|
الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الأرمنية 1915 -1923
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 5396 - 2017 / 1 / 8 - 02:30
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الأرمنية 1915 -1923 الباحثة :غادة خميس شعبان موسي في إطار سسلسلة حلقات الدراسات التاريخية التي تتعرض للقضية الأرمنية ، تأتي دراسة الباحثة غادة خميس شعبان موسي بعنوان (الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الأرمنية 1915 -1923) ، وتعرض فيها لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الأرمنية خلال الفترة مابين 1915 ( عام الإبادة الأرمنية ) وحتي عام 1923 ، الذي شهد وأد القضية الأرمنية علي الساحة الدولية بموجب معاهدة لوزان (يولية 1923) . قسمت الباحثة الدراسة إلي أربعة فصول ، تسبقها مقدمة وتنهيها خاتمة . جاء الفصل الأول تحت عنوان " الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الأرمنية قبيل الحرب العالمية الأولي "، وقد تعرض لبداية العلاقات الأمريكية بالأرمن العثمانيين داخل الدولة العثمانية في ضوء مبدأ مونرو. كانت بداية المعرفة الأمريكية بالأرمن من خلال عمل البعثات التبشيرية الأمريكية التي وصلت إلي أراضي الدولة العثمانية عام 1810 ، ونجحت في وضع الأساس لعمل تبشيري استمر لأكثر من مائة عام . نما عمل هذه البعثات خلال القرن التاسع عشر خلافا للسياسة الأمريكية التي ظلت متمسكة بمبدأ العزلة التي وضع أساسها جورج واشنطن في 22 أبريل 1793 ، والذي عرف باسم إعلان الحياد، وسار علي نهجه من خلفه من الرؤساء حتي جيمس مونرو الذي قام بصياغة تصريح رسمي ، اتخذ نبراسًا للسياسة الأمريكية ، وهو ماعرف بمبدأ مونرو الصادر في 3 ديسمبر 1823 . ثمة حقيقة جدير بالذكر مؤداها : أن المصالح التجارية الأمريكية كانت السبب وراء الوصول الأمريكي إلي أراضي الدولة العثمانية ، ونجحت في تعيين أورفلي قنصلا في أزمير عام 1824 ، ومن أجل تقديم رعايا أكثر للمصالح الأمريكية المبعثرة في الدولة العثمانية تم تأسيس قنصلية عامة في الأستانة وتعيين قنصل عام بها ، كما تم تعيين ثمانية قناصل في الأسكندرونة وبيروت وأرضروم وخربوط والقدس وسيواس وأزمير وبغداد، ثم أعقبها افتتاح قنصليات أخري في حلب ومرسين وطرابيزون وسيواس وأزمير وبغداد، ومع هذا ليس لم يكن هناك سفير أمريكي بصفة رسمية لدي الدولة العثمانية حتي عام 1906 . اقتصرت مهمة الدبلوماسيين الأمريكيين علي تقديم الحماية للمواطنين الأمريكيين ومصالحهم ،مع الامتناع عن التدخل في السياسة الداخلية للدولة العثمانية . حرصت الإرساليات الأمريكية علي نشر التعليم ،ومولته بالأموال الكثيرة ،وقد منح ذلك للأرمن الكاثوليك والبروتستانت فرصا لمواصلة تعليمهم في وطنهم الأم أوفي الخارج .كما أدخلت الإرساليات التبشيرية الصحافة المطبوعة والدوريات الأدبية ، فساهم في تطويرمراكز الأرمن الثقافية ، وإحياء دراسة اللغة الأرمنية الكلاسيكية ، ونشر الإنجيل باللغة الأرمنية القومية. كما حرصت البعثات التبشيرية علي إنشاء المدارس ونشر التعليم العالي تمثل في إنشاء العديد من الكليات الأمريكية ، فكان له أكبر الأثر في تخرج عدد كبير من الأرمن ،أسهم في النهضة الأرمنية ،وامتد هذا النشاط إلي إرسال آلاف الأرمن للولايات المتحدة للحصول علي دورات متنوعة . رحبت الولايات المتحدة بحركة التنظيمات بداية من الخط الشريف الذي أصدره السلطان محمود الثاني في 26 مايو 1836 ثم خطي كلخانة في عهد السلطان عبد الحميد الأول وهما : خط كلخانة في 3 نوفمبر 1839 وهمايوني في 18 فبراير 1856 ، وبمقتضاهما كفل أمن الرعايا المسيحيين وأرواحهم وأعراضهم وملكياتهم ، وألغي ضريبة القواعد العسكرية وسمح لأهل الذمة بأداء الخدمة العسكرية. ومع ازدياد الاضطرابات الأرمنية في عام 1893 ، صارت المؤسسة التعليمية الأمريكية مصدرا من المصادر الرئيسية للفتنة ، فقامت السلطات العثمانية بفتح جميع الرسائل الخاصة بالإرساليات الأمريكية والمؤسسات التابعة لها في المناطق التي شهدت قلاقل وفتن ، الأمر الذي دفع القنصل الأمريكي في مارسوفان مخاطبة الوزير الأمريكي بالأستانة لوضع حد لهذه الاتهامات. ومما هو جدير بالذكر ، أنه نتيجة لتغير الموقف الأمريكي إزاء السياسة العثمانية نظر العثمانيون إلي الأمريكان علي أنهم حلفاء الأرمن ، وأن أمريكا هي المقر الرئيسي للنشاط الثوري الأرمني ، وسعي الأرمن إلي الحصول علي الجنسية الأمريكية للاحتماء بها من ملاحقة السلطات العثمانية وتحقيق أنشطتهم الثورية ،مما جعل الدولة العثمانية تشدد مراقبتها علي الأرمن الحاملين للجنسية الأمريكية . ومن جانب آخر ، بدأت الدولة العثمانية تضع العراقيل علي سفر الأرمن إلي الولايات المتحدة، وبلغ بالسلطان عبد الحميد أن أعلن نيته في طرد كل الأرمن الحاملين للجنسية الأمريكية منذ عام 1869 . ومع تصاعد الأحداث، أرسلت الحكومة الأمريكية البارجتين ماريل هيد وسان فرانسيسكو إلي المياه العثمانية لمتابعة الاضطرابات الأرمنية وتوفير الحماية للمواطنين الأمريكيين. وعلي الرغم من أن الولايات المتحدة لم تقم بدور سياسي فعال لمساعدة الأرمن إلا أن الأراضي الأمريكية احتضنت عددا كبيرا منهم. نتيجة لسياسة السلطان عبد الحميد الاستبدادية حدث تغيرفي العلاقات العثمانية الأمريكية ، وعندما تولي السلطان محمد الخامس نظرت الحكومة الأمريكية إلي نظامه الجديد بعين الرضا ؛ إذ رأوا فيه بداية جديدة لعهد جديد من الإصلاح والحكم الدستوري ،لكن سرعان ماحدث تحول في هذه العلاقة، فقد شهدت الفترة مابين عامي ( 1908-1914 ) مجموعة من التحولات المأساوية غير المتوقعة ، وذلك عندما تحول العثمانيون الشبان من دعاة المساواة إلي متعصبين متطرفين ، صمموا علي خلق نظام جديد وعلي طمس المسألة الأرمنية. *** *** *** *** تناول الفصل الثاني ( المذابح الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916 ) ،موقف كل من الأرمن والأمريكيين من دخول الدولة العثمانية الحرب وسيناريو الإبادة الذي وضعه العثمانيون للتخلص من الأرمن ، وذلك من خلال روايات المبشرين الأمريكيين في المقام الأول والمصادر الأمريكية ،والتي من المفترض أنها اتسمت بالحيادية ؛ لأنها لم تكن طرفا في الصراع الدولي في تلك الفترة. كانت التقارير التي قدمها المبشرون الأمريكيون المتمركزون في المقاطعات الأرمنية المختلفة في عامي 1915-1916 لجيمس بارتون رئيس لجنة تقصي الحقائق الأمريكية أداة أساسية لكشف حقيقة ما حدث للأرمن خلال هذه الفترة علي الأراضي العثمانية . وفي هذا السياق ، نشرت الصحافة الأمريكية " بأن المسيحيين يشنقون في الشوارع والميادين دون محاكمة ، وتظل جثثهم معلقة لأسابيع علي أعمدة الإنارة في الشوارع والأتراك من المارين يبصقون علي الجثث ". وتأتي رواية الطبيب الأمريكي سيدر بأنه : قتل ما لا يقل عن 800 أرمني و2000 آخرين توفوا نتيجة الأوبئة ، وإن أكثر من نصف سكان البلدة فروا إلي روسيا ". وبعد الفشل العثماني علي جبهة القوقاز واندحاره في الخليج العربي وفشل حملة جمال باشا علي السويس وتراجعه أمام تقدم الحلفاء في الشرق، كان لابد من كبش فداء لتعليق الفشل عليه ، ووجدوا ضالتهم في الأرمن متهمين إياهم بالخيانة العظمي ؛ لأنهم لم يعاونوهم ويتطوعوا في الجيش العثماني أسوة بالأرمن الروس. وخلال عمليات الإبادة الجماعية للأرمن، نجح رجال البعثات التبشيرية الأمريكية خاصة ، والقناصل الأمريكيين وعلي رأسهم السفير الأمريكي هنري مورجنتاو بتزويد الحكومة الأمريكية بصورة ماحدث داخل الأراضي العثمانية من مذابح الأرمن . اعتمدت الباحثة علي هذه الروايات بالإضافة إلي ملفات الخارجية الأمريكية في تحديد مراحل سيناريو الإبادة الذي اتبعه العثمانيون. فتمثلت الخطوة الرئيسية الأولي في تجريد الأرمن من السلاح ، بدءا بالجنود الذين كانوا يخدمون في الجيش التركي وانتهاء بالسكان المدنيين الذين سمح لهم بحمل السلاح منذ عام 1908 ، وتذهب روايات بأن الألمان هم من أشاروا علي العثمانيين ذلك ، ليحرموا الأرمن من كل وسائل الدفاع عن النفس. وتأتي الخطوة الثانية وفقا لسيناريو الإبادة ، وتتمثل في القضاء علي زيتون وڤان. وفي الخطوة الثالثة من سيناريو الإبادة : اعتقال المثقفين الأرمن ، حيث قدمت ثورة ڤان مبررا للحكومة العثمانية القيام بحركة اعتقالات واسعة النطاق للسياسيين والمفكرين الأرمن ، ليس فقط في العاصمة ،ولكن أيضا في شتي الولايات التي يسكنها الأرمن . وتأتي الخطوة الأخيرة من سيناريو الإبادة وفقا لتقارير القناصل وشهود العيان الأمريكيين .وتشير هذه التقارير إلي تشابه الاستراتيجية المتبعة في تنفيذ برامج النفي التي نفذها العثمانيون بحق الأرمن ، وإن اختلفت في التفاصيل *** *** *** *** ويرصد الفصل الثالث " الموقفين الرسمي والشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توضح الدراسة أن تفاعل الحكومة الأمريكية مع الأحداث الأرمنية أسس نموذجا عاما ، أصبح فيما بعد علامة ثابتة لسياستها الخارجية ، وهو إرث من التناقض. فالمصالح الشخصية التي فرضت علي الولايات المتحدة الأمريكية الوقوف إلي جانب الأرمن ، هي نفسها المصالح الشخصية التي جعلتها تتخلي عن الأرمن. وعلي الرغم من التكتم الشديد والسياج الذي فرضه العثمانيون ، خوفا من تسرب أخبار الإبادة الأرمنية ،بدأت تتسرب أخبارإلي هنري مورجنتاو السفير الأمريكي بالأستانة من خلال تقارير القناصل الأمريكيين وعدد من رجال البعثات التبشيرية الأمريكية والألمانية والبريطانية وغيرها . وفي إطار ذلك ، ظلت مهمة السياسة الخارجية للولايات المتحدة حماية المواطنين الأمريكيين وحاملي جنسيتها .وظل مورجنتاو ممثلا لهذه السياسة الحريصة علي رعاية مصالحها دونما توريط نفسها في المشكلات العثمانية الأوربية . في شهر فبراير 1915، تصاعدت الأحداث في مدينة ڤان، وبدأت التقاريرتصل السفارة الأمريكية، الأمر الذي دفع مورجنتاو أولا إلي التصرف بصفة غير رسمية ، فأجري مقابلة مع مسئولي الحكومة العثمانية الذين أكدوا له أن هذه القلاقل جرت من قبل الغوغاء، وسيتم السيطرة عليها بسرعة ، الأمر الذي لم يتقبله السفير الأمريكي، فلجأ إلي مقابلة وزير الحربية أنور باشا الذي أعرب عن وجود إجراءات وترتيبات قد اتخذت بشأن الأرمن بسبب قيامهم بالانضمام إلي جانب القوات الروسية المعادية ، مما عرض مؤخرة الجيش التركي في القوقاز إلي مخاطر عدة. وإزاء تصاعد الأحداث ، والتهجير القسري وعمليات القتل الجماعي للأرمن ، كانت تقارير القناصل الأمريكيين تنهمر علي السفارة الأمريكية في الأستانة وعلي وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن ، لا سيما بعد أن أصبحت مقر القنصليات الأمريكية معسكرا لعدد من اللاجئين.ورغم ذلك، فلم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات حاسمة ، إلا أن القناصل الأمريكيين حاولوا استغلال نفوذهم للتدخل لدي السلطات العثمانية ، ونظرائهم من قناصل الدول الحليفة والمحايدة . فقد أسفرت مساعي السفير الأمريكي مورجنتاو في تحقيق بعض النجاح ، فقد استثني من قرار الترحيل العاملين في المناصب الحكومية ، وأيضا المرضي والحوامل في طرابيزون ولكن لفترة زمنية محددة. ومع تزايد الأمور سوءا وارتفاع وتيرة المذابح ، هدد مورجنتاو بنشر جميع التقارير التي لديه أمام الرأي العام العالمي ، محذرا وزير الحربية أنور باشا بأنها كفيلة أن تدمر الدولة العثمانية في أعين العالم.، في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكية ، بأن الحكومة العثمانية أرسلت لجميع الدول بما فيها الولايات المتحدة بأنها لن تسمح بأي تدخل أجنبي في شئونها الخاصة ، فمعاملة رعايا الدولة العثمانية من قبل الحكومة العثمانية ، تعد مسألة داخلية بحتة. وجاء رد الفعل الأمريكي في عدة اتجاهات ، فتقدم وزير الخارجية بطلب غير رسمي نيابة عن الأرمن إلي السفير الألماني ، يطالبه باستخدام نفوذه لدي الحكومة الألمانية من أجل التدخل لصالح الأرمن في الدولة العثمانية ، وعلي الجانب الآخر أرسلت الخارجية إنذارا سلمه مورجنتاو إلي الحكومة العثمانية ، مما جعل الصحافة الألمانية تطلق تحذيرات ضد الولايات المتحدة وأن الألمان لن يتدخلوا في المذابح التركية ضد الخونة ، بل لن تسمح للولايات المتحدة بالتدخل . حاول العثمانيون استغلال الصحف الأمريكية أيضا في التأثير علي الرأي العام الأمريكي، والدفاع عن الصورة السيئة التي تكونت في العقل الجمعي الأمريكي عن العثمانيين . ومع هذا ،لم تتراجع الحكومة الأمريكية عن تقديم العون بصورة لا يضر مصالحها مع الدولة العثمانية، وفي إطار إنساني تمكنت إحدي سفن الأسطول الامريكي في 24 أغسطس 1916 من نقل آخر دفعة من النساء والأطفال الأرمن الذين مكثوا في الأسكندرونة أربعة أيام يتضورون جوعا وفي حالة سيئة إلي مدينة الإسكندرية . ومع تزايد وتيرة المذابح الأرمنية ، عرض السفير الألماني علي نظيره الأمريكي فكرة نقل بعض الأرمن إلي الولايات المتحدة الامريكية ، مع احتمالية أن تقوم الحكومة الألمانية بنقل بعضهم إلي بولونيا ليحل اليهود محلهم إذا تخلوا عن مخططاتهم الصهيونية ، ورحب مورجنتاو ووجد أنها الحل الوحيد للإبقاء علي حياة من بقي من المهجرين علي قيد الحياة . وبدأ مورجنتاو في تنفيذ الفكرة علي مسارين :الأول – عرض الفكرة علي وزارة الخارجية ، والمسار الثاني : وجه نداء من خلال الصحف . ورحبت بالفكرة العديد من هيئات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الأمريكية ، وعلي الفور بدأت اللجنة الأمريكية المكلفة بالتحقيق في الفظائع التي ترتكب بحق الأرمن بالتعاون مع لجنة الرحمة بالدعوة إلي توجيه نداء لجمع التبرعات لإنقاذ حوالي 550 ألف أرمني من الممكن إرسالهم إلي الولايات المتحدة الامريكية . وثمة هناك معوقات حالت دون تهجير الارمن إلي الولايات المتحدة ؛ إذ رأي البعض أنه من الأفضل إغاثة الأرمن بالأموال وليس الهجرة. ورغم ذلك ، نجح بعض الأرمن في إلهجرة إلي الولايات المتحدة الامريكية ، فأظهرت إحدي الدراسات الإحصائيات لعدد من المهاجرين إلي الولايات المتحدة خلال عام 1916 بأن عدد المهاجرين بلغ 58.2% من إجمالي العدد الكلي للمهاجرين من الجنسيات الأخري . وقد نجحت الجالية الأرمنية داخل الولايات المتحدة في تجنيد الإعلام الأمريكي لكسب الرأي العام الأمريكي وتعاطفه مع الأرمن ، وكذلك نشطت في الحصول علي الدعم السياسي المالي والمعنوي للشعب الأرمني . وأمام الفظائع والقتل والتشريد والنفي القسري وحالات التجويع التي تعرض لها الأرمن ، أخذت الخارجية الأمريكية علي عاتقها مهمة إغاثة اللاجئين الأرمن ، فنجحت في الحصول علي تصاريح قوات الحلفاء لعبور المناطق الواقعة تحت الحصار البحري لدول الحلفاء لتسليم الإمدادات ، إلا أن الحكومة العثمانية رفضت في باديء الأمر إيصال أية مساعدات للأرمن معللة موقفها هذا بأنها ليست ضرورية . واستمرت المنظمات الأمريكية في إغاثة الأرمن في أداء عملها ، فقام الصندوق الأمريكي الأرمني للإغاثة بإرسال جميع الأموال التي لديه علي دفعات متساوية . وفي الفصل الرابع والأخير ، الذي يحمل عنوان ( القضية الأرمنية وتسويات مابعد الحرب ) ، تناول أثر دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب علي القضية الأرمنية ، وموقف الرئيس ويلسون من القضية الأرمنية والدور الذي لعبته الولايات المتحدة في مؤتمر السلام وإرسال الولايات المتحدة