|
ماذا عن «العالم الأول»؟
سمير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5399 - 2017 / 1 / 11 - 21:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المنهج
لقد اعتقدت دائماً أنه بالنظر لكون الرأسمالية نظاماً عالمياً وليس مجرد تجميع الأنظمة الرأسمالية الوطنية، فإن النضالات السياسية، والاجتماعية عليها، لتكتسب الفعالية، أن تجرى على المستوى الوطنى «وهو الحاسم لأن الصراعات، والتحالفات، والحلول الوسط السياسية والاجتماعية، تجرى فى هذا المجال»، والمستوى العالمي. ويبدو لى أن وجهة النظر هذه كانت وجهة نظر ماركس، والماركسية التاريخية «يا برولتاريى جميع بلاد العالم، اتحدوا» وفى المثيل الماوي: «يا برولتاريين، والشعوب المضطهدة، اتحدوا».
ودون العودة للتحليلات التى طورتها بشأن الرأسمالية العالمية القائمة بالفعل، فإننى أكتفى بالتذكير بنتائجها فقط، ألا وهى أن الإنسانية لن تستطيع السير بجدية فى بناء بديل اشتراكى للرأسمالية، إلا إذا تغيرت الأوضاع فى الغرب المتقدم. وهذا لا يعنى بالمرة أنه على بلدان التخوم أن تنتظر هذه التغيرات، وفى انتظارها، تكتفى «بالتكيف» مع الإمكانات التى تقدمها العولمة الرأسمالية. بل بالعكس، فإن الأرجح هو أنه بقدر بدء الأوضاع فى التغير فى التخوم، واضطرار مجتمعات الغرب للتواؤم معها، بقدر ما سيدفع هذا، هذه المجتمعات بدورها، أن تتطور فى الاتجاه المطلوب لتحقيق تقدم الإنسانية بأسرها. وإذا لم يتحقق هذا، فإن الأسوأ، وهو البربرية، وانتحار الحضارة الإنسانية، هو الأقرب للحدوث.
ومن المفهوم أننى أضع التحولات المنشودة، والممكنة، فى مراكز وتخوم النظام العالمي، فى إطار ما أسميه «مرحلة الانتقال الطويلة». كذلك قادتنى تحليلاتى إلى تحديد أوروبا، والصين، بوصفهما الموقعين الأكثر احتمالاً لوقوع هذه التطورات الإيجابية الممكنة. وأعترف بأنه لا يمكن استبعاد جانب الحدس أو «التخمين» من هذه التحليلات المستقبلية.
ويجب على هنا أن أوضح بعض ما استند إليه فى هذه التخمينات المتعلقةً بالعالم الأول؟. فالكل يعرف، أو يعتقد أنه يعرف مجتمعات الغرب المتقدم، وقوى القصور الذاتى الناتجة عن وضعها المركزى فى النظام العالمي، والاستقرار النسبى لهذه المجتمعات بفضل هذا القصور الذاتي، وكذلك روح الانفتاح التى تتمتع بها، وخيالها الخلاق، أو بعبارة أخرى قدرتها على الاستجابة للتحديات، بمبادرات تثير الدهشة، وكثيراً ما يصعب التنبؤ بها. والكل يعرف الحجم الهائل من المعارف الجيدة، والأقل جودة المتراكمة فى الجامعات، ومراكز البحث فى العالم الأول. وسأعود فيما يلى إلى بعض التقديرات العامة بشأن الرؤى المختلفة لمشكلات العولمة، والتنمية كما حللتُها (وهى الرؤى السائدة، ولكن أهم منها تلك الانتقادية، بل الراديكالية).ولكننى سأبدأ بأن أرسم بلمسات خفيفة، تكاد تكون انطباعية.
الولايات المتحدة
الثقافة السياسية هى نتاج التاريخ على المدى الطويل، لكل بلد بالطبع، وهى فى حالة الولايات المتحدة، ذات سمات تختلف بوضوح عن تلك الخاصة بالقارة الأوروبية. ومنها قيام نيو إنجلاند على يد طوائف بروتستانتية متطرفة، والإبادة الجماعية للهنود الأمريكيين، واستعباد السود، وظهور الطائفية المرتبطة بموجات الهجرة المتتالية خلال القرن التاسع عشر. والثقافة السياسية فى الولايات المتحدة ليست تلك التى ظهرت فى فرنسا بعد عصر التنوير، خاصة بعد الثورة الفرنسية، والتى أثرت بدرجات متفاوتة على تاريخ الجزء الأكبر من القارة الأوروبية. والاختلافات بين هاتين الثقافتين أكثر من واضحة. ويتميز المجتمع الأمريكى حتى يومنا هذا بسيطرة هذه البروتستانتية الطائفية. وهذا المجتمع المتدين جداً كما يلاحظ جميع المراقبين، وحتى بشكل ساذج فى بعض الحالات، لم يستطع أن يرتفع، لهذا السبب، إلى مستوى مفهوم العلمانية القوي، والذى ينحدر لديه إلى مجرد «التسامح مع جميع الأديان».
ولكن الشكل الخاص للبروتستانتية التى زُرِعت فى نيو إنجلاند قد فرضت طابعها القوى على الأيديولوجية الأمريكية حتى يومنا هذا. فقد كانت الوسيلة التى اتبعها المجتمع الأمريكى الجديد فى سعيه لغزو القارة، مستخدماً تعبيرات مأخوذة من الكتاب المقدس لإسباغ الشرعية على هذا الغزو (فيتكرر باستمرار فى الخطاب الأمريكي، الحديث عن استيلاء بنى إسرائيل على الأرض الموعودة بالعنف). وفيما بعد، يحاول الأمريكيون توسيع المهمة التى أمرهم الله بالقيام بها لتشمل الكرة الأرضية بأسرها. فشعب الولايات المتحدة يعتبر نفسه «شعب الله المختار» ودخلت مهمة إبادة الهنود بشكل طبيعى فى سياق المهمة الإلهية لشعب الله الجديد. ومن المفهوم أن الأيديولوجية الأمريكية المعنية ليست هى السبب فى التوسع الإمبريالى للولايات المتحدة، فهذه الأيديولوجية تسير وفق منطق تراكم رأس المال الذى تخدم مصالحه (المادية أساساً)، ولكنها تناسبه تماماً، فهى تخلط الأوراق.
لست ممن يعتقدون أن الماضى يؤدى بطبيعة الأشياء إلى «ارتداد صفات الأسلاف» فالتاريخ يغير الشعوب، وهذا هو ما حدث فى أوروبا. ولسوء الحظ، فتاريخ الولايات المتحدة، بدلاً من أن يمحو الوحشية الأصلية، قد ساعد على استمرار التعبير عنها، وكذلك دوام نتائجها، سواء تعلق ذلك زبالثورة الأمريكيةس أو بموجات الهجرة المتتالية التى تكون منها شعبها.
او الثورة الأمريكية التى يتغنى بها البعض حتى اليوم، لم تزد على أن تكون حرب استقلال محدودة بلا نتائج اجتماعية. فالمستعمرون الأمريكان عندما هبوا ضد العرش الإنجليزى لم يكونوا يريدون إحداث أى تغيير فى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وإنما مجرد رفض مشاركة الطبقة الحاكمة فى الوطن الأم المكاسب التى يحققونها. لقد كانوا يريدون الاستئثار بالسلطة، لا ليعملوا أى شيء يختلف عما كانوا يفعلونه فى المرحلة الاستعمارية، ولكن ليستمروا فى فعله لحسابهم الخاص. لقد كان هدفهم الاستمرار فى التوسع فى اتجاه الغرب بما يعنيه ذلك من إبادة الهنود. كذلك لم يُثر على الإطلاق فى هذا الإطار، موضوع استعباد السود. وكان آباء الثورة الأمريكية الكبار جميعهم تقريباً من ملاك العبيد، وكانت تحيزاتهم فى هذا المجال بعيدة عن أن تُمس.
