|
أجور عمال تزيدهم فقراً
سلامه ابو زعيتر
الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 18:51
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بسم الله الرحمن الرحيم 9/1/2017 مقال بعنوان / أجور عمال تزيدهم فقرا بقلم/ د. سلامه أبو زعيتر المراقب جيداً لواقع الأجور في فلسطين، يلاحظ أن بعض الفئات العمالية أجورها منخفضة والمتدنية جداً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عمال النظافة، وعاملات رياض الاطفال، وعاملات السكرتاريا، وعاملات الخياطة، والمعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة.....وغيرها من المهن، والتي معدلات الأجور فيها تتراوح ما بين 300 شيكل - 800شيقل، وهي لا تلبي أدنى متطلبات الحياة والاحتياجات الأساسية للأسرة والعيش الكريم، كما أنها تتعارض مع قرار مجلس الوزراء رقم (11) لسنة 2012م، بشأن اعتماد وتطبيق الحد الأدنى للأجور في جميع مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وما تبعه من قرارات تنفيذية لوزير العمل، بحيث يكون الاجر على الأقل (1450) شيكل شهريا, أو(65 ) شيكل يوميا، أو(8.5 ) شيكل لساعة العمل، والذي ما زال قيد الادراج ولم ينفذ فعلياً ؟؟!!، وهذا التجاهل لتطبيق القرار أفرغه من مضمونه ومن الهدف من تشريعه، وهو انصاف الفئات العمالية المهمشة والضعيفة، وذات الدخل المتدني، لخلق حالة من العدالة والاستقرار والامان، تساعدهم في مواجهة استغلال الأجور من بعض المشغلين الذين يستغلون الظروف والحاجة للعمل بتخفيض الأجور، في ظل ارتفاع نسب البطالة ومعدلات الفقر في فلسطين، وهنا نجد العمال والعاملات على وجه الخصوص في ظل تأنيث الفقر وانتشاره، يوافقون على تلقي أجور منخفضة ومتدنية جداً، وأحياناً لا تتعدى قيمتها 5 شواكل يومياً، وتشير الاحصائيات الرسمية بأن أكثر من 35% من العمال في فلسطين يتقاضون أجور أقل من الحد الادنى للأجور، والذي واجب تطبيقه منذ بداية عام 2013م، ضمن خطط وبرامج للتطبيق الفعلي، وإيجاد سبل ووسائل للضبط والمتابعة ومعاقبة كل مشغل لا يلتزم بالتطبيق، وهذه النسب مؤشر على استمرار استغلال العمال بالأجر وانتهاك القانون وعدم التزام فعلي بتطبيق القرار. بعد صدور إقرار مجلس الوزراء بالحد الأدنى للأجور كان الكثيرين يعتبرونه أدنى من مستوى خط الفقر المدقع في فلسطين والذي كان مؤشراته لأسرة مكونة من خمسة أفراد 1850 شيكل شهريا، وهنا كان الجميع يلوم من وافق على القرار وأيده؛ وعند الشروع بالبدء بالتنفيذ للقرار كانت المصيبة، وغاب الداعمين والمناصرين والمساندين لحقوق العمال وتلاشت أصواتهم، وبدأت تعلو بعض الاصوات المرددة بعدم تناسبه مع الظروف الاقتصادية لبعض القطاعات، ولا تسمح قدرتها المالية والانتاجية على دفع أجور مساوية للحد الادنى للأجور بحجج ليس لها مبرر وغير موضوعية، متناسيه طبيعة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيش بها العمال، والالتزامات الحياتية والمتطلبات الاساسية للعيش الكريم لهم ولأسرهم، وكأن الجميع عاد ليتنكر لهذه القضية التي كانت بالمزاد العلني في لحظة ما، والتي وفرت شعور لدي العمال في حينها ببوادر الاستقرار والامن الوظيفي، وبإمكانية تحسين أجورهم وخاصة الفئات التي تتقاضى أجور محدودة ومنخفضة ومتدنية لا ترقى لنسبة 50% من قيمة الحد الأدنى للأجور وخاصة النساء العاملات، وغاب الامل بمهب الرياح!! ..... ما زال مسلسل الاستغلال بالأجور مستمراً، ومازال العمال رغم كدهم وجهدهم وعطائهم، والتزامهم بالعمل وشروطه، لا يستطيعوا بأجورهم الشحيحة تلبية أدنى متطلبات الحياة الاساسية والفقر ينهش بهم، ويعيشون ظروف صعبة لا توصف ولا يستوعبها بشر، فأجورهم تقدر قيمتها بأقل من قيمة المساعدات المالية التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية (الشئون الاجتماعية سابقاً)، للحالات والاسرة الفقيرة، وهم ممنوعين من تلقي أي مساعدات أو إعانات لانهم يصنفون على رأس عمل، وعلى سبيل المثال: موظفي وعمال النظافة الذين يعملون في شركات خاصة ضمن تعاقدات مع الحكومة أو مع مؤسسات أهلية نجدهم يتقاضون أجور متدنية تتراوح من بين 500-700 شيكل منها المواصلات والتنقل من وإلى مكان العمل، ولا يوجد أي ضوابط أو معايير لحماية هؤلاء العمال أو تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور، سواء بالمناقصات أو بالمراقبة على التنفيذ، وكأن القضية لا تهم أحد، وحال هذه الفئات العمالية تزداد فقرا وبؤسا، ومثلهم كثيرين. كل يوم تتعالى أصوات العمال والعاملات أصحاب الأجر المتدني عبر حملات ضغط ومناصرة، محاولين ايجاد طريقة لتحسين أجورهم وربطها بقرار الحد الأدنى للأجور، ومناشدة المسئولين في محاولة لإيجاد سناريوهات جديده لحل هذه الازمة، فهي قضية