بعثتي كنج – كرين والجنرال جيمس هاربورد لدراسة إمكانية فرض الانتداب وتبني الرئيس الأمريكي لفكرة الانتداب علي أرمينيا الذي تم رفضه من قبل مجلس الشيوخ وقبول ويلسون التحكيم في مسألة الحدود بين الجمهورية الأرمنية الوليدة وجيرانها ، ثم عودة الولايات المتحدة للعزلة ، ولكنها ظلت تراقب الأحداث في لوزان لتحقيق مصالحها الاقتصادية مما أدي لوأد القضية. كان الأرمن ضمن طوائف الشعب الأمريكي الذين شجعوا الحكومة الأمريكية علي دخول الحرب إلي جانب الحلفاء، وساعد علي ذلك توتر العلاقات الأمريكية الألمانية في مطلع عام 1917 التي جاءت علي هوي الأرمن وضد ما كان يأمله ويلسون الذي اضطر أن يقف أمام الكونجرس في 4 أبريل 1917 يطلب إعلان الحرب علي ألمانيا . وإزاء اندلاع الحرب في القوقاز ، طالبت روسيا الحكومة الأمريكية أن تقوم بحماية سواحلها في القطب الشمالي، وأرسل سميث برقية إلي واشنطن محذرا بأنه إذا فشلت في سرعة المساعدات إلي القوقاز ، فهذا من شأنه أن يساعد علي تركيز القوات التركية والألمانية ضد القوات البريطانية في بغداد ، وجاء الرد الأمريكي بأن الحكومة تفتقر الوسائل اللازمة لإيصال كميات كبيرة من المساعدات مباشرة إلي أرمينيا أوإلي مكان آخر في منطقة القوقاز .وفي واشنطن لم يبد ويلسون ولا وزير خارجيته أو قائد آخر استعدادا لتقديم التزامات مكلفة لإنقاذ الأرمن. وفي 11 يناير 1918 ، أصدرت الحكومة السوفيتية قرارا حول أرمينيا العثمانية ، وأعلنت تأييد روسيا لقضية الأرمن وحقوقهم في أرمينيا التركية التي تحتلها القوات الروسية ، وتتيح لهم فرصة تشكيل حكوماتهم وتوطيد استقلالهم .وبناء علي طلب مجلس المفوضين رحلت القوات الروسية عن المقاطاعات الأرمنية في الدولة العثمانية مما يعني عمليا ترك الأرمن تحت رحمة الجيوش الزاحفة. وبعد الانسحاب السوفيتي من أرمينيا الغربية وبعض مقاطعات أرمينية السوفيتية ،أصبح الأرمن بمفردهم ، ولم يكن أمام مجلسهم الوطني في تفليس لاستكمال مفاوضات السلام الدائرة في باطوم مع العثمانيين ، لينقذ ما يمكن إنقاذه سوي وجوب إعلان استقلال أرمينيا ، وذلك بتارخ 28 مايو 1918 ، لكن قيام جمهورية أرمينية لم يعلن إلا في 30 مايو علي الاجزاء غير المحتلة من أرمينية الشرقية وتولية السلطة في البلاد إلي حين إجراء انتخابات . وخلال ذلك ، لم تقدم الولايات المتحدة أية مساعدات للأرمن ، لدرجة أنها لم تعترف دبلوماسيا بالجمهورية الوليدة ،ولم تعلن الحرب علي الدولة العثمانية بالرغم من أن الحلفاء طالبوها بذلك . ومن ثم ، فإن النداءات الخارجية للأرمن لم تلق استجابة من قبل الولايات المتحدة التي ظلت تراقب دون أن تصدر أي رد فعل .ومع هذا ،تمكن الأرمن من دحر القوات العثمانية مما اضطر الأخيرة إلي الجلوس إلي مائدة المفاوضات وتوقيف هجومها والانسحاب إلي يريڤان وإبرام معاهدة باطوم في 4 يونية 1918 ، والتي تألفت من أربع عشرة مادة وأربعة ملاحق. وبموجب المادة الثانية من هذه المعاهدة صارت مساحة جمهورية أرمينية حوالي عشرة آلاف كيلو متر مربع مقصورة علي يريفان وإيتشميادزين وماجاورهما . لذا، سميت بجمهورية يريفان الأرمنية،كما نصت المادة الخامسة علي تعهد حكومة جمهورية أرمينية بعدم السماح بتشكيل أي فرق أو جيش داخل أراضيها ،وجاء في المادة الحادية عشرة ، تتعهد حكومة أرمينية بان تبذل قصاري جهدها في إخلاء مدينة باكو فور توقيع هذه المعاهدة من القوات الأرمنية الموجودة فيها والعمل علي منع وقوع صدام أثناء عملية الإخلاء. وتوالت الهزائم المتلاحقة علي الدولة العثمانية ،مما حدا بالدولة العثمانية أن تعلن رغبتها في التفاوض علي الصلح علي أساس النقاط التي وضعها رئيس الولايات المتحدة الأربعة عشر ، وفي 30 اكتوبر 1918 تم التوقيع علي هدنة مدروس بين الحكومة العثمانية وبريطانيا ، وكانت بمثابة تسليم تام للحلفاء