|
لنشيّع الارهاب والقتل والدمار بدل تشيّيع اخلص محاربيه: الحزب الشيوعي العراقي
سمير طبلة
إداري وإعلامي
(Samir Tabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:57
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
لنشيّع الارهاب والقتل والدمار بدل تشيّيع أخلص محاربيه: الحزب الشيوعي العراقي سمير طبله "أهدى" الارهابيون القتلة شعبنا العراقي المبُتلى، منذ الساعات الاولى لهذا العام، عشرات التفجيرات ومئات القتلى والجرحى الابرياء، بينهم طفلة توجّهت لمدرستها، وأم خرجت تتسوق غذاء أطفالها، وشيخ جليل يؤدي فرائض عبادته، وشاب تطوع في قوات حفظ أمن البلد للعيش، وبائع بسطة يكدح لاطعام عائلته المرعوبة. وهي جرائم ليست غريبة على مَن آمن بالقتل والغاء الآخر وسيلة لتحقيق بؤس ما يؤمن به، مهما زوّق هذا الايمان المنحط. الغريب ان تطلع علينا في هذه الايام السوداء المليئة فجيعة وألماً، وسط حزن وذهول وحيرة العراقي، كلمات زعمت الحرص على عدم عودة "البعث وجلاوزته" وشنّت هجوماً، مليء بمفردات مستلة من قاموس ذلك "البعث وجلاوزته"، على أخلص وأصدق مدافع عن الشعب: الحزب الشيوعي العراقي، ليس بالقول وحده، وإنما بأرواح آلاف مؤلفة من أعضائه ومؤازريه من خيرة بنات وأبناء هذا الشعب الطيب. ففي مقالة نشرها من سمى نفسه علي آل شفاف في مواقع الكترونية بعنوان بائس "دعوة لتشيّيع الحزب الشيوعي العراقي"، ولم تشر بكلمة واحدة لمحنة العراقيين اليوم، صبّ الكاتب نار غضبه على الشيوعية والشيوعيين العراقيين لـ "تنازلهم عن تأريخ حزبهم الطويل، ليستجدوا كرسياً او اثنين، او ما تجود به سجايا علاوي، ليبيعوا تأريخهم بثمن بخس، وعوض تافه". مكرّرأ بختام مقاله الوهم القديم "فتعالوا لنشيّع تلك الجثة المتفسخة (الحزب)، وهنيئاً مريئاً للبعث وجلاوزته". لم يفت الكاتب ان يطلق نكتة سوداء بين ثنايا كلماته الصفراء عن بقاء "شيوعيونا تائهين ضائعين"... ثم "ليتحولوا – بامتياز – الى رجعيين"... ومنها "لم يجدوا لهم مكاناً في العراق الجديد". مضيفاً في خدعة للنفس ومن دفعه للكتابة "فلفظهم الجميع"! إذا كان ما أتحفنا (!) به علي آل شفاف صحيحاً فلماذا العناء بالـ "دعوة لتشيّيع الحزب الشيوعي العراقي"؟ وهو الحزب الذي لم يستطع صاحب تصريح "دار السيد مأمونة"، ومن بعده كل مجرمي العراق وقتلة شعبه الأبي، وصدام في مقدمتهم، من القضاء عليه. وها هو اليوم الحزب السياسي العراقي الوحيد الممتدة نشاطاته في كل أرجاء العراق، من كردستانه الشمّاء الى اقصى بصرته الفيحاء، ومن شرقه المفجوع الى غربه المستباح. انه ذلك الحزب الذي لم ولن يتخلى لحظة واحدة في الدفاع عن مصالح وطنه وشعبه، خصوصاً كادحيه، الذين عطفهم السيد الكاتب على "البائسين" في مقدمة مقالته البائسة حقاً. ها نحن اليوم نرى بأم أعيننا، ويعاني العراقيون جميعاً، من محنة تقسيم مجتمعنا الطائفية والاثنية المقيتة، والتي تنذر بحروب أين منها حروب حكم الطاغية المقبور. ويقف وسط هذا القتل والدمار والخراب والفساد اليومي، ضمن قوى سياسية حريصة ومسؤولة، الحزب الشيوعي العراقي مطالباً وعاملاً، بكل ما أوتي به من قوة، على وضع مصالح البلد وأهله جميعاً فوق مصالح الاحزاب والفئات والاثنيات، او أي مكون من المكونات، ليتمكن البلد من المضي نحو مستقبله. لم تكن مشاركة الحزب الشيوعي الانتخابية الأخيرة خاطئة، بل عزّزت صدقيتها الاستقطابات الطائفية - القومية البائسة، التي نجمت عن الانتخابات، وما تبع ذلك من تفاقم الارهاب والارهاب المضاد وتعمق الازمات. فالعراق ملك جميع العراقيين، وليس ملك فئة سياسية او طائفية او أثنية، مهما كبر حجمها او حصدت نتائج انتخابية، يعرف الجميع ظروف قيامها، وما سبقها ورافقها من تجاوزات وجرائم، كان أول ضحيتها أعضاء من الحزب الشيوعي ومقراته، من دون ان تطلق كلمة ادانة واحدة من أحزاب وقوى سياسية، بما فيها الحاكمة، لتلك الجرائم المروعة، دع عنك مسؤوليتها القانونية في الكشف عن المجرمين ومحاسبتهم. ليأتي في النهاية مشارك قبل أشهر قريبة لمن شاركه الحزب الشيوعي في الانتخابات الاخيرة بدعوة لتشييع الحزب. فكيف يمكن جمع الصيف والشتاء في سطح واحد؟؟؟!!! ليطمئن المسمي نفسه علي آل شفاف الى ان الشيوعيين العراقيين يعرفون كيف يجدّدون حزبهم، ويجعلونه أكثر التصاقاً بقضايا شعبهم ووطنهم، طالما وضعوا مصالح الاخيريّن فوق أي اعتبار آخر. وإن كانت لمن يزعمون عدائهم للبعث وجلاوزته ذرة حرص على البلاد والعباد فليدعوا، وليعملوا بالفعل وبالممارسة اليومية لا بالقول، على تشيّيع الارهاب والقتل والدمار والفساد في العراق. اما دعوة تشيّيع واحد من أخلص وأصدق المدافعين، سوية مع قوى سياسية عراقية شريفة، عن الشعب العراقي، فلن يكون مصيرها أحسن من سابقاتها: مزبلة التاريخ. 8/1/2006 يمكن الاطلاع على المقال البائس على الواصلة: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=54410
#سمير_طبلة (هاشتاغ)
Samir_Tabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معاداة الشيوعيين العراقيين لن تشرف احدا
-
النسيج العراقي اقوى من ارهابهم
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|