ذات أولوية وأهمية عالية بين العمال والعاملات ذوى الأجور المنخفضة التي لا تحقق قيمتها أي مستوى معيشي يذكر، وذلك بهدف أن يجدوا من يساعدهم في تحسينها لمواجهة متطلبات الحياة والاحتياجات الاساسية للعيش الكريم، ومواجهة الغلاء الفاحش بالأسعار، ليستطيعوا أن يعيشوا كالأخرين ويحضوا بحياة كريمة، فالعامل الذي يتقاضى أجر لا يلبي حاجاته وحاجة أسرته تكون همومه مركبة، وفقره مؤلم وموجع، ونظرة المجتمع إليه بأنه يعمل ولديه مصدر للرزق، وبالتالي لا يستفيد من أي برامج إغاثية أو مساعدات أو دعم من أحد، فتكون عفته وصبره شكل جديد من الضغوط التي تقتل الامل والمستقبل لديه، وهذا ما يهدد استقرار وأمن والسلم المجتمعي، لذا من واجب الجميع في المنظومة الاجتماعية وخاصة ذوي العلاقة العمل بجدية لمساندته على الأقل بتطبيق الحد الأدنى للأجر وفق قرار مجلس الوزراء، ومعاقبة المشغلين غير الملتزمين وأن تكون هناك خطوات للردع ومتابعة واقع عمل تلك الفئات العمالية على وجه الخصوص وهنا نقترح الخطوات التالية: - يجب أن تعمل الحكومة الفلسطينية على تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور، وتكون نموذجاً للأخرين، وخاصة أنه ما زال هناك فئات تعمل على بند البطالة الدائمة تتقاضى أجور أقل من قرار الحد الادنى للأجور، وبالتحديد في وزارة الزراعة . - ضرورة أن تراعى الحكومة ووزراتها أثناء طرح المناقصات والتعاقدات التشغيلية الصادرة عنها، وضع شروط ومعايير وضوابط تضمن الالتزام بتطبيق قرار الحد الأدنى للأجور، ومنها مناقصة وزارة الصحة الفلسطينية المتعلقة بالنظافة المطروحة لشركات النظافة في المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية, بهدف التطبيق التدريجي لقرار مجلس الوزراء. - ضرورة تفعيل الدور الرقابي والتنفيذي لوزارة العمل في متابعة ظروف وشروط العمل والاجور في المنشآت ومواقع العمل وخاصة التي سجل فيها انتهاك واضح لحقوق العمال والقانون. - ضرورة استمرار الفعاليات العمالية والحملات الضغط للتأثير على الجهات ذات العلاقة لتطبيق القرار الخاص بالأجور، وصولاً لأجر كريم يكفل كرامة العامل وحياته ونفقات أسرته ومستقبلها. أخيراً يجب ان لا تستمر هذه المعادلة الصعبة من الاجور أمام جهد العمال والعاملات والتي تنتج مزيد من الفقر، ولا تحقق نتائجها أي حياة كريمة أو استقرار، وما لا يمكن تغييره ضمن الثقافة يجب تغييره بالقانون وبسلطة الردع للمتجني على حقوق الفقراء والفئات المهمشة من العمال، ودعواتنا للنقابات العمالية والاتحادات النقابية والمؤسسات الحقوقية والجمعيات الانسانية أن تتضامن مع العمال لتحسين أجورهم وتطبيق القانون الخاص بالحد الأدنى. • عضو الامانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين
#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسفة النقابات العمالية بالتنمية البشرية
-
رؤية حول مشروع قانون التنظيم النقابي للنقابات العمالية
-
الانتفاضة الشعبية 1987 ثورة شعب وإرادة طفل
-
11/11 من كل عام -يوم الوفاء العرفاتي-
-
الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!!
-
رؤية نقابي حول مشروع التنظيم النقابي العمالي - فلسطين
-
ورقة عمل: حول معوقات تطبيق قانون العمل الفلسطيني
-
اتحاد العمال يطالب الرئيس والحكومة بصرف مساعدات مالية عاجلة
...
-
الاول من مايو استنهاض للهمم وحماية حقوق العمال
-
بيان صادر عن المكتب الحركي المركزي للعمال - فلسطين بمناسبة ا
...
-
عشرات الملايين تصرف والبطالة تتفاقم!!!!
-
التعصب يقهر العمل والانجاز
-
العمل النقابي بالازمات
-
الثامن من آذار للتذكير والتنوير
-
خبر حول ورشة عمل : حول الحق بالاضراب ضمن الحملة الدولية للحق
...
-
فرصة عمل حق لكل مواطن !!
-
الانضباط الذاتي في العمل النقابي
-
الوحدة العمالية مصلحة عمالية
-
أهمية العمل النقابي ضمن فريق عمل جماعي
-
تجاهل الحقوق القانونية للعاملين في وزارة الصحة الفلسطينية...
...
المزيد.....
-
Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th
...
-
الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم
...
-
رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني
...
-
وفد برلماني سيتفقد المنشآت النووية لمراقبة تنفيذ قانون العمل
...
-
الحكومة الجزائرية تعلن عن تعديل ساعات العمل في الجزائر 2024
...
-
المالية العراقية تعلن عن موعد صرف رواتب المتقاعدين في العراق
...
-
“الجمل” يتابع تطوير شعبة الفندقة بالجامعة العمالية لتعزيز ال
...
-
وزارة المالية.. استعلام رواتب المتقاعدين وحقيقة الزيادة في ا
...
-
وزارة المالية العراقية تحدد موعد صرف رواتب الموظفين لشهر ديس
...
-
حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|