بدون قيد أو شرط . وبينما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية التصديق علي هدنة مدروس ، كان الأرمن يتنفسون الصعداء، وباتوا يعلقون آمالهم علي دول الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية . لم تقدم الولايات المتحدة الدعم اللازم للجمهورية الأرمنية ، ولم تعترف علي المستوي السياسي ، لكن علي الجانب الإنساني عندما كان علي الأرمن أن يتحملوا شتاء قاسيا 1918-1919 ، فصرح هربرت هوفر رئيس إدارة الإغاثة بأن التقارير الواردة من أرمينيا كانت صدمة ، فقد تسبب العجز في الخبز والوقود والدواء وملاجيء الأيتام في أن يصل معدل الوفاة ثلاثة آلاف شهريا، وبلغ الأمر أن أكلت النساء الحشائش والحيوانات الميتة ، كما ترددت أنباء عن اكل لحوم البشر . وفي المدن الكبري انتشرت جثث الموتي والقتلي في الشوارع . تطرح الباحثة سؤالا مؤداه : إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت المساعدات الإنسانية للأرمن ، فهل كان من الممكن أن تؤيد سياسة ويلسون الحلم الأرمني في مؤتمر الصلح ؟ بداية ، راقب الأرمن مايحدث علي الساحة الدولية ونشطت الدوائر الأرمنية في مختلف عواصم دول الحلفاء لتدعيم القضية أثناء مؤتمر الصلح ، ولكسب الرأي العام العالمي إلي جانبهم ؛ إذ أرسلت خطابا للرئيس الأمريكي.تضمن مطالب الشعب الأرمني . وجاء رد الرئيس ويلسون مؤكدا علي عطف الحكومة الأمريكية والشعب علي قضية الأرمن وأمله في أن يحصل الشعب الأرمني من خلال القنوات الشرعية في مؤتمر السلام علي ما يرغب . وخرج مؤتمر الصلح في باريس بنظرية الانتداب في 30 يناير 1930 ، حيث قضي بأن تنفصل سوريا والعراق وأرمينيا عن تركيا ويشرف عليها وصي من قبل الأمم المتحدة. وعقب عودة ويلسون من باريس في نهاية فبراير 1919 للحصول علي مشروع عصبة الأمم ، كانت القضية الأرمنية أحد أدوات ويلسون لكسب التأييد الشعبي للعصبة. وفي الفترة من 24 فبراير حتي 22 أبريل 1919 ، طالب المؤتمر القومي الأرمني بأن يسند الوفاق " الانتداب علي أرمينية " للولايات المتحدة الأمريكية ". ومن جانبه ، لم يعارض ويلسون الفكرة إلا أنه طلب أن يتشاور مع مستشاريه أولا. وفي السادس من مايو ،أبلغ ويلسون مجلس الأربعة الكبار صعوبة تنفيذ اقتراحهم ، مؤكدا أن مستشاره القانوني أبلغه بأنه ليس لديه سلطة لإرسال قوات إلي الدولة العثمانية ، وأكد ويلسون أنه بذل قصاري جهده لإيجاد مخرج قانوني ولكنه فشل. وفي 8 مايو 1919 ، عرض جورج لويد خريطة الانتدابات ، وتحصل فيها الولايات المتحدة الانتداب علي أرمينيا والأستانة ، وفي 14 مايو قدم مجلس الأربعة الكبار اقتراحين ، جاء رد ويلسون بأنه سيقبل الاقتراح فيما يتعلق بقبول الانتداب علي أرمينيا والأستانة إلا أن ذلك مرهون بموافقة مجلس الشيوخ . والجدير بالذكر أن ويلسون رفض إرسال قوات أمريكية إلي أرمينيا ،متعللا بأن ذلك يتوقف علي موافقة الكونجرس ، وأنه وعد فقط بتقديم الاقتراح إلي الشعب الأمريكي والكونجرس ليدلوا بدلوهم فيه . نتيجة لصعوبة وضع بعض المناطق في الدولة العثمانية تحت الانتداب ،عرضت الولايات المتحدة إرسال لجنة إلي الشرق الأدني لتقصي الحقائق حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتقرير أنسب الوسائل للنهوض بها . أرسلت الولايات المتحدة خلال عام 1919 بعثتين لجمع المعلومات اللازمة عن منطقة الشرق الأدني، وفي ضوئها سيتم وضع تصور للدور الأمريكي في تسويات ما بعد الحرب ، تمثلت الأولي في المندوبين الأمريكيين كنج وكرين وخلص تقريرهما إلي الثناء علي قرار مؤتمر الصلح المبني بفصل أرمينيا عن السلطنة العثمانية نظرا لتخلف العثمانيين عن حكم رعاياهم مما أدي لحدوث المجاذر ، وهي السب الأهم لفصل أرمينيا في دولة مستقلة وأيضا عدم التجانس بين الأرمن والعثمانيين . والبعثة الثانية : بعثة جيمس هاربورد، وكلفت