أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي للعدوان على العراق















المزيد.....

أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي للعدوان على العراق


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 396 - 2003 / 2 / 13 - 02:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله – فلسطين المحتلة


كما اشرنا في مقالة سابقة ، فإن تعديلا على التحالف السلطوي في الاراضي المحتلة سيتم في اعقاب العدوان. سيتم كما تسميه الامبراطورية المعولمة توسيع نطاق مؤسسات السلطة لادخال راس المال الكمبرادوري (والمتعاقد من الباطن) الى جانب النخبة او الطبقة السياسية. اي ستكون هذه الطبقة ثلاثية التكوين:
قشرة سياسية (مثقفون ، اكاديميون وسياسيون)
قشرة امنية (هيكل وجهاز فاشيين)
قشرة راسمالية (وكلاء الفبارك الاميركية والمتعاقدين مع شركات اسرائيلية)

ورغم ان تبعية الكمبرادور ظلت قائمة على امتداد فترة الاحتلال، إلا انها سوف تأخذ دوراً قياديا في المستوى السياسي هذه المرة. فهي لن تظل مجرد طبقة تستفيد طفيليا من التبعية للاحتلال دون ان تكون صاحبة قرار، وأي قرار!. نتحدث هنا عن شريحة/شرائح مجتمعية لها مصلحة في بقاء الارتباط وليس فك الارتباط. وكما هو معروف، فإن الكثير من الاقتصاديين المحليين يصر على بقاء الارتباط الاقتصادي بالاحتلال .

سيتم ادخال الطبقة العاملة المحلية في الحقبة المقبلة وهي في حالة مطحونة نقابيا وسياسيا. ففي اعقاب القمع الذي تعرضت له الطبقة العاملة كسائر المجتمع في حقبة الاحتلال المباشر، جاء دور السلطة الفلسطينية لتلعب دورا خطرا في تمييع احتواء القيادات العمالية والحاقها. اما اليسار الفلسطيني فلم يتمكن من التقاط المرحلة ولعب دور في تاصيل النضال العمالي والحفاظ على استقلالية النقابات وخاصة في فترة السلطة حيث اصبح للعمل النقابي ضرورة لمواجهة حيتان راس المال سواء المعتمدين على الاستغلال اللامحدود او على الفساد.

وعليه، فإن البنية المنهكة والمحتواة للطبقة العاملة ستجد نفسها بعد المذبحة وقد ارتمت متعبة في احضان سلطة فلسطينية جديدة ترفع شعار اللبرالية الجديدة، والسوق والقطاع الخاص...الخ.

سيتم في الحقبة الجديدة تسويق الثقافة والوجه الامريكي في اوساط الطبقة العاملة عبر تشغيل العمال في اماكن عمل تقوم على سيولة متوفرة اميركياً، مما يجعل التمويل الاميركي مشروع دعاية لامريكا النظام والطبقة الحاكمة. كما سيتم استيعاب العمال في مشاريع تشغيل من قبل البنك الدولي (وهو امريكي جوهريا) و (يو اس إيد) وتشغيل محدود في الخط الاخضر، وتشغيل في المنظمات غير الحكومية وقطاع السلطة البيروقراطي...وغيرها، سيكون هؤلاء اولياء نعمة الطبقة العاملة التي ستظل تحت كرباج لقمة العيش.

بقي ان نقول ان ربطاً خطيرا سيتم بين وضع الطبقة العاملة المزري هذا وبين تقليص فرص العمل داخل الخط الاخضر وبين الانزباح الذاتي وذلك بفتح مجالات تشغيل للعمال الفلسطينيين في العراق تحت زعم "إعادة إعمار العراق". وعندها ستتم عرقلة عودة هؤلاءالعمال الى الضفة والقطاع كما اشرنا سواء لتعقيدات الجسور او فيزا الدخول او مخافة ان يفقدوا وظائفهم خلال الاجازات، مما يدفعهم لاخذ اسرهم عندهم وبالتالي يحققون للكيان الصهيوني ما يتمناه في الانزياح الذاتي.

