|
الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 15:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الازمات الحادة تضيق الحناق على الشعب الكوردستاني منذ اكثر من سنتين . اما الان و قد اقترب الربيع و نسمع امورا و اشاعات سياسية تتكرر وفق الظروف الخاصة الموجودة بكل سنة، و منها تخفي اهداف حزبية و شخصية و تكتيك اني دون ان تكون جوهرها صادق و فحواها هادف للامر المعلن عنه . نتذكر الادعاءات و الترويجاتللسنين السابقة لعملية الاستفتاء حول استقلال كوردستان و ما تحدثنا عنه في حينه من انها مجرد فقاعة لابعاد تاثيرات الاعتراضات و الاحتجاجات التي كانت مسيطرة على الشارع، ومن اجل اخفاء الفساد المستشري و الخروج من الازمات الحزبية و الشخصية و التغطية على السلبيات المختلفة و النفوذ الى الضفة الاخرى من التضييق الذي علق حول اعناق المتنفذين، بعدما كشف امرهم للجميع من جهة، و من اجل بيان نواياهم الواهية و المزيفة المضللة و المكسوة باهداف و افعال حزبية بعيدة عن اية مصلحة تمس الشعب . و من ثم اعاد هؤلاء الكرة باسم الاصلاح مرارا و اشغلوا الاعلام الحزبي و ما لديهم في الظل لاجل اشغال الشعب الكوردي المغلوب على امره به، دون وجود اي وجه للحقيقة في السير على العملية التي تحتاج لاسس غير متوفرة لدى من يدعيها . فهل الفاسد او المشارك باي نسبة كانت منه يمكنه اصلاح الوضع و خصوصا ان كان يتضرر حتى في خطوة واحدة باتجاه هذا الامر اي الاصلاح . في هذه الايام نسمع كما اعتدنا من قبل و بالاخص منذ شباد الماضي، نسمع علو صوت من يدعي زيفا بانه يسير على تحقيق عملية الاصلاح دون ان يذكر ما انجازاته خلال هذه السنة الكاملة و هو يستمر في تبجحاته في هذا الشان دون ان تُبان ماهي الخطوات الصحيحة و ليست الامويهية و المماطلة التي اتخذت في هذه الفترة في ظل انعدام الشفافية من جهة و مشاركة من هم غير مناسبين لاجراء عملية الاصلاح المترامية الاطراف التي تحتاج الى توفير ارضية و عوامل مساعدة و اسس و ارادة حقيقية صادقة و اصحاب عقلية و مصداقية ، و ليس من هو صاحب المشكلة او المؤسسات و حتى من يتراسها وفق المحاصصة الحزبية و هم اصحاب ملفات الفساد في حياتهم السياسية و من تبذير للثروات و ممتلكات الشعب، و حتى من يتراسون المؤسسات المهمة التي تعتبر اساس لحل هذه القضية، ومن المسماة زيفا و تضليلا و بهتانا بالنزاهة او على هذه الشاكلة . هؤلاء المتنفذين من اصحاب عالي النسب و المفاخر التي اودت تحركاتهم بحياة الناس الاحتماعية و الاقتصادية و السياسية الى الحضيض، و ها نعيش في ظل مرحلة خانقة من ما تطبق و تضيق على انفاس الناس من الازمات المختلفة الانواع و ليس هناك اي افق يمكن ان يامل اي من المواطن المعاني بانه يخرج من ماهو فيه سالما او محسنا لنسبة ضئيلة من حاله على الاقل باقل درجة من الضرر و تنجو احواله الشخصية في نهاية النفق بامان . في الوقت التي لم نتقن لعبة السياسة مع من يريد لنا الشر من الدول و الاطراف المتعددة اقليميا و باالاخص من دول الجوار، و ان كانوا هم السبب الرئيسي لازماتنا بشكل مباشر او غير مباشر من خلال تحالفات الاحزاب اصحاب النفوذ و السلطة في كوردستان معهم، و به يمكن ان نستسلم للحال و نعتمد عليهم في تحسين احوالنا مخدعين لانفسنا قبل اي احد اخر، فهل من عدو يفعل ما يشاء من اجل ان يوقعك في الحفرة بانه ينجيك في اي وقت و مرحلة او ظرف كان من بعده، هذا خارجيا اما داخليا، فانك من سببت بسذاجتك و صراعك الداخلي و ما خطوت من الخطوات اللاشرعية من فرض ارادتك النابعة من عقلية العصور الوسطى و دون ان تمتلك رؤية واضحة و ارضية و اسس للاصلاح و تريد باجتماع مصغر دون اية خطة علمية و بمجاملات، ان تحقق الهدف التي تدعيه و تريد به التضليل و تحقيق ماهو الاهم لديك . ان قيّمنا الواقع الموجود من الظروف الذاتية و انعدام اي اسس ضرورية و ملحة لعملية الاصلاح سنكشف نسبة النجاح في تلك الادعاءات السياسية المكشوفة فقط، و يمكن ان نقرا التضليل من خلال : 1-انعدام ولو نسبة ضئيلة جدا من الشفافية لدى السلطة و حتى الجهات التي اختارتها السلطة بنفسها من ما تسمى بالمؤسسات المستقلة بهتانا لانها من جملة ما تاسست و انبثقت من خلال المحاصصات الحزبية من جهة وهم ايضا اصحاب المشكلة بانفسهم من جهة اخرى . و منذ سنة و نحن نعيش في وضع لم نسمع عن ما يجري من وراء الستار في هذا الشان و عدم ذكر اي خطوة للراي العام في هذا الامر، يكشف الحقيقة . 2- انعدام سلطة نزيهة و مسؤلين نزهاء يمكن الوثوق بهم من اجل الخطو باتجاه الاصلاح الحقيقي . 3- عدم استقلالية السلطات الثلاث و بالاخص القضائية و هي تحت رحمة اوامر الاحزاب المتنفذة و الشخصيات ذات المصلحة، و في ظل غياب الادعاء العام المستقل المطالب بالاصلاح و حقوق المواطنين . 4- عدم وجود خطة او مشروع علمي متكامل في هذا الشان، و كل ما يدعيه هؤلاء هو مجرد اجتماعات سطحية و تقارير شفهية غير موثقة، في الوقت الذي تحتاج هذه العملية الى ادق الخطوات الدقيقة و المشاريع العلمية و من اصحاب الكفاءات و الخبرات من الاختصاصيين المستقلين الذين لا يمكن ان يكون لهم صلة بالسلبيات التي افرزتهذه الازمات و ما لها العلاقة بالفساد، من المنورين و النزهاء و الكفوئين و اصحاب العقلية و لديهم مصداقية و رصيد و شخصيات معتبرة في كوردستان، و انما كل من يتكلم عن هذه العملية هم من المشكوكين بهم في امور الفساد و هم اهل السلطة و من انتج هذا الواقع المزري . 5- عدم قراءة المرحلة بشكل جيد و التماطل و التملص من الواجبات التي على عاتق من يدعي بانه في خصوص تحقيق الاصلاح، و عدم الاعتبار للوقت، و تهميش الاهم في العملية و هو توحيد الصفوف و اعادة الواقع السياسي الى حالته الطبيعية و اعادة تفعيل البرلمان الذي يجب ان يتخصص و يكون فاعلا في هذا الشان قبل غيره، و اهمال هذا الامر بهذا الشكل هو الفساد بذاته، مع انعدام الارضية المناسبة للحكم الرشيد . يمكن ان نصدق ما يجري لو كان من له القدرة على الاصلاح موجودا و صاحب المصداقية وكان بامكانه ان يشرف على عملية الاصلاح احدى هذه الجهات الخاصة المفقودة اصلا في كوردستاننا: اما مرجعية معتبرة مهما كانت نوعها قوميةاو وطنية اودينية اومذهبية او تاريخية او اجتماعية، ان كانت زاهدة و صاحب تاريخ معتبر غير ملم بمصالح بعيدة عن ما يهم الشعب، لها مصداقية و كلمة و رصيد، يمكنه ان يفرض ما يهم المصالح العليا للشعب، و هذا غير موجود لدينا اساسا . او برلمان فعال ذات شان له القدرة على الحل و الربط و يمتلك في صفوفه قدرات عقلية قادرة على حل الازمة المعقدة الخانقة في كوردستان و يصلح ما يتمكن منه، و هذا ايضا غير متوفر لدينا وحتى البرلمان بصفاته و خصائصه الناقصة قد اثبط مفعوله بامر حزبي و شخصي . او من خلال مؤسسات مدنية مستقلة فاعلة و لها القدرة على تحقيق خطوات الاصلاح، و هذا غير متوفر ايضا لكون ما تسمى بالمنظمات و المؤسسات المدنية ليست الا هم من انبثقوا في ظل احد الاحزاب و بمحاصصة تامة و بدعم مادي و معنوي منهم بشكل واضح . لذا، و نحن نسمع هذه الايام التي نتجه نحو مرحلة مابعد داعش و الربيع قادم و نقترب من موعد الانتخابات العامة، ليس لنا الا ان نتشائم اكثر في تحقيق ما يهم الشعب من الاصلاح و استاصال الفساد بايدي نظيفة وليس بمن هو السبب و المشارك اصلا في الفساد و الحال التي وصلت اليها كوردستان .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
-
2016 الكورد، هزيمة الارادة امام الظروف الموضوعية
-
اختطاف افراح لخلط الاوراق
-
دراسة السمات الخاصة من اجل تحقيق الهدف الكوردستاني
-
الكورد و مرحلة مابعد تحرير الحلب
-
حركة التغيير و مفتاح الحل للمشاكل العالقة في اقليم كوردستان
-
هل يمكن اعادة تلحيم البنية العراقية ؟
-
تكتيك الكورد في ميزانية العراق يضر باستراتيجيتهم
-
هل يصلح الحزب الشيوعي بتغيير قياداته
-
مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض
-
التحديات المختلفة لمابعد تحرير الموصل
-
النية الصادقة اساس الحل لمشاكل اقليم كوردستان
-
مابين الحشد و البيشمركَة من نقاط مشتركة دافعة للتعاون فيما ب
...
-
ليتني كنت صهرا ل...... في كوردستان
-
هل فتح البارزاني برسالته منفذا لحل الازمات في كوردستان ؟
-
ما يجري في كوردستاننا
-
الترامبية و القادة الكورد
-
ترامب و الشعوب المغلوبة على امرها و منهم الكورد
-
غضب الفرات امام درع الفرات
-
على من تُدر خيرات مابعد معركة تحريرالموصل
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|