بجمع إحصائيات ضرورية لفهم المتطلبات التي يمكن ان تلقي علي كاهل الولايات المتحدة إذا قبلت الانتداب علي أرمينيا ، وأوصي التقرير في 16 اكتوبر 1919 بأن يتولي الانتداب علي أرمينيا والقوقاز نفس الدول المنتدبة علي الأناضول والأستانة والروميلي، وأوردت لجنة هاربورد في تقريرها اثني عشر سببا لقبول الولايات المتحدة الانتداب علي أرمينيا بالإضافة إلي تضمن التقرير ثلاثة عشر سببا آخر تحول دون قبول الولايات المتحدة الانتداب. منها التكلفة الكبيرة التي ستقع علي الحكومة الأمريكية ، ومن الممكن أن تتشتت القوات الأمريكية البرية والبحرية التي ينبغي عليها للمسئولية المستقبلية في القارة الأمريكية، يضاف إليهما الظروف الصعبة التي من الصعب التصرف معها لبعد النفوذ الأمريكي ،وكذلك الولايات المتحدة لديها أولويات والتزامات كثيرة ومشاكل داخلية نمت بعد الحرب. وإزاء اندلاع الثورة في الأناضول، وبروز الطموح السياسي لمصطفي كمال الذي أعلن بعد إقالته من قبل السلطان العثماني ، صدرت عدة قرارات عن عصبة الأمم المتحدة لدعم القضية الأرمنية ، فقد قررت في اجتماعها الاول عام 1920 بالإجماع " إنه يجب علي الدول الكبري اتخاذ إجراء ما لوضع حد لمأساة الشعب الأرمني المروعة بأقرب فرصة ممكنة وحماية مستقبل الشعب الأرمني " وفي 24 أبريل 1920 ، بدأت فعاليات مؤتمر سان ريمو ،والذي عقد فقط لصياغة شروط السلام التي ستعقد مع الدولة العثمانية وتحديد الخطوط الرئيسية لتحقيق ذلك، وقد ناشد المجلس الأعلي للحلفاء الرئيس ويلسون بأن تقبل الولايات المتحدة الانتداب علي أرمينيا ، كما طالب ويلسون أن يكون المحكم في مسألة الحدود بين أرمينيا وتركيا، وفي 17 مايو أرسل ويلسون موافقته علي قبول التحكيم للحدود إلي المجلس الأعلي للحلفاء في باريس بواسطة السفير الأمريكي. وبموجب ما جاء في سان ريمو، فقد تقرر فقد الدولة العثمانية لجميع الولايات العربية وولايات أرمينيا وسنجق أزمير، وأن يناط إلي لجنة دولية تحديد حدود أرمينية علي ألا تضم قيليقية أو طرابيزون وتعطي فقط أرضروم. وفي 10 أغسطس 1920 ، نجحت الدبلوماسية الأوربية أن تملي علي الأستانة قبول معاهدة سيفر التي كرست تمزيق الدولة العثمانية واختزالها في دولة أناضولية صغيرة محصورة بين بلدين لا تزال حدودهما غير مرسومة وهما : أرمينيا واليونان. ثم ،جاء قرار الرئيس الأمريكي في صالح الأرمن ، إذ قرر أن تترك لأرمينيا ولاية ڤان وكذلك ولايتي أرضروم وبتليس وقسم صغير من طرابيزون ، لتأمين المنفذ البحري، ولهذا سارع مصطفي كمال إلي القضاء علي هذه الجبهة ، فقامت القوات العثمانية بالهجوم علي أرمينيا والاستيلاء علي قارص وأردهان وأولطي والكسندربول ، وأجبر الأرمن علي التوقيع علي معاهدة الكسندربول في 2 ديسمبر 1920 وبموجبها انسلخ من الأراضي الأرمنية 30 الف كم 2، علي أن تسحب جميع وفودها من أوربا ، وألا يسمح لها بزيادة عدد جيشها عن 1500 جندي ومثل هذا العدد في قوات الشرطة ، وحظر التجنيد الإجباري، وأن تتعهد الدولة العثمانية بالدفاع عن أرمينية حين وقوع هجوم خارجي عليها بموجب طلب من أرمينيا، وأن يسير تبادل الأسري بين البلدين، وأن تلغي أرمينيا جميع معاهداتها المعقودة ضد العثمانيين. وهكذا ،تخلص الكماليون من الخطر الأرمني، إلي أن لعبت المصالح السياسية والتوازنات الدولية والأنظمة الاستعمارية مع الشوفينية العثمانية الدور الأكبر في وأد القضية الأرمنية بموجب معاهدة لوزان في 24 يولية 1923 ، بشكل يتماشي مع أماني العثمانيين ،فلم ترد في أي من بنودها أية إشارة إلي الأرمن ، بل تضمنت نصوصا عامة حول ضرورة عدم اضطهاد الأقليات غير المسلمة في الدولة العثمانية. آثرت الولايات المتحدة مصالحها السياسية والاقتصادية ، واكتفت بمراقبة ماتفعله الدول الأخري عن كثب ، وبالتدخل في مناسبات معينة، مما يتضح معه