مؤتمر باريس للسلام....هل هو خطوة في الفراغ؟

زياد ابوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 15:23
المحور: القضية الفلسطينية

مؤتمر باريس للسلام...هل هو خطوة في الفراغ؟
منصف يناير ، كانون الثاني ، ينعقد في باريس ، بناء على مبادرة ودعوة فرنسيتين ، ماتتم تسميته مؤتمر باريس للسلام في الشرق الاوسط ، ومن المقرر ان تحضره اكثر من سبعين دولة ، وتمثل الولايات المتحدة فيه ادارتها الذاهبة، فهل هو خطوة في فراغ غير محدود؟
اهم دلالات هذا المؤتمر ، انه يكرس مبكرا ،العالم متعدد الاقطاب الذي يتشكل ، فلم تعد الولايات المتحدة ، ولن تعود، المقرر الرئيسي في الحياة السياسية العالمية ، ولا حتى مع شريكها اللدود الاخر: روسيا، ففرنسا ومعها المانيا ، تطلان بقوة على المشهد العالمي ، ومعهما الاتحاد الاوروبي، الذي يتطلع للعب دور اكثر فعالية.
في الاجتماع التحضيري، الذي عقد مطلع يونيو ، من العام الماضي ، حضرت اكثر من عشرين دولة ، اما في المؤتمر الذي سيعقد في يناير الحالي، فتحضر اكثر من سبعين دولة، اضافة الى الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي ، مما يعطي للمؤتمر، شكل مظاهرة دولية حاشدة وقوية ، ليس فقط لتعزيز المرجعيات الدولية بخصوص السلام في الشرق الاوسط، ورفض الاستيطان والاحتلال، والتاكيد على حل الدولتين ، بل ايضا، في مواجهة نوايا ادارة ترامب ، التي اطلقت اشارات مبكرة ، مناوئة للشرعية الدولية ، ومنحازة للسياسة الرسمية الاسرائيلية المتطرفة.
نتنياهو، اطلق مجموعة من التصريحات ، ضد هذا المؤتمر ، كان اكثرها سخافة، زعمه بان المؤتمر ماهو الاخدعة فلسطينية تذعاها فرنسا!
وبرغم ان قرارات المؤتمر، لاتملك اية قوة تنفيذية ، فان هذا الغضب الاسرائيلي ضد انعقاد المؤتمر، هو لذات الاسباب التي من اجلها ترحب القيادة الفلسطينية بانعقاده، اذ يدرك طرفا الصراع ، ان مخرجات المؤتمر ، ستشكل ضغطا دوليا كبيرا على اسرائيل ، وستضعها مع ادارة ترامب ، في مواجهة مع ارادة دولية متجددة ، تتبنى قرارات الشرعية الدولية ، وهي قرارات لاترضي غطرسة الاحتلال وتدعم الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية.
مؤتمر باريس ، سيشكل انطلاقة لحركة دولية متسارعة، من اجل انهاء الاحتلال، وارضية صلبة ، اذا توجه العالم فعلا ، لمعاقبة الاستيطان والاحتلال، ودعم تجسد الدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين.

#زياد_ابوالهيجاء (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات