أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الكريم العامري - كل عيد وانتم سالمين














المزيد.....

كل عيد وانتم سالمين


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 09:50
المحور: حقوق الانسان
    


الأيام تجري مسرعة حاملة معها أمنيات العراقيين بالخلاص من محنة السنتين الماضيتين بعد ان ودعوا تلك المحن التي رافقتهم طيلة ثلاثة عقود وهي محن من العيار الثقيل استطاعت ان تقوّض البناء الكلي للأسرة العراقية حتى غدت أواصر العلائق بين أفراد العائلة الواحدة مفككة وقد يقول قائل: ان تلك المحن لم تكن سبباً وحيداً في تفكيك تلك الأواصر، نعم، لكنها من أهم أسباب ذلك، وهي المحن الكثيرة التي مرت على أفراد شعبنا المسكين خاصة بعد ان غاب الآباء والأبناء في جبهات القتال وفي السواتر الأمامية ملفعين بغبار المعارك الطاحنة التي أحالت اخضرار حياة العراقيين الى يباس.. ذاك سبب، وتتفرع عنه أسباب أخرى تمتد الى حياة اليوم، بعدما حمل السيد بوش فأسه وراح يبحث عن عشبة الخلود في أرض العراقيين ذلك أن ارض الرافدين صالحة جداً للحرب على الإرهاب لأنبساط سهولها وطيبة أهلها وكثرة ثرواتها وهي صالحة أيضاً لمداهمة أوكار الشر الذي كان بوش يعتبر العراق ركناً أساسياً في تلك الأوكار وفي المحور الذي حدده بعد استشارة حميمه (المرحوم) شارون طبعاً! ولم تستطع العائلة العراقية البدء من جديد ذلك لأن الأجواء ملبدة بكل ما من شأنه زيادة الهوة بين الأخوة والأشقاء، نحن لا نريد أن نبحث في موضوع اجتماعي قدر اهتمامنا فيما يجري على أرض العراق من أحداث يومية قد يكون واحد من أسبابها هو التفكك الأسري وابتعاد الشباب عن أسرهم، لهذا تمر الأعياد باهتة بلا ألوان ليست كما كانت في خمسينيات او ستينيات القرن الماضي، ولم تعد الأسرة تجتمع كما كانت وإذا سألت احدهم ستفاجأ بقوله (يا أخي يا عيد هذا!).. لقد كان العيد في عراق الأمس واحداً من أسباب التقارب والتصافي والتآلف والتوافق بين أفراد المجتمع الواحد بحيث اذا أحس أحدهم أنه قصّر في أمر ما مع جاره أو صديقه فأنه لا يترك العيد يمر دون أن يتنازل عن عرشه ويعتذر له ولا يخرج منه الا إذا تأكد من ان كل شيء قديم قد زال وأن القلوب قد (تصافت).. هكذا كان العيد يمر في عراق الأمس، عراق الأهل الطيبين فأين نحن منهم ومن أيامهم الخالدة؟ صحيح ان الحياة تطورت ولكن بقيت الأرواح تلك الجنود المجندة والنفوس والقلوب كما هي وليس من المعقول أن نهنأ أهلنا بـ(مسج) من خلال جهاز (الموبايل) لا يحمل حرارة الشوق ورونق الفرح.. وليس من المعقول أن نقول لهم كل عام وانتم بخير عبر الهاتف وهم لا يبعدون عنا الا بضع كيلومترات.. ليس من السهل أن نفعل ذلك وآباؤنا ينظرون لنا بعيون الشوق منتظرين ان نلوذ تحت خيمتهم التي جمعتنا صغاراً وضيّعناها كباراً!.. علينا أن نقترب منهم أكثر وأكثر لنشعرهم بحميمية العلاقة وأنهم ما زالوا جزءاً منا..
فكل عام وكل الآباء والأمهات بخير..
وكل عام وكل العراقيين سامين غانمين.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك حكمتك جياكوموليوباردي
- ليس دفاعاً عن فضائية الفيحاء
- المواطن العراقي آخر من يعلم
- بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
- عجيب امور غريب قضية
- اهلاً عام 2006
- دمقرطة العنف
- تحت مطرقة الاحتلال
- المشهد العراقي ما بين زحمة السيارات والشعارات
- أزمة الانتخابات العراقية وعنق الزجاجة
- المصور الجوال عين المدينة وذاكرتها
- من ذاكرة أشجار المدينة : كتابات العاشقين
- البنزين والفيدرالية
- المعلم العراقي المخذول لم يعد مخذولاً
- حمى ما بعد الإنتخابات العراقية
- كومبارس
- عائلة كبيرة.. عائلة صغيرة ورجال مشرّدون
- دعوة لحماية أطفال العراق:أطفالٌ في خطر
- الباص الخشب : صورة الماضي في قناع الحاضر
- قبل يوم من الإنتخابات العراقية


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الكريم العامري - كل عيد وانتم سالمين