أنه لم تكن هناك عزلة سياسية في الواقع ، ولكنه كان استعلاء أمريكيا ، يأبي أن يكون لغيرها زعامة العالم سياسيا ، فضلا عن زعامته اقتصاديا . في الخاتمة ، تمثلت أهم النتائج في : إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية التي وضع قواعدها الأولي جورج واشنطن بضررة الابتعاد عن مشاكل القارة الأوربية والاهتمام ببناء المجتمع الأمريكي وازدهارها ، والتي تجسدت فيما بعد بمبدأ مونرو (1825) في محاولة لعدم تدخل الأوربيين في مشاكل العالم الجديد مقابل عدم تدخل الولايات المتحدة في مشاكل القارة الأوربية. وفي واقع الأمر، كان يتم تفسير هذا المبدأ طبقا للمصالح الأمريكية ، ولم تتمسك به حرفيا ، وهو ما ألقي بظلاله علي تعاملها مع القضية الأرمنية قبل الحرب العالمية الاولي إذ اهتمت بشئون الأرمن ،ولكن بطريق غير مباشر من خلال البعثات التبشيرية الأمريكية التي وطأت الأراضي العثمانية. تعاملت السياسية الأمريكية إزاء القضية الأرمنية بإرث من التناقض ، وهو ماظهر جليا في تعاملها مع مذابح الأرمن 1915-1916 ، وما تبعها من تسويات أدت في نهاية الأمر إلي وأد القضية الأرمنية في لوزان 1923. لم تنقذ السياسة الولسونية المثالية الأرمن ، فمع إعلان ويلسون لمبادئه الأربعة عشر ووعود الحلفاء للأرمن بأن محنتهم في سبيلها للانتهاء ،شعر الأرمن بأن طموحاتهم وأمانيهم ستتحقق . لكن جاءت تسويات مابعد الحرب علي العكس، ففي 30 يونيو 1918 يعلن عن ميلاد الجمهورية الأرمنية ،ولم تعترف بها الولايات المتحدة الأمريكية إلا في أبريل 1920 وبالرغم من إبداء ويلسون استعداده لقبول الانتداب الأمريكي علي أرمينيا وإرساله لبعثتين لتقصي الحقائق لدراسة إمكانية الانتداب والوقوف علي حقيقة الوضع ، إلا أنه فضل عرض تأجيل مشروع الانتداب علي مجلس الشيوخ إلي بعد أن تتم مناقششته والتصويت علي معاهدة فرساي وميثاق عصبة الأمم ، مما ساهم في وأد المشروع. ألقت لغة المصالح المتبادلة بظلالها علي تعامل الولايات المتحدة مع القضية الأرمنية ، ففي حين صرحت عشرات الحكومات رسميا بما فيها كندا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وغيرها باعتبار مذابح الأرمن العثمانيين (1915-1916) أول إبادة جماعية في العصر الحديث، وفي حين صوتت أربعين ولاية أمريكية علي مشروع قرار بأن ماحدث للأرمن العثمانيين خلال الحرب العالمية يمثل أول إبادة جنس في العصر الحديث ، ولكن ما زالت واشنطن مصرة علي موقفها بتجنب اتخاذ أي موقف رسمي حرصا علي مصالحها مع شريكها الرئيسي في الشرق الأوسط " تركيا " ، وكذلك إسرائيل التي ترفض الاعتراف بأية إبادة غير الهولوكوست النازي .وهكذا ، فطالما لغة المصالح هي التي تحكم سياسات الدول ، فستظل المشكلات الإنسانية كالقضية الأرمنية معلقة بدون حل .
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حب الوطن بين غياب الوعي وتزييف الواقع
-
البانجو خطر يهدد الشباب
-
المسرح والسلطة في مصر من منتصف القرن التاسع عشر وحتي ثورة 19
...
-
فلسطين في المسرح المصري: قراءة في النص الدرامي
-
التعليم في مفترق الطرق
-
التعليم الصناعي ..إلي أين...؟
-
السلوك الُمحير للطلاب بين القبول والرفض
-
سلطانة الطرب..أول ممثلة مصرية
-
موليير مصر.. يعقوب صنوع
-
كرامة المعلم
-
عجيبة هي كرة القدم ....!!!
-
أكبر مشروع علمي عن الإبادة الأرمنية في العالم
-
نفي الآخر: جريمة القرن العشرين للدكتور محمد رفعت الإمام
-
مئة ..وتستمر الإبادة
-
مذكرات نوبار باشا
-
أرمينية من الفتح الإسلامي إلي مستهل القرن الخامس الهجري
-
الأرمن في مصر في العصر العثماني
-
( تاريخ الأرمن في مصر الإسلامية في مائة عام هجرية )
-
الإبادة الأرمنية في الذاكرتين الألمانية والنمساوية
-
قافلة المقريزي علي أون تي في
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|