ان قطاعا واسعا من الطبقة العاملة هم من فائض العمل الريفي عن الزراعة. بل ان قسما منهم ليس فائضا عن الزراعة بل لا يستطيع الاعتماد على ما لديه من ارض لتوفير دخل مناسب له معيشياً. لقد ادى الحاق اقتصاد الضفة والقطاع  كمحيط باقتصاد  الاحتلال الذي يمكن تسميته "بالمعنى النسبي" اقتصاد مركز اذا ما قورن باقتصاد الضفة والقطاع. وكان من سمات هذا الالحاق وتأثيراته ان اقتربت كلفة المعيشة في المنطقتين من بعضها البعض، وتحديداً اتسعت الفجوة بين مداخيل فلسطينيي الارض المحتلة وبين متطلبات المعيشة المترسملة والتي اضطرت لدفع اسعار الحاجيات لتتجاوز تزايد الدخل. وبالتالي تحقق عجز بين المداخيل وبين متطلبات المعيشة مهما كانت غير ترفية. وهذا قاد بدوره الى خروج الكثير من المنتجين الصغار من السوق لعدم كفاية استثماراتهم الصغيرة ،الزراعية والصناعية، لسد حاجياتهم.

لعل احدى نتائج هذه التطورات هي انكسار حاد في العلاقة بين العمل ورأس المال، وبين قوة العمل وطاقة القطاعات الانتاجية على التشغيل. وهو الامر الذي سوف يتفاقم في اعقاب المذبحة بشكل مقصود ليكون الانزياح الذاتي للفلاحين عن الارض تحديداً خياراً لا يمكن للفلسطينيين إلا ان يتماهوا معه.

واذا كان إلحاق الطبقة العاملة والفلاحين باقتصاد الاحتلال على هذا النحو، فلا شك ان بقية الطبقات اسهل للقياد منهما. وهو امر الهدف منه الحيلولة دون قدرة البنية الانتاجية على توظيف فائض قوة العمل سواء المتراكم منذ سنوات او الداخل مجددا على اساس سنوي الى سوق العمل. وهنا يتكرر مشهد التشغيل بقصد النفي" في العراق.

ولكي تُحكم المؤسسة الاميركية الحاكمة الخناق على الفلسطينيين، فانها ستعلن تحكمها باية مساعدات عربية الى هذه المناطق لتحول دون استثمارها في البنى الانتاجية ولكي تقوض قدرة اقتصاد الضفة والقطاع على فك الارتباط.

سيقود تحكم اميركا بالسيولة المالية وطبيعة الاستثمار...الخ الى تسييل وتسيير المساعدات العربية لجعل (ما تسمى دولة فلسطين) محطة تبديل بين الكيان والعرب. وكونها محطة تبديل سيعني للعرب ان الفلسطينيين قابلون بتطبيع شامل وبقاء الارتباط.

اللاجئون:

اذا ما صح الافتراض بأن العدوان على العراق لن يُطال اي جزء من الوضع الفلسطيني، فإن هذا التعميم لا ينطبق على اللاجئين تحديداً حيث تشكل قضية اللاجئين وحقهم في العودة حجر الزاوية في بدء وتواصل الصراع العربي- الصهيوني.

وكما اشرنا في غير موضع، فإن العراق من اكثر المناطق المرشحة لتوطين اللاجئين لا سيما اذا ما تم العدوان عليه. فبموجب التفكير الصهيوني والراسمالي الغربي، يمثل العراق المكان الافضل للتوطين لأنه بعيد عن حدود فلسطين المحتلة حيث المقصود نفي اللاجئين الى ابعد منطقة ممكنة عن الحدود.

وبما ان قضية اللاجئين مستهدفة بالتصفية، سيتم العمل على التوطين والتعويض دونما رجوع للشعب الفلسطيني نفسه. اما المطالبين بحق العودة فسيصبحون مطاردين باعتبارهم ارهابيين يعتدون على دولة شرعية في المنطقة "هي دولة الكيان الصهيوني.

***********

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي ل ...
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي للعدوان على العراق