ولعبت الموجات المتتالية من الهجرة دورها فى تقوية الأيديولوجية الأمريكية. والمهاجرون لم يكونوا مسئولين عن البؤس والاضطهاد الذى تعرضوا له ودفعهم للهجرة، بل كانوا الضحايا له. ولكن الظروف ـ أى هجرتهم ذاتها ـ دفعتهم للتخلى عن النضال الجماعى لتغيير الأوضاع المشتركة لطبقتهم أو طائفتهم فى بلدهم الأصلي، والتمسك بأيديولوجية النجاح الفردى فى المهجر. والنظام الأمريكى يشجع هذا التمسك الذى يخدمه تماماً، فهو يؤخر نمو الوعى الطبقي، الذى ما يكاد يقترب من النضج، حتى يفاجأ بموجة تالية من الهجرة تجهض تبلوره السياسي. وفى الوقت ذاته، تشجع الهجرة تدعيم الطائفية فى المجتمع الأمريكي، لأن النجاح الفردى لا يستبعد الاندماج فى طائفة تنتمى لأصل ما (كالإرلنديين، أو الإيطاليين)، فبدون ذلك تكون العزلة الفردية عبئاً لا يطاق. وهنا أيضاً، نجد أن هذه الهوية، التى يشجعها النظام الأمريكي، تتعزز على حساب الوعى الطبقي، وتكوين المواطن.
والأيديولوجيات الطائفية لا يمكن أن تحل محل غياب الأيديولوجية الاشتراكية للطبقة العاملة. وحتى أكثرها راديكالية، وهى الخاصة بالسود، وذلك لأن الطائفية تندرج بطبيعتها فى إطار العنصرية الموسعة التى تحاول مصارعتها فوق أرضها الخاصة ليس إلا وكنت، كالكثيرين غيري، قد وضعت بعض الأمل فى السود الأمريكيين. وبعد حضورى لتجمعهم فى الأيام البطولية للفهود السود، شعرت بفداحة الكارثة الفكرية، والثقافية، والسياسية، التى أصابتهم، والتى لا يتصورون كيفية الخروج منها. ولذلك تجد منهم الكثير من اللفتات اللطيفة، ولكن لا تجد أى تحليلات، بل مواقف عاطفية بالكامل، تعبر عن تقبل العنصرية، بل استبطانها ثم تحويلها للجانب الآخر.
ولا يوجد فى الولايات المتحدة حزب عمالي، ولم يظهر هناك أبداً مثل هذا الحزب. والنقابات العمالية القوية هناك لا سياسية، وذلك بكل معانى الكلمة، فهى لا ترتبط بحزب يكون قريباً منها بطبيعته، كما لم تستطع أن تنتج لنفسها فى غياب هذا الحزب، أيديولوجية اشتراكية. وهى تشارك المجتمع بكامله الأيديولوجية الليبرالية التى تسيطر بلا منافس، وتستمر فى النضال فى الميدان المحدود للمطالب التى لا تمس الليبرالية.
وأدت التركيبة التاريخية الخاصة لمجتمع الولايات المتحدة ـ الأيديولوجية الدينية الكتابية المسيطرة، وغياب الحزب العمالى لوضع ليس له مثيل، وهو، بحكم الأمر الواقع، وجود حزب وحيد، هو حزب رأس المال.
ويتقاسم المكونان لهذا الحزب الوحيد، نفس الليبرالية الأساسية، وكل منهما يتجه لنفس الأقلية ــ 40% من الناخبين ـ التى تشارك فى هذه الديمقراطية المنقوصة والعاجزة التى تُقدم لها. وكل منهما له جمهوره الخاص ـ من الطبقات المتوسطة، حيث إن الطبقات الشعبية لا تدلى بصوتها ـ وقد وفق خطابه بما يرضى هذا الجمهور. وكل منهما يبلور فى داخله مجموعة من المصالح الرأسمالية القطاعية (اللوبي)، أو تأييد بعض «الطوائف».
وتمثل الديمقراطية الأمريكية النموذج المتقدم لما ادعوه «الديمقراطية المنخفضة المستوي». وهى تعمل على أساس الفصل التام بين إدارة الحياة السياسية، القائمة على أساس الديمقراطية الانتخابية، وإدارة الحياة الاقتصادية، التى تتحكم فيها قوانين تراكم رأس المال. وعلاوة على ذلك، فهذا الانفصال ليس محل أى تساؤل جذري، بل هو جزء مما يسمى التوافق العام. وهذا الانفصال يلغى بالكامل أى إمكانية خلاقة للديمقراطية السياسية، وهو يلغى فاعلية المؤسسات النيابية (البرلمانات وأمثالها)، التى تقف عاجزة فى مواجهة السوق الذى تقبل ما يفرضه. ولا يعنى التصويت للديمقراطيين أو الجمهوريين فرقاً كبيراً، ما دام المصير لا يتوقف على نتيجة الاقتراع، وإنما على ظروف السوق.
