهم الطبيعية مقاتلون شرسون, إلا أن هذا لا يكفي فالسيطرة الموجودة مهددة بالزوال إن نظرنا إلى المسألة بنظرة مدرب فريق كرة القدم أي من خارج الميدان. سنفهم ذلك جيدا إذا لم نخدع أنفسنا بهذا التحالف الامريكي القوي حاليا مع قسم من الكرد الذي قد ينقلب بأي لحظة في المستقبل القريب في حال توافر بديل و لو ضعيف جدااا لأنهم يعرفون الكرد جيدا و خاصة القسم الثوري منهم بانهم لن يتنازلو عن كل شي, ناهيك عن الصراع و التباين الايديولوجي بين القوتين المتحالفتين. ( طبعا يجب عدم الغفل عن ذكر تناغم الروس مع الكرد أيضا لكي تكون الوقائع صحيحة عملياً ).
لذلك فإن حتمية الآراء غير مقبولة بهذا الصدد لأنها نظريات قد يكون تطبيقها صعب عمليا. إن غصنا قليلا في التاريخ الكردي سنرى جيدا و بوضوح بأن الشعب الكردي استطاع على مدى التاريخ هزيمة اعدائه شر هزيمة و لطالما كان يوصف بأبناء الجن بسبب ضرباته المباغتة للأعداء و كذلك سكنه في أعالي اجبال إلا أنه كان يفشل غالب الأحيان بتأسيس فترة حكم على المدى الطويل و السبب بكل وضوح هو عدم التوحد و ضيق الاطار الثوري و الخيانة الداخلية, المثال التاريخي لأمبراطورية ميديا يوضح الصورة تماما عندما سلّم مستشار الامبراطور مفاتيح الامبراطورية للفرس بخيانة تاريخية حينما رد عليه الامبراطور بهذا الجواب:أيها الخائن لماذا لم تستلمها انت و سلمتها للأعداء الفرس!!!!!؟؟ لا تختلف الصورة كثيرا عن اليوم و واقع جنوب كردستان يقرب الصورة نوعا ما.
لنعد إلى يومنا هذا و لنقرأ الاحداث المتعلق بالكرد, لا توجد قوة كردستانية موحدة و كذلك جبهة سياسية و دبلوماسية, أيضا لا توجد جغرافية آمنة تحت السيطرة بالرغم من التحالف القوي مع الامريكان, و لا ننسى كذلك الطابور الخامس من الكرد الخونة السائرين على درب أنكيدو.
اذاً فأين يكمن الحل لكي لا يتكرر التاريخ الكردي الفاشل و المخيب للآمال !!؟.
برأيي يجب تأسيس الوحدة الكردية الكردية ( سياسا على الأقل ) بأقرب وقت و تأسيس خندق دفاعي موحد و إلا فإن كل هذا المكسب قد يضيع بثواني في مهب الريح حتى أن المفكر الكردي العظيم السيد عبدالله أوجلان المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية انتقد كثيرا التقارب الامريكي الكردي بهذا الشكل المفرط. كل المعطيات لا تشير إلا الى البحث عن البديل الذاتي و عدم الضياع في سياسة الهيمنة المزعمة بين الامريكان و الروس.
بإمكاننا الاستفادة من التحالف الامريكي على اساس تبادل المصالح و لكن يجب ألا ننسى تفجير الامريكان القنبلة النووية على راس هيروشيما و لا ننسى كذلك خيانة الروس لقاضي محمد و ملا مصطفى البارزاني و لا نقع في المطب !!.
السياسة الاقليمية تتغير, التوازنات تتقلب و بالاخص الوضع السوري يتجه نحو فرض أمر الواقع و الحل بموجبه, و كذلك معركة تحرير الرقة و الموصل و النتائج المتمخضة منها ستكون لها ثقلها في حل المعضلة الموجودة و الكرد حاليا خاصة في غربي كردستان هم الاقوى عسكريا دبلوماسيا و سياسيا و كذلك هم أصحاب أقوى مشروع في المنطقة الا و هو المشروع الفيدرالي الديمقراطي لذلك إن كانوا سيكونون الرائدين في حل الأزمة الشرق أوسطية عليهم أن يكونوا طرف قوي ثالث موحدين متراصين, و ليس طرف قوي متكأ إما على أمريكا أو روسيا و بذلك ستتمكن المنطقة من النجاة من هذه الفوضى العارمة بنتائج خلاقة غير مدمرة سيكونون فيها الرائدين و ستكون لها كل الثقل في تأمين استقرار ليس فقط كردستان و سوريا و إنما الشرق الأوسط بمجمله.
14- 01- 2017

#عكيد_شيخ_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات