|
تقرير سنوي للجنة السورية لحقوق الإنسان
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
الحوار المتمدن-العدد: 15 - 2001 / 12 / 23 - 09:52
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بمناسبة مرور عام على تولي الرئيس بشار الأسد السلطة في سوريا
على الرغم من وعود الانفتاح التي طرحها الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، بقيت أوضاع حقوق الإنسان في سوريا على حالها في ظل قانون الطوارئ المعمول به منذ انقلاب 8 آذار (مارس) عام 1963، واستمرت هيمنة الأجهزة الأمنية على الحياة العامة للبلاد. لاحظت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن الانفراج المحدود في الحريات الذي ميز النصف الأول من العام الأول لحكم الرئيس بشار الأسد لم يكن نتيجة تبدلات حقيقية في توجهات السلطات الحاكمة، بقدر ما كان اجتهادات ومحاولات فردية من بعض الفعاليات الثقافية والسياسية السورية، التي قرأت خطاب القسم على أنه إيذان بمرحلة جديدة من الممارسة السياسية. ولكن سرعان ما تبين أن الانفتاح الحقيقي لا يعني شيئا مالم يقترن بقوانين تحميه وبإعادة الاعتبار للسلطات التشريعية والقضائية ولمؤسسات المجتمع المدني.. فكان سهلا والأمر كذلك الانقلاب على هذه الخطوات الخجولة والعودة إلى الخطاب الأمني التجريمي اعتبارا من الشهر الثالث لعام 2001.
المعتقلون استفاد من العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس بشار الأسد بمناسبة ذكرى الحركة التصحيحية في السادس عشر من شهر تشرين الثاني 2000 ستمائة سجين سياسي، منهم 400 كانوا من نزلاء معتقل تدمر الصحراوي، وقد توزع المعتقلون - الذين أمضى معظمهم فترات اعتقال طويلة تجاوزت عقدين من الزمان، وبعضهم تجاوز فترة محكوميته - على أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ومنظمة العمل الشيوعي، وشمل العفو بعض رعايا الدول العربية المجاورة. ولم يشمل العفو عدداً أخر يقدر بالمئات جلهم من الإخوان المسلمين، إضافة إلى أعضاء في المنظمة الشيوعية العربية وحزب البعث الديمقراطي. وأطلق سراح معتقل الرأي نزار نيوف، المحكوم عشر سنوات بعد تدخل البابا أثناء زيارته لسوريا. وفرضت عليه الإقامة الجبرية ومنع من السفر إلى الخارج للعلاج وترددت أنباء عن خطفه وتهديده، ثم السماح له بالسفر إلى الخارج للعلاج بوساطة فرنسية. وقد واصلت الأجهزة الأمنية اعتقال المواطنين دون مذكرات رسمية، ومارست بحقهم التعذيب المنظم الذي أودى باثنين منهم على الأقل. فقد أفادت المعلومات التي تلقتها اللجنة السورية لحقوق الإنسان وفاة المواطن محمد شكري علوش قادر (مواليد 1983) تحت التعذيب، وكان قد أوقف ليشهد على حادث جنائي بتاريخ 2/5/2001، وتوفي مساء ذلك اليوم. وتفيد المعلومات الواردة أنه لم توجه إليه تهمة محددة ، لكنه احتجز بصفته شاهد على حادثة سرقة حصلت قرب محل الحدادة الذي يعمل فيه. وبينما لاحظ أهل الضحية التشوه وآثار الضرب على الوجه والجسم، أفاد التقرير الرسمي الأولي بأنه مات منتحراً، ووقع على ذلك التقرير أطباء موظفون في المنطقة. كما وردت للجنة أنباء عن اختفاء عدد من المعتقلين منهم المواطن السوري حسين داود الذي أعيد مرغما من ألمانيا حيث كان قد طلب اللجوء السياسي وجرى إيداعه في فرع فلسطين في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2000، ولم يتمكن أحد من أقاريه من الاتصال به ويعتقد أن سبب اعتقاله ناتج عن صلته بحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية. ورصدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان اختفاء المواطن البريطاني ، العراقي الأصل هلال علي، المتزوج من مواطنة سورية ، اعتباراً من 25/7/2000، بعد اعتقاله من قبل أحد الأجهزة الأمنية السورية. وعلمت اللجنة أثناء مراجعة هذا التقرير أنه تم الإفراج عنه في أواخر شهر حزيران (يونيو) 2001 بعد حملات الضغط التي مارستها المنظمات الإنسانية وأصدقاء المعتقل. وواصلت بعض الأجهزة الأمنية التنكيل بعائلات بعض المطلوبين حيث احتجزت أشقاء وزوجات هؤلاء بغية الحصول على معلومات عنهم، لا سيما من يقيم منهم خارج البلد حيث يوقفون أويعتقلون أويطلبون إلى فروع التحقيق معهم أثناء زيارتهم البلد. ولاحظت اللجنة السورية لحقوق الإنسان استمرار اعتقال المواطنين في شروط غير لائقة إنسانيا في أقبية فروع المخابرات وسجن تدمر الذي يعتبر وصمة عار في جبين البشرية حسبما أفاد بعض المفرج عنهم في وسائل الإعلام (مقابلة فرج بيرقدار مع صحيفة النهار)حيث التعذيب المنظم والتنكيل وغياب الرقابة الصحية وانتشار الأوبئة التي أودت بحياة المئات عبر السنوات العشرين الماضية.
المفقودون وصل إلى اللجنة السورية لحقوق الإنسان مئات الرسائل من أسر مفقودين جرى اعتقالهم ولم يصرح عن وجودهم .. ومعظم هؤلاء من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم اعتقل معظمهم في أوائل عقد الثمانينيات من القرن العشرين. ولم يصدر عن السلطات السورية أي إشارة للبحث في هذا الملف الإنساني الحساس، الأمر الذي يجعل حياة الآلاف من العائلات السورية المرتبطة بهذا الملف جحيما لا يطاق. ولقد صرح المفرج عنه الصحفي نزار نيوف بأن لديه معلومات يقينية بأن المفقودين الذي قتلوا في المعتقل ودفنوا في سجون جماعية في صحراء تدمر يتراوح عددهم بين 13ألف إلى 17 ألف مواطن سوري.
الحريات العامة غضت السلطات السورية الطرف عن اجتماع للجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وصمتت عن نشاط هذه المجموعة دون أن تمنحها ترخيصا رسميا . كما أقفلت بوابة المنتديات الفكرية ، ولجان إحياء المجتمع المدني عبر إصدارها مجموعة من التعليمات التعجيزية وتم الاعتداء بالضرب على عدد من أصحاب هذه المنتديات كما حصل في اللاذقية وحمص. ومع أن السلطات منحت تراخيص لثلاث صحف تعود لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المشاركة في الحكم، ولصحيفة ساخرة خاصة، إلا أنها لم تلتزم بالقانون الذي منحت على أساسه هذه التراخيص ومنعت طباعة صفحتين من جريدة الدومري الخاصة ورد فيهما انتقادات لأداء الحكومة السورية. ولاحظت اللجنة السورية لحقوق الإنسان عددا من التهديدات طالت بعض أعضاء مجلس الشعب المستقلين الذين طالبوا بإحداث تعديلات على سياسات الحكومة ورفعت عنهم الحصانة النيابية دون مسوغات قانونية كما حصل مع النائب رياض سيف. ورصدت اللجنة تعقيدات في عمل بعض المراسلين الصحفيين الذين لم تمنح لبعضهم (بطاقة مراسل) الصادرة عن وزارة الإعلام التي وحدها تخول المراسلين بالعمل.. كما حصل مع مراسل قناة الجزيرة الفضائية محمد عبد الله.
حقوق المواطنة على الرغم من عدم كفاية التعليمات التي صدرت إلى السفارات السورية بشأن منح المواطنين السوريين المقيمين في الخارج جوازات سفر ، وتحديد مدة صلاحية هذه الجوازات بسنة واحدة ، فقد رحبت اللجنة السورية لحقوق الإنسان بتاريخ 9/3/2001 بهذه التعليمات. ولكن هذه التعليمات سرعان ما جمدت وأوقف منح هذه الجوازات المؤقتة وما زال متوقفاً حتى الآن ، وأبلغ المراجعون في كثير من السفارات السورية منذ اللحظة الأولى بعدم إمكانية منحهم وثائق سفر؛ بينما حاولت سفارات أخرى جمع أكبر كمية ممكنة من المعلومات عن المواطنين السوريين ووعدتهم بمنح جوازات سفر، ثم ما لبثت أن اعتذرت بانتظار تعليمات رئاسية جديدة. وظل أسلوب الابتزاز الأمني والمادي هو السائد في تعامل كثير من موظفي السفارات السورية مع المواطنين. ولقد روى أحد المواطنين السوريين أنه دفع خمسة آلاف دولار للحصول على جواز سفر صالح لمدة ستة أشهر من إحدى السفارات السورية الموجودة في الخليج، أما الروايات المشابهة فكثيرة ومصنفة لدى اللجنة السورية لحقوق الإنسان. اللجنة السورية لحقوق الإنسان 1/7/2001
#اللجنة_السورية_لحقوق_الإنسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|