وفى ظل هذه الظروف، تظهر الطبقة الحاكمة الأمريكية قدراً كبيراً من التبجح المغلف بالنفاق الذى يكشفه أى مراقب أجنبي، ولكن الشعب الأمريكى لا يشعر به أبداً! ويستخدم العنف فى أشكاله المفرطة عند ما يحتاج الأمر لذلك، ويعرف المناضلون الراديكاليون أن الخيار الوحيد أمامهم هو أن يبيعوا أنفسهم أو يقتلوا.
وهذا ما يجعلنى لا أتوقع خيراً كثيراً من هذا المجتمع، فذلك يتعارض مع قدرة الأيديولوجية السوقية للرأسمالية التى يقبلها الجميع فى صورتها الأكثر تخلفاً، وخواءً من جهة، والطبيعة الإجرامية الخاصة لطبقتها الحاكمة، من الجهة الأخري. فى أيديولوجية التنوير، ترتبط قيمتا الحرية والمساواة، كما لو كانتا متقاربتين، فى حين أنهما متناقضتان، وأن البناء الذى يجعلهما متكاملتين يتطلب تصور نظام اجتماعى «يتجاوز الرأسمالية». وفى الولايات المتحدة أكثر من غيرها، تفرض قيمة الحرية ذاتها بشكل وحيد الجانب، الأمر الذى يعطى الشرعية للامساواة. وكون الحرية فى هذه الظروف تفقد قدرتها الخلاقة، وتتحول إلى خضوع متوافق عليه، وقابل للتلاعب به، حيث يتحول الفرد الذى يقدسه الخطاب، إلى مجرد دمية بلا صلابة، غير قادرة على المشاركة فى تحديد مستقبلها، ليس محل مساءلة من ضحايا النظام، كما يتبين من عزوفهم الجماعى عن المشاركة فى الانتخابات مثلاً.
وتتعرض الأيديولوجية الأمريكية كغيرها لعوادى الزمن، ففى المراحل الهادئة من التاريخ، التى تميزها مراحل نمو اقتصادى وافر، ينتج مكاسب اجتماعية معقولة، يخف ضغط الطبقة الحاكمة الأمريكية على شعبها. ولكن الأمر يحتاج من وقت لآخر لإعادة تنشيط الأيديولوجية الأمريكية بوسائل لا تتغير: فيجرى تخصيص عدو (خارجى طبعاً، فالمجتمع الأمريكى خيِّر بطبيعته)، مثل إمبراطورية الشر، أو محور الشر، مما يسمح «بالتعبئة الكاملة» لكل القوى من أجل إبادته. وكان هذا العدو بالأمس الشيوعية، الذى قامت الحرب الباردة باستخدام المكارثية (التى ينساها أصدقاء الولايات المتحدة اليوم) لمحاربته، واضعة أوروبا فى دور التابع. واليوم يقوم الإرهاب كمبرر واضح (و11 سبتمبر يذكرنا كثيراً بحريق الرايخستاج) لتغطية الهدف الحقيقى للطبقة الحاكمة الأمريكية، ألا وهو السيطرة العسكرية على الكوكب.
والهدف المعلن لاستراتيجية الهيمنة الجديدة للولايات المتحدة هو عدم السماح بوجود أى قوة قادرة على الوقوف أمام رغبات واشنطن. وفى هذا السبيل، محاولة تفكيك أى دولة يُنظر إليها أنها «أكبر مما يجب» وخلق أكبر عدد من الدول التابعة التى يسهل إقامة قواعد أمريكية فيها لحمايتها. فهناك دولة واحدة مسموح لها بأن تكون عظمى وهى الولايات المتحدة،
وليس من العسير معرفة أهداف مشروع واشنطن، ووسائل تحقيقه، فهى محل استعراض واسع النطاق، يتميز بالصراحة، ويُغرق فى خطاب أخلاقى المظهر على الطريقة الأمريكية فى محاولة لإسباغ الشرعية على أهدافه المعلنة. وتعمل الاستراتيجية الكوكبية الأمريكية على تحقيق خمسة أهداف: 1) تحييد وإخضاع شركائها فى الثالوث (أوروبا واليابان)، والتقليل من قدرة هذه الدول على التحرك خارج نطاق الحضانة الأمريكية؛ 2) تعزيز التحكم العسكرى لحلف شمال الأطلنطي، وفرض علاقات لاتينية أمريكية على أجزاء العالم السوفيتى السابق؛ 3) التحكم دون شريك فى الشرق الأوسط، وبلدان وسط آسيا، ومواردها البترولية؛ 4)تفكيك الصين، وفرض التبعية على البلدان الكبيرة الأخرى (الهند والبرازيل)، ومنع تكوين كتل إقليمية تستطيع التفاوض على شروط العولمة؛ 5) تهميش مناطق الجنوب التى لا تتمتع بقيمة استراتيجية.
وهكذا فهيمنة الولايات المتحدة ترتكز أساساً على التفوق الكاسح لقوتها العسكرية، لا على «مزايا» نظامها الاقتصادي. ولذلك سأكتفى بتلخيص الاستنتاجات التى يؤدى إليها العرض الذى قدمته لهذه القضية، بالتركيز على الميزة السياسية الحقيقية التى تتمتع بها الولايات المتحدة، وهي: إنها دولة واحدة بعكس أوروبا، وهى تستطيع لذلك أن تفرض نفسها كالزعيم بلا منافس للثالوث، مستفيدة من قوتها العسكرية، ومن قوة حلف الأطلنطى الذى تسيطر عليه، بوصفها القبضة الحديدية الظاهرة التى تهدد كل من يجرؤ على معارضة النظام الإمبريالى الجديد.
وهذه الحالة المؤسفة تعود فى رأيى للتخريب الذى سببته رأسمالية هى الأنقى من مثيلاتها فى أى مكان آخر.
ذكر ماركس اختلاف ظروف نشأة الرأسمالية فى أوروبا الغربية من جانب وفى أمريكا الشمالية من الجانب الآخر، وأكّد أهميته إذ أن الرأسمالية قد شقّت طريقها فى أوروبا من خلال قتال عنيف ضد سيادة الإقطاعية بينما ازدهرت فى أمريكا على ارضية عذراء غير مسوّسة بآثار الماضى (عد تصفية حضور هنود أمريكا!). ثم قدم ماركس مقولة مفادها ان غياب آثار الماضى يمثل ميزة لمصلحة نضوج سريع للوعى الاشتراكي. اعتقد ان التاريخ قد كذّب تنبؤات ماركس فكرّس نتائج عكسية تماما ألا وهى ان ظواهر الرأسمالية الفجّة اكثر شراسة فى أمريكا منها فى أوروبا، وهو الأمر الذى يقف كعقبة إضافية لظهور الوعى الاشتراكي، كما رأينا فيما سبق.
ولكن خلف هذه الواجهة يوجد شعب على أى حال، مهما قيل عن سذاجته السياسية. ومع ذلك، فتوقعاتى لا توحى بأن مبادرة التغيير ستأتى من هناك، حتى وإن لم يكن من المستحيل أن تتعلق العربة الأمريكية بالآخرين الذين سيبدأون عملية التغيير.
#سمير_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاشت دولة المواطنة المصرية
-
بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة القيادات الام
...
-
نبذ الحداثة أم المساهمة فى تطويرها؟
-
السيادة الوطنية: بأى هدف؟
-
السيادة الوطنية فى خدمة الشعوب
-
نقد مفهوم الأصالة
-
نقد مقولة ثبات الثقافة
-
الاقتصاد الخالص شعوذة العالم المعاصر
-
المسألة الكردية كيف كانت ؟
-
من الاقتصاد السياسى إلى الاقتصاد الخالص
-
ثورة أم انحطاط؟
-
فى أصول الفوضى الراهنة
-
البيئة أم النظرة للقيمة الانتفاعية؟ قضية البيئة وما يسمى الت
...
-
الديمقراطية أداة للتقدم الاجتماعى
-
الديمقراطية أية ديمقراطية؟
-
جريدة لومانيتيه فرنسا بمناسبة قناة السويس الجديدة
-
قناة السويس الجديدة
-
الدول الناشئة والتنمية الرثة
-
التحدي الذى واجهته قيادات الدول الاشتراكية
-
دور إيران فى المشرق العربى
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|