|
بين الثقافة اليسارية والموروث الأسلامي
خيون التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 09:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بعد ان كتبت ردا على مقال الصديق الأستاذ مصطفى العمري والذي كتبه حول كتاب الأستاذ محمد علي الشبيبي، اجابني ردا اعتقد انه يبتعد عن الرد الذي كتبته متهما اياي اني استشهدت بالموروث الإسلامي وهذا ناتج عن فقر ثقافتي الماركسية لذلك ذهبت الى الموروث الإسلامي واثبت ان اليسارين حالهم حال الإسلامين، وانهم غير مثقفين ولا يعون نظريتهم وقد ترددت كثيرا بالرد على ما كتبه صديقي لولا وجود عنوانى المقال ( روح شيوعية بثقافة اسلامية) الشيوعيون مثقفون بثقافتهم وثقافة مجتمعهم وهذه تحسب لهم لا عليهم، عكس الآخرين اللذين لا يفهمون سوى ثقافة معتقدهم ويقزمون الثقافات الأخرى، لذا اليوم وبعد قناعتي إن هذا الرد هو الأخير حفاضا وتقديرا لصداقتنا ولكي ابتعد عن الأسراف لكون الحوار اخذ منحى غير آخر. تحياتي ومحبتي الصديق استاذ مصطفى العمري ما كان ودي ان ادخل معكم في اي مساجلة ، ولكن مفاجئتي بطرحكم في تقيمكم لمؤلف الأستاذ الشبيبي واعتباركم ان عمل الشباب في المجال السياسي هو تهور وغيره من النعوت، وادانتكم لقوى اليسار (الحزب الشيوعي لكونه يغرر بالشباب ويلقي بهم في السجون والإعدامات وضياع مستقبلهم). القائكم المسؤولية على عاتق القيادات الحزبية (وهم اول من قدموا أنفسهم على مذبح الحرية وتم اعدامهم من قبل الاستعمار البريطاني واعوانه، الحكم الملكي، ونوري السعيد) متناسيا جانب الشر الذي يقوده الحكام الظالمين وناهبي ثروات الوطن ومكبلي حرية ابنائه والقائهم في السجون وتقديمهم لمحاكم غير عادلة واصدار احكام الإعدام على مر الوقت، ولولا وجود هذه القوى ناهبة خيرات الوطن لما وجد اليسار او غير اليسار، وكما ذكرت في ردي الأول (انه صراع الخير والشر، صراع ليس بالجديد). صديقي العزيز استاذ مصطفى العمري لم تتناول النظرية الماركسية او فلسفتها في تقيمكم للكتاب بل تناولت الكتاب كذكريات اولا ومنتقدا انغماس الشباب بالعمل السياسي واعتباره مأساة لهم ولعوائلهم، واصفا عمل الكاتب والشباب تهورا، ولم ارى في المقال اي تناول فلسفي للنظرية الماركسية او اي نظرية اخرى، وانما كان ردي على قدر ما كتبتموه من لوم للشباب وتحريضهم على الابتعاد عما يمر به وطنهم بغض النظر عن الزمان والمكان. اما استخدامي للموروث التاريخي في الحقبة الإسلامية وما تبعها لم يكن فقرا مني في المعرفة كما تقول، انما لسببين ذكرت الأول وقلت اني اكتفي برد الكاتب وكان ردا وافيا والثاني انكم وضعتم اليسارين مع الإسلامين (رغم اني اكن كل الاحترام للتضحيات التي قدمها الشهداء منهم أوالذين عانوا من السجون واشكال الاضطهاد بغض النظر عن دور الأحزاب الإسلامية بعد 2003 وسقوط النظام الصدامي وما آل اليه العراق على ايديهم). ان الموروث الإسلامي او غير الأسلامي هو موروث انساني بسلبياته وإجابياته، لماذا تنكر علي استخدام او استشهاد ما فيه من صراع الخير والشر وتجردني من ثقافتي الماركسية وانت بكل احترام لا تعلم عني كل شيء، انا ابن المجتمع العراقي الجنوبي كما انت، احمل من ثقافته الدينية التي نشأة عليها في العائلة والمجتمع وتأثيرها علي وعلى اي فرد مهما تسلح بثقافة ومعلومات اخرى، وهل تعتقد ان الذي يتوجه الى العمل مع اليسار ينسلخ من مجتمعه وارثه؟ وللمعلومة استاذ مصطفى العزيز ان النظرية الماركسية تهتم بالمجتمع من كل الجوانب الأقتصادية والثقافية والعائلية وتطورها عدا الجانب الديني والمعتقد هذا من خصوصيات الفرد او العائلة او المجتمع وانتم تعلمون ان الحزب الشيوعي يضم في صفوفه كافة اطياف المجتمع العراقي بكل طوائفهم واديانهم ومعتقداتهم وبدون استثناء وهم وطنيون ويعتزون بوطنيتهم ووطنهم . استاذ مصطفى، اليساريون لم يأتوا من عالم آخر؟ ( نتفق جميعا انهم ابناء المجتمع العراقي او اي مجتمع آخرينتمون اليه) يتكلمون لغته ويهتمون بهمه ويفرحون لفرحه ويحترمون خصوصياته، لذلك الموروث الإسلامي يخص الجميع بدون استثناء، وكلانا ابناء مجتمع واحد كما تعلم ولكن تختلف مفاهيمنا وثقافتنا وتوجهاتنا باختصار لكل منا خصوصيته ونشترك في الموروث الإنساني بشكل عام ونستخدمه حسب فهمنا لهذا الموروث. صديقي استاذ مصطفى المثقف عليه عبئ اجتماعي ثقافي اكثر من غيره، لذلك عليه ان يتحمل نتائج آرائه وطروحاته سلبا وايجابا وعلى عاتقه مسؤولية تطور المجتمع وان يكن قدوة له، مضحيا اكثر من غير المثقف، من هذا المنطلق اتمنى عليكم صديقي الفاضل ان تعمل من اجل تطوير توجه الشباب لبناء وطننا وتخليصه مما هو فيه من مأساة وفقر وتخلف، وان تحمل مسؤولية المأساة للحكومة التي تقود الشباب الى ساحات الموت وتردي الوضع الأمني للبلاد، بدل ان نلوم الشباب وننصحهم بالابتعاد عن التضحية من اجل الوطن. ملاحظة : أنا لا اعترف ان هنالك مستقل ولا وجود للأستقلالية سواء في الرأي او التوجه. تقبل تحياتي ومودتي ودمت بسلام صديقكم خيون التميمي 9/1/2017
#خيون_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحم الله المهداوي
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|